;

علاج الأبهر بالتمارين

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 05 أكتوبر 2022
علاج الأبهر بالتمارين

يشعر كثير من مرضى الأبهر بالحيرة بين رغبتهم في ممارسة التمارين الرياضية، وطبيعة مرضهم التي تفرض عليهم قيوداً في الحركة، لكن لحسن الحظ هناك بعض التمارين التي تقلل من آلام المرض، وهو موضوع مقالنا اليوم عن كيفية علاج الأبهر بالتمارين، والدور الهام الذي تلعبه الرياضة في التحكم في المرض، إذا اختار المريض التمارين المتوافقة مع حالته.

ما هو مرض الأبهر

مرض الأبهر هو أحد الأسماء الشائعة لمرض الألم العضلي الليفي (بالإنجليزية: Fibromyalgia) أو الفيبروميالجيا، وهو مرض مزمن طويل الأمد، يعاني فيه المرضى من آلام شديدة تصيب العضلات، وتؤثر على الحركة بشكل عام، لم يتمكن الباحثون والأطباء حتى الآن من التوصل إلى السبب الحقيقي لهذا المرض، وإن كانت بعض الأبحاث ترجح ارتباطه بالعوامل الوراثية، وبعض المحفزات التي تتضمن العدوى، أو الإجهاد، أو الصدمات. [1]

أهمية علاج الأبهر بالتمارين

تساهم أدوية علاج الألم العضلي الليفي إلى جانب تغيير نمط الحياة في تحسن أعراض المرض تدريجياً، ومن الأمور التي ينصح بها الأطباء ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لأنها من أهم العوامل التي تساعد على تخفيف الألم العضلي، وتحسين قدرة المريض على الحركة، وممارسة حياته بشكل طبيعي، بشرط اختيار التمارين المناسبة، والابتعاد عن التمارين المجهدة، التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض. [2]

بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الفوائد التي تحققها ممارسة التمارين الرياضية بالنسبة لمرضى الأبهر، من أهمها: [2]

  • زيادة مرونة المفاصل.
  • تحسين الحالة المزاجية.
  • تحسين القدرة على النوم.
  • الحد من الشعور بالتعب والإجهاد.
  • الشعور الدائم بالطاقة والتجدد.

ما هي تمارين علاج الأبهر

يعاني مرضى الأبهر من ألم عضلي مزمن واسع الانتشار، الأمر الذي يجعل قرار ممارسة الرياضة صعباً لدى كثير من المرضى، لكن هناك بعض التمارين البسيطة التي يمكن أن يبدأها المريض؛ لتساعد على تحسن أعراضه تدريجياً، ويختار منها ما يناسبه، نستعرض في هذا الجزء من المقال أفضل طرق علاج الأبهر بالتمارين. [2]

التمارين الهوائية

يمكن أن تساعد التمارين الهوائية؛ مثل: الجري، والمشي، والسباحة، في تحسين العديد من أعراض الألم العضلي الليفي، وقد أشارت كثير من الأبحاث إلى الدور الذي تلعبه التمارين الهوائية في تقليل أعراض الألم والتصلب المصاحبة للمرض، إلى جانب تحسين الوظيفة البدنية بشكل عام. [3]

ينصح الخبراء بإمكانية الاعتماد على السباحة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الإجهاد بعد التمارين الهوائية؛ باعتبار السباحة من التمارين الهوائية منخفضة التأثير. [3]

تمارين التمدد

يتجنب كثير من مرضى الأبهر تمارين التمدد على وجه التحديد؛ اعتقاداً منهم أنها غير متوافقة مع طبيعة مرضهم، أو أنها قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض، لكن الحقيقة أن تمارين الإطالة أو التمدد تساهم بشكل كبير في ارتخاء العضلات المتيبسة، بشرط ممارستها دون إفراط، مع الحرص على التمدد برفق، وعدم الوصول إلى الدرجة التي يشعر بها المريض بالألم أثناء التمرين. [4]

اليوجا

تتعدد فوائد تمارين اليوجا لمرضى الأبهر، فهي تعد من أفضل وأبسط الرياضات التي تساعد على ارتخاء عضلات الجسم، كما أنها تساعد على تخفيف كثير من الأعراض النفسية المصاحبة للمرض؛ مثل: الاكتئاب، والخوف من الحركة، وصعوبة التركيز، وعدم القدرة على النوم. [3]

تمارين المقاومة والقوة

تساعد تمارين المقاومة والقوة على تقوية العضلات، وتحسن الآلام المصاحبة للمرض، وهاك دراسة أجريت عام 2015 على 130 امرأة تتراوح أعمارهن من 22 إلى 64 عاماً، وأوضحت النتائج أن هناك تحسناً كبيراً في أعراض الألم والتيبس العضلي، عند ممارسة هذه التمارين بشكل تدريجي في المنزل. [3]

تمارين تاي تشي

تعد تمارين تاي تشي (بالإنجليزية: Tai Chi) من التمارين القتالية الشهيرة التي نشأت قديماً في الصين، تتضمن هذه التمارين بعض حركات التمدد البطيئة التي تحفز الجسم والعقل في آن واحد، الأمر الذي يساعد على تحسن الأعراض الجسدية والنفسية المصاحبة للمرض، والجدير بالذكر أن نتائج العلاج بهذه التمارين تتفوق على نتائج التمارين الهوائية طبقاً لآراء الخبراء. [3]

الأنشطة المنزلية

قد تكون الواجبات المنزلية البسيطة التي يقوم بها أي شخص؛ مثل: تنظيف المنزل، واستخدام المكنسة الكهربائية، والبستنة، من أبسط الأنشطة البدنية التي تساعد على تنشيط عضلات الجسم، وتقلل من تيبسها، وأشارت نتائج إحدى الدراسات التي أجريت على 200 سيدة، أن السيدات اللاتي قمن بقدر أقل من النشاط البدني عانين بشكل أكبر من الألم العضلي، وضعف التركيز مقارنةً بالسيدات اللاتي حرصن على القيام بالأنشطة المنزلية اليومية. [4]

هل تتسبب بعض التمارين في تفاقم الأعراض

يعتقد كثير من المرضى أن التمارين الرياضية بشكل عام غير مناسبة لمرضى الأبهر، وأنها تؤدي إلى مزيد من الألم، لكن الحقيقة أن المشكلة لا تكمن في الرياضة، على قدر ارتباطها بطبيعة التمارين التي يختارها المريض؛ لأن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، التي تنطوي على قدر كبير من الإجهاد، من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الآلام الشديدة التي يعاني منها مرضى الأبهر بعد ممارسة الرياضة. [1]

بالإضافة إلى ذلك، يفتقد كثير من مرضى الألم العضلي الليفي الطاقة اللازمة للتكيف مثل غيرهم من الأشخاص الذين يمارسون التمارين العضلية المجهدة، لذا يشعر هؤلاء المرضى عند ممارستهم للتمارين الرياضية غير المتوافقة معهم بألم شديد بعد التمارين، للدرجة التي تجعل البعض يصف هذا الألم وكأن شاحنة كبيرة صدمتهم لبضعة أيام. [1]

كيف تقلل من الألم بعد التمارين

يوضح الأطباء أن ممارسة التمارين منخفضة الشدة هو كلمة السر وراء تجنب الآلام المصاحبة للتمارين، أو على الأقل الحد منها، واختصارها إلى التعب التقليدي الذي يشعر به معظم الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية، ومن أهم الإرشادات التي ينصح بها الأطباء لتقليل الآلام المصاحبة للتمارين: [1][2]

  1. التدرج في ممارسة التمارين، والبدء بخمس دقائق فقط في اليوم، وزيادة هذه المدة تدريجياًَ بناءً على استجابة المريض.
  2. البدء بالتمارين البسيطة؛ مثل: اليوجا، والمشي، والسباحة، وتجنب التمارين التي تتضمن مجهوداً بدنياً شاقاَ.
  3. عدم الإقلاع عن ممارسة التمارين بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أعراض شديدة، ولا يمكنهم المشي، والحرص على ممارسة أبسط التمارين ومن ضمنها السباحة؛ لأن ذلك يسهل عليهم استعادة قدرتهم على المشي مرة أخرى.
  4. ارتداء جوارب الضغط للمرضى الذين يعانون من عدم القدرة على الوقوف لفترات طويلة.
  5. تقليل وقت ممارسة التمارين الرياضية إذا كانت تتسبب في ألم شديد بالنسبة للمريض.

علاج الأبهر بالتمارين من أفضل الطرق التي تعزز دور الأدوية في علاج المرض؛ فهي تساعد على الحد من الألم والتيبس العضلي الذي يعاني منه معظم المرضى، لكن ينبغي اختيار التمارين المناسبة للمريض؛ حتى لا تسبب إجهاداً شديداً يؤدي إلى تفاقم الأعراض.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!