;

أسباب ألم الكلى

آلام المسالك البولية من الأعراض الشائعة التي قد تنتج بسبب بعض الحالات المرضية الخطيرة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 04 مايو 2022 آخر تحديث: الأحد، 30 أبريل 2023
أسباب ألم الكلى

قد يعاني الكثير منا ألماً في الجانبين أو منتصفه أعلى الظهر ظناً منهم أنه ألم الظهر المعتاد، لكن حقيقاً يكون ألم الكلى الذي يُعد واحداً من الأعراض الشائعة التي نستدل بها على حالات مرضية محفوفة المخاطر.

ولأن الكليتين من أهم أعضاء جسم الإنسان وأقوى المصانع الكيميائية متعددة الوظائف في الجسم، دعنا نتعرف سوياً في هذا المقال إلى أسباب ألم الكلى بالتفصيل، وأبرز الأعراض، وكيفية معرفة ألم الكلى تحديداً، وما أفضل الوسائل الوقائية للحفاظ على صحة الكلى.

الكلى  

الكلى زوجان من الأعضاء على شكل حبة الفول بحجم قبضة اليد على جانبي العمود الفقري، توجد أسفل البطن خلف أضلاعك، وتحتوي على حوالي مليون مرشح يطلق عليه النيفرون، وبالرغم من أنه قد يكون لديك 10% فقط من كليتيك تعمل فإنه قد لا تلاحظ أي أعراض أو مشكلات. [1]

ويتكون الجهاز البولي بالإضافة إلى الكليتين من: [1]

  • الحالبان: أنبوبتان رفيعتان واحد لكل كلية، تنقل البول إلى المثانة.
  • المثانة: المسؤولة عن تخزين البول الناتج من الكلى؛ لذا هي أكثر الأجزاء عرضة للعدوى.
  • الإحليل: ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم.

وتشمل الوظائف الأساسية للكلى ما يلي:[2]

  • إزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم.
  • تحافظ على مستوى الإلكتروليتات الطبيعي خاصة الصوديوم والبوتاسيوم.
  • تفرز هرمونات تحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء.
  • تفرز هرمونات تنظم ضغط الدم، وقنوات الكالسيوم في الجسم.
  • تنتج صورة نشطة من فيتامين د الذي يعزز قوة العظام وصحتها.

ألم الكلى وموقعه 

تختلف طبيعة ألم الكلى (بالإنجليزية: Kidney Pain) باختلاف المسبب له، وغالباً يخطئ الناس في أن ألم الكلى هو ألم الظهر، لكن حقيقاً:

  • ألم الكلى أعمق وأعلى من الظهر.
  • قد يكون ألم الكلى في جهة واحدة أو جهتين تبعاً لعدد الكلى المتأثرة.
  • قد يتطور ألم الكلى إلى مناطق أخرى؛ مثل: البطن، أو الفخذ.

توجد عضلات وعظام وأعضاء أخرى حول الكليتين، لذا يصعب أحياناً معرفة مصدر الألم إذا كانت أعراض بداية مرض الكلى أم شيء آخر، فلا تهمل زيارة الطبيب فور شعورك بالألم حتى تحصل على التشخيص الدقيق. [1] [2]

أسباب ألم الكلى المفاجئ

يُعد ألم الكلى مؤشراً على أن هناك شيئاً ما يؤثر على إحدى كليتيك أو كلاهما، فهو عرض وليس مرض في حد ذاته، وفيما يلي أكثر الأسباب شيوعاً وراء ألم الكلى.

حصوات الكلى 

هي رواسب تتكون من تراكم المعادن أو النفايات الكيميائية قد تكون مثل حبة الرمل أو أكبر من حبة اللؤلؤ، وتحدث في إحدى الكليتين أو كليهما، تؤثر في أي جزء من القناة البولية إذا كانت صغيرة الحجم؛ لسهولة مرورها من الكلى إلى الحالب والمثانة لدرجة تصل إلى منع البول من المرور.

تعتبر واحدة من أكثر الحالات المؤلمة الشائعة بالرغم أن معظم حصوات الكلى قد تخرج من الجسم من تلقاء نفسها، لكن بعضها يكون كبيراً جداً يحتاج إلى تدخل علاجي.  [2] [3]

عدوى الكلى

يُطلق عليها أيضاً التهاب الحويضة والكلى التي تحدث في إحدى الكليتين أو كليهما، تنتشر العدوى غالباً من المثانة إلى الكلى إذا لم تُعالج، وهي من أكثر أسباب ألم الكلى المفاجئ .

يكون الأشخاص المصابون بمرض السكري، أو الذين لديهم انسداد في المسالك البولية الأكثر عرضة للإصابة بعدوى الكلى، بل نجد في بعض الحالات تدفُق البول عكسياً من المثانة إلى الكلى، مسبباً التهابات متكررة قد تصل إلى تلف الكلى الدائم.  [2] [3]

عدوى المسالك البولية 

هي عدوى في أي مكان على طول المسالك البولية تنتج من بكتيريا خلفتها بعد التبول، وينتج عنها ألم شديد يكن مصحوباً بحمى، وتعب عام، وألم شديد عند التبول، وبول غائم اللون.  [2] [3]

الإصابة أو الصدمة 

نظراً لموقع الكليتين فقد تتعرض بسهولة إلى الصدمات والضربات القوية التي تؤدي إلى حدوث نزيف أو تمزق في الكلى، كما يحدث في الرياضات العنيفة والحوادث، بل قد تعطل تدفق مسار الدم الطبيعي مما ينتج عنه فشل كلوي مفاجئ، ويعد ظهور دم في البول علامة مميزة على نزيف الكلى بالإضافة إلى الألم الشديد. [3]

مرض الكلى متعدد الكيسات

يمثل حالة وراثية ينتج عنها تكيسات من السوائل (خراجات) في الكليتين تعيقهما عن أداء وظائفهما، وغالباً لا تُسبب التكيسات الكلوية أي أعراض ملحوظة، لكن أحياناً يمكن أن تكبر الأكياس وتضغط على أعضائك مسببة ألماً في البطن والكلى، وهذا الألم يزداد في حالة تمزق الكيس، مع ارتفاع ضغط الدم، وظهور دم في البول. [3]

انسداد الشرايين الكلوية 

قد تضيق أو تنسد كلياً شرايين الكليتين أو أحدهما؛ بسبب عديد من الحالات الطبية المختلفة؛ مثل: حصى الكلى والمثانة، أو تضخم البروستاتا، أو تجلط الأوردة الكلوية، أو في الحمل.

وعندما يحدث انسداد كلي للشرايين تبدأ الكلى في التورم حتى تصل إلى حالة يُطلق عليها موه الكلية أو تضخم الكلى (بالإنجليزية: Hydronephrosis) تجعل الشخص يشعر بألم شديد في الجنب والبطن، بالإضافة إلى الحمى والغثيان.  [3] [4]

سرطان الخلايا الكلوية 

النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الكلى يُصيب عادةً الأشخاص في الستينيات والسبعينيات من العمر، يسبب ألم شبه مستمر في أسفل الظهر أو الجانب، بالإضافة إلى ظهور دم في البول، وتكتل أو تورم في الجانب.  [3] [4]

وفيما يأتي ذكر لأسباب أخرى قد تسبب ألم في الكلى: [3] [4]

  • مرض الانصمام الكلوي العصيدي.
  • المتلازمة الكلوية.
  • الفشل الكلوي الحاد أو المزمن.
  • اعتلال الكلية السكري في مرضى السكر.
  • التهاب كبيبات الكلى.
  • التهابات الأنسجة الضامة داخل الكلى.
  • مرض السكري الكاذب كلوي المنشأ.
  • اعتلال الكلية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم.
  • تناول المخدرات والسموم.
  • تناول بعض الأدوية بشكل مفرط وجرعة غير سليمة.
  • الحمل لدى السيدات.
  • الجفاف.
  • الإصابة بفقر الدم المنجلي.

أعراض ألم الكلى  

تختلف أعراض آلام الكلى تبعاً للمسبب لكن عادةً يكون ألماً خفيفاً مستمراً في عمق الجانب الأيمن أو الأيسر أو كليهما، وقد يزداد الألم سوءاً عندما يتعرض الشخص إلى صدمة أو ضربة في تلك المنطقة.

وتشمل أعراض مرض الكلى المصاحبة للألم التي تستدعي زيارة طبية فورية ما يلي: [4] [5]  

  • ظهور دم في البول.
  • الإصابة بحمى وقشعريرة.
  • الحاجة الملحة المتكررة للتبول.
  • الشعور بألم عند التبول.
  • الشعور بألم يمتد في الفخذ.
  • الغثيان أو القيء.
  • الشعور بدوخة.
  • التعب والخمول العام الذي لا يزول.
  • مواجهة صعوبة في التبول أحياناً.
  • وجود انتفاخات حول العين.
  • الإصابة بالإمساك أو الإسهال.

تشخيص ألم الكلى 

لا توجد قاعدة ثابتة تخص كيفية معرفة ألم الكلى في جميع الحالات، لكن من المؤكد أن التشخيص المبكر عامل أساسي في منع تطور مرض الكلى إلى الفشل الكلوي، إذ نجد أن الطبيب قد يلجأ إلى كثير من الوسائل ليحدد سبب ألم الكلى بدقة، وأبرزها: [4] [5]

  • اختبار البروتين في البول.
  • اختبار الكرياتينين في الدم.
  • تحليل البول: يساعد في الكشف عن العدوى، والالتهابات، والنزيف حتى تلف الكلى.
  • مزارع الدم والبول: يلجأ الطبيب إليها في حالة الاشتباه بوجود عدوى لتحديد نوع البكتيريا المسؤولة، وتساعد في استهداف العلاج بالمضادات الحيوية.  
  • خزعة الكلى: يتم فحص أنسجة الكلى مجهرياً؛ حتى يصل الطبيب إلى تشخيص سبب ألم الكلى بدقة.
  • الموجات فوق الصوتية: تساعد في الكشف عن وجود انسداد في تدفق البول، أو وجود الحصوات الكلوية، أو الكتل المشبوهة في الكلى. 
  • التصوير المقطعي المحوسب: يقوم بإنشاء صورة مفصلة للكلى؛ للكشف عن الخلل المسبب للألم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يعطي صوراً عالية الدقة للبنية الفيزيائية للكلى والمسالك البولية.
  • تنظير الحالب: يمرر منظاراً داخلياً عبر الإحليل إلى المثانة والحالب، لكن لا يصل عموماً إلى الكلى، يساعد في علاج الحالات التي تؤثر أيضاً على الحالب.

كيفية علاج آلام الكلى  

تعتمد الخطة العلاجية المناسبة على سبب ألم الكلى، فلا توجد قاعدة أساسية تصلح لعلاج جميع أنواع آلام الكلى، إذ تتدرج الحالات من البسيطة التي يُمكن أن تُعالج أعراضها منزلياً، إلى المعقدة التي تتطلب تدخلاً طبياً. [4]

علاج ألم الكلى طبياً

  • المضادات الحيوية: قد يوصي الطبيب بها لعلاج التهابات الكلى البكتيرية، وغالباً تساعد مزارع الدم والبول في توجيه الطبيب نحو المضاد الحيوي الأفضل للحالة.
  • مضادات التخثر: تمنع تجلط الدم الذي يكون العلاج الأمثل في حالة تجلط الأوردة الكلوية.
  • أدوية السرطان الموجهة: توقف نمو الورم السرطاني؛ مثل: سونيتينيب (الاسم التجاري: Sutent)، وسورافينيب (الاسم التجاري: Nexavar).
  • أدوية ضغط الدم: تستخدم إذا كان ألم الكلى ناتجاً عن داء الكلى متعدد الكيسات.
  • أدوية الكوليسترول: تساعد في علاج مرض الانصمام الكلوي العصيدي.
  • الجراحة: تكون ضرورية في بعض الحالات، وتتم بأشكال مختلفة تبعاً للحالة؛ مثل: جراحة الأوعية الدموية في الكلى، وجراحة إزالة تكيسات الكلى، وجراحة إزالة الكلى مثلما يحدث في حالة السرطان أو تلف الكلى الحاد.
  • الغسيل الكلوي: قد تحتاج بعض الحالات إلى التصفية الاصطناعية للدم أي غسيل الكلى؛ لتحل محل العمل الذي لا تستطيع الكلى التالفة أن تقوم به.
  • عملية تفتيت الحصوات: قد يقوم الطبيب بإجراء تفتيت الحصوات بواسطة آلة تطلق موجات فوق الصوتية التصادمية؛ حتى تنقسم الحصوات كبيرة الحجم إلى قطع صغيرة تخرج من الجسم في البول.
  • زراعة الكلى: قد يحاول الطبيب استعادة وظائف الكلى لدى شخص مصاب بالفشل الكلوي المزمن، أو أمراض الكلى المتأخرة بواسطة إجراء زراعة كلى من شخص سليم حي، أو شخص متوفى مؤخراً إلى الشخص المصاب. [4]

علاج ألم الكلى منزلياً

  • الحفاظ على رطوبة الجسم بتناول الماء هو المفتاح الأساسي في تخفيف ألم الكلى، إذ تساعد على طرد البكتيريا من الجسم، وتطهير المسالك البولية، والقضاء على أي عدوى محتملة.
  • تناول مصادر البروبيوتيك الغذائية؛ مثل: الزبادي، ومخلل الكرنب، ومخلل الخيار والملفوف، والثوم تكافح البكتيريا وألم الكلى، وتحسن وظائف الكلى المختلفة.
  • تناول عصير التوت البري على الرغم من عدم إثباته عملياً، إلا أنه معروف بكونه علاجاً منزلياً فعالاً لعدوى المسالك البولية، ويفضل دائماً أن تتناوله طبيعياً غير محلي.
  • عصير البقدونس على الرغم من أن فكرة تناوله ليست جذابة على الإطلاق، لكن قد يزيد التبول بالإضافة إلى طرد البكتيريا المسببة في ألم الكلى.
  • قد يساعدك الحمام الدافئ في الاسترخاء، وتخفيف ألم الكلى المزعج حتى لو بصورة مؤقتة. 
  • استخدام وسادة تدفئة على المنطقة المتألمة لمدة 20 دقيقة تقريباً غالباً يزيل الألم بفاعلية.
  • تناول مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية؛ مثل: الإيبوبروفين، والموترين، وأدفيل.
  • إضافة الحمضيات إلى الماء الخاص بك؛ مثل: الليمون، لا يمنع تشكل حصوات الكالسيوم فقط لكن يفتت الحصوات الموجودة أيضاً. [6] 

الوقاية من ألم الكلى 

حتماً لن ترغب في أن تمر بتجربة ألم الكلى المزعجة، لذا يجب عليك أن تمارس يومياً بعض العادات الوقائية التي تساعدك في الحفاظ على صحة الكلى، وتشمل: [7]

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لأنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض الكلى، كما تقلل من ضغط الدم وتعزز صحة القلب، وكلاهما مهم منعاً لتلف الكلى.
  • السيطرة على مستوى السكر في الدم سواء أكان الشخص مريض سكر أم لا؛ لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم تجعل الكلى تعمل بجهد أكبر مما يؤدي إلى أضرار تهدد الحياة على المدى البعيد.
  • مراقبة ضغط الدم باستمرار؛ لأن ارتفاع ضغط الدم قد يتلف الكلى، بل قد يكون التأثير أكبر في حالة وجود أحد الأمراض المزمنة؛ مثل: مرض السكري، وأمراض القلب.
  • الابتعاد عن زيادة الوزن أو السمنة قدر الإمكان؛ لأنهما السبب الرئيسي في زيادة خطر الإصابة بعديد من المشكلات الصحية منها ألم الكلى.
  • اتباع نظام غذائي صحي منخفض الصوديوم واللحوم المصنعة؛ لأنها تضر بالكلى.
  • تناول كثيراً من السوائل فيما لا يقل عن 8 أكواب يومياً؛ لأنها تزيل الصوديوم والسموم من الكليتين، وتقلل خطر تكون حصوات الكلى، كما تساعد في تفتت الحصوات صغيرة الحجم.
  • تناول المشروبات الحمضية الغنية بمضادات الأكسدة، قد يحسن من صحة الكلى وطرد السموم.
  • الابتعاد عن عادة التدخين قدر الإمكان؛ لأنها تدمر الأوعية الدموية في الجسم، وتقلل تدفق الدم إلى الكليتين، كما تزيد خطر الإصابة بسرطان الكلى.
  • الالتزام بجرعة الأدوية المحددة سواء التي تُصرف بروشتة طبية أم لا، خاصة إذا كنت تتناولها يومياً.
  • إجراء فحص وظائف الكلى بانتظام، خاصة إذا كنت مُعرضاً إلى خطر تلف الكلى كما في كبار السن، أو الذين يعانون حالات مرضية مزمنة.

تبدأ خطة الحفاظ على صحة الكليتين من معرفة أسباب ألم الكلى البسيطة والمحفوفة بالمخاطر؛ حتى تستطيع أن تتجنب كل ما يؤدي بك إليها، ولا تتأخر في الحصول على الرعاية الطبية فور ظهور أحد الأعراض التي ذكرناها؛ حتى تتجنب تدهور حالتك إلى ما لا يُحمد عقباه.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!