;

إليك ما يجب فعله لتهدئة الشخص الغاضب

  • تاريخ النشر: الأحد، 02 يناير 2022
إليك ما يجب فعله لتهدئة الشخص الغاضب

غالباً عندما نرى أمامنا شخصاً غاضباً، أو يغضب لأمرٍ ما في حديثٍ ما، أو لخبرٍ ما، مهما يكن، فالتصرّف الأكثر عقلانية هنا هو الانسحاب وعدم التحدث لهذا الشخص، على الأقل في الوقت الحالي، هذا إذا لم نكن نحن السبب فإذا كنّا السبب، من الأفضل أن نعتذر بالتأكيد. ولكن عندما يكون الشخص الغاضب يخصّنا، صديقنا أو قريبنا، بمعنى يهمّنا أمره ولا نرتاح بغضبه أو لا نريده أن يغضب، يختلف الأمر، وترانا نبحثُ عن شتّى الطّرق لتهدئته.

سندرج هنا بعض النصائح حول ما يمكنك فعله لتهدئة الشخص الغاضب تجمع بين استخدام استراتيجية الإلهاء ثم الانتقال إلى حل المشكلة، مع الإشارة إلى عدم تشابه صفة "الغضب" بين شخص وآخر، بمعنى قد تفيد هذه النصائح وقد لا تعمل، حسب طبيعة الغاضب ودرجة غضبه، ولكن ما عليك سوى التجربة.

النصيحة الأولى والأهم: لا تقل له "اهدأ"

إن إخبار الشخص أن "يهدأ" هو أمرٌ سهل وبسيط بالطبع، ولكنه غير نافع! يبدو وكأنك تأكل صحن حساءٍ بالشوكة، عدا عن جعل الطرف الآخر يشعر شعوراً سيئاً وكأن مشاعره مبالغ فيها. ربما قد جرّبت بنفسك هذا الشعور من قبل، عندما تكون غاضباً، فلا تتقبل نصيحة "أن تهدأ" لأنه لا يمكنك ذلك ببساطة، فعند الغضب، يعاني الغاضب من الكثير من المشاعر المختلطة، ولا يمكنه أن يكون عقلانياً، لأن المراكز المهيمنة في الدماغ في هذه الحالة هي المراكز العاطفية فقط، ويبدو الأمر مستحيل الوصول إلى مراكز التفكير العقلانية لإجراء محادثة منطقية، لذا لا تطلب منه أن يهدأ.

حافظ على هدوئك حتى تكن قادر على تهدئته

إذا لم تكن المشكلة معك أساساً، فقبل أن تُقدم على المساعدة، اسأل نفسك أولاً: هل أنت طبيعي؟ هادئ؟ قادر على امتصاص الغضب؟ أم أن الغضب الذي شهدته قد أثّر على نفسيتك أيضاً؟ من الطبيعي جداً أن تُشحن أنت بطاقة سلبية لمجرد حضورك مشهد الغضب. خُذ بضع دقائق قبل أن تتصرف أيُّ تصرفٍ، بحيث يتيح لك الوقت بإجراء فحص كامل لنفسيتك، ولجسدك.

أرخِ كتفيك بشكلٍ كامل وتنفّس عميقاً وخُذ وقتك للتفكير بشكل سريع في أعماق رأسك: "كيف سأحلّ الموضوع؟ كيف سأهدّئ من روعه؟". ستضع في حسبانك صفات الشخص أمامك وما يحب وما يكره، باختصار، ستجري في عقلك عملية تصرّف سريعة تتضمن الموقف وحيثيّاته وكل ما يجب فعله باختصار، ولكن امنح نفسك دقيقة لذلك. إذا كان الشجار يمسّك ولو قليلاً، فحاول عدم أخذ الأمر على محمل شخصي، طبعاً إذا أردت بالفعل تهدئته.

استمع إليه: دعه يفرّغ عن غضبه

لا بأس في بضع الدقائق من الغضب وفقدان التركيز، يحتاج هذا الغاضب أمامك إلى التنفيس عن غضبه، ولا يمكنك كبته خلال ثوانٍ ولا تهدئته، دعه بدايةً يفرّغ طاقته، استمع إليه وأنت تنظر في عينيه وركّز معه (دعه يشعر بأنك معه)، ولا تركّز على كل كلمة يقولها فقط لمجرد حفظ ما يقول، بل حاول فهم خلفياتها، والمشاعر وراء الكلمات، فهذا سيفيدك فيما بعد في حال أردت موافقته في بعض النقاط التي قالها، ففي النهاية هو يريد أن يقول كلمته، دعه يقولها، سيهدأ قليلاً بعد أن يقول ما يريد. تقول بيث كورلاند (Beth Kurland)؛ وهي عالمة نفس إكلينيكية: "هناك هدوء وتخفيف فوري للغضب عندما تشعر أنك مسموع".

امتصاص الغضب: تشتيت تركيز الشخص الآخر لبضع ثوانٍ

والآن، هل تشعر أنه قال كل ما يجول في رأسه؟ هل يتيح الجوّ لك الآن السخرية؟ أو استخدام أسئلة لا علاقة لها بموضوع الغضب مثلاً؟ استخدم أي سؤال يجعل هذا الثائر أمامك يتوقف عن الصّراخ لثوانٍ وينظر إليك وهو يقول في رأسه: "عمّ يتكلّم هذا؟". حاول تحوير أي جملة أو كلمة قالها، إلى شيء ما يبعث على الضّحك، أو اسأله: "إذاً كيف هو حال وظيفتك الجديدة؟"، "هل فكّرت في شراء ذاك الكلب الذي رأيناه البارحة؟"، سيخلق ذلك سكوناً طفيفاً بالنسبة له، بينما هو يحاول فهم سؤال الذي لا علاقة له بموضوع الغضب، ويفكر هل سيجيبك ولمَ فعلت أنت ذلك؟

بتلك الثواني التي سيستغرقها في التفكير، سيخفض ذلك بالتأكيد من حدّة غضبه، ومن الصعب أن يعود إلى مستوى الغضب الأول، لأن الغضب يتطلب طاقة، وهو قد استهلك مقدماً تلك الطاقة.

والآن يمكنك إظهار التعاطف..

تقديم التعاطف يأتي مع التحقق من مدى كون هذا الشخص على حقّ ربما، أو حتى ربما نحاول نحن أن نراه على حقّ لمجرّد حبنا له وقربنا منه، لذا نحاول إظهار التعاطف، وذلك ببضع العبارات المهدئة: "أنا أفهمك، أفهمك تماماً، لنناقش هذا الموضوع لاحقاً، قد يحمل الكثير من الاحتمالات..". ولكن إيّاك أن تشجّعه على موقفه، فيما لو كان غاضباً من شخص معيّن، لا تقل له "نعم، هذا شخص سيء، معك حق"، لا تشجعه على موقفه فوراً، هذا سيبدو وكأنك تسكب البنزين على النار.

تغيير جوّ التوتر والغضب: ما رأيك في فنجانٍ من القهوة؟

والآن، لن تتركه بمفرده فوراً، ولكن لا يمكنك الحديث عن الموضوع والرجوع إليه بهذه السرعة أيضاً، لذا بكل بساطة، قدّم خياراً أو اثنين لتفعلاه معاً، وليس 10 خيارات فيبدو وكأنك فقط تريد أن تخلص منه، اطلب منه أن تذهبا للمشي سوياً، أو تشربا فنجاناً من القهوة، فتبدو خياراتك محدودة، وكون دماغ الإنسان في هذه الحالات يعمل بشكل جيد، حيث يكون النشاط المُقترح مألوف ولا يحتاج الكثير من التفكير، فيضطر بنسبة 90% للموافقة على أحدهما. تذكّر، أنت تفعل هذه الخطوة للخروج من حملة الغضب التي حصلت ليس إلا.

محو الأمية العاطفية: اجعله يفكّر الآن في العواقب

حتى بعد أن تضمن هدوء هذا الغاضب، بعد أن تذهبا سوياً لاحتساء القهوة، لن يكون هدوءه نسياناً، سيستمر في فتح الموضوع، وسيقترح عليك أفعالاً يريد هو أن يقوم بها للثأر لنفسه، مثلاً: "أريد أن أضرب ذلك الأبله كي لا يُعاد هذا الأمر" أو "سأدمّر هذه الشراكة وأجعله يندم"، وهكذا.. هنا يأتي دورك في امتصاص الغضب مرة أخرى، ولكن بطريقة محو الأمية العاطفية.

يجب أن تجعله يفكّر الآن في عواقب أي تصرّف غير سوي سيخطر في باله: "أنا أفهمك تماماً ولا ألومك، ولكن في النهاية، فكّر في نفسك، هل هذا أنت؟ هل هذا هو صديقي الذي يتكلم أنه سيضرب ويقتل؟"، اجعله يفكّر في العواقب النفسية والمادية، بحيث لا يخاف من الاعتراف أن مشاعر الغضب سيئة، وقابلة للمعايرة للتحكم بالنفس، ويجب أن ننتظر قليلاً حتى يهدأ ونقرر ما يجب أن نفعل.

ما رأيك أن تصمت!

يمكنك اتخاذ هذه المخاطرة وجعل ذلك الغاضب يقف لثوانٍ أمامك وهو يفتح فمه مستغرباً من ردة فعلك، إذا كنت تعلم أنه يثق بك أولاً، وقريبٌ منك أيضاً. بحسب درجة قُربنا من الشخص، فهو يتقبّل منا أن نأمره بالتزام الصمت فقط. البعض يستخدم فعل "اخرس"، وذلك ليشعر الآخر الغاضب أنه قد نقل جزءاً من غضبه إليك، ولذا يفكر في الموضوع من عدة نواحي: أولها أنه فرّغ غضبه، وثانيها أنه لا يريد أن يخسرك لأنك شخصه المفضل، وثالثها أنه سيفكّر بمدى صفاء قلبك وحبك له. [1]

امنح هذا الشخص بعض المساحة الخاصة

البعض قد ينفع معه السياسات السابقة، ويهدّئ من روعه، ولكن يفضّل البعض الآخر معالجة عواطفه بنفسه، يحب أن تتركه وشأنه ببساطة، لذا انسحب عندها، امنحه الوقت والمكان الخاصين، فد يستغرق الأمر حوالي 20 دقيقة ليهدأ. اتركه وأخبره عندها أنك ستعود إليه بعد قليل: "ربما يجب أن أدعك وشأنك قليلاً، سأعود إليك لاحقاً لربما تشعر أنك بحاجة التحدّث، سأكون حاضراً". [2]

حتى تتخذ الخطوات السابقة، يجب أن تكون على علم بحدودك ومدى قربك من الغاضب، كي تكون كلماتك صادقة وأفعالك السابقة نابعة من القلب وعن محبّة، لأن الأمر سيختلف إذا ما كنت تتعامل مع شخص عادي أو لا يهمك أمره، سيبدو وكأنك تجامل، وهذا ما لا يريده الغاضب.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!