;

أسباب مرض الجرب وعلاجه

  • تاريخ النشر: الجمعة، 29 أبريل 2022 آخر تحديث: الإثنين، 12 سبتمبر 2022
أسباب مرض الجرب وعلاجه

يعد الجرب أحد الأمراض الجلدية المعدية، ويُعرف أيضاً باسم حكة السبع سنوات، ما هو مرض الجرب وكيفية الوقاية منه ؟ وما هي أسبابه؟ وهل يمكن علاجه؟ اكتشف ذلك من خلال هذا المقال.

ما هو مرض الجرب

يُعد الجرب (بالإنجليزية: Scabies) أحد الأمراض الجلدية المعدية الشهيرة التي تسبب حكة وطفحاً جلدياً، وينجم عن سوسة القارمة الجربيَّة وهي جزء من عائلة عث الجرب، تضع هذه الكائنات بيضها تحت سطح الجلد وتتكاثر مسببةً حكّة شديدة تتزايد في الليل.

يُذكر أن مرض الجرب شديد الانتشار ويسهل انتقاله من خلال الاتصال الجسدي القريب من خلال مشاركة الفراش، والملابس، والأثاث الذي عشعش فيه سوس الجرب، كما ينتقل أيضاً عن طريق الاتصال الجنسي، فيمكن تصنيفه ضمن الأمراض المنتقلة جنسياً.[1][2][3]

أسباب وعومل خطر الجرب

ينجُم الجرب عن سوسة القارمة الجربيَّة (بالإنجليزية: iSarcoptes scabie) وتُعرف أيضاً بسوس الحكة، فهي المسؤولة عن الحكة الشديدة التي تأتي كرد فعل تحسسي تجاه العث، وبيضها، وفضلاتها، حيث تقوم أنثى السوس بحفر نفق في الطبقة الخارجية للجلد، وتضع بيوضها فيها، وخلال أيام تظهر اليرقات وتنتقل إلى سطح الجلد. [2]

يعد الجرب شديد العدوى وينتقل من خلال التلامس الجلدي أو من خلال استخدام الأدوات الشخصية للمصابين بالجرب، ولذلك يكون أكثر الأشخاص عرضةً لهذا المرض هم:[1]

  • الأطفال في مراكز الرعاية اليومية أو المدارس، وعائلاتهم.
  •  كبار السِّن.
  •  الشباب النشطون جنسياً.
  •  الأشخاص الذين يعانون من المناعة الضعيفة؛ مثل: مرضى الإيدز، ومرضى زراعة الأعضاء، والمرضى الذين يتلقون علاجات مثبطة للمناعة.

علاج الجرب الدوائي

يُنصح لأي شخص يعيش مع مريض تم تأكيد تشخيصه بالجرب، أو كان على اتصال قريب مع المريض بأن يتلقى علاج مرض الجرب حتى ولو لم تظهر عليه أي أعراض، كما ينطبق هذا الأمر على أي شخص كان على علاقة قريبة بالمريض منذ مدة زمنية قصيرة، وفي حال الإصابة قد تكون العلاجات المطروحة ما يلي:[1]

علاجات تقضي على الجرب

يتم علاج الجرب عن طريق استخدام الأدوية والكريمات الموضعية تحت إشراف الطبيب، ويتم تطبيقه على كامل الجسم ابتداءً من الرقبة إلى أسفل الجسم، وتركه مدة لا تقل عن 8 إلى 10 ساعات على الأقل، كما يمكن تكرار العلاجات حسب الحالة، ومن الأمثلة على الأدوية المستخدمة ما يلي:[4][5]

  • كريم البيرمثرين (بالإنجليزية: Permethrin cream): يُستخدم بشكل موضعي، حيث يحتوي على المواد الفعّالة التي تقتل عث الجرب وبيضها، كما أنه آمن بشكل عام للبالغين والنساء الحوامل والأطفال من عمر شهرين فما فوق، يتم تطبيقه على الجلد بدءاً من الرقبة إلى أسفل الجسم في الليل، ويُغسل في صباح اليوم التالي.
  • كريم ليندان: (بالإنجليزية: Lindane)، يتم تطبيقه على الجلد بدءاً من الرقبة إلى أسفل الجسم في الليل، ويُغسل بعد مضيّ ما يقارب ثماني ساعات، لكنه ليس آمناً في جميع الحالات، حيث يمكن لهذا الدواء أن يسبب الإصابة بالنوبات التشنجية في حال امتصاصه من الجلد، لذلك يُمنع استخدامه في الحالات التي يزداد فيها امتصاص الجلد؛ مثل: أن يكون الجلد رطباً أو متهيجاً بشكل شديد، كما يُحذّر من وصفه للمرضعات، والحوامل، والمسنّين، والأشخاص الذين يعانون من التقرحات الجلدية، بالإضافة إلى الأطفال دون عمر السنتين، والأشخاص الذين تقل أوزانهم عن 50 كغم تقريباً.
  • كروتاميتون (بالإنجليزية: Crotamiton): يعد هذا الدواء من العلاجات المطروحة للجرب، يمكن أن يُستخدم بشكل موضعي، ويُوضع مرة واحدة في اليوم لمدة يومين، لكن مدى أمان الدواء غير مثبت على الأطفال حتى الآن، أو كبار السن أكبر من 65 عاماً، أو النساء الحوامل أو المرضعات، بالإضافة إلى ذلك، ذكرت مصادر عديدة أنه تم الإبلاغ عن الفشل المتكرر لهذا العلاج عند استخدامه.
  • إيفرمكتين (بالإنجليزية: Ivermectin): يُستخدم بشكل فموي، غالباً ما يُوصَف للأشخاص الذين طرأ تغير على جهازهم المناعي، أو المصابين بالجرب المتقشر، أو الذين لا تستجيب حالتهم للمستحضرات الطبية والكريمات، وتجدر الإشارة هنا أنه غير آمن للنساء الحوامل أو المرضعات، أو للأطفال الذين تقل أوزانهم عن 15 كغم، لذا يجب تجنّبه بالنسبة لهذه الفئات، فهو الأقل أماناً بين العلاجات المطروحة، لذا لا يتم اللجوء إليه إلا في حالات محدودة.
  • كريم الكبريت (بالإنجليزية: Sulfur cream يمكن استخدامه بشكل موضعي على شكل كريم أو مرهم، وتكون قاعدة هذه المستحضرات الكبريتية من الفازلين، يتميز بأنه آمن على الأطفال والحوامل، كما يمكن استخدامه في حال تعذّر العلاج بواسطة البيرمثرين، والليندان، والإيفيرمكتين.

بشكل عام، تعد الأدوية الموصوفة سريعة المفعول في القضاء على السوس، ولكن قد تسوء الحكة والطفح الجلدي في البداية فقط، لكن يجب أن يُلاحظ الشفاء بعد مرور 4 أسابيع من تاريخ البدء بالعلاج، كما قد يحتاج البعض لأكثر من كورس علاجي للتخلص من السوس نهائياً؛ لذا يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة.[1]

علاجات تخفف أعراض الجرب

قد يصف الطبيب أدوية إضافية للمساعدة في تخفيف بعض الأعراض المزعجة المرتبطة بالجرب، وتشمل هذه الأدوية:[6]

  • مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines للمساعدة في السيطرة على الحكة التي يعاني منها المصاب بشكل رئيسي.
  • المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics لمكافحة أي عدوى تتطور نتيجةً للجروح والخدوش الناتجة عن الحكة المستمرة.
  • كريمات الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid creams) لتخفيف التوّرم والحكة.

علاج الجرب في المنزل

هناك العديد من العلاجات التقليدية المُستخدمة في علاج الجرب ومكافحته من المنزل، وذلك من خلال ما يلي:[6]

  • زيت شجرة الشاي (بالإنجليزية: Tea tree oilيتمتع هذا الزيت بخواص مميزة تمكّنه من تخفيف الحكة والمساعدة في القضاء على الطفح الجلدي، لكنه لا يقضي على العث الموجود في أعماق الجلد.
  • الألوفيرا (بالإنجليزية: Aloe vera تتميز نبتة الألوفيرا بخصائصها الطبيّة المضادّة للجراثيم والفطريات وهي معروفة بقدرتها على تخفيف تهيّج الجلد، فقد يساعد استخدام الجل المستخلص منها في علاج الجرب وتهدئة الحكّة المرتبطة به.
  • الزيوت الأساسية (بالإنجليزية: Essential oils)، حيث يُعتقد أن لهذه الزيوت خواص طبيّة محتملة تساعد في التخلص من الجرب، وفي دراسة تم إجراؤها حديثاً عام 2016 لاختبار كفاءة الزيوت المُرشحة، كان زيت القرنفل (بالإنجليزية: Clove oil) الأكثر كفاءةً في القضاء على عث الجرب.

أعراض مرض الجرب

تظهر العلامات والأعراض خلال بضعة أيام من التعرض للجرب إذا كان لديك تاريخ مرضي بالإصابة به، أما عند الإصابة به للمرة الأولى، فقد يستغرق ظهور العلامات والأعراض نحو ستة أسابيع، كما يمكن نقل العدوى رغم عدم ظهور الأعراض[2]، تتضمن أعراض وعلامات الجرب ما يلي:[1]

  • الحكة الشديدة، وهي العلامة المُميزة للجرب، وعادةً ما تتفاقمُ في الليل.
  • الطفح الجلدي، حيث يحفر السوس أنفاقاً في جلد المصاب ويعيش فيها، وتبدو هذه الأنفاق على شكل خطوط أو مسارات مرئية تشبه الطيّات، أو البقع الجلدية، أو البثور.
  • التقرح، ويحدث في الأماكن المصابة التي تعرضت للحك.

تشخيص مرض الجرب

يقوم الطبيب بفحص الجلد باحثاً عن أية علامات تشير إلى وجود العث، بما ذلك الأنفاق الخطوط والأنفاق التي تسببها، لكن الاعتماد على الأعراض والعلامات غير كافي، فعند الشك بحدوث الجرب يتم أخذ عينة من القشرة الموجودة في المنطقة المصابة، ويتم فحصها تحت المجهر، لغايات تأكيد التشخيص، حيث يمكن أن يحدد الفحص المجهري وجود العث أو بيوضها.[4]

مضاعفات الجرب

تتسب الحكة الشديدة  الناتجة عن الجرب المضاعفات الآتية:[2]

  • إحداث تشققات جلدية مُعرضة بشكل كبير للإصابة البكتيرية الثانوية؛ مثل: المكورات العنقودية (بالإنجليزية: staphylococci)، والبكتريا المقيحة (بالإنجليزية: streptococci).
  • الجرب القشري، وهو تطور الجرب إلى مستوى أكثر شدة.

الوقاية من الجرب

يمكن الوقاية من الجرب وتفادي انتقال العدوى عن طريق اتباع الإجراءات التالية:[2][5]

  • غسل الملابس وأغطية الأسرّة المستعملة، ويمكن ذلك باستخدام الماء الساخن والصابون لغسل جميع الملابس، والمناشف، ومفارش الأسرّة المستخدمة في غضون ثلاثة أيام قبل بدء العلاج.
  • ضع الأشياء التي يصعب غسلها في أكياس محكمة الإغلاق، ومن الأفضل أن تتركها في مكان بعيد عن متناول الأيدي، حيث يؤدي ذلك لموت العث بعد بضعة أيام، لأنه لا يعيش خارج جسم الإنسان.
  • تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين، وذلك لتجنب انتقال العدوى.

في الختام، نلاحظ أن فهم المرض وطريقة الإصابة به يساعدنا على الوقاية منه، ويظهر لدينا أن خطوات الوقاية سهلة وبسيطة، ويمكن تعليمها للأطفال بسن مبكرة، خصوصاً في الأماكن التي يشيع انتشار الجرب فيها.

  1. أ ب ت ث ج "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول الجرب" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
  2. أ ب ت ث ج "مقال مرض الجرب" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  3. "مقال الجرب: العدوى المنتقلة جنسياً" ، المنشور على موقع healthywa.wa.gov.au
  4. أ ب "مقال مرض الجرب" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  5. أ ب "مقال مرض الجرب" ، المنشور على موقع medicinenet.com
  6. أ ب "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول الجرب" ، المنشور على موقع healthline.com