;

ما سر تضاعف الوفيات المرتبطة بتغير المناخ؟

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 16 أبريل 2023
ما سر تضاعف الوفيات المرتبطة بتغير المناخ؟

لم تعد مشكلة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية من القضايا التي يمكن التغاضي عنها، خاصةً في ظل التوقعات التي تشير إلى تضاعف الوفيات المرتبطة بتغير المناخ، الأمر الذي يفرض أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لحل الأزمة، والحد من تضاعف معدل الوفيات وفقاً للتوقعات الحالية.

تأثير تغير المناخ على الوفيات

بدأت أزمة التغيرات المناخية منذ نهاية القرن التاسع عشر، عندما بدأت درجة حرارة كوكب الأرض في الارتفاع بمعدل 1.2 درجة مئوية، يرجع السبب الأساسي في ذلك إلى ارتفاع انبعاثات الكربون التي أدت إلى تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ووصوله إلى مستويات في غاية الخطورة، الأمر الذي انعكس على الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة، حيث تشير البيانات إلى أن متوسط الأيام التي كانت الحرارة تتجاوز فيها 35 درجة مئوية في منتصف التسعينات هو 62 يوماً، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 201 يوماً بحلول منتصف القرن الحالي. [1]

أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ أيام قليلة مجموعة من البيانات التي تشير إلى تضاعف الوفيات الناتجة عن التغيرات المناخية، فمن المتوقع أن يكون الانبعاث الحراري أكثر فتكاً من مرض السرطان نفسه، حيث تشير هذه البيانات إلى أنه في ظل استمرار الأزمة الحالية من المتوقع أن تتضاعف الوفيات المرتبطة بتغير المناخ، وتتخطى الوفيات الناتجة عن جميع أنواع السرطان، وتصل إلى 10 أضعاف الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق. [1]

ارتفاع معدل الوفيات في الدول الفقيرة

تعيد أزمة الاحتباس الحراري إلى أذهاننا مفهوم عدم المساواة، وهو ما أوضحته دراسة جديدة صادرة من مختبر تأثير المناخ، حيث أوضحت نتائج الدراسة تضاعف عدد الوفيات بشكل أكبر في البلدان الفقيرة مقارنةً بالدول المتقدمة، وأن الدول منخفضة الدخل تأثرت بشكل أكبر من ظاهرة الاحتباس الحراري؛ نتيجة لوجود قيود على الوصول إلى تكييفات الهواء، ووسائل الرعاية الصحية التي تمتلكها الدول الأكثر ثراءً، على الرغم من أنها الدول صاحبة الانبعاثات الحرارية الأعلى، أو بالأحرى الدول المتسببة في تفاقم الأزمة. [2]

تغير المناخ ونفوق الحيوانات

لا تقتصر زيادة الوفيات المرتبطة بالتغيرات المناخية على البشر وحدهم، فللحيوانات أيضاً نصيب كبير، ويعد ما شهدته كينيا أبلغ مثال على ذلك، حيث تسبب الجفاف الذي تعاني منه كينيا في نفوق العديد من الحيوانات البرية بسبب نقص المياه، وتناقص الموارد الغذائية بشكل ملحوظ، وتشير البيانات الصادرة من الحكومة الكينية إلى نفوق 205 من الأفيال، و381 حماراً وحشياً، و512 حيواناً برياً في غضون ثلاثة أشهر فقط بسبب الجفاف الذي لم تشهد مثله دول شرق أفريقيا منذ 40 عاماً. [3]

تأثير تغير المناخ على الدول المتقدمة

على الرغم من أن الدول الفقيرة هي الأكثر تضرراً من التغير المناخي، إلا أن هذا لا ينفي أن ارتفاع درجة الحرارة قد يفوق قدرة بعض الدول المتقدمة، وهو ما يتضح من خلال الموجات الحارة القاتلة التي شهدتها فرنسا هذا العام، حيث أشار معهد الإحصاء الوطني الفرنسي إلى وفاة 11000 شخص في الفترة من 1 يونيو إلى 22 أغسطس بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة هذا العام مقارنةً بالأعوام السابقة. [4]

مؤتمر المناخ في شرم الشيخ

تزامنت البيانات الصادرة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع بدء مؤتمر المناخ المقرر انعقاده في شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر، ومن المتوقع أن تكون قضية الخسائر والأضرار، والتعويضات عن الخسائر المرتبطة بالتغيرات المناخية من المحاور الرئيسية التي سيتم مناقشتها في هذا المؤتمر، في ظل مطالبة الدول المتقدمة بإنشاء آلية لتمويل الدول المتضررة من التغيرات المناخية. [3][1]

لا شك أن تضاعف الوفيات المرتبطة بتغير المناخ من أهم القضايا التي ينبغي تسليط الضوء عليها، والاهتمام بإيجاد حلول فعالة لمنع تفاقمها، خاصةً في ظل مسؤولية الدول المتقدمة عن الأضرار الواقعة على كثير من الدول النامية التي لا تمتلك الموارد اللازمة لمواجهة هذه الأزمة القاتلة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!