;

ما أشد أنواع المرض النفسي

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022
ما أشد أنواع المرض النفسي

هل تعلم ما أشد أنواع المرض النفسي، إذ أصبح المرض النفسي من الأمراض المُعاصرة المنتشرة في وقتنا الراهن، وقد يصل إلى مرحلة يُعرقل فيها الشخص عن أداء نشاطاته اليومية، وممارسة وظيفته بكفاءة، بل قد يجعله غير قادر على التعامل مع الأفراد المُحيطين به في المجتمع.

لذلك من الضروري معرفة ما هو المرض النفسي، وما أشد أنواع المرض النفسي خطورة، وكيفية التعامل مع المريض النفسي سليماً.

ما هو المرض النفسي

الأمراض النفسية، أو الاضطرابات النفسية (بالإنجليزية:Psychological Disorders ) هي مجموعة من الاضطرابات الصحية النفسية المؤدية إلى سلوكيات، وأفكار، ومشاعر غير نمطية، وقد تكون مؤلمة، وأحياناً قد تُشكل خطراً على الشخص ذاته أو الأشخاص المحيطين به.

هناك أنواع عديدة من الأمراض النفسية، إذ قد يعاني الشخص من أكثر من مرض نفسي في الوقت ذاته، ويجب الإشارة إلى أن ظهور الاضطرابات غير النمطية الخاصة بمرض نفسي ما، لا يُعني بالضرورة أن الشخص مُصاب، فالطبيب هو الشخص الوحيد القادر على التشخيص السليم.[1]

ما أشد أنواع المرض النفسي

تختلف الأمراض النفسية في شدتها، وأعراضها، وتأثيراتها بين الأفراد، وقد تكون مزمنة وأحياناً عرضية، وإليك فيما يلي أشد أنواع المرض النفسي:

الاكتئاب

مرض الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) أو الاكتئاب السريري عبارة عن اضطراب عقلي مزاجي شائع مصحوب بشعور دائم من الحزن، وفقدان الاهتمام، والشعور بالذنب، بل قد يصل إلى ظهور اضطرابات في النوم، والشهية، ويتأثر عالمياً نحو 264 مليوناً شخص بالاكتئاب، خاصة النساء أكثر من الرجال.

قد تكون حالة مؤقتة، أو تتكرر دورياً، وتُلازم أعراضه الشخص المصاب طوال اليوم تقريباً، والجدير بالذكر أن الشعور بالحزن من فترة لأخرى لا يدعو للقلق، لكن استمراره لفترة كبيرة ويومية قد يتطلب منك مراجعة الطبيب، وإليك أبرز أعراض الاكتئاب:[2]

  • الإحباط، والغضب من أبسط الأمور.
  • الشعور بالحزن، وبحالة القلق، والفراغ.
  • فقدان الاهتمام تجاه كل الأنشطة المختلفة حتى التي كنت تتمتع بها من قبل.
  • صعوبة في التركيز، واتخاذ القرارات.
  • اضطرابات في النوم.
  • الشعور بألم جسدي مزمن غير مُبرر.
  • التفكير بالانتحار والموت بصورة متكررة.
  • اضطرابات الشهية.

فصام الشخصية

مرض الفصام، أو السكيزوفرينيا (بالإنجليزية: Schizophrenia) هو اضطراب عقلي حاد ضمن أمراض الذهان (بالإنجليزية: Psychosis)، ويُعد من الأمراض النفسية الخطيرة التي يعيش فيها الفرد حالة من الأوهام، والهلاوس، والتشوهات الفكرية، والسلوكية. 

ومن المعتقدات الخاطئة الشائعة أن مريض الفصام يُعاني من تعدُد الشخصيات، أو انقسام الشخصية، حتى أن معظم المُصابين ليسوا أكثر خطورة من الأشخاص الأصحاء، لكن تقتصر حالات العنف على فئة صغيرة من المُصابين، وأبرز أعراض فصام الشخصية:[3][2]

  • الأعراض الإيجابية: هي تلك الأعراض الدخيلة على شخصية المريض التي لم تكن موجودة لديه، مثل: الأوهام، الهلوسة، اضطرابات في التفكير والكلام، واضطرابات سلوكية كالغضب، والقلق، والتصرفات المتهورة.
  • الأعراض السلبية: هي تلك الأعراض التي يفقدها المريض من شخصيته، مثل: انعدام الدافع، وانعدام المشاعر، وفرط اللامبالاة، والانعزال اجتماعياً.

اضطراب ثنائي القطب

الاضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder) هو اضطراب في الدماغ يسبب تغيرات مزاجية شديدة بين الاكتئاب، والفرح أو الهوس (بالإنجليزية: Mania)، لكن يُمكن الأشخاص المصابون أن يعيشوا حياة كاملة منتجة مع الرعاية الطبية والعلاجية المناسبة.

قد يكون اضطراب ثنائي القطب نتيجة تاريخ وراثي عائلي، أو عوامل بيئية، مثل: الإجهاد، واضطرابات النوم الشديدة، وتناول المواد المُخدرة، وإليك أبرز الأعراض:[2][3]

  • نوبات الاكتئاب: تظهر فيها بعض العلامات، مثل:
    • عدم الثقة بالنفس، والشعور بالذنب.
    • التشاؤم حيال كل شيء، والشعور باليأس والفراغ.
    • اضطرابات النوم، والشهية.
    • التفكير بإيذاء النفس، أو الانتحار.
  • نوبات الهوس: تظهر فيها بعض العلامات، مثل:
    • التشتت، وفرط الطاقة.
    • سرعة التحدث، وسهولة التشتُت.
    • الشعور بسعادة مُفرطة، وأهمية الذات.

اضطراب الوسواس القهري

اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) هو اضطراب نفسي يُعاني فيه الأشخاص من هواجس متكررة (بالإنجليزية: Obsessions)، وتخيلات غير مرغوب فيها،  تدفعهم إلى فعل شيء ما بشكل متكرر تحت اسم السلوكيات القهرية (بالإنجليزية:(Compulsion Behaviors  للتخلص من الهواجس.

التشخيص يتم حينما تؤثر الهواجس في قدرة الفرد على الإنجاز في الحياة بشكل عام، وقد يُصاب الشخص بهذا المرض النفسي في أي مرحلة عمرية. إليك أشهر الهواجس التي يعاني منها مريض اضطراب الوسواس القهري:

  • الاهتمام المُفرط بالتنظيم، والتنسيق.
  • الخوف المُفرط من العدوى بالجراثيم، والفيروسات.
  • الخوف الشديد من عدم امتلاك بعض الأشياء، أو فقدانها.
  • الاهتمام المفرط تجاه بعض المعتقدات كالأبراج.
  • الخوف المبالغ من أذية النفس، والآخرين.[3]

الأرق

تُعتبر حالة الأرق (بالإنجليزية: Insomnia) من اضطرابات النوم الشهيرة التي تتمثل في عدم القدرة على النوم، أو صعوبة الاستمرار فيه طوال الليل، ويرتبط غالباً بمشاكل جسدية، أو اضطرابات نفسية أخرى.

بينما الطبيعي أن نختبر الأرق بين الحين والآخر، لكن عندما يصل إلى أسابيع متواصلة، أو يُعاني الشخص منه على الأقل ثلاث ليالِ في الأسبوع لأشهُر عديدة، حينها يقع الأمر تحت طاولة الأمراض النفسية، ومن أبرز الأعراض:[3]

  • صعوبة الخلود إلى النوم ليلاً.
  • الاستيقاظ المتكرر خلال الليل.
  • عدم الشعور بالراحة بعد أخذ قدر كافٍ من النوم.
  • الشعور بالنعاس خلال اليوم.
  • الشعور بالقلق دائماً تجاه النوم.
  • صعوبة التركيز خلال اليوم حتى في أبسط المهام.

اضطرابات القلق

اضطرابات القلق (بالإنجليزية: Anxiety Disorder) هي حالة من الإفراط في القلق لدرجة تؤثر على قدرة الشخص على أداء مهامه اليومية البسيطة، وتختلف عن الشعور بالقلق المعتاد الذي يكون رد فعل طبيعي للتوتر، ويُعتبر من الأمراض النفسية الخطيرة بالرغم من توفر العلاجات الفعالة.

وتوجد أنواع مختلفة من اضطرابات القلق، وهي:

  • اضطراب القلق العام (بالإنجليزية:Generalized Anxiety Disorder ): يُعاني فيه الشخص من القلق المُفرط تجاه العمل، والصحة، والحياة الاجتماعية في معظم الأيام لمدة قد تصل إلى ستة أشُهر متواصلة.
  • اضطراب الهلع (بالإنجليزية: Panic Disorder): عبارة عن نوبات خوف وهلع شديدة متكررة، تحدث بشكل مفاجئ، وتصل إلى ذروتها بعد دقائق معدودة من التعرض إلى مُحفز، أو موقف معين.
  • اضطراب الرهاب (بالإنجليزيةPhobia :): عبارة عن خوف شديد من موقف أو شيء مُحدد لا يتناسب مع حجم خطره الطبيعي.[3]

هل يُمكن علاج الأمراض النفسية

يُمكن علاج الأمراض النفسية والتحكم بالأعراض خاصة عند الاكتشاف المبكر، وطلب المساعدة الطبية من المختصين، وقد تختلف الطريقة العلاجية بُناء على نوع المرض النفسي، وشدة المرض، والطريقة الأكثر راحة للمريض.

إليك أبرز جوانب الطرق العلاجية للأمراض النفسية:

  • العلاج النفسي: معروف بالعلاج بالتحدُث إلى أحد مُختصي الصحة العقلية، وأثناء العلاج النفسي يتعلم المريض عن حالته النفسية، وأفكاره، ومشاعره، ويتعلم مهارات التحكم في النفس، والتعامل مع الضغوط، وقد يُقدم العلاج النفسي بشكل خاص، أو في مجموعة، أو مع أفراد العائلة والمقربين.
  • العلاج الدوائي: لا تقوم الأدوية بعلاج الأمراض النفسية العقلية، لكن تُحسّن من الأعراض، وتُحسن فاعلية الخطط العلاجية الأخرى، مثل: مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق، والأدوية المُثبتة للمزاج.
  • علاجات التحفيز الدماغية: قد يلجأ الطبيب إلى هذا النوع عند فشل الأدوية والعلاج النفسي في تحسين الحالة، وتشمل: المعالجة بالصدمات الكهربائية، والتحفيز المغناطيسي.
  • العلاجات المنزلية: لا يُمكنك الاعتماد فقط على نفسك، ولكن قد يكون لك دور فعال مع باقي الخطط العلاجية، وأبرز ما يمكنك فعله: الالتزام بالخطة العلاجية المُحددة من قبل الطبيب المُختص، وتجنب تناول الكحوليات، وتعاطي المخدرات، والاعتماد على نظام غذائي صحي مع ممارسة الرياضة.
  • التأقلم والدعم: قد يكون أصعب جزء في الخطة العلاجية مع الأمراض النفسية هو التعايُش معها، وطلب الدعم من المُحيطين بك، ويمكنك الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم المتوفرة في عديد من المنظمات، وعلى الإنترنت.[4]

كيفية التعامل مع المريض النفسي

 يختلف المرض النفسي عن الجسدي في مدى احتياجه للدعم والمساندة من المُقربين في العائلة والأصدقاء، لأن المرض النفسي قد يصل إلى مرحلة شديدة الخطورة، لذلك يجب معرفة بعض النصائح للتعامل مع المريض النفسي بشكل سليم:

  • التشجيع على العلاج، إذ قد يكون الأمر صعباً في بدايته لكن لا بد من المحاولة في تقديم العون، ويمكنك تحديد ميعاد زيارة الطبيب الأولى مع المريض، أو مرافقة المريض.
  • تقديم المساندة العاطفية، وتعزيز الأمل بالشفاء لدى المُصابين.
  • ساعد المريض النفسي بوضع خطة وأهداف واضحة محددة واقعية.
  • يُفضل دائماً أن تسأل المريض عن الطريقة الأكثر راحة له في تقديم المُساعدة.
  • الفهم والتعلم عن طبيعة المرض النفسي، والأعراض التي يواجهها المريض، والعلاجات الممكنة المتاحة من أفضل طرق المساندة والدعم.
  • الالتزام بالصبر مع مريض الاضطراب النفسي، إذ أن عملية التعافي قد تكون طويلة أحياناً.
  • ملاحظة التغيرات الإيجابية في السلوكيات، والثناء عليها.
  • يُفضل الاستماع أكثر من التحدث عند التعامل مع مريض الاضطرابات النفسية.
  • تجنب إلقاء النصائح والمواعظ بشكل مستمر على المريض النفسي.
  • تجنب قول كل ما يُمكن أن يجعل المريض النفسي يشعر بسهولة ما يمر به، وأن الجميع يُعاني مثله.
  • تجنب التعامل بشفقة وتعالي، أو استخدام أسلوب السخرية.[5]

لا تقل خطورة المرض النفسي عن المرض العضوي، ولا يُمكن تحديد ما أشد أنواع المرض النفسي، إذ يعتمد الأمر على الشخص ومدى مُعاناته، لذلك من الضروري طلب الدعم المعنوي، والطبي عند شعورك بأعراض الاضطرابات النفسية؛ حتى تستطيع التحكم فيها مبكراً، والسيطرة على جوانب حياتك بطريقة طبيعية.

  1. "مقال ما هي الاضطرابات النفسية؟" ، المنشور على موقع wsu.edu
  2. أ ب ت "مقال أمراض عقلية" ، المنشور على موقع who.int
  3. أ ب ت ث ج "مقال ما هو الطب النفسي؟" ، المنشور على psychiatry.org
  4. "مقال مرض عقلي" ، المنشور على mayoclinic.org
  5. "مقال كيفية دعم شخص مصاب بمرض عقلي" ، المنشور على bbrfoundation.org
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!