;

قلق الانفصال أنواعه وأعراضه وعلاجه

  • تاريخ النشر: الإثنين، 30 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
قلق الانفصال أنواعه وأعراضه وعلاجه

هل يتشبث طفلك بك عندما تضعه في المدرسة؟ هل تعانيان من دموعه وصراخه عندما تتركاه في رعاية الجدة أو جليسة الأطفال؟ هل يشعر طفلك بالقلق عندما يعلم أنك ذاهب إلى العمل؟

إذا كان لديك طفل صغير يتصرف بانتظام بأي من هذه الطرق فهذا المقال لك! تعرف على كل ما يخص قلق الانفصال لدى الصغار والبالغين!

ما هو قلق الانفصال؟

قلق الانفصال هو مصطلح واسع يستخدم لوصف السلوك الذي يظهره الطفل كرد فعل على الابتعاد عن أحد الوالدين كالبكاء أو التشبث بساق الوالدين عند ذهابهما إلى العمل

بعض هذا الخوف من الانفصال أمر طبيعي، خاصة للأطفال الصغار قد يكون من الصعب عليهم فهم أن الأم والأب سيعودان، لذلك سيكونون عاطفيين بينما يتأقلمون مع فكرة عدم وجود والديهما[2]

يعتبر قلق الانفصال أمراً طبيعياً عند الأطفال الصغار جداً (الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 شهر).

يمر جميع الأطفال بمرحلة قلق الانفصال إذ يزداد تشبثهم وخوفهم من الأشخاص والأماكن غير المألوفة. لكن عندما يظهر قلق الانفصال عند طفل يزيد عمره عن 6 سنوات، أو يكون هستيرياً وشديداً، أو يستمر لمدة تزيد عن شهر، هذا يعني أن الطفل يعاني من اضطراب قلق الانفصال.[3]

أعراض قلق الانفصال بحسب المرحلة العمرية:

تتشابه أعراض اضطراب القلق لدى الأطفال والبالغين تعرف عليها:

بالنسبة للأطفال: غالباً ما يرتبط قلق الانفصال بالخوف الشديد أو القلق بشأن الابتعاد عن الوالدين مما يجعل الطفل أقل استعداداً للمشاركة في التجارب الاجتماعية، مثل قضاء الليل في منزل أحد الأصدقاء أو الذهاب إلى المخيم الصيفي.

بالنسبة للبالغين: فإن القلق يدور حول الابتعاد عن الأطفال أو الأزواج وبالتالي يمكن أن تتأثر وظيفة العمل أو المسؤوليات الأخرى. [1]

فيما يلي بعض الأعراض الأكثر شيوعاً لاضطراب قلق الانفصال:

  • قلق غير واقعي ودائم من حدوث شيء سيء للوالدين.
  • قلق غير واقعي ودائم من حدوث شيء سيء له إذا تركه والديه.
  • رفض الذهاب إلى المدرسة من أجل البقاء مع الوالدين
  • رفض النوم بعيداً عن والديه أو عن المنزل.
  • الخوف من الوحدة.
  • كوابيس عن الانفصال.
  • التبول اللاإرادي.
  • أعراض جسدية، مثل الصداع وآلام المعدة.
  • نوبات غضب وتوسل أو هلع عندما تريد تركه.
  • الخوف الشديد أو الشعور بالذنب [3]

تتشابه الأعراض لدى الصغار والكبار لكن لتشخيص اضطراب قلق الانفصال عند البالغين، يجب أن تضعف الأعراض الأداء الوظيفي وتستمر لمدة ستة أشهر على الأقل.

قلق الانفصال عند الرضع:

عادة ما يستمر قلق الانفصال من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ويمكن أن يظهر خلال فترة الرضاعة، وكذلك في وقت لاحق في مرحلة الطفولة، ويعد شائعاً خلال الأعمار التالية:

  • 6 إلى 7 أشهر.
  • 9 إلى 10 أشهر: هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه طفلك في الشعور بشكل أفضل بروتينه اليومي إذ يبدأ الطفل بإدراك الأحداث كأن تتركه والدته وتذهب إلى العمل لوقت طويل.
  • 13 إلى 14 شهراً: في هذه المرحلة، قد يواجه طفلك مشكلة في التعبير عن شعوره، مما قد يؤدي إلى عودة ظهور قلق الانفصال فهم يفهمون ما حولهم وما تقوله لهم لكنهم لا يتقبلون أن تتركهم وتذهب إلى العمل ولا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بشكل واضح ومفهوم لذا يبكون ويصرخون. [4]

قلق الانفصال عند الأطفال:

القلق من الانفصال هو مخاوف الأطفال الشائعة والطبيعية من الابتعاد عن والديهم أو مقدمي الرعاية. يُطلق أحياناً على السلوك الذي قد تراه عندما ينفصل الأطفال عن والديهم اسم احتجاج الانفصال.

يمكن أن يبدأ قلق الانفصال في حوالي 8 أشهر ويبلغ ذروته عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14-18 شهراً وعادة ما يختفي تدريجياً طوال فترة الطفولة المبكرة.

فإذا استمر لما بعد عمر السادسة قد تحتاج لاستشارة أخصائي. [5]

قلق الانفصال عند الكبار:

من الطبيعي أن تشعر بالقلق تجاه أمن وسلامة أحبائك حيث يعاني الأشخاص المصابون باضطراب قلق الانفصال عند البالغين من مستويات عالية من القلق، وأحياناً نوبات الهلع، عندما يكون أحبائهم بعيدين عنهم.

قد ينسحب الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب اجتماعياً، أو يُظهرون حزناً شديداً أو صعوبة في التركيز عندما يكونون بعيدين عن أحبائهم فعند الوالدين، يمكن أن يؤدي الاضطراب إلى الأبوة والأمومة الصارمة، أما في العلاقات، فمن المحتمل أن تكون شريكاً أنانياً متملكاً ومتعجرفاً. [1]

مقياس قلق الانفصال:

يعتبر قلق الانفصال جزءاً منتظماً من نمو الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وثلاث سنوات فعندما تستمر الأعراض حتى مرحلة الطفولة المتأخرة (عمر المدرسة)، قد يتم تشخيص إصابة طفلك باضطراب قلق الانفصال.

إذا استمر قلق الانفصال حتى مرحلة البلوغ، فسيتم تشخيصك باضطراب قلق الانفصال عند البالغين. [1]

علاج قلق الانفصال:

يشبه علاج اضطراب قلق الانفصال عند البالغين العلاجات المستخدمة لعلاج اضطرابات القلق الأخرى وتشمل العلاجات الممكنة:

  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • العلاج الجماعي.
  • العلاج الأسري.
  • العلاج السلوكي الجدلي.
  • الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو بوسبيرون (بوسبار) أو البنزوديازيبينات [1]

بينما لا تحتاج معظم الحالات الخفيفة من اضطراب قلق الانفصال إلى علاج طبي أما عندما تزيد شدة الحالة كأن تؤثر على حياة الطفل الطبيعية قد تكون هناك حاجة للعلاج وفق ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): ما يسمى العلاج بالكلام، حيث يتم التركيز على مساعدة الطفل على التعامل مع الانفصال عن مقدم الرعاية دون أن يتسبب له بضيق.
  • الأدوية: يمكن استخدام مضادات الاكتئاب أو الأدوية الأخرى المضادة للقلق.
  • التدخل المدرسي: يمكن لمشرفي الصحة النفسية في مدرسة طفلك تقديم العلاج لمساعدتهم على إدارة أعراض الاضطراب العاطفي. [3]

إجراءات يتخذها الوالدين:

  • تدريب طفلك على الانفصال عنك: كأن تتركه مع شخص موثوق لفترة قصيرة جداً وتعود إليه ليشعر بالثقة والأمان وتبدأ بزيادة المدة تدريجياً حتى يعتاد طفلك هذا.
  • تدرب على "الوداع السريع": يرتكب العديد من الآباء خطأ التباطؤ عندما يعرفون أن طفلهم منزعج ويبكي، بالطبع أنه من الصعب الابتعاد عندما يبكي طفلك، ولكن كلما غادرت بشكل أسرع، كلما تشتت انتباه الأطفال ببساطة أخبر طفلك أنك ستغادر وإذا كانوا كباراً بما يكفي لفهم الوقت، فأخبرهم بموعد عودتك ثم امنحهم قبلة سريعة واخرج من الباب.
  • يكون الانفصال أسهل إذا كان طفلك يرتاح ويتغذى جيداً قبل توصيله لذا تأكد من تناولهم لوجبة فطور صحية في الصباح والحصول على قسط وافر من الراحة أثناء وقت القيلولة والليل.
  • حافظ على الروتين: الروتين مهم بشكل خاص للأطفال الذين ينتابهم القلق بسهولة لذا حاول أن تبقي على روتينك كما هو حتى يشعروا بالراحة قبل مغادرة المنزل في الصباح لذا ننصحك بفعل الأشياء بالترتيب نفسه كل يوم.[2]

في النهاية إذا شعرت بازدياد الأعراض كما ذكرنا سابقاً عليك باستشارة أخصائي.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!