;

هل استعادة الذكريات يقود للفصام

استعادة الذكريات قد تكون جيدة وفي بعض الأحيان مؤلمة لكن استعادة بعض الذكريات قد تؤدي إلى الأمراض النفسية

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 30 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الجمعة، 05 مايو 2023
هل استعادة الذكريات يقود للفصام

الذكريات والصدمات واسترداد ذكرياتك القديمة جميعها من الأمور المثيرة للجدل في علم النفس خاصة مع ظهور دراسات تربط بين استعادة الذكريات والتعرض للعديد من أنواع الأمراض والاضطرابات النفسية، على الرغم من أنها تحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتأكيدها، لنتعرف في هذا المقال على كيفية عمل الذاكرة، وما هو الجدل القديم القائم في علم النفس حول الذكريات المستردة، وما علاقة استعادة الذكريات بالفصام.

كيف تعمل الذاكرة

الذاكرة جزء لا يتجزأ من الإدراك البشري لأنها تسمح للأفراد بتذكر الأحداث الماضية والاستفادة منها لوضع إطار لفهم سلوكهم في الحاضر والتخطيط وغيرها من العمليات البشرية، وتشير الذاكرة إلى عملية الاحتفاظ بالمعلومات بمرور الوقت، وهذا ما يساعد على تذكر الأشياء والدراسة، والتعلم. ذاكرة الإنسان ليست مثل جهاز التسجيل تماماً، لأن الدماغ يعالج المعلومات ويخزنها بطرق مختلفة. 

العمليات الرئيسية في الذاكرة

هناك ثلاث عمليات رئيسية تميز كيفية عمل الذاكرة، هذه العمليات هي ما يلي:

  1. الترميز: يشير إلى العملية التي يتم من خلالها تعلم المعلومات، ويتم من خلال الترميز المرئي أي كيف يبدو الشيء، والترميز الصوتي من الصوت، والترميز الدلالي أي ماذا يعني الشيء، والترميز اللمسي من حاسة اللمس.
  2. التخزين: يشير التخزين إلى كيفية الاحتفاظ بالمعلومات المشفرة داخل نظام الذاكرة، ومكانها، وكميتها، وطول مدة الاحتفاظ بها.
  3. الاسترجاع: هو العملية التي من خلالها يصل الأفراد إلى المعلومات المخزنة، ويتم استرداد المعلومات المخزنة في الذاكرة قصيرة المدى بالترتيب مثل قائمة متسلسلة من الأرقام، وفي حال الذاكرة طويلة المدى من خلال الاقتران.[1][2]

ما هي الذكريات المستردة 

هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كانت الذكريات المستردة صحيحة أم لا، حيث يعتقد بعض المعالجين الذين يعملون مع الناجين من الصدمات أن الذكريات صحيحة لأنها مصحوبة بمشاعر حقيقة، بينما أفاد معالجون آخرون أن بعض مرضاهم استعادوا ذكريات لا يمكن أن تكون حقيقية.

في حين لا يمكن إنكار أن الذكريات المكبوتة والمستعادة كان لها تأثير نفسي واجتماعي على الأفراد وعائلاتهم وبعضها صحيح كلياً إلا أن هناك القليل من الأدلة الموثوقة على صحتها بنسبة 100%، خاصة أن معظم مزاعم الكبت والذكريات المستعادة لها تفسيرات بديلة مثل النسيان العادي أو التعرض لمواقف موحية.

ظهور مفهوم الكبت والذكريات المستردة

للمزيد من فهم الأمر نعود إلى نهاية القرن التاسع عشر حينما صاغ عالم النفس سيغموند فرويد مصطلح الكبت لوصف آلية يتم من خلالها دفع الأحداث الصادمة المروعة إلى زاوية لا يمكن الوصول إليها من اللاوعي، لكن في وقت لاحق قد تعود إلى وعيهم، منذ أيام فرويد كان لمصطلح "القمع" أو الكبت معنى غامض بالنسبة للكثيرين في مجال علم النفس وغالبًا ما يتم استخدامه بالتبادل مع اضطرابات الانفصال وفقدان الذاكرة الصادم، وكان يخضع لجدل كبير.

يرى بعض الباحثين أن القمع كما صاغة فرويد لم يثبت وجوده، لكن يشير بعض الكتاب الآن إلى مصطلح شامل وهو الذكريات المستردة أو الذكريات المكبوتة أي تجارب الذاكرة التي يدركها شخص ما بعد عدم التفكير فيها لفترة طويلة، وتحدث هذه التجربة بشكل شائع ولا يلزم أن تكون مثيرة للجدل أو ذكريات صادمة. [3]

علامات تدل على الخطر النفسي  

الذاكرة والصدمات واستعادة الذكريات من الموضوعات المُعقدة للغاية في علم النفس ودراسة الأمراض النفسية والعقلية ولا يزال الباحثون يعملون على اكتشاف المزيد عنها والروابط التي تحدث بين استعادة الذكريات والصدمات مثل تلك التي تحدث في الطفولة والأمراض النفسية التي قد تصيب الإنسان بعد استعادة تلك الذكريات.

إذا كنت تواجه مشكلة في تذكر ذكريات مُبكرة من الطفولة تبدو غير منطقية مثل التعرض للاختطاف أو غيرها من الذكريات الصادمة أو لا تتذكر حدثاً حقيقياً صادماً حدث لك في طفولتك يخبرك الجميع به مثل التعرض لحادث سيارة لكنك لا تتذكره على الإطلاق، يجب عليك استشارة الطبيب النفسي.

العلامات الأكثر خطورة

توصي جمعية علم النفس الأمريكية (APA) بطلب المساعدة النفسية إذا ظهرت لديك الأعراض التالية بالتزامن مع استرجاع ذكريات قديمة قد تكون نسيتها أو تتذكرها:

  • الشعور بالكآبة.
  • القلق الدائم.
  • مشاكل النوم؛ مثل الأرق أو الكوابيس.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • تقلب المزاج مثل الغضب.
  • ارتباك أو مشاكل في التركيز والذاكرة.
  • الأعراض الجسدية؛ مثل: ألم العضلات، وتوتر العضلات، وضيق المعدة. [4]

الذكريات والفصام

يمكن أن تؤدي الصدمات الشديدة إلى تعطيل التخزين في الذاكرة على المدى الطويل، وترك الذكريات مخزنة كعواطف أو أحاسيس بدلاً من ذكريات حقيقية، وتشير الأبحاث إلى أن الأمر قد يستغرق عدة أيام لتخزين الأحداث كاملةً في الذاكرة طويلة المدى.

يتذكر معظم الناس الأحداث السيئة التي تحدث لهم، لكن في بعض الأحيان يتم نسيان الصدمات الشديدة، وعندما يصبح هذا النسيان قوياً وكأنه لم يكن يحدث عدة تأثيرات على الصحة النفسية، أبرزها ما يلي:

  • تطور اضطراب فصامي، مثل فقدان الذاكرة الانفصامي.
  • الشرود الانفصالي.
  • اضطراب تبدد الشخصية أو ما يُسمى باضطراب الانفصال عن الواقع .
  • اضطراب الهوية الانفصامي.[1]

لقد مر معظمنا ببعض التجارب المؤلمة بشكل ما أو بآخر وتُخزن في أدمغتنا، لكن إذا بدأت الذكريات تعاود الظهور وتعيقك عن مواصلة حياتك اليومية بجانب أعراض مثل التوتر الشديد،والاكتئاب، وضعف التركيز لا تتردد في طلب المساعدة الطبية النفسية لمنع حدوث مضاعفات نفسية. 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!