;

أسرع طريقة لعلاج التهاب القولون

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 30 مارس 2022 آخر تحديث: الخميس، 13 أبريل 2023
أسرع طريقة لعلاج التهاب القولون

يعد التهاب القولون التقرحي من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي، وهو واحد من النوعين الرئيسين لأمراض الأمعاء الالتهابية، فما هي أسرع طريقة لعلاج التهاب القولون، وهل يمكن الاعتماد على الطرق الطبيعية وحدها، أم لا بد من استخدام الأدوية؟

هذا ما نتناوله تفصيلاً من خلال السطور القادمة لهذا المقال.

التهاب القولون

تشمل أمراض الأمعاء الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Disease Or IBD) نوعين من الالتهابات وهما التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative Colitis)، ومرض كرون، أما عن التهاب القولون التقرحي فهو يسبب تقرحات في البطانة الداخلية للقولون.[1]

أسرع طريقة لعلاج التهاب القولون

إن التهاب القولون التقرحي من الأمراض المزمنة وهو يضم فترات بدون أعراض، وفترات أخرى تظهر فيها الأعراض بشدة، وتشمل الأعراض الإسهال، وآلام البطن، والدم في البراز الناتج عن نزيف المستقيم، وفقدان الوزن، وارتفاع درجة الحرارة، كما قد يسبب فشل النمو لدى الأطفال. يهدف علاج التهاب القولون التقرحي إلى تقليل حدة تلك الأعراض وزيادة المدة الزمنية التي لا تظهر فيها حتى يتمكن المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي، أما عن أسرع طريقة لعلاجه فهي تختلف من شخص إلى آخر وفقاً لأعراضه وحالته الصحية، وطرق العلاج تشمل الآتي:[1][2]

العلاج بالأدوية

يحدد الطبيب نوع الأدوية المستخدمة وفقاً للحالة الصحية للشخص المصاب ومدى حدة الالتهاب، وأنواع الأدوية المستخدمة هي كالتالي:[2]

  1. أمينوساليسيلات: تساعد هذه الأدوية على تقليل الالتهاب، وهي الاختيار العلاجي الأول لالتهاب القولون التقرحي، وفي حالة الالتهاب المتوسط يمكن تناولها على شكل تحاميل وهي كبسولات شرجية، أو من خلال الحقن الشرجية حيث يتم ضخ السوائل في الأمعاء الغليظة، وإذا لم تتحسن الأعراض بعد 4 أسابيع فقد يلجأ الطبيب إلى استخدام الكبسولات الفموية، وأمثلة على تلك الأدوية دواء سلفاسالازين (الاسم التجاري: أزلفيدين).
  2. الكورتيكوستيرويدات: تستخدم مع أمينوساليسيلات أو وحدها حيث أنها قوية للغاية في القضاء على الالتهابات، ولكن ينبغي تناولها لفترات قصيرة لأن أعراضها الجانبية شديدة مثل هشاشة العظام، وإعتام عدسة العين، وأمثلة على تلك الأدوية بريدنيزولون (الاسم التجاري: دلتاكورتريل).
  3. مثبطات المناعة: تستغرق هذه الأدوية مدة زمنية تتراوح بين 2-3 أشهر حتى يظهر تأثيرها على الجسم، وهي فعالة في علاج التهاب القولون التقرحي، لكنها قد تسبب فقر الدم كما تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى؛ لذلك ينبغي التواصل مع الطبيب على وجه السرعة عند ظهور الحمى فقد تكون ناتجة عن أي نوع من أنواع العدوى، ومن أمثلة تلك الأدوية آزاثيوبرين (الاسم التجاري: إيموران).
  4. سيكلوسبورين: يعمل سيكلوسبورين (الاسم التجاري: نيورال) بنفس آلية عمل مثبطات المناعة، لكن تأثيرها يظهر في غضون أيام قليلة، ويتم تناولها عن طريق الحقن الوريدي تحت رقابة طبية حتى لا تسبب انخفاض وظائف الكبد والكلى، أو ارتفاع ضغط الدم.
  5. الأدوية البيولوجية: تستهدف تلك الأدوية البروتينات التي يستخدمها الجهاز المناعي لتحفيز الالتهاب، وهي فعالة في علاج التهاب القولون التقرحي الشديد، وتستمر مدة العلاج بها 12 شهراً، لكنها تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة وبذلك يصبح الجسم أكثر عرضة للعدوى، وأمثلة على تلك الأدوية إنفليكسيماب (الاسم التجاري: ريميكاد).
  6. توفاسيتينيب: يستخدم توفاسيتينيب (الاسم التجاري: زيلجانز) في علاج الالتهاب الشديد، ويستهدف أيضاً جهاز المناعة، لكن يمنع استخدامه أثناء الحمل كما يجب استشارة الطبيب لمعرفة أفضل وسيلة لمنع الحمل خلال فترة تناوله ولمدة 4 أسابيع بعد انتهاء دورة العلاج.

العلاج بالوصفات الطبيعية

لا يمكن الاعتماد على الوصفات الطبيعية وحدها في علاج القولون التقرحي، لكنها تساهم في تخفيف الأعراض، ويمكن ضمها إلى النظام الغذائي للحصول على أسلوب حياة صحي، ونذكر أمثلة على ذلك:[3]

  1. البروبيوتيك: بكتيريا حية تعزز نمو البكتيريا الصحية في الجهاز الهضمي، وتتواجد بشكل طبيعي في بعض المأكولات مثل الزبادي، كما يمكن شراؤها من الصيدليات دون وصفة طبية.
  2. تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ج: تساعد الأطعمة الغنية بفيتامين ج على علاج تقرحات القولون من خلال زيادة المدة الزمنية التي تختفي فيها أعراض التهاب القولون التقرحي، وأمثلة على تلك الأطعمة السبانخ، والبقدونس، والتوت، والفلفل.
  3. بذور السيلليوم: تعزز حركة الأمعاء، وتقضي على الإمساك.
  4. الصبار: قد يخفف الالتهاب، ولكنه قد يسبب الإسهال.
  5. البوسويلا الهندية: تعمل على تقليل الالتهاب.
  6. بروميلين: هو إنزيم متواجد في الأناناس يعمل على تحطيم البروتينات، وتقليل التهاب الأمعاء.
  7. كركم: يعد غني بمادة تسمى الكركمين، وهو مضاد للأكسدة حيث يعمل على تقليل الالتهاب.

تغيير نمط الحياة

يمكن اتباع أشياء تخفف القولون، وهي عدة خطوات للمساهمة في تخفيف حدة أعراض التهاب القولون، وهي كالتالي:[3][4]

  1. ينبغي التعود على ممارسة التمارين الرياضية والامتناع عن التدخين لتقوية الجهاز المناعي.
  2. كما يجب الابتعاد عن كل ما يسبب التوتر للحد من الانتكاسات، وذلك عن طريق ممارسة اليوغا والتنويم المغناطيسي.
  3. قد يسبب التهاب القولون التقرحي نقص الحديد، وحمض الفوليك، وفيتامين ب12 مما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، ولذلك يجب إجراء فحوصات طبية بشكل منتظم لمتابعة فقر الدم وتناول المكملات الغذائية اللازمة لعلاجه وفقاً لما يصفه الطبيب.

العلاج الجراحي

إذا لم يستجب التهاب القولون التقرحي لكل طرق العلاج السابقة فقد يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي عن طريق استئصال القولون كاملاً، وبذلك لن يعود الالتهاب مرة أخرى، ويتم استخدام الأمعاء الدقيقة لتمرير الفضلات إلى خارج الجسم بدلاً من القولون عن طريق الإجراءات التالية:[2]

  1. فغر اللفائفي: في عملية فغر اللفائفي (بالإنجليزية: Ileostomy) يتم تحويل الأمعاء الدقيقة من ثقب في البطن مع وضع كيس خاص فوق هذه الفتحة لجمع النفايات بعد العملية، ولكن يظل استخدام هذا الكيس بشكل دائم مدى الحياة.
  2. الجيب اللفائفي الشرجي: في عملية الجيب اللفائفي الشرجي (بالإنجليزية: Ileoanal Pouch Or J-Pouch) يتم استخدام جزء من الأمعاء الدقيقة لإنشاء كيس داخلي يتم توصيله بعد ذلك بفتحة الشرج؛ مما يسمح بالتبرز بشكل طبيعي، ويعد هذا الإجراء هو الأفضل لصحة المريض النفسية بدلاً من استخدام كيس خارجي لجمع البراز.

ما هي أسباب الإصابة بالتهاب القولون

يعد السبب الحقيقي للإصابة بهذا المرض غير معروف، لكنه ينتج عن خلل في الجهاز المناعي تجعله يهاجم خلايا الجهاز الهضمي؛ ومما لا شك فيه أن النظام الغذائي والتوتر يعملان على زيادة حدة أعراض هذا المرض، لكنهما لا يتسببان في الإصابة بالمرض، ومن الأطعمة التي يجب أن يتجنبها مرضى التهاب القولون التقرحي هي الألبان، واللحوم، والأطعمة المصنعة، والأطعمة عالية الكربوهيدرات، والمشروبات الكحولية. كما أن هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالمرض وتشمل ما يأتي:[1][3]

  • السن: يظهر في الأغلب في عمر يتراوح بين 20-30 عاماً
  • التاريخ العائلي: تزداد فرص ظهوره إذا كان هناك أفراد آخرون من العائلة لديهم هذا المرض.
  • العرق: إن اليهود الأشكناز من أكثر الفئات عرضة للإصابة به.

مضاعفات التهاب القولون

إذا لم يستجب المريض للعلاج بالأدوية وظهرت مضاعفات شديدة لهذا المرض، فقد يلجأ الطبيب لاستئصال القولون جراحياً، حيث يمثل العلاج الجراحي علاج نهائي لالتهاب القولون التقرحي، أما عن المضاعفات المحتملة لالتهاب القولون التقرحي فهي كالآتي:[1]

  • ثقب في القولون.
  • النزيف الشديد.
  • الجفاف الحاد.
  • هشاشة العظام.
  • الجلطات الدموية.
  • التهاب الجلد والمفاصل.
  • تضخم القولون السام (بالإنجليزية: toxic megacolon).
  • زيادة خطر الإصابة بمرض سرطان القولون.

تشخيص التهاب القولون

يعد ظهور الأعراض هو من الطرق التي يعتمد عليها الطبيب في تشخيص التهاب القولون التقرحي، ولكنه يلجأ إلى طرق أخرى لتأكيد هذا التشخيص، وهي كالآتي:[5]

  1. الأشعة السينية: يلجأ لها الطبيب عندما تشتد الأعراض، فهي تؤكد هل هناك ثقب في القولون أم لا.
  2. الأشعة المقطعية: تكشف الأشعة المقطعية مقدار التهاب القولون.
  3. التصوير بالرنين المغناطيسي: يتم تخطيط حركة الأمعاء بالرنين المغناطيسي للتأكد من سلامة الأمعاء الدقيقة وتحديد أماكن الالتهاب بدقة.
  4. التنظير السيني المرن: حيث يتم إدخال أنبوب رفيع ومرن لفحص المستقيم والطرف السفلي من القولون لرؤية الالتهاب دون الحاجة لتنظير القولون بالكامل.
  5. تنظير القولون بالكامل: يتم إدخال أنبوب رفيع، ومرن، ومزود بكاميرا لرؤية القولون بأكمله، مع سحب خزعة لتحليها في المعمل لاحقاً، وعن طريق تلك الخزعة يتم تأكيد التشخيص.

على الرغم من أن التهاب القولون التقرحي من الأمراض المزمنة، وجميع الأدوية تساهم فقط في تخفيف الأعراض، إلا أنها فعالة لدى الكثير من المصابين به، وفي حالة فشلها يستأصل الطبيب القولون للقضاء على الالتهاب بشكل نهائي، وفي النهاية بإمكانك أن تتعايش معه عن طريق التزامك بالعلاج الذي وصفه الطبيب، مع النظام الغذائي المناسب لك، وتغيير نمط حياتك ليصبح بعيداً عن الإجهاد والتوتر.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!