;

التأثيرات الصحية للسيجارة الإلكترونية والفيب

  • تاريخ النشر: الخميس، 02 مارس 2023 آخر تحديث: السبت، 02 مارس 2024
التأثيرات الصحية للسيجارة الإلكترونية والفيب

ازداد رواج استخدام السيجارة الإلكترونية في الآونة الأخيرة، فلا بد أنك تجدها في الأسواق بأشكال ونكهات متنوعة، فما هي التأثيرات الصحية للسيجارة الإلكترونية والفيب؟ تعرّف على ذلك وأكثر من خلال هذا المقال.

السيجارة الإلكترونية 

تتواجد السيجارة الإلكترونية (بالإنجليزية: Electronic cigarettes) في أشكال وألوان مختلفة، ويطلق عليها أيضاً الفيب (بالإنجليزية: Vape) أو الأرجيلة الإلكترونية، وحسب جمعية الرئة الأمريكية يمكن تعريفها على أنها أجهزة التدخين التي تعمل بالبطاريات القابلة للشحن، حيث تقوم البطارية بتسخين السائل الإلكتروني (E-juice) الذي غالباً ما يحتوي على النيكوتين والبروبيلين غليكول والمنكهات والمواد الكيميائية الأخرى، ويقوم المُدخن بتنشيط السيجارة الإلكترونية عند استخدامها كتنشيط السجائر العادية، إذ تنتج رذاذاً يتم استنشاقه في عمق الرئتين، مما يجعلها تحاكي تجربة تدخين السجائر العادية.[1]

ارتفعت شعبية السجائر الإلكترونية بين المراهقين والشباب منذ أن وصلت إلى الأسواق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، خصوصاً في ظل اعتبارها أحد الحلول المطروحة للإقلاع عن التدخين، أو أنها الطريقة الأكثر أماناً للتدخين، نظراً لأن إدارة الغذاء والدواء (FDA) لم تُطلق أي معايير بشأن تلك المنتجات؛ لذا فإن تركيبة السجائر الإلكترونية وتأثيراتها تختلف من نوع لآخر، الأمر الذي نسلط عليه الضوء في هذا المقال.[1][2]

الآثار الصحية للفيب والسيجارة الإلكترونية

يمكن أن تبدو الآثار الصحية لتدخين السجائر الإلكترونية بطرق مختلفة، فإن التدخين بالسجائر الإلكترونية يمكن أن يؤثر على كافة أجهزة الجسم:

تأثير السيجارة الإلكترونية على صحة القلب

أشارت أحد الدراسات التي تم إجراؤها عام 2019 في سياق معرفة تأثير السيجارة الإلكترونية على صحة القلب، أن الرذاذ الذي يتم استنشاقه من السيجارة الإلكترونية يحتوي على النيكوتين والألدهيدات ومجموعة من الجسيمات والعوامل مؤكسدة، والتي تؤثر سلباً على صحة الجهاز القلبي الوعائي،[3]وتشمل تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة القلب:

  • زيادة معدل ضربات القلب، حيث إن أخذ نفخة واحدة من سيجارة النيكوتين الإلكترونية يعد كافياً لرفع معدل دقات القلب.[4]
  • ارتفاع ضغط الدم، إذ أشارت الدراسة أن أخذ نفخة من السيجارة الإلكترونية يزيد من ضغط الدم أيضاً، الأمر الذي يؤثر على صحة القلب على المدى الطويل.[4]
  • زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية، أشارت الدراسة التي قُدمت في الجلسة العلمية السنوية الثامنة والستين للكلية الأمريكية لطبّ القلب إلى ازدياد احتمالية إصابة مدخني السجائر الإلكترونية بالنوبات القلبية بنسبة 56% مقارنةً مع غير المدخنين، وتزداد أيضاً احتمالية الإصابة في السكتات الدماغية بنسبة 30%، كما كانت معدّلات الإصابة بمرض الشريان التاجي والجلطات الدموية أعلى بكثير.[5]

تأثير السيجارة الإلكترونية على صحة الجهاز التنفسي

تشير بعض الدراسات إلى أن التدخين الإلكتروني قد يكون له آثار سلبية على الرئتين، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، يمكن أن تكون الآثار كما يلي:[6]

  • زيادة الإجهاد التأكسدي (بالإنجليزية: Oxidative Stress)، مما يعني أن السجائر الإلكترونية تؤدي إلى حدوث خلل في توازن العوامل المؤكسدة والعوامل المضادة للتأكسد، الأمر الذي يؤثر على آليات إزالة السموم والإصلاح في الجسم.
  • تعطل وظائف الرئة الطبيعية، ويشمل ذلك التدخين مع نيكوتين أو دون نيكوتين.
  • تحفيز التهاب الجهاز التنفسي من خلال الاستجابة الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory responseويرتبط ذلك أيضاً بالإجهاد التأكسدي، فالجذور الحرة تنشأ بسبب عملية تسخين السائل الإلكتروني الذي يُحفيز بدوره العمليات الالتهابية في الجهاز التنفسي خصوصاً في خلايا الرئة.

تأثير السيجارة الإلكترونية على صحة الفم

يبدو أن التدخين الإلكتروني يؤثر سلباً على صحة الفم، وذلك كالآتي: 

  • يجعل الأسنان أكثر عرضة لنمو البكتيريا، لأن مكونات السوائل الإلكترونية التي يتم استخدامها في الفيب مصنوعة من البروبيلين جليكول والجلسرين والنكهات المُحليّة التي تلتصق بالأسنان وتشكّل مصدراً إضافياً للغذاء الذي تفضله بكتيريا الفم، مما يزيد من خطر حدوث تسوس الأسنان.[7]
  • يرتبط التدخين الإلكتروني بالتهاب اللثة، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض اللثة المختلفة.[7]
  • تهيج في اللثة والفم والحلق، وذلك ينتج عن مادتيّ البروبيلين غليكول والجلسرين كم يمكن أن تؤدي إلى السعال الجاف أيضاً.[8]

تأثير السيجارة الإلكترونية على صحتك العقلية

  • يرتبط تدخين السجائر الإلكترونية بأعراض اضطرابات الصحة العقلية، حيث لوحظ في أحد الدراسات زيادة أعراض اضطراب الاكتئاب بعد الاستخدام المتواصل للسجائر الإلكترونية على مدى 12 شهراً خصوصاً لدى فئة الشباب.[9]
  • الإدمان على النيكوتين، ويمكن ملاحظة الأعراض عند التوقف عن التدخين، إذ يؤدي التوقف المفاجئ إلى أعراض مؤقتة لانسحاب النيكوتين.[10]
  • اضطراب التوتر والقلق، قد يلجأ الشباب إلى التدخين الإلكتروني لمحاولة التعامل مع التوتر أو اضطراب القلق، مما يدخلهم في حلقة الإدمان على النيكوتين، الذي يعد مصدراً للتوتر.[10]

تأثيرات أخرى للسيجارة الإلكترونية على الجسم

  • يؤثر الإجهاد التأكسدي على استجابة الجسم بشكل عام، ويتضمن ذلك ازدياد معدل الجذور الحرة التي تؤثر على الحمض النووي للخلية، الأمر الذي يلعب دوراً في تلف الخلايا، مما يرفع نسبة تحوّلها إلى خلايا سرطانية، ويأتي ذلك في سياق ربط التغيّرات الخلوية بتطور السرطان على المدى الطويل، إذ لا يمكن الجزم أن التدخين الإلكتروني يسبب حدوث السرطان.[4]
  • يؤثر على نمو الدماغ لدى المراهقين، تحتوي معظم السجائر الإلكترونية على النيكوتين، الذي يسبب الإدمان بشكل كبير ويمكن أن يضر بنمو دماغ المراهقين، وقد يمتد الضرر إلى أجزاء الدماغ التي تتحكم في الانتباه، والتعلم، والمزاج، والتحكم في الانفعالات.[10]
  • يؤثر التدخين الإلكتروني على طريقة تشكّل نقاط الاشتباك العصبي بين خلايا الدماغ، ففي كل مرة تتعلم مهارة جديدة يتم بناء روابط أقوى من الاشتباك العصبي، لكن تدخين النيكوتين يعمل على تغيير طريقة هذا التشابك.[10]
  • إصابات بسبب إنفجار بطارية السيجارة، تسببت بطاريات السجائر الإلكترونية المُختلة في حدوث بعض الحرائق والانفجارات، والتي نتج عن بعضها إصابات خطيرة.[10]
  • التسمم بسبب السائل الإلكتروني، حيث تعرض الأطفال والبالغين للتسمم عن طريق البلع أو التنفس أو امتصاص سائل السجائر الإلكترونية من خلال الجلد أو العين.[10]

الفرق بين السجائر العادية والسجائر الإلكترونية

تُعّرض السجائر الإلكترونية المستخدمين لمواد كيميائية ضارة أقل من السجائر العادية، لكن هذا لا يعني أن السجائر الإلكترونية آمنة تماماً، ولا يمكن اعتبارها بديلاً آمناً للسجائر العادية، إذ تحتوي السجائر الإلكترونية على مواد كيميائية سامة أقل من تلك التي في السجائر العادية، لكنها لا تزال سامة.[11]  

مكونات السيجارة الإلكترونية

تحتوي السجائر الإلكترونية على المكونات التالية:[1]

  • النيكوتين: وهي مادة المسؤولة عن الشعور الجيد بعد التدخين وتؤدي إلى الإدمان.
  • البروبيلين جليكول: وهي من المواد المُضافة يشيع استخدامها في الطعام، كما تستخدم في صناعة بعض المواد؛ مثل: مضاد التجمد، ومذيب الطلاء، وغيرها.
  • المواد المسببة للسرطان: تشمل المواد الكيميائية المعروفة بأنها تسبب السرطان، بما في ذلك الأسيتالديهيد والفورمالديهايد.
  • الأكرولين: هي مادة تستخدم لقتل الأعشاب الضارة، ويمكن أن تسبب تلفًا دائماً في الرئة.
  • ثنائي الأسيتيل: مادة كيميائية مرتبطة بمرض رئوي يسمى التهاب القصيبات المسد (بالإنجليزية: Bronchiolitis obliterans) ويُعرف أيضاً باسم رئة الفشار.
  • ديثيلين جلايكول: مادة كيميائية سامة ترتبط بأمراض الرئة.
  • المعادن الثقيلة: مثل النيكل والرصاص والكادميوم الذي يسبب مشاكل في التنفس.

طرق فعالة للإقلاع عن التدخين

بعد أن تعرّفت على التأثيرات الصحية للسيجارة الإلكترونية، لابد أنك توصلت إلى أن السيجارة الإلكترونية والفيب ليست ببدائل آمنة عن التدخين، بل ندعوك -إذا كنت من مدمني التدخين- أن تحددّ هدفك فيما لو كان إقلاعاً تاماً عن التدخين، أم أنّه مجرد تغيير شكل الإدمان من إدمان سيجارة تقليدية إلى إدمان سيجارة الكترونية، ولأن أضرار التدخين على الصحة الجسدية والنفسية كثيرة جداً، اخترنا لك أهم الطرق الفعالة التي يمكن أن تساعدك على ترك التدخين مهما كان نوعه:[12]

  • استخدم بدائل النيكوتين، إذ تتوافر في الصيدليات ضمن الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية بمختلف الأشكال الصيدلانية، أو يمكنك استشارة الطبيب لوصف دواء مناسب لحالتك الصحية ويفي بالغرض.
  • تجنب الأنشطة التي تذكرك بالتدخين، فإذا كنت معتاداً على التدخين مع أصدقائك حاول أن تستبدله بنشاط آخر.
  • تأخير التدخين، إذا كانت رغبتك ملحة جداً بالتدخين فحاول تأخيره لمدة 10 دقائق، ثم حاول أن تفعل شيئاً يُلهيك عن التدخين.
  • قم بممارسة التمارين الرياضية، فبالإضافة لفوائدها الصحية فهي تصرف انتباهك عن التدخين.
  • جرب تمارين الاسترخاء، لا بد أنك تلجأ للتدخين رغبةً في التخلص من القلق والتوتر، لكن يمكنك تجربة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق والتأمل لتجاوز هذا الشعور دون اللجوء للتدخين والتعرّض لمخاطره.
  • ضع فوائد الإقلاع عن التدخين أمامك، إن تذكّر الفوائد المرجوّة من ترك التدخين قد يثنيك عن ممارسته والإدمان عليه.

ختاماً، إن الأثار الصحية للسيجارة الإلكترونية تعد إنذار حقيقي يجب الانتباه له؛ لذا فإن إقلاعك عن التدخين بجميع أشكاله المتداولة يحافظ على صحتك، ويقلل من خطر إصابتك بأمراض عديدة، فلا بدّ لك من البحث عن حلّ آمن وصحي وموافَق عليه من قِبل مؤسسة الغذاء والدواء لتجنّب الوقوع في أية مشكلة صحية.

  1. أ ب ت ث ج ح خ د ذ "[1]Lung.org. Whats in an E-Cigarette?. Retrieved on the 17th of November, 2022." ،
  2. "[2]Healthline. Electronic Cigarettes: What You Need to Know Retrieved on the 30th January, 2019." ،
  3. "[3]Link.springer.com.E-cigarettes and Atherosclerotic Cardiovascular Disease: What Clinicians and Researchers Need to Know. Retrieved on the16 March, 2019" ،
  4. أ ب ت "[4]Nap.nationalacademies.org. Public Health Consequences Of E-cigarettes conclusions By Level Of Evidence. Retrieved on the 30th. January, 2018." ،
  5. "[5]Researchgate.net. Impact On Cardiovascular Outcomes Among E-cigarette Users: A Review From National Health Interview Surveys. Retrieved on the 11th of March, 2019." ،
  6. "[6]Journals.plos.org. Vapors Produced by Electronic Cigarettes and E-Juices with Flavorings Induce Toxicity, Oxidative Stress, and Inflammatory Response in Lung Epithelial Cells and in Mouse Lung. Retrieved on the 6th of February, 2015." ،
  7. أ ب "[7]Journals.plos.org. Cariogenic potential of sweet flavors in electronic-cigarette liquids. Retrieved on the 7th of September, 2018." ،
  8. "[8]Tobaccocontrol.bmj.com. Electronic cigarettes: human health effects. Retrieved on the 14th of April, 2014." ،
  9. "9]Pubmed.ncbi.nlm.nih.gov. Bi-directional associations of electronic and combustible cigarette use onset patterns with depressive symptoms in adolescents. Retrieved on the 23th of December, 2016." ،
  10. "[10]Cdc.gov. Quick Facts on the Risks of E-cigarettes for Kids, Teens, and Young Adults. Retrieved on the 10th of November, 2022." ،
  11. "[11]Cdc.gov. About Electronic Cigarettes (E-Cigarettes). Retrieved on the10th of November, 2022." ،
  12. "[12]Mayoclinic.org. Quit smoking. Retrieved on the 28th of May, 2022." ،
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!