;

الفتق السري عند الرجال والنساء والرضع وطرق علاجه

الفتق السري وأسبابه، الأطفال والبالغين الأكثر عرضة للإصابة به، الأعراض التي يسببها الفتق السري وخيارات العلاج المتاحة

  • تاريخ النشر: السبت، 30 مايو 2020 آخر تحديث: منذ 5 أيام
الفتق السري عند الرجال والنساء والرضع وطرق علاجه

يعتمد الجنين كلياً على الأم خلال الحياة الجنينية (داخل الرحم)، حيث على الرغم من تطور أعضائه ونموها تدريجياً، تكون هذه الأعضاء غير فعالة معظم فترة الحمل، ويحصل على الغذاء والأكسجين من دم الأم مباشرة عبر الوريد السري، كما يتخلص من الفضلات الناتجة عن الاستقلاب وثاني أكسيد الكربون وذلك بطرحها في دم الأم عبر الشريانين السريّن.

يسير الوريد السري مرافقا للشريانين السريين داخل الحبل السري، الذي يخرج من سرة الجنين، ليؤمن اتصال الجنين مع الأم خلال فترة حياته داخل الرحم.

يحدث الفتق السري عندما يخرج جزء من الأمعاء الدقيقة من السرة (وهي فتحة في جدار البطن في العضلات البطنية) والتي يعبر من خلالها الحبل السري عند الجنين لذلك فهي أكثر ما تشاهد عند الأطفال الرضع رغم إمكانية إصابة البالغين بها. [1]

أسباب حدوث الفتوق السرية

يعبر الحبل السري خلال الحياة الجنينية من فتحة في عضلات جدار البطن تدعى السرة، في الحالة الطبيعية تغلق هذه الفتحة بعد الولادة مباشرة وذلك بالتحام عضلات جدار البطن مع بعضها على الخط المتوسط للبطن، وفي حال فشلت هذه العضلات بالالتحام بشكل كامل، قد يظهر الفتق السري بعد الولادة أو بشكل متأخر عند البالغين.

في الشكل المتأخر يساهم ارتفاع الضغط داخل البطن في ظهور وتطور الفتق السري، يحدث ذلك لأسباب عدة منها:

  • البدانة.
  • الحمول المتعددة.
  • الحبن: وهي حالة يتواجد فيها سائل داخل جوف البطن.
  • التحال البريتواني طويل الأمد: وهي طريقة تستعمل عند مرضى القصور الكلوي لغسيل الكلى.
  • جراحة بطنية سابقة. [1]

أعراض فتق السرة

تتنوع الأعراض وتختلف حسب العمر، فتشمل:

  • ظهور تورم ناعم أو انتفاخ متبارز عبر السرة. قد لا يظهر هذا الانتفاخ عند الرضع إلا عند السعال أو البكاء أو الانحناء نحو الأمام (وهي حالات يرتفع فيها الضغط داخل جوف البطن).
  • على الرغم من كون الفتوق السرية عند الأطفال غير مؤلمة غالباَ، إلا أنها قد تسبب عند البالغين عدم ارتياح أو حس انزعاج في البطن.
  • الإقياء.
  • الألم البطني.
  • تشنج البطن أو تغير اللون في منطقة الفتق.
  • عند وجود الإقياء أو الألم البطني أو تغير اللون يجب طلب الاستشارة الطبية الإسعافية مباشرة، وذلك لمحاولة منع الاختلاطات الخطيرة للفتق. [2]

أعراض فتق السرة

اختلاطات ومضاعفات الفتق السري

تحدث الاختلاطات عموماً عندما يصبح الجزء المتبارز من أحشاء البطن عالقاً داخل الفتق وغير قادر على العودة إلى مكانه داخل الجوف البطني. وهذا يؤدي بدوره إلى:

  • نقص التروية الدموية الواردة إليه، مما يسبب الألم وأذى الأنسجة في هذا الجزء.
  • إذا انقطعت التروية الدموية بشكل كامل وكلي عن الجزء من الأمعاء الدقيقة الخارج من فوهة الفتق، يحدث تموت (الغنغرينا) هذا الجزء، ويدعى حينها (فتقاً مختنقًا).
  • تلوث جوف البطن وحدوث إنتان (التهاب جرثومي أو فيروسي) فيه، وهي حالة مهددة للحياة تتطلب تدبيرها بسرعة.
  • عند الأطفال، تكون الاختلاطات نادرة وقليلة الحدوث. أما بالنسبة للبالغين الذين يعانون من فتوق سرية، فيكون احتمال حدوث الاختلاطات لديهم أكبر، وعلى رأسها اختناق الفتق ونقص تروية الأمعاء. [1]
 وضعيات نوم الطفل

شاهدي أيضاً: وضعيات نوم الطفل

عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بفتق السرة

تختلف عوامل الخطورة تبعاً لعمر المريض، حيث تكون هذه العوامل عند الأطفال هي:

  • الأطفال الخدّج: وهم الأطفال المولودون قبل انتهاء فترة الحمل الطبيعية (قبل مضي 9 أشهر)، حيث من الممكن وجود سوء التحام عضلات البطن في منطقة السرة لديهم، مما يؤهب لحدوث فتق سري عندهم.
  • وزن الطفل المنخفض عند الولادة.
  • الأصل الأفريقي للطفل: حيث وجد في الولايات المتحدة الأمريكية أن الأطفال الأمريكيين من أصل إفريقي لديهم ازدياد بسيط في نسبة الإصابة بالفتق السري عن باقي الأطفال. [1]. [2]

أما عند البالغين فعوامل الخطورة تشمل:

  • الوزن الزائد عند المريض.
  • تعدد الحمول (الحمل لأكثر من مرة).
  • يميل الفتق السري عند البالغين لإصابة النساء.

تشخيص فتق السرة

يعتمد التشخيص أولاً وأخيراً على الفحص السريري الكفيل بتشخيص الإصابة بالفتق السري، على الرغم من ذلك تستخدم وسائل التصوير المختلفة للبطن، مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب لتحري الاختلاطات في حال وجودها.

خيارات العلاج المتاحة

  • معظم الفتوق السرية عن الأطفال الرضع تغلق بشكل عفوي عند بلوغ الطفل عمر السنة أو السنتين، لذلك لا داعي للتدخل لدى الأطفال الأصغر من هذا العمر.
  • قد يتمكن الطبيب الفاحص من دفع الانتفاخ ورده إلى داخل جوف البطن خلال الفحص السريري، لكن يجب على المريض ألا يجرب ذلك بنفسه.
  • بعض الأشخاص يدّعون بأنه يمكنهم إصلاح الفتق، وذلك بوضع قطعة نقدية وضغطها فوق الانتفاخ. هذا "الإجراء" لا يساعد، بل ويمكن للجراثيم أن تتجمع تحت القطعة مسببةً التهاباً جرثومياً.
  • يبقى العلاج الجراحي هو العلاج الشافي الوحيد، ويتم اللجوء إليه عند الأطفال والبالغين ولكن ضمن شروط وحالات خاصة:
  • عند الأطفال: يلجأ إليه فقط عند الأطفال الذين يعانون من إحدى الأعراض أو العلامات التالية:
  1. فتق مؤلم.
  2. الفتق أكبر بقليل من نصف إنش (1 لـ 2 سنتيمتر).
  3. الفتق كبير ولم يتراجع أو ينقص حجمه خلال السنة الأولى أو الثانية من الحياة.
  4. الفتق الذي لا يختفي بعمر الأربع سنوات.
  5. الفتق المختنق أو الذي سبب انسداد أمعاء.
  • عند البالغين: يفضل إجراء الجراحة، وذلك للوقاية من تطور اختلاطات محتملة، خصوصاً عندما يزداد حجم الفتق ويصبح مؤلماً.

خلال الجراحة يصنع الجراح شقاً صغيراً في السرة، ويعيد الجزء من الأمعاء الدقيقة المتبارز عبر الفتق إلى مكانه في جوف البطن.

يتم خياطة الفتحة في جدار البطن لإغلاقها، كما أنه غالباً ما تستخدم رقعة أو شبكة عند البالغين لدعم وتقوية جدار البطن ومنع عودة الانفتاق مرة أخرى.

علاج الفتق السري

ختاماً.. إن الانتباه الباكر إلى أعراض الفتق السري ومراقبة علامات الاختلاطات الخطيرة للحصول على المساعدة الطبية عند اللزوم هي الخطوة الأهم في منع فتق السرة من التحول إلى حالة مهددة للحياة. [1].[3]

[1] مقال أسباب الفتق السري وأعراضه منشور على موقع mayoclinic.org.

[2] مقال الفتق السري منشور على موقع medicalnewstoday.com.

[3] مقال إصلاح الفتق السري منشور على موقع nhs.uk.