;

الرهاب الاجتماعي أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

  • تاريخ النشر: الإثنين، 31 أغسطس 2020 آخر تحديث: الخميس، 10 نوفمبر 2022
الرهاب الاجتماعي أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

الرهاب أو الفوبيا (بالإنجليزية: phobia)، هو خوف مفرط وغير عقلاني، يسبب إحساس عميق بالفزع عند مواجهة مصدر الخوف، ويمكن أن يكون هذا المصدر مكاناً أو حالة أو شخصاً أو حيواناً معيناً، وعلى عكس اضطرابات القلق العامة، عادة ما يرتبط الرهاب بشيء محدد.

نستعرض في هذا المقال أحد أنواع الرهاب، وهو الرهاب الاجتماعي مع تحديد أسبابه وأعراضه، وتوضيح طرق التشخيص، بالإضافة إلى طرق التعامل معه.

ما هو الرهاب الاجتماعي

يتم تعريف الرهاب الاجتماعي (بالإنجليزية: Social anxiety disorder) بأنه شعور شديد بالخوف في المناسبات الاجتماعية، يعاني الأشخاص المصابون به من صعوبة التكلم مع الآخرين، أو مقابلة أشخاص جدد، أو حضور التجمعات المختلفة، كما يخشون حكم الناس عليهم أو التدقيق بهم، فهم عادة يفضلون البقاء في الخلفية.[1][2]

المصابون بهذا الاضطراب النفسي قد يفهمون أن هذه المخاوف غير معقولة لكنهم يشعرون بالعجز من التغلب عليها، يختلف الرهاب الاجتماعي عن الخجل، فالخجل شعور قصير الأمد ولا يعطل حياة الشخص، أما الرهاب الاجتماعي ويسمى أيضاً اضطراب القلق الاجتماعي، فهو شعور طويل ومنهك، ويؤثر على حياة المصاب سواء بالعمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية. [2] [1]

أسباب الرهاب الاجتماعي

لا يزال السبب الأساسي غير معروف، بالرغم من شيوع هذا الاضطراب خاصة بين المراهقين، وتشير الأبحاث أنه ناتج عن اجتماع مجموعة من العوامل معاً، منها: [1]

  • التجارب السلبية السابقة: مثل: التنمر، المشاكل الأسرية، التعرض للعنف الجنسي، أو العنف الجسدي.
  • عوامل وراثية وسوء التربية: قد يؤدي معاناة أحد الوالدين أو كليهما من اضطراب القلق الاجتماعي إلى نقل هذه المخاوف إلى الطفل لتتطور لاحقاً وتسبب له الرهاب، كما يمكن أن ينتج عن التربية السيئة للطفل سواء بالسيطرة المطلقة، أو الدلال المفرط.
  • أسباب جسدية: مثل نقص هرمون السيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم المزاج، كما يمكن أن يسبب فرط نشاط اللوزة الدماغية هذا الاضطراب، وهي بنية في الدماغ تتحكم في استجابة مشاعر الخوف والقلق.
  • الجينات: بعض الناس مهيئين للرهاب الاجتماعي أكثر من الآخرين، بسبب الاستعداد الجيني لديهم.

تشخيص القلق الاجتماعي

كيف يمكن أن نميز بين الخجل أو حب العزلة وبين الرهاب الاجتماعي، خاصة أنه لا يوجد اختبار طبي محدد للتشخيص، يعتمد التشخيص على ملاحظة مجموعة من الأعراض على الشخص المصاب وفحص أنماط سلوكية معينة من قبل الطبيب الاختصاصي، من هذه الأعراض: [1]

  • خوف دائم غير مبرر من المواقف الاجتماعية والخشية من الإذلال أو الإحراج أمام الناس دون سبب.
  • الشعور بالقلق أو الذعر قبل التفاعل الاجتماعي.
  • الشعور بالقلق الذي يعيق ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي.

أعراض الرهاب الاجتماعي

تتنوع الأعراض بين أعراض سلوكية وأعراض جسدية وأعراض عاطفية ونفسية: [2] [1]

الأعراض الجسدية

  • الارتجاف ويتضمن الارتجاف في الصوت عند الكلام.
  • صعوبة في الكلام والتنفس.
  • احمرار الوجه خجلاً.
  • الغثيان.
  • التعرق المفرط.
  • الدوخة أو الدوار.
  • سرعة دقات القلب.[1][2]

الأعراض العاطفية والنفسية

  • الشعور بالقلق قبل أيام أو أسابيع من موعد الحدث الاجتماعي.
  • تجنب المواقف الاجتماعية أو محاولة البقاء في الخلفية إذا توجب الحضور.
  • الخوف من الإحراج أو ملاحظة الآخرين أنك متوتر.
  • الحاجة إلى الكحول لمواجهة الوضع الاجتماعي.
  • التغيب عن المدرسة أو العمل بسبب القلق.[1][2]

الأعراض السلوكية

  • تجنب طرح الأسئلة.
  • تجنب النظر في عيون الشخص المقابل لك عند الحديث.
  • عدم الذهاب إلى مقابلات العمل.
  • تجنب التسوق أو تناول الطعام في الأماكن العامة.
  • عدم استخدام دورات المياه العامة في العمل أو المدرسة أو مكان آخر.
  • الخوف من التحدث في الهاتف أمام الآخرين.[1][2]

خطوات يمكنك القيام بها لتخطي الرهاب الاجتماعي

اتباع خطوات وسلوكيات معينة أمر مفيد في تقليل شعورك بالقلق الاجتماعي، وقد تكون خطة أولى فعالة وكافية قبل تجريب العلاجات الأخرى، تشمل الخطوات التي يمكن القيام بها بنفسك: [2]

  • حاول أن تفهم المزيد عن قلقك من خلال التفكير المنطقي، وتدوين ما يدور في ذهنك، وتقييم تصرفاتك في المواقف الاجتماعية المختلفة، حيث تعتبر مراجعة المذكرات خطوة فعالة ومساعدة لك.
  • التطوع في الجمعيات والأنشطة الاجتماعية، وتعلم أكثر عن مهارات التواصل الاجتماعي والذكاء العاطفي من خلال القراءة والممارسة.
  • جرب تقنيات الاسترخاء عند شعورك بالقلق في الأحداث الاجتماعية، مثل: أخذ نفس عميق لمدة 2 ثانية من الأنف ثم إخراجه ببطء عن طريق الفم، والجلوس بشكل مريح وظهرك وكتفيك مشدودين.
  • واجه مخاوفك لكن ليس بتهور ومبالغة إنما من خلال خطوات صغيرة متلاحقة، حدد تماماً ما الذي يسبب لك المخاوف الكبيرة واعمل على تخطيه من خلال الممارسة المستمرة.
  • حاول التركيز على ما يقوله الناس فقط بدون افتراض الأسوأ، وتجنب التركيز المفرط على نفسك أو على تصرفاتك وأقوالك.
  • ابتعد عن الأفكار السلبية والسيناريوهات التخيلية في عقلك من خلال التخلي عن جمل مثل " لا أعرف ما أقول وسيظن الجميع بأني أحمق، سيبدأ صوتي بالرجفان وأهين نفسي أمام الجميع".
  • اتبع نمط حياة مضاد للقلق، مثل: تخفيف الكافيين، والإقلاع عن التدخين، وتناول غذاء صحي يشمل مكملات أوميغا 3، احرص على النوم لفترات كافية، وعدم تناول المشروبات الكحولية إلا بالمناسبات.

علاج الرهاب الاجتماعي

قد لا تنفع الخطوات السابقة في بعض الحالات التي تعاني من فوبيا التواصل الاجتماعي، لذا من الممكن القيام بعلاجات أخرى أكثر فعالية وبمساعدة مختصين، تتفاوت فترة العلاج حسب الشخص واستجابته، من هذه العلاجات نذكر التالي: [3]  [2] [1]

  • العلاج السلوكي المعرفي: المتابعة مع معالج مختص يساعد بشكل كبير على تحديد أنماط التفكير والسلوكيات السلبية والعمل على تغييرها، والعلاج المعرفي السلوكي من العلاجات النفسية الناجحة التي تختصر على المريض الكثير من الوقت.
  • المشاركة في الدورات الاجتماعية الداعمة: والتي تحوي أشخاصا لديهم نفس المشكلة، مما يساعد هذا على التخفيف من شعورك بالتوتر وبناء شبكة علاقات تقدم لك الدعم.
  • تناول الأدوية: وهي لا توصف إلا من قبل الطبيب المختص وحسب الحاجة، قد تتضمن حاصرات بيتا لعلاج الاضطراب الجسدية المرافقة للقلق مثل التعرق ورجفان اليد والصوت، وسرعة نبضات القلب، وأدوية مضادات الاكتئاب للتخفيف من الأفكار السلبية والتشاؤمية.

تختلف درجة الرهاب الاجتماعي من شخص لآخر، لكن لا تفترض أنك تعاني من هذا الاضطراب من تلقاء نفسك وتتصرف على هذا الأساس، إذ أن التشخيص يعتمد على عدة عوامل يحددها الطبيب المختص.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!