;

4 مفاهيم خاطئة عن قوة الشخصية

مفاهيم خاطئة عن المرونة وقوة الشخصية التي تحتاج إليها للتعامل مع مصاعب الحياة.

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 يوليو 2023 آخر تحديث: الأحد، 20 أغسطس 2023
4 مفاهيم خاطئة عن قوة الشخصية

هل تشعر بالاستياء والغضب بل والملل من تكرار عبارات مثل "كن قوياً" أو "كن إيجابياً" عند مواجهة المشكلات في حياتك، وهل تشعر بالعجز واليأس لأنك لا تعلم كيف تكون قوياً ومرناً في حياتك؟ جميع تلك المشكلات أصبحت مثيرة للجدل اليوم أكثر من أي وقت مضى، والسبب يعود إلى انتشار ثقافة الإيجابية السامة، وهي الدعوة إلى أشياء إيجابية، وأسلوب حياة إيحابي لكنه يتجاهل الجوانب الحقيقية والسلبية، وشعورك بالحزن أو الغضب.

المرونة في الحياة يعد من المفاهيم المتوازنة التي تكسبك مهارات التعامل مع مواقف الحياة الصعبة دون أن تتجاهل حقيقة مشاعرك بل تعترف بها، وتواجهها، وتتغلب عليها مع ذلك بدأت بعض المفاهيم الخاطئة تنتشر حول المرونة لنحاول اليوم التعرف عليها، وكيف تكتسب صفة المرونة في حياتك.

ما هي المرونة؟

أصبح مفهوم المرونة شائعاً في الآونة الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالحياة الإيجابية، وعلم النفس الإيجابي الذي يهتم بكيفية مواجهة الأشخاص للمصاعب، والتغلب عليها، وتشير المرونة في علم النفس الإيجابي إلى القدرة على التعامل مع كل ما تواجهه في الحياة حيث يصاب بعض الناس بالصدمة بسبب التحديات لكنهم يعودون أقوى وأكثر ثباتًا من ذي قبل لذلك يُطلق على هؤلاء الناس مرنين.

يقوم الشخص المرن بالتعامل مع التحديات عن طريق استخدام شخصيته، ونقاط القوة، والقدرات الإيجابية الأخرى مثل التفاؤل، والأمل.

من الأخطاء الشائعة حول مفهوم المرونة هو أنها تقتصر فقط على التحديات الصعبة والمؤلمة في الحياة مثل الصدمات، والنجاة من حادث، وسوء المعاملة، وغيرها لكن حياتنا اليومية مليئة بالمواقف التي تحتاج إلى المرونة مثل التعرض للانتقاد أو التعليقات السلبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الشعور بالحزن، وجميعها مواقف تبدو بسيطة لكنها تحتاج إلى قوة المرونة. [1][2]

مفاهيم خاطئة عن المرونة وقوة الشخصية

منذ أن انتشر مفهوم المرونة، وتزايدت أهميته في الآونة الأخيرة خاصة بعد جائحة كورونا، وما تعرضنا له من مصاعب بدأت الانتقادات تتوجه إلى المرونة حتى وصفها البعض بالإيجابية السامة أي عبارات ملهمة إيحابية لا ترتبط بالواقع، وتجعل الشخص يشعر بالفشل لأنه ليس قوياً بما يكفي ليكون مرناً، لكن الحقيقة أن مفهوم المرونة يحيطه العديد من المفاهيم الخاطئة التي يجب إدراكها جيداً، وأبرزها ما يلي:

المرونة عملية وليست صفة شخصية

المرونة ليست صفة يولد بها الشخص بل تحتاج إلى الوقت والأفعال لتتكون لديك حيث تساعدنا تجارب الحياة في المعاناة والألم إلى اكتساب قدر من المرونة والتعاطف، ويمكنك تعزيز قدرتك على المرونة مع الوقت حتى تكتسب قوة الشخصية لذلك لا يوجد شخص لا يمكنه أن يكون مرناً بل يحتاج إلى بعض التمرين.

المرونة لا تعني تجاهل المشاعر السلبية

التظاهر بأن الشخص بخير عندما يشعر حقاً بداخله بالألم والحزن ليس من المرونة لأننا أشخاص لدينا الكثير من المشاعر، ومحاولة تجنبها له العديد من العواقب السلبية على حياتنا وصحتنا النفسية، على العكس من ذلك تعني المرونة الاعتراف بهذه المشاعر مثل الحزن، والغضب، والقلق، وغيرها ثم قبول تلك المشاعر، ومعرفة أسبابها بالتالي يمكنك التعامل معها، والتغلب عليها.

المرونة والحياة المثالية

نعيش اليوم في حياة صعبة تضغط على الشخص ليصبح مثالياً حيث نتعرض لساعات إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ونشعر بالفشل أو عدم تحقيق أي نجاحات مقارنة بالآخرين بالتالي تصبح قاسياً على نفسك لأنك ترغب في الحياة المثالية، لكن لا يوجد ما يُسمى الحياة المثالية بل يوجد عوامل قوة في حياتنا تشمل العلاقات، والقيم الخاصة بنا، وممارسة الأنشطة التي نحبها، والاسترخاء، والتعلم من تجاربنا السابقة جميعها عوامل تجعلك أكثر مرونة لأن المرونة ليست السعي إلى الكمال  والمثالية بمفردك.

الفردية تعيق المرونة

يعاني عالمنا اليوم من الفردانية وهي التركيز على الفرد فقط دون المجتمع، ويمكن لمفهوم الفردانية أن يعيق المرونة لأنها لا تتعلق بالفرد فقط لأن تقوية العلاقات الاجتماعية، وتعزيز التعاطف مع الآخرين، وبناء علاقات صحية معهم يزيد من مرونتك، وقوة شخصيتك للتعامل مع مصاعب الحياة.[3]

كيف تصبح أكثر مرونة في الحياة؟

كما ذكرنا أعلاه يمكنك بناء المرونة والقوة، وتعلم كيفية تطوير نفسك لتصبح مرناً، وتحصل على عقلية قوية تواجه بها مشكلات الحياة، فيما يلي أهم الطرق لتصبح أكثر مرونة:  

  • تعلم الاسترخاء: الاهتمام بصحة العقل والجسم يمنحك القدرة على التعامل مع تحديات الحياة لذلك يجب العناية بالصحة عن طريق النوم لساعات كافية، وتناول الغذاء الصحي، وممارسة تمارين التأمل، وتمارين التنفس.
  • التفكير الإيجابي: لا يغرق الأشخاص المرنون في أفكارهم السلبية، ولا يدعونها تسيطر على حياتهم بل يدركون بوعي تلك الأفكار ثم يتجنبوا التعامل معها.
  • تحرير وجهة النظر: يجب أن تتدرب على التعامل مع طريقة تفكيرك في المواقف السلبية، وتعيد توجيهها إلى صالحك، وكأنها وجهة نظر أخرى.
  • التعلم من الأخطاء والفشل: الأخطاء والفشل في الحياة ما هي إلا دروس نتعلم منها، ونتقدم إلى الأمام، ولكي تصبح أكثر مرونة يجب استخلاص الدروس من الأخطاء والفشل، وإعادة تقييم الأزمات.
  • التحكم في رد الفعل: يمر الجميع بمواقف وأيام سيئة تصيبنا بالأزمات لكن ما نملكه هو كيفية رد الفعل، وهذا ما يميز الشخص المرن الذي يفضل الهدوء، والتفكير العقلاني عند مواجهة تلك المواقف.
  • الصورة الأكبر: حافظ على رؤية الصورة الأكبر لجميع المواقف التي تحدث في حياتك، بعض الأزمات قد تبدو كارثية في وقت حدوثها لكن عند النظر إلى المستقبل ستتجنب تضخيم الأمور، وتتعلم كيفية التعامل معها.
  • حدد أهدافك: تحديد الأهداف في حياتك الشخصية أو العملية أو الدراسية سيجعلك أكثر نجاحاً، ويمنحك الفرصة لترتيب حياتك، والقدرة للتغلب على العقبات والمصاعب في الحياة، كما أن الإيمان بتحقيق الأهداف يزيد من شعورك بالثقة، والقوة.
  • العلاقات الاجتماعية القوية: الأشخاص الذين لديهم روابط وعلاقات اجتماعية قوية مع الأهل أو الأصدقاء هم الأكثر مقاومة للتوتر، ولديهم القدرة على مواجهة التحديات بالتالي تزيد مرونتهم في مواجهة المصاعب.[2][4]

المرونة من الصفات التي يحتاجها الجميع في حياته اليومية للتغلب على المصاعب بأنواعها لكنها لا تعني أيضاً تجاهل مشاعرك السلبية أو الابتعاد عن الآخرين بل تعمل المرونة من خلال عدة عوامل يمكنك تنميتها، وتطويرها لتصبح أكثر قوة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!