;

هل مرض السرطان وراثي

  • تاريخ النشر: الجمعة، 11 مارس 2022 آخر تحديث: الأحد، 04 فبراير 2024
هل مرض السرطان وراثي

يعتبر مرض السرطان المسبب الثاني عالمياً للوفاة، وقد يستفيد الكثير من تشخيص هذا المرض بشكل مبكر قبل تفشيه في الجسم، لذلك من المنطقي جداً سؤال الطبيب المختص هل مرض السرطان وراثي في حال وجود حالات من المرض في العائلة، وما هي أسبابه وأعراضه وطرق علاجه؟

ما هو السرطان

مرض السرطان (بالإنجليزي: cancer)، تنقسم الخلايا عادةً في مرحلة طبيعية متكررة لبناء الجسم وتعويضاً لموت الخلايا التالفة، لكن هذه العملية قد تنهار بسبب بعض الطفرات الجينية وتبدأ هذه الخلايا التالفة بالانقسام مجدداً إلى ملايين الخلايا السرطانية، وتبدأ في التفشي في الجسم وغزو بعض الأعضاء، مما يؤدي إلى تكون ورم سرطاني متنامي الحجم في مكان انقسام هذه الخلايا التالفة، أو انتشار هذه الخلايا عبر مجرى الدم وتنتشر في أنحاء مختلفة في الجسم وتغزو بعض الأعضاء الأخرى في حالةٍ تسمى الأورام الخبيثة.[1][2]

ما هو السرطان الوراثي

السرطان الوراثي أو ما يسمى بمتلازمة سرطان الأسرة، ويمكن استخدام هذا الوصف في حال تواجد أكثر من مريض بنفس نوع السرطان في العائلة الواحدة، إذ تسبب الجينات المتوارثة من العائلة في بعض الأحيان في حدوث الطفرات الجينية، مثل وجود جين إضافي أو أن تَتسبب بعض الطفرات بتنشيط إنتاج البروتينات التي من المفترض أن تكون خامدة مثل الجين المسبب في انقسام الخلايا أو إيقاف الجينات التي من المفترض أن تكون نشطة مثل الجين المثبط لانقسام الخلايا.

حيث إن تنشيط الجين المسبب في انقسام الخلايا فوق المعدل الطبيعي يسبب في فقد السيطرة على عدد الخلايا مما يؤدي إلى ظهور الخلايا السرطانية، وفي عكس هذه الحالة مع الجين المثبط للورم في حال توقفه عن العمل، وفيما يلي كيفية تأثير الطفرات المتوارثة على الطفرات المكتسبة:[3][4]

  • الطفرات المسببة للسرطان الوراثي: تبدأ هذه الطفرة في الانتشار مع كل خلية تنقسم منذ اللحظة التي يتم تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي، إذ إن الطفرة المسببة في تنشيط الجين المسؤول عن انقسام الخلايا والجين المسؤول عن إيقاف هذه العملية متوارث من العائلة يكون متواجداً في جميع خلايا الجسم.
  • الطفرات المكتسبة المسببة للسرطان: تحدث الطفرات المكتسبة بسبب المحيط البيئي الذي يتعرض له الشخص بشكل يومي أو في بعض الحوادث المعينة، وتبدأ عادة في خلية واحدة وتبدأ هذه الخلية في الانقسام والتفشي في أنحاء الجسم، ويظن الأطباء أن معظم السرطانات التي تتفشي تحدث بسبب هذا النوع من الطفرات.

كيفية تفاعل الطفرات الجينية

لم يتمكن الأطباء من تحديد عدد الجينات التي تصاب بالطفرات المسؤولة عن الإصابة بالسرطان، إذ يجب على الشخص حمل الجين المصاب في كلتا نسختي الجين المتوارث من الوالدين، وقد يحتاج الشخص اكتساب الطفرة الأخرى بشكل طبيعي للإصابة بالسرطان، لكن وراثة جين واحد مصاب قد يرفع فرص الإصابة إلى الضِعف.[1]

العلامات المميزة للسرطان الوراثي

يتميز السرطان الوراثي ببعض العلامات التي من الممكن تفريقها عن السرطان المكتسب بشكلٍ بسيط، وفيما يلي بعض أهم العلامات المميزة كما يظن الأطباء:[4]

  • قد يصاب عدد من أفراد العائلة الواحدة بنوع معين من السرطانات وخاصةً إذا كان من الأنواع غير الشائعة بالوضع الطبيعي.
  • الإصابة بالسرطان في عمر صغير هي إحدى العلامات المميزة كأن يصاب المريض بسرطان القولون في عمر أقل من العشرين عاماً.
  • يمكن للإصابة بمجموعة من الأورام في آن واحد علامةً من العلامات المميزة مثل الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبايض عند المرأة.
  • تصيب السرطانات الوراثية الأعضاء التي تتكون من أزواج مثل العينين، أو الكليتين، أو الثديين.
  • إصابة الأخوين بسرطان من نوع معين مثل سرطان الساركوما.
  • لا يصيب السرطان الذي يعتمد على جنس الشخص في الجنس الآخر مثل سرطان المستقيم لا يؤثر في المرأة .
  • من أكثر العلامات التي تميز السرطان الوراثي هي تناقله بين الأجيال مثل إصابة الجد والابن والحفيد بنفس النوع من السرطانات في عمر مقارب تقريباً.

أنواع السرطان الوراثي

تؤثر الطفرات الجينية المسؤولة عن الإصابة في السرطان الوراثي على 5%- 15% من الحالات الكُلية للإصابة بالسرطان، وتؤثر في أنواع معينة من السرطان في أغلب الأحيان، وفيما يلي بعض أهم أنواع الطفرات الجينية وأنواع السرطانات الناتجة عنها:[2][4]

متلازمة جين HBOC

تتسبب هذه الطفرة في زيادة نشاط بعض الجينات مثل (BRSA1 و BRSA2) وتسبب في معظم الأحيان حالات الإصابة بسرطان الثدي والمبايض عند النساء، إلا أنها مسؤولة أيضاً عن بعض حالات الإصابة بأنواع أخرى من السرطان مثل:[4]

  • سرطان قناة فالوب.
  • سرطان بريتوني الأولي.
  • سرطان الثدي عند الرجال.
  • سرطان البنكرياس.
  • سرطان البروستاتا.

متلازمة لينش

تسمى أيضاً متلازمة سرطان القولون والمستقيم غير السلائل (HPNCC)، حيث إنها تصيب القولون والمستقيم في أغلب الأحيان، ويكون سببها إصابة بعض الجينات المسؤولة عن إصلاح الأخطاء المكتسبة في الحمض النووي مثل (PMS1،PMS2 ،MSH2 ،MSH6 ،MLH1)، وتتطور أعراض هذه الحالة للأشخاص قبل بلوغ الخمسين من عمرهم، وقد تسبب في بعض الحالات ظهور أنواع أخرى من السرطانات مثل:[4]

متلازمة Li-Fraumeni

قد تتسبب هذه المتلازمة النادرة جداً في تفشي عدة أنواع من السرطانات في آن واحد، إذ إنها تعمل على تعطيل بعض أنواع الجينات، مثل الجين المثبط للورم (TP53) المسؤول عن إنتاج البروتين الذي يعمل على إيقاف الانقسام العشوائي للخلايا، وتعمل أيضا على إيقاف الجين (CHEK2) المسؤول عن إيقاف انقسام الخلايا التي تحتوي على عطل في الحمض النووي، وتصيب عادة صغار السن، وفيما يلي بعض أنواع السرطانات الوراثية التي تسببها هذه المتلازمة:[4]

  • سرطان ساركوما العظم.
  • سرطان ساركوما الأنسجة الرخوة.
  • سرطان الدم.
  • سرطان الدماغ (الجهاز العصبي المركزي).
  • سرطان قشرة الغدة الكظرية.
  • سرطان الثدي.

أعراض السرطان الوراثي

قد تختلف أعراض الإصابة بالسرطان الوراثي مع اختلاف صحة المريض ونوع السرطان الذي يعاني منه، وفيما يلي بعض أهم أعراض الإصابة:[1]

  • إعياء.
  • تصلب على شكل كتل تحت الجلد.
  • انخفاض أو ارتفاع سريع في وزن المصاب من غير سبب منطقي.
  • تغير لون الجلد في بعض الحالات إلى اللون الأصفر أو الأسود، وتغير في شكل وحجم بعض الشامات الموجودة، أو عدم اللتئام الجروح.
  • تغير في طبيعة حركة الأمعاء والمثانة.
  • صعوبات في التنفس والسعال المستمر.
  • صعوبة البلع.
  • بحة في الصوت.
  • آلام في المعدة بعد تناول الطعام.
  • الشعور بألم في العضلات أو المفاصل.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو التعرق بشكل مفرط.
  • نزيف أو كدمات في بعض مناطق الجسم.

علاج السرطان الوراثي

وجد الأطباء والباحثون العديد من العلاجات للسرطان، وفيما يلي بعض أهم أنواع العلاج الرئيسية للسرطان والأنواع المساعدة لمرضى السرطان:[1]

العلاج الرئيسي

  • الجراحة: تعمل الجراحة على إزالة أكبر قدر ممكن من الورم السرطاني.
  • العلاج الكيميائي: يقتل العلاج الكيميائي الخلايا السرطانية.
  • العلاج بالإشعاع: ينقسم العلاج الإشعاعي إلى علاج خارجي باستخدام نوع معين من الأجهزة، أو يمكن زراعته داخل الجسم ويسمى (المعالجات الكثبية).
  • زراعة النخاع الشوكي: زراعة الخلايا الجذعية يساعد الجسم على إنتاج خلايا سليمة بعد القضاء على الخلايا القديمة المصابة.
  • العلاج المناعي: يساعد العلاج المناعي أو كما يسمى العلاج البيولوجي على تقوية جهاز المناعة باستخدام أدوية خاصة لمحاربة نوع معين من الخلايا السرطانية.
  • علاج الهرمونات: يعمل العلاج الهرموني على قتل بعض الأنواع من السرطانات مثل سرطان الثدي وغيرها.
  • العلاج الدوائي المستهدف: تسبب بعض العقاقير تشوهات داخل الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى إبطاء نموها.[1]

العلاج المساعد

ينقسم العلاج المساعد إلى قسم تكميلي وقسم ملطف، وفيما يلي بعض أهم العلاجات المساعدة:[1]

  • العلاج التكميلي: يعمل هذا النوع من العلاجات على قتل ما تبقى من الخلايا السرطانية بعد العلاج الرئيسي، والمحافظة على مستويات معامل الورم في الحد الطبيعي.
  • العلاج الملطف: تساعد العلاجات الملطفة على تخفيف الأعراض الجانبية للأدوية الإشعاعية والكيميائية وغيرها، وتعمل أيضاً على تخفيف الآثار الجانبية لمرض السرطان.

يعتبر مرض السرطان الوراثي من الأمراض الخطيرة جداً والمؤثرة على مجتمعنا بشكل كبير، ويعد انتشاره في وقتنا الحاضر واسع النطاق، لذلك يجب على العائلات الذين عانوا من مرض السرطان الوراثي فَهْم هذه الحالة بشكل أفضل وفهم مسبباتها كما يراها الأطباء والمتخصصين لتقليل نسبة الإصابة به.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!