;

الخوف من المستقبل في زمن كورونا - طرق فعالة للتغلب عليه

  • تاريخ النشر: الجمعة، 16 أكتوبر 2020
الخوف من المستقبل في زمن كورونا - طرق فعالة للتغلب عليه

هذه أيام مرهقة ومليئة بالترقب، جميعنا يتساءل متى سينتهي كل هذا؟ متى يمكننا العودة إلى حياتنا الطبيعية؟ وفي بعض الأحيان ينتشر الخوف. في الواقع، نحن لا نعرف كيف سنخرج وما هي التداعيات التي ستحدث من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. لكن للسيطرة على هذا الخوف، يجب عليك أن تحسن بعض المهارات التي تمتلكها بالفعل.

المستقبل يبدو أكثر غموضا وغير آمن من أي وقت مضى، فنحن نفكر في أموالنا وأطفالنا وأنفسنا، هل سنحصل على وظيفة؟ هل سنستمر في العمل؟

ما هو الخوف من المستقبل؟

الخوف هو من المشاعر الأساسية، إنه استجابة عند كل البشر في جميع أنحاء العالم وتتشكل منذ الساعات الأولى بعد الولادة. فعندما يهدد الخطر سلامتنا، يتولى الخوف المهمة، ويولد رد فعل غريزي يهدف إلى ضمان بقاء الفرد على قيد الحياة.

يؤدي الخوف الوظيفة الحيوية المتمثلة في تحذيرنا من التهديدات المحتملة، ولكن عند بعض البشر، يتم تنشيط هذا الشعور كاستجابة لمنبهات غير موجودة، كالمواقف المتخيلة.

بمعنى آخر، التفكير والتخيل أن شيئًا ما يمكن أن يحدث في المستقبل يمكن أن يضعنا في موقف صعب (يجعلنا نشعر بوجود خطر محتمل)، مما يؤدي إلى تنشيط مشاعر الخوف التي تدفعنا إلى تجنب الموقف.

ما عليك أن تتعلمه هو أن تعيش الحاضر بعيون الحاضر. هذا يعني أنك إن لم تملك شيئاً اليوم، فهذا لا يعني أنك ستبقى هكذا دائماً. وإذا كانت لديك مشكلة بالأمس، فيمكنك اليوم العمل على حلها، حتى لا تسبب لك هذه المشكلة المزيد من الانزعاج غدًا.

يتيح لك هذا النوع من التفكير أن تكون أكثر تركيزاً في الحاضر، وتسخير معاناتك ووقتك ومواردك من منظور صحيح.

قال القديس أغسطينوس أن هناك وقتًا واحدًا فقط، الحاضر. كان يعني أن هذا هو الوقت الذي نعيش فيه، الوقت الوحيد الذي يمكننا أن ندركه من خلال الحواس، الوحيد الذي يمكننا التصرف فيه. نحن لا نعيش في المستقبل. ولا نعيش في الماضي.

هذا لا يعني أن الماضي والمستقبل ليسا مهمًا، بل على العكس، لكن يجب النظر إلى الماضي والمستقبل بطريقة مختلفة. [1]

الخوف من المستقبل في زمن فيروس كورونا

في هذه الأسابيع مع انتشار الوباء وعدم اليقين، نعيش في وقت حرمنا من مفاهيم مثل "قبل" و "بعد"، وهي مفاهيم ضرورية لمنحنا منظورًا، فنحن لا نعرف متى سينتهي الأمر حقًا وما الذي ينتظرنا في المستقبل.

في حالة عدم اليقين هذه والتغيير المستمر وانتظار إعادة الحياة الطبيعية، علينا التكيف مع إيقاع جديد للحياة وقواعد السلوك المناسبة للوقاية من الإصابة بالمرض. كل هذا له آثار طبيعية من حالتنا النفسية، ويدفعنا للشعور بالقلق والخوف والحزن والملل والارتباك.

ولزيادة الأثر النفسي، بالإضافة إلى التداعيات الاجتماعية والاقتصادية، هناك حالة انتظار وتوقف لحياتنا، ونحن ننتظر - دون أن نعرف على وجه اليقين متى سينتهي هذا - استئناف عاداتنا ومشاريعنا وروتيننا وحياتنا اليومية، ما يجعلنا نشعر بعدم الاستقرار، ويغذي مخاوفنا وقلقنا مم سيحصل في المستقبل.

رعب المستقبل، تذكر أنك لست عرافًا

قد تجد بعض الأشخاص الذين يسألون عن تنبؤات للمستقبل، هم يرغبون في معرفة كيف ستكون حياتهم بعد عدة أشهر أو سنوات.

في هذه المواقف، عليك أن تدرك حقيقتين:

أولاً، لا أحد يعرف ما سيحدث في المستقبل، فأنت لست ساحر يمتلك كرة بلورية. أنا أستخدم هذه الاستعارة لسبب محدد، فالكرة البلورية هي شيء مزيف، وإمكاناتها العجيبة غير حقيقية، وبالتالي من الاعتقاد بأننا نستطيع أن نتنبأ في المستقبل هو اعتقادٌ خاطئ.

ثانياً، يمكن في بعض الأحيان التنبؤ بما سيحصل في المستقبل بالنسبة لأمور محددة، هذا يعتمد على تفكيرنا وعملنا، فعندما نعمل بجد وتركيز، يمكننا أن نكون متفائلين في تحقيق نتائج جيدة وواعدة في المستقبل، في حين أن التقاعس والكسل واليأس سيجعلنا نتوقع الفشل مما يزيد من قلقنا وخوفنا، لذلك، يجب علينا أن نعمل دائماً اعتماداً على الموارد والإمكانات المتاحة من أجل تحقيق أهدافك دون التفكير في الأهداف غير المعقولة والبحث عن موارد وإمكانات لا يمكن استخدامها أو توفيرها.

طرق فعالة للتغلب على الخوف من المستقبل

الفضول

حاول أن تنظر إلى المستقبل بفضول. كن مثل من يقرأ رواية ويريد معرفة ما سيحدث. رواية تكون فيها أنت بطل الرواية ولديك القدرة على تغيير مسار القصة في أي وقت.

الشجاعة

لدرء الخوف، عليك تجنب تأجيل القرارات والأفكار. تحلى بالشجاعة واتخذ القرارات على الفور، لتحويل الخطط إلى مشاريع.

فقط من خلال الإمساك بزمام حياتك بشجاعة، يمكنك تحديد الحلول البديلة في الأوقات العصيبة.

الإيجابية

ركز على الفرص التي يحملها لك المستقبل، بدلاً من الأشياء التي تعيقك. عندما تشعر بالخوف الشديد الذي يسيطر عليك، قم بطرح الأسئلة التي يمكن أن تساعدك على استعادة السيطرة على نفسك.

مثال؟ إذا كنت تريد العمل في وظيفة جديدة، فاسأل نفسك: "هل من المفيد أن أفكر بالفرص التي يمكن أن تقدمها لي الوظيفة الجديدة أم المشاكل التي قد أواجهها؟ هل أريد أن أتغلب على الإحباط والخوف حتى قبل أن أبدأ؟"

حدد الأهداف

إن تحديد أهداف مستحيلة لأنفسنا لن يؤدي إلا إلى زيادة قلقنا وخيبة أملنا عندما ندرك أننا لن نكون قادرين على فعل ذلك.

من الأفضل في هذه الحالة المضي قدمًا خطوة بخطوة، لا يعني هذا عدم وضع أهدافٍ طموحة، ولكن قد يكون من المفيد تقسيمها لتحقيقها على مراحل مختلفة.

التخطيط بهدوء مهم، فهو يسمح لنا بفهم ما هو مهم حقًا بالنسبة لنا وما يمكننا "إهماله" لأنه ليس مهمًا ويساهم فقط في توليد القلق.

فكر في المزيد من الأهداف الواقعية والأسهل في تحقيقها، بهذه الطريقة يمكنك التحكم في القلق وتحقيق النجاح والشعور بالرضا الشخصي، مما سيساعدك على التطلع إلى المستقبل بتفاؤل أكبر. [2]