;

مرض كرون أعراضه وأسبابه

  • تاريخ النشر: الأحد، 27 فبراير 2022 آخر تحديث: الخميس، 15 ديسمبر 2022
مرض كرون أعراضه وأسبابه

يؤثر مرض كرون على المرضى بشكل مختلف بين حالةٍ وأخرى، وقد كانت عند المتخصصين المحاولات المستمرة  لإيجاد علاج في العقود الثلاث الماضية إلا أنه لم يتم إيجاد علاج لمرض كرون حتى الآن، لكن الأطباء قد استطاعوا علاج الأعراض بشكل فعال، مما ساعد المرضى على أداء مهامهم اليومية بشكل فعال وطبيعي، فما هو مرض كرون وما هي أعراضه وأسبابه؟[1]

ما هو مرض كرون

مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn"s disease)، يعتبر مرض كرون من أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD) الشائعة، إذ جاء في إحصائيات مؤسسة (CCFA) الأمريكية أن 780 ألف مواطن أمريكي يعانون من هذا المرض، ويعتبر الأطباء أن مرض كرون قد تختلف أعراضه وأسبابه على حسب مكان الإصابة وحالة المريض الصحية، حيث إن أعراضه تبدأ في الظهور أحيانا من الفم وقد تنتهي عند فتحة الشرج.

تمت تسمية مرض كرون نسبةً إلى الطبيب بوريل كرون، حيث إنه أول من وصف أعراض المرض عام 1932، على أنه مرض يصيب الأمعاء الدقيقة في بادئ الأمر وطرف الأمعاء الغليظة، ثم يبدأ في التفشي على حسب تطور المرض إلى مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي.[1][2][3]

أعراض مرض كرون

يجب على المصاب عند تشخيصه بمرض كرون سؤال طبيبه المختص عن الجزء المصاب بالتحديد، إذ إن الأعراض قد تختلف باختلاف موقع المرض في الجسم، وفيما يلي أهم أماكن الإصابة وأعراضها:[3]

التهاب القولون

يعتبر التهاب القولون أكثر الأنواع شيوعاً، حيث يؤثر على نهاية الأمعاء الدقيقة وأطراف الأمعاء الغليظة ويسمى الدقائق النهائي، وفيما يلي أهم الأعراض:[3]

الالتهاب في اللفائف

قد يؤثر هذا النوع من مرض كرون على الأمعاء الدقيقة فقط:[3]

  • يكون على شكل التهاب اللفائفي والتهاب القولون.
  • قد تتطور الأعراض بشكل كبير، إذ يتفشى مرض كرون ليصل إلى منطقة النواسير، أو كما يسمى الخراج الالتهابي في الربع السفلي الأيمن من البطن.

مريض كرون المعدي في الاثنى عشري

يصيب هذا النوع المعدة وبداية الأمعاء الدقيقة التي تسمى الاثنى عشري، وتشمل الأعراض ما يلي:[3]

التهاب الصائم (Jejunoileitis)

يصيب هذا النوع أجزاء غير مكتملة من النصف العلوي للأمعاء الدقيقة، والتي تسمى بمنطقة الصائم، وتشمل ما يلي:[3]

  • آلام شديدة أو خفيفة بعد تناول الوجبات، وأحياناً تشنجات معوية.
  • إسهال، وقد تختلف درجاته على حسب حدة الالتهاب.
  • تكون النواسير إذا كان الالتهاب حاداً، أو بعد فترة طويلة من الالتهاب.

التهاب القولون كرون (الورم الحميد)

يصيب هذا النوع من مرض كرون القولون فقط، أي الأمعاء الغليظة، وفيما يلي بعض الأعراض:[3]

  • إسهال شديد.
  • نزيف من المستقيم.
  • أمراض والتهابات حول الشرج، بما في ذلك النواسير، والخراجات، والقروح.
  • قد يعاني المريض من آفات جلدية وبعض آلام المفاصل في هذا النوع من مرض كرون.

أعراض أخرى

أسباب مرض كرون

لم يستطع الأطباء والباحثون من تحديد سبب الإصابة بمرض كرون بشكل أكيد، لكن أظهرت بعض الدراسات والإحصائيات أن المصابين بمرض كرون يشتركون ببعض العوامل، وقد تتطور أعراض المرض لأسباب مشتركةٍ أخرى، وفيما يلي بعض أهم الأسباب:[3]

أسباب مرض كرون 

  • ضعف الجهاز المناعي: يعمل الجهاز المناعي على قتل الكائنات الغازية، مثل الفيروسات والبكتيريا، والكائنات الدقيقة الأخرى، مما يؤدي إلى انتقال الخلايا من الدم إلى الجهاز الهضمي، ومن ثم تختلط الخلايا مع البكتيريا النافعة المحمية من الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى محاولة الجسم التخلص من الخلايا داخل الجهاز الهضمي والإصابة بالالتهاب.
  • التهاب الأمعاء: قد لا يزول الالتهاب الناتج عن استجابة الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى التهاب مزمن في الأمعاء، وظهور بعض التقرحات، وزيادة سمك جدار الأمعاء، ومن ثم الإصابة بمرض كرون.
  • العامل الوراثي: حيث أكدت بعض الإحصائيات عن تفشي هذا المرض في الحالات التالية:
    • تكون نسبة الإصابة بمرض كرون أعلى بنسبة 20% في حال ظهور أعراض على الأبوين أو أحد الأخوة من قبل.
    • أظهرت الدراسات أن الكثير من المصابين بمرض كرون ترجع أصولهم إلى أوروبا الشرقية.
    •  قد وجد الأطباء أن عدد الأمريكان من أصل أفريقي، يصابون بمرض كرون بنسب متزايدة.[1]

أسباب تطور الأعراض

قد يوصي الأطباء الأشخاص المصابين بمرض كرون ببعض الإرشادات لمنع تفاقم أعراض المرض، والحد من انتشاره، وفيما يلي بعض هذه الإرشادات:[1][5]

  • الأدوية المضادة للالتهابات: قد لا تسبب هذه الأدوية مرض كرون، وإنما قد تزيد من حدة الأعراض، وتشمل هذه الأدوية: دواء إيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم (أليف)، وديكلوفيناك الصوديوم.
  • التدخين: لا يسبب التدخين مرض كرون، لكنه قد يسبب بعض المضاعفات الخطيرة جداً، إذ إنه قد يسبب بتطور الحالة إلى دخول المريض إلى المستشفى.
  • النظام الغذائي والتوتر: قد يؤدي النظام الغذائي الغني بالدهون وقلة الخضراوات بتفاقم المرض، كذلك يفعل التوتر الشديد.

علاج مرض كرون

لم يجد الأطباء والباحثون علاجاً لمرض كرون حتى الآن، إلا أنهم استطاعوا إيجاد علاج للأعراض الظاهرة، وكما هو معروف أن مرض كرون يأتي بعدة أنواع، لذلك قد يستخدم الطبيب علاجاً مختلفاً للأعراض المختلفة على حسب نتائج التحاليل، إذ قسم الأطباء العلاج إلى عدة مراحل مختلفة، وفيما يلي بعض أفضل العلاجات المختارة:[1]

العلاج الدوائي

  • الستيرويدات القشرية: قد تساعد مادة الكورتيكوستيرويدات في تقليل الالتهاب في الجسم، لكنها لا تعمل مع كل الأشخاص المصابين بداء كرون، حيث إنها لا تستخدم إلا إذا كان المريض لا يستجيب للعلاجات الأخرى.
  • 5-أمينوساليسيلات: تشمل هذه الأدوية مواد مثل سلفاسالازين، الذي يحتوي على السلفا، والميسالامين، وقد تم استخدام (5-aminosalicylates) عن طريق الفم في الماضي، إلا أنها لا تعتبر بعض تطور الطب الحديث ذات فعالية.
  • آزاثيوبرين، ومركابتوبورين: تصنف هذه الأدوية الأكثر شيوعاً بين أدوية مثبطات المناعة المستخدمة لعلاج الالتهابات التي تتكون بسبب مرض كرون، ويُنصح بعد استخدام هذا النوع من الدواء المراجعة مع الطبيب المختص لما لها من أعراض جانبية، مثل الغثيان والتقيؤ.
  • ميثوتريكسات: قد يصف الطبيب هذا الدواء للمريض الذي لا يستجيب للدواء المعتاد، ويجب على المريض مراجعة الطبيب عند ملاحظة ظهور الأعراض الجانبية.
  • مضاد للإسهال: بعض المرضى قد يعانون من إسهالٍ شديد لذلك استخدام مكمل الألياف قد يساعد في تلك الحالة، مثل مسحوق سيلليوم أو ميثيل سلولوز، في تخفيف الإسهال عن طريق إضافة كتلة إلى البراز، قد يكون اللوبيراميد فعالاً أيضاً.
  • مسكنات الآلام: قد يصف الطبيب في حالات معينة من المرض بمادة الأسيتامينوفين، لتسكين الآلام في الحالات المتطورة، ولا يُنصح باستخدام المسكنات المعتادة مثل إيبوبروفين، أو نابروكسين الصوديوم، إذ إنها قد تزيد من سوء الحالة الصحية.
  • الفيتامينات والمكملات الغذائية: قد لا يستطيع المريض امتصاص العناصر الغذائية الكافية للجسم، لذلك قد يصف الطبيب بعض المكملات الغذائية.[1]

أدوية متقدمة

  • ناتاليزوماب، وفيدوليزوماب: يعمل هذا الدواء عن طريق منع جزيئات خلايا مناعية معينة (الإنتغرينات) من الارتباط بالخلايا الأخرى في بطانة الأمعاء، يعتبر هذا الدواء خطيراً جداً إذ إنه مرتبط بأعراض جانبية من الممكن أن تسبب الوفاة أحياناً، لذلك يجب أن يكون المريض مسجلاً في برنامج علاج مقيد.
  • إنفليكسيماب، وأداليموماب، وسرتوليزوماب بيجول: تصنف هذه الأدوية من مثبطات المناعة من النوع (TNF)، حيث إنها تعمل على تحييد بروتين الجهاز المناعي المعروف باسم عامل نخر الورم.
  • أوستيكينوماب: يعمل هذا الدواء من خلال التدخل في عمل الإنترلوكين، وهو بروتين يعتبر من مسببات الالتهاب، وقد تمت الموافقة مؤخرا عليه كعلاج.
  • المضادات الحيوية: يمكن أن تقلل المضادات الحيوية من أعراض النواسير والخراجات، وفي بعض الحالات قد تسبب الشفاء من مرض كرون، يعتقد بعض الأطباء أيضًا أن المضادات الحيوية تساعد في تقليل البكتيريا المعوية الضارة التي قد تلعب دورًا في تنشيط جهاز المناعة المعوي مما يؤدي إلى حدوث التهاب، تشمل المضادات الحيوية التي يتم وصفها بشكل متكرر سيبروفلوكساسين وميترونيدازول.[1]

الجراحة

قد يحتاج الطبيب للتدخل عن طريق الجراحة لإزالة بعض الأجزاء التالفة أو إيقاف نزيف قد يهدد الحياة، وفيما يلي بعض هذه الأسباب:[5]

  • الانسداد المعوي.
  • النواسير.
  • النزيف.
  • علاج الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي قد تهدد الحياة.

مضاعفات مرض كرون

قد يعاني المريض من بعض المضاعفات الخطيرة إذا لم يتم بدء العلاج في أسرع وقت ممكن، وفيما يلي بعض هذه المضاعفات:[3]

  • النواسير النازفة.
  • تضيّق الأمعاء بسبب الالتهابات المزمنة.
  • الفتق (تمزق قد يصيب الأمعاء).
  • الموت في الحالات المتقدمة جداً.

تعرف على ما هو مرض كرون وكيف يمكن علاج أعراضه، وكيف أن معرفة الأسباب المؤدية للإصابة بهذا المرض من الممكن أن تكون سبباً في الوقاية منه.

  1. "مقال مرض كرون" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  2. "مقال فهم مرض كرون" ، المنشور على موقع healthline.com
  3. "مقال علامات وأعراض مرض كرون" ، المنشور على موقع crohnscolitisfoundation.org
  4. "مقال أعراض مرض كرون" ، المنشور على موقع nhs.uk
  5. "مقال مرض كرون" ، المنشور على موقع medlineplus.gov