;

مرض الروماتويد أسبابه وطرق علاجه

  • تاريخ النشر: الإثنين، 07 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 06 ديسمبر 2022
مرض الروماتويد أسبابه وطرق علاجه

يصاب جسم الإنسان بالعديد من الحالات المرضية التي قد تؤثر على مناطق حساسة في الجسم، من بين هذه الأمراض مرض الروماتويد أو التهاب المفاصل. فما هو مرض الروماتويد؟ ما هي أسبابه؟ كيف تتم معالجته؟

مرض الروماتويد

مرض الروماتويد (بالإنجليزية: Rheumatoid) هو أحد أمراض المناعة الذاتية أي أن الجهاز المناعي يهاجم الخلايا السليمة في الجسم عن طريق الخطأ مسبباً الالتهاب. في هذا المقال سنوضح ما هو مرض الروماتويد أسبابه وطرق علاجه.

عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا يسبب التهاب بشكل خاص في مفاصل الجسم وبشكل أكبر مفاصل اليدين، الركبتين، المعصمين، عادةً ما يهاجم التهاب المفاصل العديد من المفاصل في وقت واحد، يمكن أن يسبب التهاب بطانة المفصل تلفاً في أنسجة المفصل وألم طويل الأمد.[1]

أسباب مرض الروماتويد 

أشرنا أعلاه إلى أنّ مرض الروماتويد يحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة خلايا الجسم السليمة عن طريق الخطأ، لم يحدد الأطباء سبباً واضحاً لهجوم الجهاز المناعي على الخلايا لكن أشاروا إلى أنّ بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، تتضمن هذه العوامل الآتي: [1]

  • الجنس: غالباً ما يصيب التهاب المفاصل الروماتويدي النساء بمرتين إلى ثلاث مرات بنسبة أعلى مقارنة بالرجال، بالتحديد النساء اللواتي لم يسبق لهن أن أنجبن الأطفال.
  • العمر: على الرغم من أنّ التهاب المفاصل قد يبدأ في أي عمر إلا أنه أكثر انتشاراً لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق.
  • العوامل الوراثية: يمكن أن يكون لدى الأشخاص بعض الجينات المعينة التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، تعرف هذه الجينات من الأنماط الجينية مستضد كريات الدم البيضاء البشرية التي تجعل التهاب المفاصل أسوأ، تزداد احتمالية إصابة الأشخاص الذين لديهم هذه الجينات عند تعرضهم لبعض العوامل كتدخين السجائر، أو إصابتهم بالسمنة.
  • التدخين: يشار إلى أنّ تدخين السجائر يزيد من خطر إصابة الشخص بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الولادة المبكرة: يشار إلى أنّ النساء اللواتي تعرضن للولادة المبكرة أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • السمنة: يمكن أن تزيد السمنة من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي وتشير بعض الدراسات إلى أنه كلما زاد وزن الجسم كلما زادت احتمالية تعرض الشخص لالتهاب المفاصل الروماتويدي.

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

لم يحدد الأطباء طرقاً لعلاج مرض الروماتويد لكن يشار إلى أنّ التعافي من التهاب المفاصل يحدث بشكل أكبر عند بدء العلاج في أوقات مبكرة من المرض، بجميع الأحوال تتضمن الخيارات العلاجية لالتهاب المفاصل الروماتويدي الآتي:[2]

العلاج الطبيعي

في هذا النوع من العلاج يعلم أخصائي العلاج الطبيعي المصاب كيفية ممارسة التمارين التي تساعد في الحفاظ على مرونة المفاصل، من الممكن أن يقترح الأخصائي أيضاً أساليب جديدة من المهام اليومية التي من شأنها تخفيف الضغط على المفاصل من أمثلة ذلك التقاط بعض الأجسام باستخدام الساعدين.

كما يوصي أخصائي العلاج الطبيعي ببعض الوسائل بهدف التقليل من الضغط على المفاصل المتضررة كاستخدام سكاكين المطبخ المزودة بمقابض يدوية بهدف حماية الرسغ والإصبع، أو استخدام خطافات الأزرار لتسهيل عملية ارتداء الملابس.[2]

العلاجات الدوائية

يصف الطبيب العديد من الأدوية ذلك بالاعتماد على شدة الأعراض ومدى الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، تتضمن العلاجات الدوائية لمرض الروماتويد الآتي:[2]

  • الأدوية المضادة للالتهاب: يمكن لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية أن تخفف من الالتهاب والألم المصاحب لالتهاب المفاصل الروماتويدي، مثل: الأدوية التي تحتوي على الأيبوبروفين ( الاسم التجاري: أدفيل، موترين أي بي) أدوية نابروكسين الصوديوم، يمكن أن يصف الطبيب أيضاً أدوية من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بتراكيز عالية لكن ينبغي الانتباه إلى أن هذه الأدوية قد تسبب تهيجاً في المعدة، مشاكل في القلب والكلى.
  • الأدوية المضادة للروماتويد: تبطء هذه الأدوية تطور التهاب المفاصل الروماتويدي كما تحوي المفاصل والأنسجة من التلف الدائم، من أمثلة الأدوية المضادة للروماتويد المعدلة لسير المرض التقليدية أدوية الميثوتركسيات (الاسم التجاري: تريكسال) أدوية الهيدروكسيكلوروين (الاسم التجاري: بلاكوينيل) بالإضافة إلى أدوية السولفاسالازين (الاسم التجاري: أزيلفيندين).
  • أدوية الكورتيكوستيرويدات: تساعد أدوية الستيرويدات على تخفيف الألم وإبطاء تلف المفاصل، مع أنّ هذه الأدوية فعالة في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي إلا أنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية بما فيها ترقق العظام، الإصابة بمرض السكري، زيادة الوزن، في الغالب يصف الأطباء أدوية الستيرويدات بهدف تخفيف الأعراض بشكل سريع وبعد فترة يتم تقليل الجرعات الدوائية من هذه الأدوية.
  • الأدوية البيولوجية: أو ما يعرف بمعدلات الاستجابة البيولوجية وهي أدوية مضادة للروماتويد معدلة لسير المرض، من أمثلة هذه الأدوية أدوية أباتاسيب (الاسم التجاري: أورينسيا) أدوية الأناكينرا (الاسم التجاري: كينريت) بالإضافة إلى أدوية الإنفليكسيماب (الاسم التجاري: ريمكادي). كما تتضمن الأدوية البيولوجية أدوية الساريلوماب، ريتوكسيماب.

العلاجات الجراحية

عندما لا تجدي الأدوية نفعاً في منع تلف المفصل أو إبطاء وتيرة هذا التلف فإنّ الطبيب يلجأ إلى جراحة إصلاح المفاصل، فقد تساعد الجراحة المصاب في استعادة قدرته على استخدام المفصل، في الجراحة يقوم الطبيب إمّا باستئصال البطانة الملتهبة للمفصل أي الغشاء الزليلي لتقليل الألم وزيادة مرونة المفصل، أو إصلاح الأوتار كون التهاب المفصل وتلفه يؤدي إلى إرخاء الأوتار المحيطة بالمفصل أو تمزقها، من الممكن أن يجري الطبيب لحاماً للمفصل بهدف تثبيت المفصل وإعادة تناسقه. 

كما تتضمن الإجراءات الجراحية أيضاً استبدال المفصل بالكامل التي من خلالها يستأصل الجراح الأجزاء التالفة من المفصل ويثبت بديلاً صناعياً من المعدن والبلاستيك.[2]

اتباع نمط حياة صحي

يمكن أن يساعد اتباع نمط حياة صحي بالإضافة إلى العلاجات الدوائية في التقليل من أعراض التهاب المفاصل، يتمثل ذلك في اتباع بعض التدابير من أبرزها ممارسة التمارين الرياضية باستمرار، بالإضافة إلى الحصول على فترات كافية من الراحة، يمكن أيضاً استخدام الكمادات الباردة أو الساخنة، ويمكن تحسين الحال بالأعشاب والطرق الطبيعية.[2]

أعراض مرض الروماتويد

يعد مرض الروماتويد من الأمراض المزمنة التي تتميز بتسبب ألم والتهاب في المفصل، تزداد أعراض مرض الروماتويد خلال فترات تعرف بنوبات التهاب المفاصل الروماتويدي، وقد تختفي الأعراض في بعض الأحيان، لا يقتصر تأثير التهاب المفاصل على المفاصل فحسب إنّما يؤثر على بعض أجهزة الجسم كالرئتين، والقلب، والعينين. تتضمن أعراض مرض الروماتويد الآتي:[3]

  • الإعياء والتعب.
  • ألم ووجع في أكثر من مفصل.
  • تصلب في أكثر من مفصل.
  • فقدان وظيفة المفصل.
  • ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الشهية.
  • ضعف المفصل.

تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي

قد يكون من الصعب على الطبيب تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي في مراحله المبكرة، ذلك لأن أعراض مرض الروماتويد تشبه إلى حد كبير أعراض حالات مرضية أخرى، كما لا يوجد تحليل أو فحص بدني يكشف الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. يجري الطبيب فحصاً بدنياً يكشف من خلاله عن ورم في المفاصل والاحمرار والسخونة ، بالإضافة إلى فحص قوة العضلات وردود الأفعال، بالإضافة إلى ذلك يجري الطبيب بعض الفحوصات التي تتضمن الآتي:[2]

فحص الدم

عندما يصاب الإنسان بالتهاب المفاصل الروماتويدي ترتفع مستويات كريات الدم البيضاء أو مستوى البروتين التفاعلي ذلك يشير إلى وجود حالة التهابية في جسم الإنسان، كما توجد فحوصات دم أخرى تكشف العامل الروماتويدي والأجسام المضادة المقاومة للبتيد السيتروليني الحلقي.[2]

الفحوصات التصويرية

من الممكن أن يجري الطبيب فحصاً تصويرياً بواسطة الأشعة السينية بهدف تتبع التهاب المفاصل الروماتويدي في المفاصل مع مرور الوقت، بالإضافة إلى إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية التي تفيد في تحديد مدى خطورة المرض في جسم الإنسان.[2]

لا بُدّ من إعطاء الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالتهاب المفاصل أهمية ومراجعة الطبيب بشكل فوري تجنباً لحدوث تلف في مفاصل الجسم لتحدث إعاقة في حركة الجسم.