;

علاج القهم العصبي

  • تاريخ النشر: الخميس، 03 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 06 ديسمبر 2022
علاج القهم العصبي

 تعد اضطرابات الأكل النفسية ومن ضمنها القهم العصبي من المشكلات الشائعة التي تنتشر خاصةً بين الشباب والمراهقين، فما هي طبيعة هذه المشكلة وأسبابها؟ وما هي طرق علاج القهم العصبي؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

ما هو القهم العصبي

القهم العصبي (بالإنجليزية: Anorexia Nervosa) أو فقدان الشهية العصبي هو أحد اضطرابات الأكل المعروفة، يعاني المرضى في هذه الحالة من صورة ذهنية مشوهة لأجسادهم، فقد يرى البعض منهم نفسه سميناً على الرغم من عدم زيادة وزنه، مما يصيبهم بالهوس تجاه أي زيادة طفيفة في وزنهم.[1]

يلجأ المرضى المصابون بهذا الاضطراب إلى كثير من العادات الغذائية التي تمكنهم من التحكم في وزنهم، فقد يعتمد بعضهم على التقيؤ المتعمد بعد تناول الطعام، أو استخدام الأدوية الملينة ومدرات البول بشكل خاطئ، وقد يبالغ البعض الآخر في ممارسة التمرينات الرياضية اعتقاداً منهم أن نحافتهم الشديدة هي مصدر ثقتهم بنفسهم واحترام الآخرين لهم.[2]

كيف يمكن علاج القهم العصبي 

يعد علاج القهم العصبي من الأمور الصعبة من الناحية الطبية، فالمريض في أغلب الحالات ينكر إصابته بمشكلة من الأساس، وقد يلجأ فقط إلى الطبيب عند تعرض حياته للخطر، الأمر الذي يفرض أهمية التشخيص المبكر لهذه المشكلة في مراحلها الأولى قبل تفاقم الأعراض.[3]

يعاني مرضى القهم العصبي من مزيج من الأعراض الجسدية والنفسية، لهذا السبب يحتاج معظم هؤلاء المرضى إلى رعاية طبية متكاملة، تنطوي على العديد من الطرق المختلفة لعلاج القهم العصبي، نستعرض في السطور القادمة المسارات العلاجية المختلفة لحل هذه المشكلة.[1]

العلاج النفسي

يعد العلاج النفسي هو حجر الأساس في علاج القهم العصبي، خاصةً بالنسبة للمرضى الذين يعانون من بعض المشكلات النفسية المصاحبة؛ مثل: الاكتئاب، وأعراض التوتر والقلق.[3]

يختلف نمط العلاج النفسي باختلاف عمر المريض، وينقسم إلى نوعين هما:[2]

  • العلاج الفردي: وهو الحل الأكثر ملائمة للمرضى البالغين، ويعد العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات التي حققت نجاحاً في السيطرة على أعراض تلك المشكلة؛ لأنه يساعد المريض على تغيير معتقداته، والتخلص من الأفكار السلبية المشوهة التي تجعله يبالغ في الحد من تناوله للطعام.
  • العلاج الأسري: تعد فئة المراهقين الأكثر عرضة للإصابة بالقهم العصبي، لهذا السبب يحتاج المراهق في هذه الحالة إلى الدعم النفسي من أسرته؛ لأنه غير قادر على اتخاذ قرار يخص حالته الصحية والنفسية.  

العلاج الدوائي

لا يوجد علاج دوائي تم اعتماده حتى الآن لعلاج القهم العصبي بشكل مباشر، لكن يلجأ الأطباء في كثير من الأحيان إلى استخدام بعض الأدوية التي تعالج أعراض القلق والاكتئاب المرتبطين دائماً بالقهم العصبي، ويعد دواء أولانزابين (الاسم التجاري: zyprexa) من أكثر الأدوية المتوافقة مع مرضى القهم العصبي؛ نظراً لقدرته على زيادة وزن هؤلاء المرضى. [3]

استشارات التغذية

تعد استشارات التغذية من أهم استراتيجيات العلاج التي تعيد إلى المريض علاقته الصحية بالطعام، تتضمن هذه الاستشارات تعليم المريض الأمور الآتية:[3]

  • العلاقة الصحية بين الطعام وزيادة الوزن.
  • استعادة أنماط الأكل الطبيعية مرة أخرى.
  • أهمية التغذية والنظام الغذائي المتوازن.
  • استعادة نظرة المريض الطبيعية إلى تناول الطعام.

العلاج الجماعي

يستفيد كثير من مرضى القهم العصبي من جلسات العلاج الجماعي، وخلالها يتفاعل المريض مع آخرين يعانون من نفس الاضطراب، ويناقش كل منهم مخاوفه تجاه زيادة الوزن وتناول الطعام بمنتهى الصراحة، كما يشارك كل مريض خبرته في التغلب على الأعراض التي يعاني منها.[4]

العلاج في المستشفى

يحتاج بعض المرضى الذين يعانون من أعراض متقدمة إلى تلقي العلاج داخل أحد المستشفيات، فقد يعاني البعض من المضاعفات الجسدية لسوء التغذية، أو المضاعفات النفسية التي تتلخص في الإصابة بالاكتئاب أو بعض الأفكار الانتحارية التي تشكل خطراً على حياة المريض.[3]  

أعراض القهم العصبي

تتضمن أعراض القهم العصبي مجموعة من الأعراض الجسدية والسلوكية والعاطفية التي يصاب بها المرضى، نلقي الضوء على هذه الأعراض في هذا الجزء من المقال.

الأعراض العاطفية

  • الخوف المستمر من زيادة الوزن.
  • وجود صورة مشوهة عن جسم المريض.
  • الشعور بالسمنة حتى ولو لم يعانِ المريض من زيادة الوزن.
  • الاهتمام المبالغ بالسعرات الحرارية والنظام الغذائي.
  • الشعور بالضيق والاكتئاب.
  • إنكار خطورة فقدان الوزن الشديد.
  • النقد الشديد للذات.[2][3]

الأعراض الجسدية

  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
  • تغيير في منحنى النمو عند الأطفال والمراهقين.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • ضعف التركيز.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • ضعف العضلات.
  • جفاف الجلد والشعر.
  • ضعف التئام الجروح.
  • الشعور بالبرد طوال الوقت.[3]

الأعراض السلوكية

  • تغيرات مفاجئة في النمط الغذائي.
  • التقيؤ بعد تناول الطعام.
  • استخدام مثبطات الشهية.
  • تكرار الحديث عن السمنة على الرغم من فقدان المريض لوزنه بشكل واضح.
  • استخدام الأدوية الملينة ومدرات البول.
  • ارتداء ملابس فضفاضة لإخفاء فقدان الوزن.
  • الابتعاد عن الأصدقاء والمناسبات الاجتماعية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه.[3]

أسباب القهم العصبي

لم يتوصل الأطباء إلى الآن إلى السبب الدقيق وراء الإصابة بأعراض القهم العصبي، لكن هناك بعض العوامل التي يُعتقد أنها تزيد من معدل الإصابة، تضم هذه العوامل:[4]

  • العوامل البيئية: حيث يؤدي الضغط الشديد الذي يمارسه المجتمع من خلال التأكيد على جمال المظهر النحيف إلى الإصابة بتلك المشكلة.
  • العوامل البيولوجية: تشير بعض الأبحاث إلى ارتباط العوامل الوراثية بهذه المشكلة، كما يُعتقد أن هناك علاقة بين فقدان الشهية وهرمون السيروتونين التي ينتجها المخ.
  • الاضطرابات النفسية: يعد مرضى الوسواس القهري من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالقهم العصبي؛ نظراً لطبيعة شخصيتهم المحافظة على نظام غذائي صارم، وتمارين رياضية قاسية.

تشخيص القهم العصبي

يلجأ الأطباء إلى بعض الاختبارات والإجراءات الطبية عند اشتباههم في إصابة المريض بالقهم العصبي؛ لاستبعاد بعض المشكلات الأخرى التي يُحتمل أن تؤدي إلى فقدان الوزن.[2]

تضم هذه الاختبارات:[2]

  • الفحص البدني: وخلاله يحدد الطبيب طول ووزن المريض، ويتحقق من بعض العلامات الحيوية؛ مثل: ضغط الدم، وضربات القلب، ودرجة الحرارة.
  • التقييم النفسي: يتعرف الطبيب خلال هذا التقييم على العادات الغذائية للمريض، وأفكاره تجاه الوزن المثالي ونمط الغذاء الصحي.
  • تحاليل الدم: هناك العديد من التحاليل التي توضح الحالة الصحية العامة للمريض؛ مثل: تعداد الدم الكامل، ووظائف الكلى والكبد، وتحليل الغدة الدرقية.
  • الإجراءات الطبية: يلجأ الأطباء إلى إجراء قياس كثافة العظام؛ للتأكد من عدم إصابة المريض بهشاشة العظام نتيجة لسوء التغذية، وهناك بعض الحالات التي تستدعي إجراء مخطط لصدى القلب؛ للتحقق من عدم وجود اضطرابات في القلب.

مضاعفات القهم العصبي

لا تعد مشكلة القهم العصبي من المشكلات الهينة؛ لأنها قد تتسبب في العديد من المضاعفات الخطيرة للمرضى، تضم هذه المضاعفات:[1]

هل يمكن الوقاية من القهم العصبي

لا يوجد حتى الآن طريقة موثوقة للوقاية من القهم العصبي، لكن يساعد الاكتشاف المبكر للأعراض في التشخيص السريع لحالة المريض ومنع تفاقم أعراض المشكلة، لهذا السبب ينبغي أن يتوجه المريض إلى الطبيب فوراً إذا وجد نفسه مهووساً بإنقاص وزنه، أو عند ممارسته للرياضة بشكل مفرط، وعدم شعوره بالرضا عن مظهره.[4]

بالإضافة إلى ذلك ينبغي تشجيع الأطفال والمراهقين على عادات الأكل الصحية، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول علاقة الطعام بصورة الجسم، كما ينبغي استشارة طبيب التغذية عند ملاحظة أي تغيير في نمط غذاء الطفل، كما هو الحال عند بعض المراهقين الذين يتخذون قراراً أن يصبحوا من فئة النباتيين على سبيل المثال، عندها يجب على الوالدين استشارة أحد المختصين؛ للتأكد من أن هذا التغيير لن يؤثر سلباً على صحة المراهق.[3]

متى يجب مراجعة الطبيب بخصوص القهم العصبي

هناك بعض الأعراض الحرجة التي تحتم مراجعة الطبيب أو التوجه فوراً إلى قسم الطوارئ بأقرب مستشفى، تضم هذه الأعراض:[3]

  • انخفاض غير طبيعي في ضغط الدم.
  • آلام في الصدر.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • إصابة المريض بتشنجات.
  • ظهور بعض السلوكيات الانتحارية على المريض، أو محاولته إيذاء نفسه أو الآخرين.

يساعد التشخيص المبكر على علاج القهم العصبي بشكل صحيح، وإنقاذ المريض من العديد من المضاعفات التي قد تهدد حياته

  1. أ ب ت "مقال فقدان الشهية العصبي" ، المنشور على موقع hopkinsmedicine.org
  2. أ ب ت ث ج "مقال فقدان الشهية العصبي" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  3. أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "مقال فقدان الشهية العصبي" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  4. أ ب ت "مقال فقدان الشهية العصبي" ، المنشور على موقع healthline.com
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!