;

علاج الناسور الشرجي

  • تاريخ النشر: الأحد، 02 أغسطس 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
علاج الناسور الشرجي

ما هو الناسور؟ وما هي أنواعه؟ بماذا تتميز نواسير فتحة الشرج؟ ما هي الأسباب التي تؤدي لتطور النواسير وما أعراض الإصابة به؟ كيف تشخص الإصابة بالنواسير وما طرق علاجها؟

تعريف الناسور

هو اتصال بين تجويفين في الجسم غير متصلان بالحالة الطبيعة أو بين تجويف وسطح الجلد. ومن هذا التعريف يظهر لدينا أن أنواع الناسور عديدة تصنف بحسب الأماكن التي حدث الاتصال غير الطبيعي بينها، حيث نجد النواسير الشريانية الوريدية (يحدث الاتصال بين الشريان والوريد بشكل شاذ)، النواسير الجلدية (تصل بين سطح الجلد وخراج داخل الجسم؛ وهي حالة تحدث عندما يتجمع القيح داخل الجسم دون خروجه)، والنواسير الشرجية وغيرها.

الناسور الشرجي

بما أن للشرج وظيفة هامة تكمن في طرح الفضلات خارج الجسم، فإنه يحوي من الداخل مجموعة من الغدد الصغيرة التي تكمن وظيفتها في إفراز مواد تقوم بتزليق الكتل البرازية لتسهيل خروجها دون أذية بطانة الشرج، إلا أن المشكلة تكمن عندما يحدث انسداد في القنوات التي تصرف مفرزات هذه الغدد، حيث يؤهب ذلك لإصابتها بالتهابات جرثومية وتشكيلها للخراجات (تجاويف تحوي القيح الناتج عن الالتهاب الجرثومي). في نصف الحالات تقريباً تتشكل نواسير تربط بين هذه الغدد الملتهبة والمكونة للخراجات ومناطق من الجلد المحيط بفوهة الشرج بشكل عفوي ليتم تفريغ القيح عبرها. [1]. [2]

أسباب النواسير الشرجية وعوامل الخطر التي تؤهب للإصابة بها

معظم النواسير الشرجية تحدث بعد تشكل الخراجات، حيث يؤهب لها عدم شفاء الخراج من تلقاء ذاته أو بعد معالجته فقط بالمضادات الحيوية، كما أن عدم تصريف القيح داخل الخراج يؤدي لحدوث النواسير بنسبة كبيرة.

والحالات المرافقة بشكل شائع مع تشكل نواسير فتحة الشرج [1]:

  • داء كرون: وهو حالة يحدث فيها التهاب معمم في الجهاز الهضمي بشكل كامل، حيث يوهب لتشكل الخراجات ومن ثم النواسير.
  • مرض التهاب الرتوج: التهاب على مستوى جيوب متشكلة بشكل شاذ وغير طبيعي في جدار الكولون.
  • التهاب الغدد العرقية: حالة كثيراً ما تترافق مع تشكل خراجات.
  • السل وفيروس الإيدز.
  • قد تحدث النواسير كاختلاط بعد الجراحات على المناطق حول الشرج.
  • قد تحدث بعد تعريض الحوض لجرعات كبيرة من الإشعاع في سياق المعالجة الجراحية لبعض الأورام الخبيثة.

تشمل عوامل الخطورة الأخرى للإصابة حالات تزداد فيها الالتهابات الجرثومية، ومنها:

  • السكري والبدانة.
  • المعالجة طويلة الأمد بالستيروئيدات الجهازية.
  • مرضى زرع الأعضاء الذين يتلقون علاجات مثبطة للمناعة.

أعراض ناسور الشرج

 تشمل الأعراض كلاً من [2]. [3]:

  • تهيج الجلد حول الشرج.
  • ألم مبرح مستمر غالباً يزيد بالحركة أو الجلوس أو التغوط والسعال.
  • مفرزات كريهة الرائحة من المنطقة المصابة.
  • خروج قيح أو دم مع الغائط.
  • الاحمرار والتورم حول الشرج وارتفاع الحرارة المرتبط بوجود الخراج والقيح.
  • صعوبة التحكم بالخروج (التغوط).

تشخيص الناسور

غالباً ما يتم تشخيص الإصابة بالناسور الشرجي اعتماداً على المظاهر والموجودات السريرية بالإضافة لرؤية توضع الإصابة عيانياً، حيث يرى الطبيب انفتاح الناسور حول الشرج مباشرة، ثم يتم تحديد عمق الناسور ودرجة تغلغله تحت الجلد والمنحى أو المسار الذي يتخذه في الجسم.

في حالات خاصة قد تكون النواسير غير مرئية على سطح الجلد، عندها قد يكون من الضروري القيام بفحوصات إضافية لإثبات وجودها ومعرفة خصائصها، قد تشمل [1].[2]:

  • تنظير الشرج: وفي هذا الإجراء يتم إدخال أداة مزودة بمنظار لرؤية المستقيم والشرج من الداخل حيث قد يساهم ذلك في معرفة النواسير غير الواضحة عيانياً.
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي للحصول على رؤية أفضل لمجرى الناسور والأنسجة المتوضعة حوله.
  • عند إيجاد الناسور وتحديد مجراه قد يطلب الطبيب فحوصات متممة أخرى لتحديد فيما إذا كانت الإصابة مرتبطة بداء كرون (حالة التهابية تصيب كامل السبيل الهضمي وتسبب قرحات ممتدة فيه كما انها قد تختلط بنواسير متعددة الأماكن في كثير من الأحيان) أم لا، حيث وجد أن حوالي ربع حالات النواسير تترافق مع الإصابة بداء كرون.

علاج النواسير في الشرج

غالباً ما تكون الجراحة ضرورية لعلاج الناسور الشرجي، حيث أن الغالبية العظمى من هذه الإصابات لا تشفى من تلقاء ذاتها. الإجراء الجراحي الأفضل غالباً ما يتحدد بحالة الناسور فيما إذا كان وحيداً أو متعدداً، له قناة واحدة أو يتفرع لأكثر من قناة أو اتجاه، كما أن توضع الناسور بالنسبة للمصرة الشرجية الخارجية وإصابته لها يلعب دوراً حاسماً في التوجه نحو خيارات علاجية وجراحية دون أخرى. وغالباً ما يتوضح ذلك بالفحص الدقيق للمنطقة الذي يجرى تحت التخدير العام عادة.

تشمل الخيارات الجراحية ما يلي [1].[3] :

  • استئصال الناسور: هو الخيار الأكثر تفضيلاً في معظم الأحوال، حيث يتم فتح مجرى الناسور واستئصاله لكي تشفى المنطقة بعد ذلك. يعتبر الحل الأكثر جذرية وفعالية، لكنه يستعمل فقط في النواسير غير المخترقة للعضلات الشرجية (عدم إصابة المصرة الشرجية)، وذلك لأن استئصال الناسور يتطلب إزالة المنطقة المتأذية كاملة الأمر الذي قد يسبب اختلاطات ومشاكل في التغوط تتمثل في سلس البراز (عدم القدرة على التحكم بالتغوط) والتي تكون دائمة عند المريض في حال إصابة هذه العضلات، لذلك يتم اللجوء إلى إجراءات أخرى لغلق النواسير في حال اعتبار عملية استئصال الناسور عالية الخطورة أو ترافقها مع اختلاطات مزعجة للمريض.
  • العلاج بالليزر: يتم استخدام حزمة من الليزر لإغلاق مجرى الناسور.
  • العلاج بالصمغ الفيبريني: يعد هذا النمط من العلاج حالياً الحل غير الجراحي الوحيد المستعمل لعلاج النواسير الشرجية. يتم عبر حقن صمغ من نوع خاص في مجرى الناسور لتسريع شفائه وتحريضه على الإغلاق، إلا أن هذا العلاج أقل فعالية من سابقه كما أن النتائج قد لا تدوم طويلاً.
  • السدادات الحيوية: وهي قطع مخروطية الشكل مصنوعة من أنسجة الحيوانات، يتم إدخالها في مجرى الناسور لإغلاقه. الدراسات تشير لفعالية هذه الطريقة الجيدة كما تؤكد سلامتها.

    شاهدي أيضاً: علاج البواسير

في النهاية.. قد تكون فتحة الناسور الخارجية مرئية بوضوح للطبيب المعالج، لكن مع هذا قد تصعب ملاحظتها من المريض نفسه، لذا فإن مراجعة الطبيب للتشخيص الملائم وعلاج الناسور الشرجي هو ما يجب أن تقوم به عندما تعاني من أعراض كالتي ذكرناها في هذا المقال.

المصادر

[1] مقال عن النواسير الشرجية منشور على موقع NHS.UK

[2] مقال عن ناسور الشرج منشور على موقع webmd.com

[3] مقال عن الناسور الشرجي منشور على موقع my.clevelandclinic.org

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!