;

سلوكيات الأشخاص التعساء

فهم سلوكيات الأشخاص التعساء: تحليل لأنماط السلوك الدالة على التعاسة العميقة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 02 يناير 2024 آخر تحديث: الأحد، 21 يناير 2024
سلوكيات الأشخاص التعساء

في غمرة حياة الإنسان، يتقاطع طريق السعادة مع متاهات الحزن والتعاسة، فالحياة لا تخلو من التحديات والصعوبات، وفي بعض الأحيان قد يجد البعض نفسهم في مرحلة يصعب بها كل شيء حولهم، وقد تجعل منهم تلك الحالة أشخاصاً تعساء؛ رغم أن التعساء ليسوا فقط ضحايا لظروفهم الشخصية، إلا أن هناك سلوكيات تعكس حالة الانعكاس الداخلية لهذا الواقع المرير، في هذا المقال سنتعرف على سلوكيات الأشخاص التعساء وكيفية تجنبها.

من هو الشخص التعيس؟ 

في علم النفس، يُشار إلى الشخص التعيس عادةً بمصطلح الشخص الحزين أو الشخص الذي يعيش حالة تعاسة، لكن لا يمكن إطلاق الحكم على أي شخص باعتباره تعيسًا بناءً على مجرد مظاهر خارجية، إذ تتأثر حالة السعادة أو التعاسة بعوامل معقدة ومتنوعة.[1]

تعتمد حالة السعادة أو التعاسة على مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والبيئية. بعض العوامل الرئيسية التي يمكن أن تسهم في جعل شخص ما يشعر بالتعاسة تشمل:[2]

  • العوامل النفسية: مثل اضطرابات المزاج، والقلق، والاكتئاب، والشعور بالوحدة، وضعف الثقة بالنفس.
  • العوامل الاجتماعية: مثل العلاقات العائلية الصعبة، والعزلة الاجتماعية، وصعوبات التواصل مع الآخرين.
  • العوامل البيئية: مثل الظروف المعيشية الصعبة، والضغوط الاقتصادية، والتحديات المهنية.
  • الصحة العقلية والجسدية: القضايا الصحية العقلية أو الجسدية قد تلعب دورًا في تشكيل حالة السعادة أو التعاسة.

الجدير بالذكر أيضاً أن السعادة والتعاسة هي قضية فردية، وقد يكون التأثير النفسي للظروف المعيشية مختلفًا من شخص لآخر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الحالة النفسية للفرد نتيجة لتفاعل مجموعة معقدة من العوامل.


ما هي سلوكيات الأشخاص التعساء

تتجلى التعاسة بأشكال متعددة، ويظهر سلوك الأفراد كمؤشر فعّال على حالته النفسية، حيث يعاني الأشخاص التعساء من صعوبة في مواجهة الحياة بإيجابية، ويتجلى ذلك في سلوكيات تعكس حالة التعاسة الداخلية. تتضمن هذه السلوكيات ما يلي:[3]

  • التخلي عن النشاط: يظهر الشخص التعيس فقدان المقدرة على الاندفاع للعمل أو التحرك باتجاه أهداف الحياة.
  • الهروب إلى عوالم وهمية: يتجلى ذلك في اللجوء المفرط إلى الهروب من الواقع من خلال الانغماس في الكتب أو الألعاب الفيديو، محاولةً لإيجاد فرار مؤقت من الحياة الواقعية.
  • التشتت والانشغال بسهولة: يكون الأشخاص التعساء عرضة لفقدان التركيز بسبب عدم شعورهم بأهمية اللحظة الحالية، مما يجعلهم يتجنبون التحديات ويبحثون عن مصادر تشويش سهلة.
  • الانعزال والانفصال: يميل التعساء  إلى الانعزال وتجنب التفاعل الاجتماعي، مما يعكس احتمالية شعورهم بالوحدة وعدم الرغبة في مشاركة حياتهم مع الآخرين.
  • استخدام التسوق كوسيلة للتسلية: يتم اللجوء إلى التسوق بشكل زائد كوسيلة للتسلية والحصول على نقاط تحفيزية قصيرة الأمد.
  •  استخدام الغيرة كدافع: يعتمد التعساء على الغيرة كمحفز لتحقيق النجاح أو التقدم، ولكن هذا الدافع قد يكون مؤقتاً.
  • التنهد المتكرر: يعد التنهد المتكرر إشارة إلى عدم الراحة الداخلية والتعسف الذي يمكن أن يكون وراء الستار، فإذا كان التنهد المتكرر رفيقًا يوميًا، فإن اللحظة قد حانت إلى الاعتناء بالحالة النفسية والبحث عن سبل لتحسين جودة الحياة بالإضافة إلى تحقيق التوازن النفسي.

متى يتم اللجوء لأخصائي نفسي

يُفضل اللجوء إلى أخصائي نفسي في العديد من الحالات التي تشير إلى وجود تحديات نفسية أو اضطرابات عاطفية، تشمل الحالات ما يلي:[4]

  • صعوبة التحكم في المشاعر: إذا كنت تجد صعوبة في تنظيم والتحكم في مشاعرك، سواء كان ذلك بسبب القلق المستمر أو الغضب الشديد، قد يكون البحث عن المساعدة النفسية خطوة ضرورية.
  • استخدام وسائل التكيف غير الصحية: إذا كنت تلجأ إلى وسائل تكيف غير صحية مثل الإفراط في تناول الطعام، أو الشراب للتعامل مع المشاعر السلبية، فإن هذا قد يكون إشارة إلى الحاجة إلى دعم نفسي.
  • تأثير الحالة العاطفية على العمل والحياة اليومية: إذا كانت حالتك العاطفية تؤثر سلباً على أدائك في العمل أو تجعلك تعاني من مشاكل في النوم أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها، فقد يكون اللجوء إلى الدعم النفسي ضرورياً.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة السابقة: إذا كنت قد فقدت الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها في الماضي، فإن هذا قد يكون علامة على تدهور الحالة النفسية وتطور الحزن إلى مشكلة أكبر.
  • تأثير الحالة العاطفية على العلاقات الاجتماعية: إذا كنت تشعر بأن الحزن يؤثر على علاقاتك الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، فإن البحث عن دعم من خلال الحديث مع أخصائي نفسي قد يكون مفيداً.

نصائح لتجنب التعاسة

هنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تجنب التعاسة وتعزيز السعادة والرفاه النفسي:[5]

  • العناية بالصحة البدنية: النشاط البدني المنتظم والتغذية الصحية تلعبان دورًا كبيرًا في تحسين المزاج والشعور بالرفاه النفسي. 
  • التعامل مع التحديات بشكل إيجابي: حاول تغيير وجهة نظرك تجاه التحديات والصعوبات، وركز على الجوانب الإيجابية في الحياة. قد يساعد التفكير التفاؤلي في تقليل التوتر وزيادة السعادة.
  • التواصل الاجتماعي: الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية وداعمة يمكن أن يكون له تأثير كبير على الرفاه النفسي. حاول قضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  • تحديد الأهداف والتطلعات: حدد أهدافاً واقعية لنفسك، وابتعد عن الضغط الزائد، حيث إن العمل نحو تحقيق الأهداف يمكن أن يمنح حياة أفضل.
  • تعلم تقنيات التحكم في التوتر: تعلم التقنيات الاسترخائية مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن يساعد في التحكم في التوتر وتحسين الحالة النفسية.

يظهر لك هذا المقال بوضوح أن سلوكيات الأشخاص التعساء تمثل تجسيداً  للتحديات والصعوبات التي يمرون بها. إن فهم هذه السلوكيات يمكن أن يساعدنا في تجنب الوقوع في حالة التعاسة، رغم أن الحياة قد تكون مليئة بالتحديات، إلا أن التعامل مع الصعوبات بشكل إيجابي يمكن أن يمنحك حياة أفضل.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!