;

قلق الموت (الخوف من الموت)

ماذا تعرف عن رهاب الموت؟ وما هي أعراضه وطرق علاجه؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 12 نوفمبر 2020 آخر تحديث: السبت، 03 فبراير 2024

الخوف من الموت أمر فطري وطبيعي عند الإنسان، لكم من الممكن أن يعاني المرء من اضطراب مرضي يسمى بقلق الموت أو الخوف من الموت (بالإنجليزية: Thanatophobia)، والذي يؤثر على حياة المصاب بشكل كبير ويمنعه من القيام بمهامه اليومية بشكل طبيعي.

نستعرض في هذا المقال تأثير الخوف من الموت على الصحة النفسية وطرق التعامل معه.

ما هو الخوف من الموت؟

الخوف من الموت هو شكل من أشكال اضطراب القلق الذي يسبب الخوف الشديد من الموت وعملية حدوثه، والذي يمنع الشخص المصاب من ممارسة حياته بشكل طبيعي، ويعطل الأنشطة اليومية.

من الممكن أن يمتنع المصاب رهاب الموت عن الخروج من المنزل في الحالات الشديدة، إذ يصبح تركيز المصاب على الأمور التي تسبب الموت مثل الملوثات البيئية. يشمل هذا القلق خوف الشخص من موته أو موت أحد أفراد أسرته وعواقب ذلك في المستقبل. [1] [2]

أعراض قلق الموت

يرتبط قلق الموت غالباً باضطرابات أخرى مثل الاكتئاب أو أحد أنواع الرهاب من شيء معين. من أعراض قلق الموت: [1] [2]

  • الشعور بالقلق بشكل فوري في كل مرة يفكر بها الشخص بالموت.
  • استمرار الحالة لحوالي 6 أشهر أو أكثر.
  • تداخل الأعراض مع الحياة اليومية، والمهنية، والعلاقات مع الناس.
  • الإصابة بنوبات الهلع.
  • تجنب المواقف التي قد يكون فيها التفكير في الموت ضرورياً.
  • الشعور بالغثيان أو آلام في المعدة عند التفكير في الموت.
  • الشعور العام بالاكتئاب أو القلق.
  • الشعور بالعزلة، وتجنب الاتصال بالأصدقاء والعائلة لفترات طويلة من الزمن في الحالات الشديدة.

قد تظهر الأعراض وتختفي على مدى حياة الفرد. كما يعاني المصاب من أعراض مشابهة لأعراض نوبة الهلع أثناء نوبة قلق الموت، مثل: [3]  

أسباب قلق الموت

يوجد أسباب عديدة لقلق الموت تختلف حسب العامل المسبب وقد تكون نتيجة مزيح من الأسباب، منها: [1] [2] [3]

  • حدوث حدث معين صادم في الماضي مثل وفاة أحد الأحبة، لكن ليس من الضروري أن يتذكر المصاب هذا الحدث بشكل كامل.
  • الإصابة بمرض شديد، لكن ليس بالضرورة أن يكون المرء مريضًا ليصاب بقلق الموت.
  • الضيق النفسي ومشاكل الصحة النفسية.

عوامل خطر الإصابة بالخوف من الموت

توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر إصابة الفرد بقلق الموت، من هذه العوامل: [3]

  • العمر: يبلغ قلق الموت ذروته في العشرينات من العمر، ويتلاشى مع التقدم في السن.
  • الجنس: يعاني كل من الرجال والنساء من قلق الموت في العشرينات من العمر، لكن قد تعاني النساء منه بشكل متزايد في الخمسينيات من العمر، كما أن النساء أكثر عرضة من الرجال للخوف من موت أحبائهم وعواقب وفاتهم.
  • كبار السن: يخشى كبار السن عادةً من عملية الاحتضار أو تدهور الصحة، ولكن يميل البالغون إلى الخوف والقلق من الموت نفسه.
  • الأشخاص الذين يفتقرون للاعتقادات الدينية. 
  • الأشخاص الذين يعانون من انخفاض تقدير الذات.
  • الأشخاص الذين يفتقرون لوجود العائلة أو الأصدقاء.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية أخرى، مثل أنواع الرهاب المختلفة أو الاكتئاب.
  • الأشخاص الذين يشهدون موت أحبائهم، أو موت أشخاص آخرين كجزء من عملهم، مثل مقدمي الرعاية الصحية. 

علاقة قلق الموت بالصحة النفسية

يرتبط رهاب الموت بمجموعة من حالات الصحة العقلية والنفسية الأخرى، بما في ذلك: [1]

  • الاكتئاب والقلق.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • الرهاب أو الفوبيا: يرتبط قلق الموت بأنواع متعددة من الرهاب، حيث تكون الأشياء الأكثر شيوعاً للرهاب هي التي يمكن أن تسبب الأذى أو الموت مثل رهاب الأفاعي، والعناكب السامة، والطائرات، والمرتفعات.
  • اضطراب الهلع: قد يشعر الناس بفقدان السيطرة والخوف الشديد من الموت، أو الشعور بالموت الوشيك أثناء نوبة الهلع.
  • اضطراب القلق المرضي: قد يكون القلق من الموت مرتبطاً باضطراب القلق من المرض أو ما يسمى أيضًا بتوهم المرض، حيث يعاني الشخص المصاب من خوف شديد من المرض والقلق المفرط على صحته.

علاج قلق الموت

يتم علاج قلق الموت تبعاً لشدته وتأثيره على الشخص المصاب، حيث يتم غالباً اتباع طرق متعددة في الوقت ذاته لتحقيق هذه الغاية، تشمل هذه الطرق ما سنذكره تاليًا.

العلاج السلوكي المعرفي

يعمل العلاج السلوكي المعرفي على تغيير الأنماط السلوكية للشخص بشكل خفيف وتدريجي، حتى يتمكن من تكوين سلوكيات وطرق تفكير جديدة. 

يعمل الطبيب على مساعدة الشخص على التوصل إلى حلول عملية، للتغلب على مشاعر القلق لديه، وتطوير استراتيجيات تسمح لهم بالهدوء، وعدم الخوف عند التفكير في الموت أو التحدث عنه. [1]

العلاج النفسي

ينطوي العلاج النفسي أو العلاج بالكلام على التحدث عن القلق والمخاوف مع طبيب نفساني، أو معالج نفسي مختص، حيث يساعد ذلك في معرفة سبب القلق من الموت، والتوصل إلى استراتيجيات للتعامل معه خلال اليوم.

في بعض الأحيان، من الممكن أن يشعر المرء بالتحسن وزيادة القدرة على التحكم بمشاعره بمجرد الحديث عن مخاوفه والأمور التي تقلقه. [1] [2]

العلاج بالتعرض

العلاج بالتعرض (بالإنجليزية: Exposure therapy)‏ هي طريقة تعمل على مساعدة الشخص على مواجهة مخاوفه، بدلاً من دفن شعوره وعدم الاعتراف به وتجاهله، من خلال تعريض الشخص بشكل تدريجي لمخاوفه وبطريقة آمنة، حتى تقل استجابة القلق، ويتمكن بعدها للشخص مواجهة أفكاره أو مشاعره دون خوف. [1]

الأدوية

يمكن أن يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية في حال تشخيص الإصابة بحالة نفسية معينة تسبب الخوف من الموت، مثل اضطراب القلق العام (بالإنجليزية: Generalized anxiety disorder (GAD))، أو اضطراب ما بعد الصدمة.

قد يصف الطبيب دواءً مضاداً للقلق، مثل حاصرات بيتا أو الأدوية المضادة للاكتئاب، وتكون النتيجة أكثر فعالية عند استخدام الأدوية إلى جانب العلاجات النفسية، في حين أن الأدوية يمكن أن تكون مفيدة من خلال تخفيف مشاعر القلق والتوتر على المدى القصير، إلا أن استخدامها على المدى الطويل لها قد لا يكون الحل الأمثل. [1] [2]

ممارسة تقنيات الاسترخاء

تساعد تقنيات الاسترخاء في تصفية الذهن وتشتيت المخاوف والقلق من الموت، وتشمل: [1] [2]

  • تمارين التنفس العميق.
  • التركيز على أشياء محددة في الغرفة ، مثل عد البلاط على الحائط.
  • اتباع نمط حياة صحي: ويشمل تجنب تناول الكحوليات والكافيين بشكل كبير، والحصول على قسط جيد من النوم ليلاً، وتناول نظام غذائي مغذي وممارسة الرياضة.

الخاتمة:
يعتبر الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير عالٍ للذات، ويمتلكون صحة جيدة، ويشعرون بالرضا عن حياتهم التي يعيشونها أقل عرضة للإصابة بالخوف من الموت من الآخرين. من الممكن التغلب على قلق الموت باتباع طرق طبية أو طرق علاجية نفسية يمكن تطبيقها بسهولة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!