;

سبب مرض الثعلبة وعلاجه

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 20 أبريل 2022 آخر تحديث: الخميس، 22 سبتمبر 2022
سبب مرض الثعلبة وعلاجه

هل تعلم أن تساقط الشعر الذي يتعرض له الرجال والنساء قد يكون من أحد الأمراض المناعية الذاتية التي يُطلق عليها مرض الثعلبة، إذ من الشائع التفكير أولاً في سوء التغذية، أو العوامل البيئية عند تساقط الشعر.

من الجدير بالذكر أنها قد تؤثر على شعر الجسم كله والأظافر، وتُصيب حتى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، لذا دعنا نتعرف إلى المزيد من أسباب الإصابة بمرض الثعلبة، ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، وهل توجد وسائل علاجية فعالية أم لا.

مرض الثعلبة

مرض الثعلبة أو الثعلبة البقعية (بالإنجليزية: Alopecia Areata) أحد الاضطرابات المناعية الذاتية الشائعة غير المُعدية، يتطور عندما يهاجم الجهاز المناعي بُصيلات الشعر، فيبدأ يتضاءل حجم تلك البُصيلات ويتأثر نموها؛ مما يؤدي إلى تساقط الشعر في أي مكان في الجسم بشكل غير متوقع كثعلبة الحواجب. [1]

يظهر في صورة بقع صغيرة خالية من الشعر في معظم الناس، وأحياناً قد تتحد وتكون بقعة كبيرة، ويختلف مقدار تساقط الشعر من شخص لآخر، لكن غالباً لا يظهر أكثر من عدد قليل من البقع التي قد تكون مؤقتة أو دائمة.يُمكن الإصابة بمرض الثعلبة في أي عمر، وجنس، وبأي نوع، وبالرغم أن الثعلبة البقعية الأكثر شيوعاً، فإنه توجد أنواع أخرى نادرة، تشمل: [2][3]

  • مرض الثعلبة الكلي (بالإنجليزية: Alopecia Areata Totalis): يفقد الشخص كل شعر الرأس.
  • مرض الثعلبة الشامل (بالإنجليزية: Alopecia Areata Universalis): يحدث تساقط الشعر في جميع أنحاء الجسم.
  • مرض الثعلبة المنتشر (بالإنجليزية: Diffuse Alopecia Areata): يحدث فيه ترقق الشعر بصورة مفاجئة، وليس في صورة بقع شعر مفقودة.
  • الثعلبة البقعية الشريطية (بالإنجليزية: Ophiasis Alopecia Areata): يتساقط الشعر في صورة شريط حول جانبي ومؤخرة الرأس.

أسباب الإصابة بمرض الثعلبة

قد يكون طبيعياً أن تفقد من 50 إلى 100 شعرة يومياً، ولا تلاحظ ذلك بسبب نمو الشعر الجديد في الوقت ذاته، لكن في الثعلبة يكون الأمر أكثر صعوبة، حتى الوقت الحالي لا يوجد سبب مُحدد للإصابة بمرض الثعلبة توصل إليه العلماء. [2]

لكن من المرجح أن تكون الجينات وراء مهاجمة خلايا الدم البيضاء المناعية بصيلات الشعر، التي بدورها تؤثر على نموها وينتهي الأمر بتساقط الشعر، إذ أثبتت الدراسات أنه يعاني واحد من كل خمسة أشخاص مصابين بالمرض من أحد أفراد أسرته الذي قد أصيب أيضاً بمرض الثعلبة.

وإليك القائمة التي توصل إليها العلماء من أهم العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالثعلبة، وتشمل: [3]

  • التاريخ الوراثي العائلي: هو السبب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر مع تقدم العمر، خاصة في الرجال وتسمى هذه الحالة (الثعلبة الأندروجينية)، وغالباً تظهر هنا بأنماط يُمكن التنبؤ بها؛ مثل: انحسار خط الشعر، وبقع الصلع عند الرجال، والشعر الخفيف على طول تاج فروة الرأس لدى النساء.
  • التغيرات الهرمونية: يُمكن أن تسبب تساقط الشعر مؤقتاً أو دائماً، خاصة التغيرات الهرمونية التي تحدث لدى النساء في الحمل، والولادة، وفترة انقطاع الطمث.
  • الحالات الطبية: قد تتسبب مجموعة متنوعة من الحالات المرضية الإصابة بالثعلبة، أبرزها: اضطرابات الغدة الدرقية، والتهابات فروة الرأس.
  • العلاجات الدوائية: قد تكون الثعلبة أثراً جانبياً لتناول بعض الأدوية؛ مثل: أدوية السرطان، والتهاب المفاصل، والاكتئاب، واضطرابات القلب المختلفة.
  • الصدمة النفسية: ربطت عدة دراسات بين مرض الثعلبة والتعرض إلى صدمة جسدية أو عاطفية شديدة، وغالباً يكون تساقط الشعر هنا مؤقتاً.
  • تسريحات الشعر: التصفيف المفرط، أو سحب الشعر بإحكام قد يُعرض الشخص إلى تساقط الشعر، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالثعلبة، وهنا يُطلق عليها ثعلبة الشد.
  • سوء التغذية: أشارت بعض الدراسات أن النظام الغذائي الذي لا يحتوي على فيتامين ب12، أو فيتامين د قد يرتبط بالإصابة بمرض الثعلبة.

الفئات الأكثر عرضة للثعلبة

توجد بعض الفئات التي يجب أن تتوخى الحذر عند تعرضهم إلى تساقط الشعر، إذ قد ينطوي هذا التساقط على الإصابة بالثعلبة، وتشمل: [2][3]

  • الأشخاص الذين لديهم أفراد أسرة مصابين بالثعلبة.
  • الأشخاص الذين يتناولون أنواعاً معينة من الأدوية؛ مثل: دواء نيفولوماب المستخدم في علاج بعض أنواع السرطانات، وبعض أنواع أدوية الاكتئاب، والتهاب المفاصل.
  • الأشخاص الذين أعمارهم لم تتخط الثلاثين، إذ أفادت الأبحاث أن مرض الثعلبة أكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة والمراهقة.
  • الأشخاص أصحاب العرق اللاتيني، والعرق الأسود وفقاً لدراسة كبيرة أُجريت في الولايات المتحدة، لكن هذا الاعتقاد ما زال تحت طي الأبحاث والمناقشات.
  • الأشخاص الذين يعانون حالات مرضية؛ مثل: متلازمة داون، والتهاب الغدة الدرقية، وفقر الدم الخبيث، واضطراب البهاق، ومرضى السكري النوع الأول.

أعراض مرض الثعلبة

قد تكون العلامة البارزة للإصابة بمرض الثعلبة هي تساقط الشعر غير المكتمل، الذي عادةً يبدأ في فروة الرأس بحجم العملة المعدنية، وقد يحدث أيضاً في أجزاء أخرى من الوجه؛ مثل: الحاجبين، والرموش، واللحية، وهذا التساقط قد يكون مفاجئاً، أو يتطور في غضون أيام قليلة، أو بضعة أسابيع، وقد تلاحظ كل مما يأتي: [3]

  • بقع خالية من الشعر على فروة رأسك، أو أي منطقة أخرى في الجسم.
  • تكون البقع الصلعاء ناعمة الملمس، ولا تحتوي على أي طفح جلدي أو احمرار.
  • قد تمتد البقع الصلعاء لتصبح بقعة واحدة كبيرة، أو تشكل نمط غير منتظم يُشار إليه أحياناً بشعر علامة التعجب.
  • قد ينمو الشعر مرة أخرى في مكان واحد، ويسقط في مكان آخر.
  • فقدان الشعر بغزارة عن المعتاد دون سبب واضح خاصة في فصل الشتاء.
  • الشعور بحكة أو وخز شديد على الجلد قبل تساقط الشعر.

كما علمنا قد تؤثر الثعلبة على أظافر اليدين والقدمين، والعلامات البسيطة التي نستدل بها على ذلك:[4]

  • خدوش دقيقة على الأظافر.
  • ظهور بقع وخطوط بيضاء.
  • يصبح ملمس الأظافر خشناً.
  • قد تفقد الأظافر اللمعان والحيوية.
  • تصبح الأظافر رقيقة وهشة.

علاج مرض الثعلبة

لا يوجد علاج مُحدد لمرض الثعلبة، لكن الوسائل العلاجية المتاحة التي يعتمد عليها الأطباء تكون قادرة على إبطاء تساقط الشعر، أو تحفيز نمو الشعر مرة أخرى، وعادةً يصعُب التنبؤ بالنتائج، لذا يعتمد الأمر على التجربة والخطأ للوصول إلى الوسيلة المناسبة. [3]

من الجدير بالذكر أن ليس على جميع المرضى تلقي العلاج، إذ توجد عديد من الحالات التي ينمو فيها الشعر مرة أخرى تلقائياً، وإليك تفصيلياً جميع الخيارات العلاجات المتاحة.

الكورتيكوستيرويدات

الكورتيكوستيرويدات التي تُعرف عادةً بالستيرويدات، تمثل الاختيار الأكثر شيوعاً لعلاج الثعلبة، وهي عقاقير قوية مضادة للالتهابات، يُمكن تناولها بعدة طرق؛ مثل: [4][5]

  • حقن الكورتيكوستيرويدات الموضعية: يوصي بها غالباً في علاج الحالات الخفيفة إلى المتوسطة للبالغين الذين يعانون بقع صلعاء معزولة، إذ يتم حقن الدواء مباشرة في المنطقة المصابة لتحفيز نمو الشعر، وقد يستغرق العلاج من ستة إلى ثمانية أسابيع لملاحظة نتائج مُرضية. 
  • الكورتيكوستيرويدات الموضعية: يتم تطبيقها موضعياً في صورة دهان، أو كريم، أو غسول، أو حتى في تركيبة شامبو، أبرزها: كريم كلوبيتاسول (الاسم التجاري: إمبويز) بديلاً للحقن الموضعي في الأطفال، والبالغون غير القادرون على تحمل الحقن. 
  • الكورتيكوستيرويدات الفموية: أحياناً يتم وصف أقراص الكورتيكوستيرويدات للمرضى الذين يعانون من تساقط الشعر الشديد؛ حتى تُبطئ تساقط الشعر، وتحفز نموه من جديد، لكن لا يُنصح بتناولها مدة طويلة نظراً لشدة الآثار الجانبية التي قد يتعرض لها المريض.

العلاجات الموضعية

توجد عدة خيارات موضعية مميزة لعلاج الثعلبة، وتشمل: [4][5]

  • المينوكسيديل الموضعي: تحت الاسم التجاري روجين (بالإنجليزية: Rogaine)، لا يحتاج وصفة طبية ويعزز نمو الشعر بواسطة إطالة مرحلة نمو البصيلات، بالإضافة إلى إنتاج بصيلات جديدة، وتمت الموافقة عليه عالمياً لعلاج الثعلبة الأندروجينية، بالإضافة إلى الحالات البسيطة من الثعلبة البقعية، ويمكن استخدامه بمفرده أو مع علاجات أخرى مرتين يومياً للرجال، ومرة للنساء على المنطقة الصلعاء.
  • أنثرالين: هو علاج تم تطويره من أجل حالة جلدية أخرى تُسمى الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، لكن لاحقاً كشفت الدراسات أنه يعيد نمو الشعر لدى مرضى الثعلبة، ويتم استخدامه بحذر؛ لأنه يُهيج الجلد، والعينين، ويُمكن أن يلوث الأقمشة.

العلاج المناعي

لأن مرض الثعلبة من الأمراض المناعية الذاتية، فقد يصف الطبيب في بعض الحالات علاجات مناعية بأشكال مختلفة، وتشمل: [5]

  • العلاج المناعي الموضعي: يشمل وضع مادة كيميائية؛ مثل: (Diphencyprone) تسبب رد فعل تحسسي في منطقة تساقط الشعر، وغالباً يظهر في صورة الشعور بحكة، وقشور، وتهيج مما قد يحفز نمو الشعر لأسباب مجهولة حتى الوقت الحالي.
  • العلاجات المثبطة للمناعة: تستخدم غالباً في حالة الثعلبة الشاملة واسعة النطاق؛ مثل: الميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate)، والسيكلوسبورين (بالإنجليزية:Cyclosporine)، ويمكن أن يكون لها مخاطر وآثار جانبية كبيرة؛ مثل: ارتفاع ضغط الدم، وتلف الكبد، والكلى، لذا لا تستخدم إلا في نطاق محدود تحت إشراف الطبيب.

 العلاجات الفموية

قد يصف الطبيب أحياناً علاجات فموية بجانب أنواع أخرى؛ مثل: [5]

  • فيناسترايد (الاسم التجاري: بروبيكيا): هي حبوب يتم تناولها يومياً للرجال فقط، تساعدهم في إبطاء تساقط الشعر، وقد ينمو شعر جديد في البعض، ونجد أنه قد لا يعمل بفعالية في الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
  • مثبطات جانوس كيناز (JAK): من العلاجات الفموية الحديثة باهظة الثمن التي ما زالت تحت الدراسة؛ مثل: توفاسيتينيب، وروكسوليتينيب، وفي الوقت الحالي لا يفضل تناولها في العلاج الروتيني للثعلبة البقعية.
  • سبيرونولاكتون (الاسم التجاري: الداكتون).
  • دوتاستيريد (الاسم التجاري: أفودارت).

المعالجة الضوئية

يُطلق عليه أيضاً العلاج الكيميائي الضوئي، يستخدم مزيج من أقراص فموية تسمى سورالين (بالإنجليزية: Psoralens) بالإضافة إلى الأشعة فوق البنفسجية. [5]

جراحة زراعة الشعر

قد يقوم طبيب الأمراض الجلدية بإجراء زراعة للشعر، خاصة في تساقط الشعر الوراثي في الجزء العلوي من الرأس فقط، إذ يزيل الشعر من جزء به شعر في الرأس وزرعه في المنطقة الصلعاء، ولا يتطلب هذا الإجراء غالباً الدخول إلى المستشفى، مع ذلك قد يكون مؤلماً. [5]

العلاجات الطبيعية المنزلية

قد يختار البعض ممارسة بعض العلاجات الطبيعية البديلة للثعلبة، أو الحيل المنزلية المختلفة لعلاج تلك الحالة، أو من أجل تحسين المظهر الخارجي، بالرغم من عدم وجود أدلة علمية كافية تثبت فعاليتها، وتشمل: [5][6]

  • العلاجات الطبيعية؛ مثل: العلاج بالعطور، والعلاج بالإبر، والبروبيوتيك، والعلاج بالليزر منخفض المستوى (LLLT).
  • ممارسة تمارين تدليك يومية على فروة الرأس.
  • تناول مكملات الفيتامين الغذائية؛ مثل: الزنك، والبيوتين.
  • تناول المكملات العشبية؛ مثل: الجينسنغ، والشاي الأخضر، والكركديه الصيني.
  • تناول الخضروات والفواكه الغنية بمادة الكيرسيتين، وهي مادة بيوفلافونويد طبيعية يُمكن أن تحمي من تطور مرض الثعلبة، لكن ما زال الأمر قيد الدراسة للتأكد من ذلك. 
  • فرك عصير البصل، أو مستخلص الثوم على فروة الرأس في المنطقة المصابة.
  • استخدام الزيوت الأساسية على البقعة الصلعاء؛ مثل: زيت شجرة الشاي، وإكليل الجبل، وجوز الهند، وزيت الخروع، وزيت الجوجوبا.
  • الاعتماد على نظام غذائي مضاد للالتهابات، يُعرف أيضاً باسم "بروتوكول المناعة الذاتية" الذي يتضمن بشكل أساسي البروتينات والخضروات.
  • قد يلجأ بعض المرضى إلى شراء الشعر المستعار خاصة الذين يعانون الثعلبة الشاملة واسعة الانتشار، أو ارتداء القبعات، أو الأوشحة.
  • قد يكون من المفيد في بعض الحالات الحد من التوتر، والإجهاد النفسي.
  • قد يلجأ البعض إلى تطبيق واقي للشمس، أو ارتداء نظارات ملفوفة؛ لحماية العينين، والجلد، إذ يُعد الشعر الواقي الطبيعي للجلد في أثناء التعرض إلى أشعة الشمس.

الوقاية من مرض الثعلبة

نظراً لأن معظم حالات الثعلبة من اضطرابات مناعية جينية، تكون معظمها متوارثة في العائلة، لذا لا يُمكن الوقاية من مرض الثعلبة، لكن قد تساعدك تلك النصائح في تجنب تساقط الشعر الذي يؤدي إلى الثعلبة، وتشمل: [6][5]

  • التعامل بلطف مع الشعر بواسطة استخدام أداة فك تشابك الشعر، والمشط واسع الأسنان.
  • تجنب التعرض المتكرر إلى مكواة الشعر، والمعالجات بالزيوت الساخنة.
  • تقليل تسريحات الشعر التي تستخدم الأربطة المطاطية، والمشابك، والضفائر.
  • تقليل التعرض إلى التوتر والضغط النفسي.
  • حماية الشعر أثناء التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية، وأشعة الشمس.
  • مراجعة الأدوية والمكملات التي تتناولها، وقد تسبب تساقط الشعر مع الطبيب بصورة دورية.
  • الامتناع عن التدخين، إذ ربطت بعض الدراسات بين التدخين والصلع المبكر عند الرجال.
  • استخدام غطاء التبريد على الشعر خلال العلاج الكيميائي في مرضى السرطان؛ لأنه قد يقلل من خطر فقدان الشعر.

كما رأينا أن تساقط الشعر يَجِب ألاّ تتعامل معه بإهمال، إذ قد يكون السبب في تلك المعاناة مرض الثعلبة الذي تعرفنا إليه، ومن مميزات الأمر وجود تقنيات علاجية مختلفة تحفز نمو الشعر، وتبطئ تساقطه يختار الطبيب المناسب منها بناءً على حالتك.