;

ما هي دهون القلب

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 فبراير 2022 آخر تحديث: الخميس، 29 سبتمبر 2022
ما هي دهون القلب

يتعرض الكثير من الناس لأنواعٍ مختلفةٍ من الأمراض، وخاصةً الأمراض التي تخصُّ القلب والشرايين، والتي تُعدُّ الأكثر شيوعاً في هذه الأيام، ومن بين الأمراض المتعلقة بمشاكل القلب هي دهون القلب، فما هي دهون القلب؟ وما مدى خطورتها على صحة الإنسان وكيف يمكن علاجها؟

ما هي دهون القلب

دهون القلب هي مشكلة طبية في غاية الخطورة تحدث عندما تتراكم الدهون الزائدة عن حاجة الجسم داخل شرايين القلب؛ نتيجة تناول بعض المرضى أطعمة تحتوي على قدر كبير من الدهون، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وتراكمها في بعض مناطق الجسم ومن ضمنها شرايين القلب.[1]

تأتي الدهون عادةً من الطعام الذي نتناوله بما في ذلك السمن والزبدة والزيوت، وتتحول السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم إلى دهون ثلاثية، ويتم تخزينها في الخلايا الدهنية في جميع أجزاء الجسم.[1]

أعراض دهون القلب

تكمن خطورة دهون القلب في كونها من المشكلات التي لا تحمل أي أعراض جسدية يعاني منها المريض في بداية الأمر، فقد يدرك كثير من المرضى بالصدفة إصابتهم بارتفاع مستوى الدهون الثلاثية عند إجرائهم فحصاً روتينياً لقياس مستوى الدهون في الدم، وقد يعرف المرضى الأسوأ حظاً حقيقة إصابتهم عند تعرضهم لإحدى المضاعفات الناجمة عن دهون القلب؛ مثل: تصلب الشرايين التاجية، أو جلطة القلب، أو السكتة الدماغية.[2]

أسباب دهون القلب

إن السبب الرئيسي وراء الإصابة بدهون القلب هو ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم بشكل كبير، مما يؤدي إلى تجمع تلك الدهون والتصاقها بجدران شرايين القلب، لتتسبب بمرور الوقت في انسدادها، وإعاقة تدفق الدم والأكسجين إلى عضلة القلب إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب لخفض مستوى الدهون.[3]

هناك العديد من عوامل الخطورة التي تزيد من معدل ارتفاع مستوى الدهون وتراكمها في شرايين القلب، من أهم هذه العوامل:[1][3]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع الدهون الثلاثية.
  • الإصابة بمرض السكر، وعدم التحكم في مستوى الجلوكوز في الدم لفترات طويلة.
  • الإصابة بأمراض الكبد والكلى وارتفاع ضغط الدم.
  • الإفراط في تناول الكحول.
  • المعاناة من السمنة أو زيادة الوزن.
  • الإصابة بقصور في الغدة الدرقية.
  • بعض العوامل الجينية والوراثية.
  • الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة.
  • تناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات والكربوهيدرات.
  • استخدام بعض الأدوية؛ مثل: حاصرات بيتا، ومدرات البول، والكورتيكوستيرويدات، والعلاجات الهرمونية.
  •  الأمراض الالتهابية؛ مثل مرض التهاب المفاصل الروماتويدي.

علاج دهون القلب في المنزل

لا يعتمد علاج دهون القلب على استخدام الأدوية فحسب؛ فما جدوى أو فعالية هذه الأدوية إذا كان المريض يتناول وجبات غير صحية، ولا يفكر في إنقاص وزنه، لهذا السبب يمثل تغيير نمط الحياة حجر أساس في علاج دهون القلب وتجنب حدوث مضاعفات مصاحبة لها. نلقي الضوء في السطور القادمة على أهم الإرشادات التي يوصي بها الأطباء في الخطة العلاجية لدهون القلب في المنزل.[4]

تجنب الدهون المتحولة

الدهون المتحولة هي نوع من أنواع الدهون التي تضاف إلى الأطعمة المصنعة لزيادة مدة صلاحيتها، وقد وجدت الأبحاث أن تناول هذه الدهون يرتبط بشكل كبير بزيادة معدل الدهون في الدم وشرايين القلب، لهذا السبب ينبغي أن تتجنب جميع الأطعمة التي تحتوي على هذه الدهون، وتستبدلها بالدهون الصحية غير المشبعة.[4]

الحد من تناول السكر

لا يدرك كثير من المرضى مدى خطورة السكر المضاف على صحة القلب، فهو يتحول في نهاية الأمر إلى دهون ثلاثية، ويزيد من معدل إصابتك بدهون القلب، وقد أوضحت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2020 أن الأشخاص الذين يتناولون السكر المضاف بكثرة في نظامهم الغذائي، يكونون أكثر عرضة لارتفاع الدهون الثلاثية بنسبة 50%.[4]

يوجد السكر المضاف في المشروبات الغازية والعصائر المعلبة والحلويات، وتنصح جمعية القلب الأمريكية باستهلاك ما لا يزيد عن 150 سعراً حرارياً من السكر المضاف يومياً؛ تجنباً لتأثيره السلبي على دهون القلب.[4]

النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات

يلجأ الجسم إلى تحويل السعرات الحرارية الزائدة من تناول الكربوهيدرات في النظام الغذائي إلى دهون ثلاثية، تخزن في الخلايا الدهنية وشرايين القلب، وقد أوضحت إحدى الدراسات أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في مستوى الدهون الثلاثية في الدم عند الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات، بعد مرور من 6 إلى 12 شهراً من بدء هذه الحمية.[4]

إنقاص الوزن

أثبتت بعض الأبحاث أن فقدان ما لا يقل عن 5% من وزن الجسم له تأثير إيجابي في خفض مستوى الدهون الثلاثية في الدم، لهذا السبب ينبغي أن تتبع حمية غذائية منخفضة الدهون والسعرات الحرارية؛ حتى تقلل من تراكم الدهون الثلاثية في الدم، ويقل وزنك تدريجياً.[4]

الإكثار من تناول الألياف

يساعد تضمين الألياف الطبيعية في النظام الغذائي على خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم، والحد من خطورة دهون القلب؛ لأن الألياف تقلل من معدل امتصاص السكريات والدهون من الأمعاء الدقيقة، ومن ثم تقلل من معدل الدهون الثلاثية في الدم.[4]

توجد الألياف الطبيعية في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات، وقد أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت على بعض المرضى الذين يتناولون الحبوب الكاملة يومياًُ في وجبة الإفطار، أن مستوى الدهون الثلاثية لديهم انخفض بمعدل 50%.[4]

ممارسة الرياضة بانتظام

تساعد الرياضة على خفض معدل دهون القلب بمنتهى الفعالية، وقد أجريت إحدى الدراسات على بعض مرضى القلب، وأثبتت أن ممارسة هؤلاء المرضى للرياضة خمس مرات أسبوعياً أدت إلى انخفاض ملحوظ في مستوى الدهون الثلاثية.[4]

لهذا السبب توصي جمعية القلب الأمريكية بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يومياً لمدة 5 أيام في الأسبوع، تتضمن الرياضات التي يمكن أن يمارسها مرضى القلب: المشي، والركض، وركوب الدراجات، والسباحة.[4]

العلاج الدوائي لدهون القلب

هناك العديد من الأدوية التي يستخدمها الأطباء في علاج دهون القلب، بناءً على حالة المريض ومستوى الدهون الثلاثية في الدم. نستعرض في السطور القادمة أشهر هذه الأدوية.[5]

الستاتينات

تعد الستاتينات هي الخيار الأول في خفض معدل الدهون الثلاثية في الدم وعلاج دهون القلب، وهي من الأدوية المعروفة بخصائصها المخفضة للكوليسترول، لكن وجد أن لها تأثيراً إيجابياً على تقليل مستوى الدهون الثلاثية، كما أنها تساعد على الوقاية من النوبات القلبية والسكتة الدماغية وغيرها من المضاعفات التي يمكن أن تسببها دهون القلب.[5]

أحماض أوميغا 3

تتميز أحماض أوميغا 3 بقدرتها على خفض مستوى الدهون في الدم والقلب، عند استخدامها يومياً بجرعة تتراوح من 2000 إلى 4000 مللي جرام، كما وجدت كثير من الأبحاث أن لها تأثيراً إيجابياً على صحة القلب.[5]

النياسين

يجمع النياسين بين قدرته على تقليل مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في آنٍ واحد، كما يساعد على رفع مستوى الكوليسترول الحميد، وهناك العديد من الدراسات التي توضح أهميته في الوقاية من النوبات القلبية وجلطة المخ، خاصةً عند دمجه مع الستاتينات في خطة علاجية واحدة.[5]

مضاعفات دهون القلب

هناك العديد من المضاعفات التي يمكن أن تسببها دهون القلب إذا لم يتم التحكم في معدلاتها بالطرق الطبية والمنزلية، تضم هذه المضاعفات:[2]

  • تصلب الشرايين.
  • جلطة القلب.
  • جلطة المخ.
  • التهاب البنكرياس.
  • الكبد الدهني.

كيفية الوقاية من دهون القلب

هناك بعض الإرشادات البسيطة التي يمكن أن تساعدك في تجنب حدوث مشكلة دهون القلب من البداية، تضم هذه الإرشادات:[4]

  • الحد من تناول الوجبات السريعة والأطعمة التي تحتوي على الدهون.
  • الإكثار من تناول الأسماك والمأكولات البحرية بمعدل مرتين أسبوعياً على الأقل.
  • الحد من تناول المشروبات الكحولية.
  • تضمين بروتينات الصويا في النظام الغذائي؛ لأنها غنية ببعض المواد التي تقلل من معدل الدهون في الدم.
  • تناول المكسرات بكثرة لأنها تحتوي على قدر كبير من أحماض أوميغا 3، والأحماض غير المشبعة.
  • الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام.
  • المحافظة على الوزن المثالي، وتجنب زيادة الوزن.
  • تناول الحلبة لأن لها تأثيراً إيجابياً على خفض معدل الدهون.
  • الحرص على استخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د، لأن له تأثيراً إيجابي على خفض معدل الدهون الثلاثية.