ألم الأذن الأسباب والأعراض والعلاج

يعاني معظمنا من ألم الأذن في مرحلة ما من حياتنا، وهي مشكلة على الرغم من بساطتها وسهولة علاجها في معظم الحالات، إلا أنها قد تشير إلى احتمال إصابة المريض بمشكلة طبية تستدعي العلاج، لهذا السبب نلقي الضوء في مقال اليوم على الأسباب الشائعة لمشكلة ألم الأذن، وأعراضها المختلفة، وكيف يمكن علاجها بالطرق المنزلية والطبية.

ألم الأذن

ألم الأذن (بالإنجليزية: Earache) هو مشكلة طبية شائعة خاصةً بين الأطفال، لكن هذا لا يمنع وجودها بشكل أقل نسبياً بين البالغين، يعاني المرضى في هذه المشكلة من ألم في إحدى الأذنين أو كلتيهما، قد يكون هذا الألم مستمراً، وفي بعض الحالات قد يذهب ويأتي على فترات. ^[1]  

ينقسم ألم الأذن إلى نوعين هما: ^[1]

1. ألم الأذن الأولي: وفيه تكون الأذن هي السبب الرئيسي للآلام التي يعاني منها المريض، فعلى سبيل المثال تتسبب عدوى أو التهابات الأذن في ألم الأذن الأولي.
2. ألم الأذن الثانوي: يحدث هذا النوع من الألم نتيجة لإصابة المريض بمشكلات أخرى لا ترتبط بالأذن، مثل ألم الأذن الذي يحدث عندما يعاني بعض المرضى من التهاب في ضرس العقل؛ نتيجة لاشتراك الأذن مع بعض أجزاء الجسم الأخرى في نفس الأعصاب.

أسباب ألم الأذن

هناك العديد من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حدوث آلام الأذن، تعد التهابات الأذن هي السبب الأكثر شيوعاً لهذه المشكلة خاصةً بين الأطفال، كما توجد بعض العوامل الأخرى التي يمكن أن تتسبب في حدوث المشكلة بشكل أقل. نستعرض في هذا الجزء من المقال أهم أسباب ألم الأذن. ^[2]  

التهابات الأذن

تعد التهابات الأذن هي السبب الأول والرئيسي لألم الأذن عند الأطفال، قد تحدث هذه الالتهابات في أي جزء من أجزاء الأذن، سواء الأذن الخارجية، أو الأذن الوسطى، أو الأذن الداخلية، لكن تحتل التهابات الأذن الداخلية النصيب الأكبر بين هذه الأنواع من حيث زيادة احتمال الإصابة. ^[2]

تحدث التهابات الأذن الخارجية نتيجة لبعض العوامل التي قد تلحق الضرر بالجلد داخل قناة الأذن، بينما ترتبط أسباب التهاب الأذن الوسطى بعدوى الجهاز التنفسي، أما التهاب التيه الذي يطلق على التهابات الأذن الداخلية فهو يحدث بشكل أكبر نتيجة لعدوى فيروسية أو بكتيرية. ^[2]

شمع الأذن

تصنع الأذن المادة الشمعية وتتخلص منها بشكل منتظم ومستمر، عندما يحدث أي خلل في هذه العملية، يتراكم الشمع داخل الأذن، ويتصلب مسبباً انسداد قناة الأذن، وهي مشكلة يصاحبها آلام شديدة عند بعض المرضى، ينصح الأطباء بتجنب استخدام الأعواد القطنية للتخلص من الشمع في هذه الحالة؛ لأنها ستؤدي إلى اندفاع الشمع أكثر داخل قناة الأذن. ^[3]  

الضغط الجوي

تعمل الأذن على الحفاظ على الضغط متساوياً على جانبي طبلة الأذن، لكن قد تحدث بعض التغيرات نتيجة لوجود بعض الأشخاص على متن طائرة، أو حتى داخل مصعد، عندها يختل هذا التوازن، ويشعر بعض المرضى بألم الأذن، وربما عدم القدرة على السمع في بعض الحالات. ^[3]

أذن السباحين

يعاني السباحون غالباً من ألم الأذن الناتج عن عدم الحفاظ على جفاف الأذن أثناء السباحة، حيث تبدأ الأذن الخارجية في الاحمرار والانتفاخ، وقد يعاني البعض من خروج سائل صديدي منها نتيجة لهذه المشكلة. ^[3]

أسباب أخرى

وبعد أن تحدثنا عن الأسباب الشائعة لألم الأذن، نوضح الآن بعض الأسباب الأقل شيوعاً لهذه المشكلة: ^[2][3]

• التهاب الحلق.
• التهابات الجيوب الأنفية.
• الإكزيما في قناة الأذن.
• دخول جسم غريب إلى الأذن.
• ألم العصب ثلاثي التوائم.
• طبلة الأذن المثقوبة.
• الأسنان المصابة.
• الارتجاع المعدي المريئي.
• التهاب المفاصل الذي يؤثر على الفك.

أعراض ألم الأذن

تختلف طبيعة الأعراض المصاحبة لألم الأذن باختلاف السبب الرئيسي وراء الألم، وهناك بعض الأعراض الشائعة التي يعاني منها معظم البالغين المصابين بهذه المشكلة، من ضمنها: ^[1][2]

• ضعف في السمع.
• صعوبة النوم.
• تراكم السوائل داخل الأذن.

يعاني الأطفال غالباً من بعض الأعراض الإضافية، من أهمها:^[1][2]

• الحمى.
• فقدان الشهية.
• فقدان الوزن.
• صداع الرأس.
• شد الأذن.
• البكاء أثناء النوم.
• صعوبة الاستجابة إلى الأصوات.

علاج ألم الأذن

تعد العلاجات المنزلية البسيطة خياراً فعالاً في تخفيف بعض أعراض ألم الأذن، كما يجب اللجوء إلى الأطباء في بعض الحالات المتقدمة التي يحتاج فيها المريض إلى تناول بعض الأدوية التي تخفف الأعراض. ^[1]

العلاج الطبي

تعتمد علاجات آلام الأذن على علاج السبب الأساسي وراء هذا الألم، وهو الأمر الذي يبحث عنه الأطباء أثناء الكشف على المريض، فإذا كان المريض على سبيل المثال يعاني من التهابات الأذن، يصف له الطبيب الأدوية المسكنة، إلى جانب المضادات الحيوية في بعض الحالات التي تكون فيها العدوى البكتيرية هي السبب في التهابات الأذن. ^[1]

أما بالنسبة للحالات التي تعاني من تراكم المادة الشمعية في الأذن، يصف الأطباء بعض القطرات التي تلين هذه المادة، أو يلجأون إلى استخدام جهاز شفط الشمع في بعض الحالات التي لم تستجب إلى الأدوية. ^[2]

العلاج المنزلي

هناك العديد من العلاجات البسيطة التي يمكن استخدامها في تخفيف ألم الأذن في المنزل، تتضمن هذه العلاجات: ^[4]  

1. مضغ العلكة: يساعد مضغ العلكة على تخفيف ألم الأذن الناتج عن تغيرات الضغط الجوي، عند وجود بعض الأشخاص على متن طائرة.
2. الكمادات: يمكنك نقع قطعة صغيرة من القماش في الماء البارد أو الدافئ، ثم عصرها ووضعها على الأذن التي تعاني فيها من الألم.
3. النوم منتصباً: يساعد تجنب الاستلقاء أثناء النوم على تصريف السوائل من الأذن، وتخفيف الضغط والألم الواقع على طبلة الأذن.

الوقاية من ألم الأذن

هناك بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها للوقاية من الإصابة بألم الأذن، تتضمن هذه الخطوات:^[1][2]

1. جفف أذنيك جيداً بعد الاستحمام أو السباحة.
2. تجنب التدخين، والتعرض إلى التدخين السلبي.
3. حافظ على بقاء الأجسام الغريبة بعيداً عن الأذن.
4. احرص على نظافة أذنيك من الخارج، وتجنب الحفر في قناة أذنك.
5. احم أذنيك وأنت على متن الطائرة؛ حتى لا تتعرض إلى المشاكل المتعلقة باختلاف الضغط الجوي.
6. قلل من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي؛ لأنها السبب الرئيسي لالتهابات الأذن، يمكنك حماية نفسك من هذه العدوى عن طريق غسل اليدين جيداً، وتجنب الاختلاط بالمصابين بأمراض في الجهاز التنفسي.

متى يجب زيارة الطبيب

يتحسن ألم الأذن من تلقاء نفسه خلال يومين أو ثلاثة أيام، أو اعتماداً على العلاجات المنزلية البسيطة، والأدوية المسكنة، لكن هناك بعض الأعراض التي ينبغي أن يعرفها جميع المرضى؛ لأنها تحتم زيارة الطبيب، من ضمن هذه الأعراض: ^[4]

• خروج دم أو سائل صديدي من الأذن.
• حمى شديدة، أو صداع, أو دوار.
•  شعور المريض بشيء عالق في أذنيه.
• عدم تحسن الأعراض بعد مرور 48 ساعة.
• ألم حاد في الأذن يتوقف فجأة؛ لأن ذلك العرض قد يعني تمزق طبلة الأذن.
• ورم خلف إحدى الأذنين، وعدم قدرة المريض على تحريك العضلات في هذا الجانب.

ألم الأذن من المشكلات الشائعة، خاصةً بين الأطفال، يساهم التعرف على أسباب هذه المشكلة في تحديد العلاج المناسب للمريض، تتباين طرق العلاج بين بعض العلاجات المنزلية البسيطة، وبين الأدوية والإجراءات الطبية التي يلجأ إليها الأطباء لعلاج بعض الحالات المتقدمة.