;

الخبراء يؤكدون أن الأسبارتام مادة مسرطنة بعد استعماله طوال هذه السنوات

منظمة الصحة العالمية تستعد لتصنيف الأسبارتام المُحلي الصناعي الذي يدخل في المشروبات الغازية الدايت كمادة مسرطنة.

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 04 يوليو 2023 آخر تحديث: الخميس، 20 يوليو 2023
الخبراء يؤكدون أن الأسبارتام مادة مسرطنة بعد استعماله طوال هذه السنوات

من المتوقع أن تدرج الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية مادة الأسبارتام، وهو مُحلِ صناعي يستخدم في العديد من الأطعمة والمشروبات على أنه مادة مسرطنة مما سيؤدي إلى رد فعل عنيف في صناعة المواد الغذائية.

تحذير منظمة الصحة العالمية من الأسبارتام

تعتزم الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية في شهر يوليو الجاري إعلان المُحلي الصناعي الأسبارتام الأشهر والأكثر شيوعاً في العالم على أنه مادة من المحتمل أن تكون مسرطنة للإنسان حيث يدخل الأسبارتام في العديد من الصناعات الغذائية أشهرها المشروبات الغازية الدايت، والعلكة الخالية من السكر، والكثير من المنتجات الغذائية الصحية.

يأتي الإعلان بعدما قامت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) بمراجعة 1300 دراسة تتعلق بالأسبارتام لتحديد ما إذا كان المُحلي الصناعي الشهير له آثار محتملة تسبب السرطان على أن تصدر التقييم في 14 يوليو 2023.

يشير الإعلان أن هناك أدلة علمية حول وجود صلة بين الأسبارتام والإصابة بالسرطان لكنها لا تأخذ في الاعتبار مقدار الأسبارتام الآمن للاستهلاك لذلك من المتوقع أن تعلن لجنة أخرى تابعة لمنظمة الصحة العالمية، وهي لجنة الخبراء المشتركة المعنية بالمضافات الغذائية (JECFA) عن نتائج مراجعتها للمُحليات الاصطناعية، وقد تشمل توصيات بشأن الجرعات الغذائية اليومية المقبولة من المُحلي الصناعي الأسبارتام.

يأتي تصنيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) للأسبارتام باعتباره مادة مسرطنة محتملة في يوليو بعد تحذير منظمة الصحة العالمية منذ أسابيع بشأن بدائل السكر والمحليات الاصطناعية حيث أدرجت المنظمة بدائل السكر ضمن قائمة مواد قد تؤثر في الصحة بالسلب، وتصيب الإنسان بأمراض مثل القلب، وترفع خطر الإصابة بمرض السكري، كما تعيق عملية إنقاص الوزن.[1][2]

ما هو الأسبارتام؟

بعد سنوات من البحث عن بدائل صناعية للسكر لتقليل الإصابة بالسمنة، ومرض السكري تم التوصل إلى اكتشاف مادة الأسبارتام (بالإنجليزية: Aspartame) في عام 1965، وتم طرحها في السوق في عام 1981 لتدخل في العديد من الصناعات الغذائية، ويعد الأسبارتام أحلى بقدر 150-200 مرة من السكر، ولا يزيد من السعرات الحرارية لمنتجات الطعام والشراب لذلك يُستخدم بكثرة في المنتجات الخالية من السكر (الدايت)، ويوجد الأسبارتام في أكثر من 6000 منتج بما في ذلك قطرات السعال، وبعض معجون الأسنان.

تحدد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الجرعات المناسبة اليومية من الأسبارتام 50 مجم / كجم، بينما توصي الهيئات التنظيمية الأوروبية بمقدار 40 مجم / كجم للأسبارتام لكل من البالغين والأطفال لكن من المتوقع تغيير توصيات الجرعات بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن الأسبارتام مادة مسرطنة.

قبل وجود دلائل حول علاقة الأسبارتام بالسرطان كان يجب على شخص بالغ يزن 60 كجم أن يشرب ما بين 12 و36 علبة من صودا الدايت (المياه الغازية الخالية من السكر) كل يوم لتتعرض صحته إلى الخطر.

على الرغم من الإعلان عن معظم منتجات الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الأسبارتام على أنها بدائل "صحية" أو "دايت" للمنتجات المحلاة بالسكر إلا أنه لم يتم تأكيد قدرة هذه المنتجات على تقليل أخطار الإصابة بمرض السكري أو السمنة بل على العكس تشير الدراسات، وأحدثها تحذير منظمة الصحة العالمية من بدائل السكر إلى أن الأطعمة والمشروبات المحلاة صناعياً تزيد من الإحساس بالجوع بالتالي تؤدي إلى زيادة الوزن.[3]

كيف يسبب الأسبارتام السرطان؟

عند تناول مادة الأسبارتام يمتصها الجهاز الهضمي في الجسم، ويُطلق حمض الأسبارتيك، و الميثانول، والفينيل ألانين، ويتأكسد الميثانول في الكبد إلى الفورمالديهايد ثم إلى حمض الفورميك مما يؤدي إلى ضرر كبير ومباشر على الكبد، كما يعد الفورمالديهايد سامًا لخلايا الكبد، ويرتبط بالعناصر المسببة للسرطان.

العديد من الدراسات أشارت إلى وجود علاقة محتملة بين الأسبارتام والإصابة بأنواع مختلفة من السرطان مما أدى إلى قيام العديد من الهيئات مثل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية بإعادة النظر في سلامة الأسبارتام، ومدى ارتباطه بالسرطان.

كشفت دراسة رصدية أجريت في فرنسا في العام الماضي على 100 ألف بالغ أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من المحليات الصناعية بما في ذلك الأسبارتام معرضون لخطر الإصابة بالسرطان أعلى قليلاً، بينما تشير دراسة أجراها معهد راماتسيني في إيطاليا في أوائل العقد الأول من القرن الحالي إلى أن بعض أنواع السرطان في الفئران مرتبطة بالأسبارتام.

أضرار المُحلي الصناعي الأسبارتام لا تقتصر فقط على الإصابة بالسرطان بل يزيد استهلاك الأسبارتام من أخطار صحية أخرى أبرزها ما يلي:

  • تناول الأسبارتام في أثناء الحمل قد يزيد من خطر الولادة المبكرة، وأمراض الحساسية لدى الجنين، والإصابة بالتشوهات الخلقية.
  • يؤدي الأسبارتام إلى الاضطرابات العصبية والسلوكية بما في ذلك الصداع، والتشنجات، والاكتئاب.
  • قد لا يساعد على خفض الوزن كما هو متوقع بل يغير من عادات الأكل، ويجعلك أكثر شراهة لتناول المزيد.[3]

صدمة في صناعة الأغذية والمشروبات الغازية

من المتوقع أن يثير إعلان الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) بشأن علاقة الأسبارتام المحتملة بالإصابة بالسرطان جدلاً كبيراً لدى مصنعي المنتجات الغذائية والمشروبات الغازية خاصة أن مادة الأسبارتام تتدخل في صناعة المشروبات الغازية الخالية من السكر الأكثر انتشاراً حول العالم، وغيرها من المواد الغذائية التي يتم تصنيفها على أنها صحية أو خالية من السكر.

تعد قرارات الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية مؤثرة للغاية، وقد أدت في السابق إلى دعاوى قضائية، واضطراب بين صناع المواد الغذائية وغيرها وبين المنظمة.

رداً على اعتزام تصنيف المُحلي الصناعي الأسبارتام الأكثر شهرة واستخداماً في العالم كمادة مسرطنة قالت كيت لواتمان المديرة التنفيذية للمجلس الدولي لجمعيات المشروبات في بيان صحفي "يجب أن تشعر سلطات الصحة العامة بقلق بالغ من أن هذا الرأي المسرب يتعارض مع عقود من الأدلة العلمية عالية الجودة، ويمكن أن يضلل المستهلكون بلا داع لدفعهم إلى استهلاك المزيد من السكر بدلاً من اختيار خيارات آمنة خالية من السكر ومنخفضة السكر، كل ذلك على أساس دراسات منخفضة الجودة ".[3][4]

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!