;

التنويم المغناطيسي

  • تاريخ النشر: الإثنين، 19 أبريل 2021 آخر تحديث: الثلاثاء، 20 أبريل 2021
التنويم المغناطيسي

يشير التنويم المغناطيسي إلى أسلوب علاجي وحالة وعي مُعدلة. في هذه المقالة، سوف تكتشف مبادئ التنويم المغناطيسي، وأنواع هذا التنويم المختلفة وفوائده، وكيف يعمل معالج التنويم المغناطيسي أثناء جلسة التنويم، بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة بهذه الممارسة.

ما المقصود بالتنويم المغناطيسي؟

مصطلح "التنويم المغناطيسي" يأتي من الكلمة اليونانية "Hupnoein" والتي تعني النوم. يشير التنويم المغناطيسي إلى حالة متغيرة من الوعي تسمى أيضًا "النشوة"، يكون خلالها الفرد في حالة بين اليقظة والنوم. هذه الحالة طبيعية وقد تحدث كل يوم، عندما نقرأ كتابًا ونستمتع به، عندما نشاهد فيلمًا يعجبنا، عندما نشاهد حريقًا بانتباه، عندما نركز على الطريق أثناء قيادة السيار. أو بكل بساطة عندما تفكر وأنت مستيقظ.

يهدف العلاج بالتنويم المغناطيسي إلى تنشيط الأجزاء غير المستغلة من الدماغ وتفعيل قدراته على الشفاء الذاتي بمساعدة الاقتراحات والتعليمات والنصائح التي يقدمها الطبيب المعالج خلال هذه الحالة المتغيرة من الوعي.

تاريخ العلاج بالتنويم المغناطيسي

منذ زمن بعيد، استخدم المعالجون دائمًا تقنيات التنويم كأدوات لعلاج الأمراض والمشكلات الصحية وتخفيف أعراضها.

في العالم الغربي، لم يتم اختبار الإمكانات العلاجية للتنويم المغناطيسي إلا منذ القرن الثامن عشر. وتمت "إعادة اكتشافه" في العصر الحديث من قبل الطبيب النمساوي أنطون ميسمير.

بعد ذلك، حمل الفرنسيون الشعلة، بمن فيهم أخصائيو الأعصاب هيبوليت بيرنهايم وجان شاركو. وفي وقت مبكر من عام 1923، بدأ ميلتون إريكسون في دراسة التنويم المغناطيسي وإنشاء التنويم المغناطيسي الأريكسوني، وهو شكل من أشكال التنويم المغناطيسي الأكثر ممارسة اليوم.

في عام 1955، تم الاعتراف بالتنويم المغناطيسي من قبل الجمعية الطبية البريطانية كأحد الإجراء الطبية. فعلت الجمعية الطبية الأمريكية الشيء نفسه بعد بضع سنوات.

مبادئ العلاج بالتنويم المغناطيسي

تعتبر معظم النظريات النفسية أن العديد من المشاكل الشخصية والعلاقات لها مصدرها في العقل الباطن. وهو المكان الذي يتم فيه تخزين مئات الآلاف من البيانات التي تتحكم في معظم حياتنا.

على سبيل المثال، قد تكون التربية الأسرية أو الثقافية قد تم استيعابها من قبل اللاوعي لدرجة أنها تؤدي إلى "سلوكيات مكتسبة" متكاملة توجه اختياراتنا في الحياة لسنوات دون أن نكون مدركين لها حقًا.

لذلك فإن المعالج بالتنويم المغناطيسي يدعو اللاوعي للتخلص من أفكاره الضارة واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية تتوافق بشكل أفضل مع قيم الشخص واحتياجاته الحقيقية.

أنواع التنويم المغناطيسي المختلفة

جميع أنواع التنويم المغناطيسي هي طرق تحريضية تنقل الصور الاجتماعية وتوضح المعلومات الخاطئة التي يجب معرفتها:

التنويم الإيحائي الكلاسيكي

يعود تاريخ التنويم الإيحائي الكلاسيكي إلى عام 1841 ويعمل مع اقتراحات مباشرة (مثل العناكب هي حشرات لكنها غير ضارة) هذا النوع من التنويم المغناطيسي يستخدم للتغلب على مخاوف الشخص اللامنطقية مثل الخوف من الظلام أو الماء أو الخروج من المنزل، والتي تسبب عددًا من المشكلات السلوكية تعرب باسم الرهاب.

التنويم الإريكسوني

تم تطويره في منتصف القرن العشرين من قبل الطبيب النفسي وعالم النفس الأمريكي ميلتون إريكسون، يعتبر في عصرنا الحالي أكثر أنواع التنويم المغناطيسي استخدامًا في العلاج.

بالنسبة للطبيب إريكسون، فإن الحالة النفسية معقدة للغاية بحيث لا يستطيع أي شخص أن يقرر كيفية التعامل مع الأعراض. لذلك اقترح التماس إبداع اللاوعي ودعوته للتعبير عما يجب تغييره لجعل المشكلات والمواقف الصعبة أقل صعوبة.

يعتمد هذا التنويم على العديد من تقنيات الاتصال من أجل إثارة حوار بين الشخص المريض والشخص المعالج، مثل الاستعارات وتفعيل الأحلام والاقتراحات غير المباشرة والتغيير الحسي وغيرها من طرق التواصل بين المعالج والمريض.

التنويم المغناطيسي الإنساني

لا يستخدم هذا النوع من التنويم الإيحائي الاقتراحات المباشرة ويهدف إلى السماح للفرد بالوصول إلى اللاوعي. في هذا النوع، يكون المعالج هو المرشد الذي يساعد المريض على التعبير عما يعاني منه وإعطاءه فكرة عن جميع مشاكله.

التنويم المغناطيسي الجديد

مصطلح "التنويم المغناطيسي الجديد" صاغه دانيال أزعوز عام 1979. يستخدم هذا النوع من التنويم المغناطيسي بعض أدوات التنويم الإيحائي الكلاسيكي، بالإضافة إلى بعض العناصر من البرمجة اللغوية العصبية.

التنويم المغناطيسي في الشارع

كما يوحي الاسم، يتم استخدام هذا النوع من التنويم المغناطيسي للأداء فقط أمام الجمهور أو مجموعة من الأشخاص (في المسرح على سبيل المثال)، لا يكون له أي غرض علاجي، بل يستخدم بغرض الترفيه فقط.

فوائد وآليات التنويم المغناطيسي

التنويم المغناطيسي فعال في علاج وتخفيف العديد من المشاكل، سوف نقدم أدناه بعض الفوائد والآليات التي كانت موضوعًا لدراسات علمية عديدة.

التنويم المغناطيسي لإنقاص الوزن

أظهرت إحدى الدراسات الآثار الإيجابية للتنويم المغناطيسي على فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. في الواقع، حفزت الاقتراحات التي يتم تقديمها للشخص في جلسة التنويم على تعديل العادات الغذائية للأشخاص الذين يعانون من السمنة، والتي أحدثت فائدة في فقدان الوزن، وتحسين نظرتهم الشخصية لأجسامهم.

التنويم المغناطيسي لعلاج التوتر

من خلال معالجة السبب الكامن وراء التوتر وتعديل تصورات المرء، يجعل التنويم المغناطيسي من الممكن إعادة تقييم آلية الفرد ونظرته للعالم بجهد ضئيل، مما يجعل من السهل تعلم كيفية التعامل مع الضغوط الطبيعية وتحرير نفسه من الإجهاد غير الضروري.

التنويم المغناطيسي للإقلاع عن التدخين

أظهرت العديد من الدراسات أنه بعد 6 أشهر من الجلسات، يتراوح معدل الإقلاع عن التدخين بين 30 - 40٪. كما أظهرت دراسة حديثة أن جلسات التنويم المغناطيسي أكثر فعالية من العلاج ببدائل النيكوتين في علاج إدمان السجائر.

التنويم المغناطيسي لتسهيل الحمل والولادة

أثناء الحمل يمكن أن يساعد التنويم المغناطيسي في تقليل القلق بشأن الولادة تدريجيًا وبالتالي خلق مناخ من الثقة يفضي إلى المخاض والولادة. كما يسمح بتعديل وتحسين التصورات الجسدية للمرأة الحامل.

التنويم المغناطيسي لعلاج متلازمة القولون العصبي

أظهرت بعض الدراسات أن التنويم المغناطيسي يخفف بشكل كبير من آلام البطن وحركات الأمعاء وانتفاخ البطن والقلق والاكتئاب المرتبط بمتلازمة القولون العصبي. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن هذه الفوائد تستمر على المدى المتوسط ​​(سنتان أو أكثر) أو على المدى الطويل (5 سنوات)، لذلك، من شأن ممارسة التنويم المغناطيسي أن تساهم في تحسين الأعراض وتقليل الحاجة إلى أخذ الأدوية.

كيف تجري جلسة التنويم المغناطيسي؟

لكل ممارس طريقته الخاصة وبروتوكولاته في الترحيب بمريضه وتنويمه. لكن بشكل عام، تبدأ الجلسة الأولى بمقابلة مع المعالج لتحديد احتياجات المريض ومشكلته، ثم تحديد النهج والطرق التي سيتم استخدامها. عادة ما تكون هذه الجلسة الأولى أطول من الجلسات التالية وفيها يتم تصميم كل تقنية وفقًا لاحتياجات المريض. تستغرق الجلسة النموذجية 50 - 60 دقيقة. يبدأ معظم الناس في رؤية النتائج بعد 4 جلسات. عادة ما تكون عشرة اجتماعات كافية، على الأقل للمشكلات التي يمكن تشخيصها وتحديدها بدقة.

عند الأطفال، يكون من السهل التنويم المغناطيسي، وغالبًا ما تظهر النتائج الإيجابية بعد زيارة واحدة أو جلستين.

كيف تختار معالج التنويم المغناطيسي المناسب لك؟

لا تعتمد فقط على الكلام الشفهي. من المفيد الحصول على معلومات على الإنترنت وأخذ الوقت الكافي لقراءة الآراء والمعلومات التي يقدمها المعالج. هذه الأمور مهمة وتسمح لك بالحصول على فكرة عن أسلوبه ونهجه. يمكنك أيضًا الاتصال بالمعالج لمناقشة احتياجاتك وتوقعاتك. من الضروري الذهاب إلى متخصص يمتلك تدريبًا ممتازًا في العلاج النفسي أو الصحي.

اعتمادًا على الحالة المراد علاجها. يجب أن يعرف المعالج طريقة علاج المشكلة المعنية، مهما كانت (جسدية - نفسية - عقلية - علاقات).

المعالج بالتنويم المغناطيسي والمنوم المغناطيسي، وماهي الاختلافات؟

المعالج بالتنويم المغناطيسي هو شخص متخصص يستخدم التنويم المغناطيسي من أجل علاج مريضه وتخفيف أعراض وتأثيرات المشكلة التي يعاني منها المريض، بينما المنوم المغناطيسي هو شخص يعرف كيفية إحداث حالة التنويم المغناطيسي. في حين أن الأول يجب أن يكون لديه تدريب ويعمل في مجال الصحة وعلاج الأمراض والحالات الصحية المختلفة، فإن الثاني لا يحتاج إلى امتلاك هذه الخبرة. على الرغم من أنهما يستخدمان التنويم المغناطيسي، إلا أن الهدف النهائي والسياق مختلفان تمامًا.

هل يساعد التنويم المغناطيسي حقًا في العلاج؟

قامت العديد من الدراسات، والعديد منها حديثًا، بتقييم فائدة التنويم المغناطيسي في الطب. ومع ذلك، من الصعب في بعض الأحيان تحديد مقدار الفوائد التي تأتي من تأثير التنويم نفسه أو من السياق العام للتدخلات العلاجية بالتنويم المغناطيسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم فهم كيفية عمل التنويم وأليته ودواعي استخدامه يزيد من صعوبة تقييم الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بالتنويم المغناطيسي.

في الوقت الحاضر، يتم تدريس التنويم المغناطيسي في كليات الطب ويستخدم بشكل أكبر في المستشفيات.

المخاطر والجدل حول التنويم المغناطيسي

نظرًا لعدم وجود تنظيم أو تحكم في ممارسة التنويم المغناطيسي، يجب توخي الحذر. تجدر الإشارة إلى أنه خلال جلسة التنويم يبقى الفرد على وعي بأفعاله وأقواله.

في الحالات الذهانية حيث تتغير علاقة الفر بالواقع من حوله، يجب أن يمارس التنويم المغناطيسي فقط من قبل أطباء متخصصين.

للسبب نفسه، على الرغم من إثبات فعالية التنويم المغناطيسي في علاج الإدمان، لا ينصح به للأشخاص الذين أدمنوا تعاطي المخدرات أو شرب الكحول منذ فترة قصيرة.

كلمة أخيرة

بفضل التنويم المغناطيسي المرتبط غالبًا مع الوخز بالإبر وغيرها من التقنيات العلاجية، تمت مساعدة الكثير من الأشخاص في الحصول على النوم الكافي وتناول الطعام بشكل صحيح، وإدارة التوتر والسيطرة على الغضب والقلق.

يمكن أيضًا استخدام هذه التقنية العلاجية التي تم استخدامها في الماضي لحل المشكلات وإدارتها بحكمة وتحقيق راحة داخلية حقيقية.

إنها واحدة من التقنيات التي تجعلك مستقلًا وتسمح لك بالاستمرار في المضي قدمًا بمفردك وقادرًا على مواجهة أي تحديات بما في ذلك التحديات النفسية.

بالإضافة إلى ذلك، يحسن التنويم المغناطيسي من الحالة الجسدية ومن نظرة الشخص لنفسه وفي الاستجابة لاحتياجاته الجسدية والنفسية العاطفية.