;

أطفال متلازمة داون وكيفية التعامل معهم

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 09 مارس 2022 آخر تحديث: الخميس، 21 مارس 2024
أطفال متلازمة داون وكيفية التعامل معهم

قد يكون أطفال متلازمة داون حديثي الولادة كباقي الأطفال الآخرين، يبكون، ينامون، يتناولون الحليب، ويحتاجون الرعاية والاهتمام -ربما- أكثر قليلاً، وفي مقالنا هذا سنقترب أكثر من أطفال متلازمة داون وكيفية التعامل معهم بشكل صحيح، بالإضافة إلى توضيح سماتهم والسبيل إلى دعمهم.

ما هي متلازمة داون

تعد متلازمة داون (بالإنجليزية: Down"s Syndrome) حالة وراثية، تنشأ عند الانقسام غير الطبيعي للخلايا الجسدية نتيجة كروموسوم إضافي في الزوج الـ 21 من الكروموسومات؛ لذا يُطلق عليها متلازمة التثلث الصبغي الـ 21، فيصبح لديه 47 كروموسوماً بدلاً من 46.

يحدث هذا الخطأ عن طريق الصدفة، فليس له سبب واضح سوى بعض العوامل التي قد تُسهم في ولادة طفل لديه متلازمة داون، مثل عمر الأم والأب، ووجود تاريخ عائلي للمتلازمة.

ونتيجة هذا الاضطراب الوراثي يعاني هؤلاء الأطفال خللاً في تركيب أجسامهم ونموهم العقلي، فتظهر عليهم عدة سمات تميزهم عن غيرهم، لكن لا يمكن منعها بل السيطرة على مضاعفات تلك الحالة.[1]

خصائص متلازمة داون

تبدو كل حالة من مصابي متلازمة داون مميزة عن غيرها، فقد لا تظهر جميع أعراض متلازمة داون دائماً على شخصٍ واحد وإنما تتفاوت العلامات التي تظهر على كل طفل.

فهناك من لديه متلازمة داون الخفيفة فيستطيع أن يقضي حياته شبه طبيعياً، بدايةً من قدرته على التعايش مع أفراد المجتمع إلى نجاحه في العلاقات العاطفية والاجتماعية في العمل وغيره. لكن البعض الآخر قد يتعرضون لمشكلات صحية واجتماعية وتعليمية، ومن تلك الأعراض:

الأعراض الجسدية

تتفاوت السمات الجسدية التي تظهر على أطفال متلازمة داون، لكن هذه أشهر الأعراض:[4]

  • عيون مائلة مع ظهور بقع في قزحية العين.
  • تسطح الوجه -ولا سيما- الأنف.
  • صغر حجم الرأس والأذنين والأنف.
  • ضعف العضلات.
  • قصر القامة.
  • أيدي مفلطحة وأصابع قصيرة.

اضطرابات معرفية وإدراكية

يعاني أطفال متلازمة داون الخفيفة والمتوسطة صعوبات فكرية وسلوكية، وتأخراً تعليمياً، مثل:[4]

المشكلات الصحية لمتلازمة داون

بعض أطفال داون لا يعانون مشكلات صحية خطيرة، لكن البعض الآخر قد يحتاج إلى عناية طبية حرجة، إذ إن:[1]

  • أكثر من نصف حالات داون مصابين بعيوب خلقية في القلب؛ لذا من الضروري أن يفحص اختصاصي القلب أطفال متلازمة داون حديثي الولادة وإجراء تخطيط صدى القلب لهم.
  • ما يقارب من نصف البالغين لديهم مشكلات سمعية؛ وذلك بسبب تراكم السوائل في الأذن الداخلية والتي تؤدي إلى فقدان السمع.
  • حوالي نصف مصابي داون يعانون مشكلات بصرية، مثل الحول، وقصر النظر، وطول النظر، وإعتام عدسة العين، مما لا شك فيه أن ضعف السمع والبصر يؤثران سلباً على عمليتي التعلم والتحدث؛ لذا من الضروري مراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة بانتظام.
  • عدم استقرار الجزء العلوي من العمود الفقري (الرقبة) لمصابي داون، ويجب استشارة الطبيب سنوياً أو فور ظهور أعراض تؤرقه؛ مثل: آلام الرقبة وعدم السيطرة على عضلات المثانة. لا يفوتنا أن ننوه على ضرورة إجراء أشعة إكس (X-Ray) على الرقبة قبل الشروع في ممارسة رياضات معينة أو الخضوع للتخدير.
  • مشكلات صحية أخرى:[1]
    • قصور الغدة الدرقية.
    • اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل آلام البطن، والارتجاع، والإمساك.
    • التشنجات.
    • مشكلات التنفس، مثل توقف النفس في أثناء النوم، والربو.
    • السمنة.
    • تكرار عدوى الأذن، والالتهابات الرئوية.
    • سرطان الدم (اللوكيميا) في الطفولة.  

كيفية التعامل مع أطفال متلازمة داون

إن هؤلاء الأطفال يحتاجون نهجاً خاصاً في المعاملة؛ لذا فمن الضروري معرفة كيفية التعامل معهم، فإليك بعض النصائح والإرشادات: [3]

حب التقليد مفتاح أطفال متلازمة داون

يميل الأطفال -عامةً- وأطفال داون -خاصةً- إلى التقليد شبه الأعمى؛ لذا إن أردت تعليمهم شيئاً، فافعل قبل أن تأمر:[3]

  • امدحهم عند تعلم الأشياء الجديدة.
  • تكلم بوضوح وهدوء؛ ليسهل عليهم استيعاب ما تقول.
  • شاركهم اللعب، والغناء، وقراءة الكتب؛ لزيادة حصيلتهم اللغوية.
  • وضح كيفية القيام بالأنشطة عملياً فضلاً عن إعطاء تعليمات نظرية.
  • التزم بالروتين وابتعد عن التغيرات المفاجئة.
  • ساعدهم على الاهتمام بالأنشطة وتناول الوجبات الصحية. 

الدعم النفسي

يُعد الدعم النفسي هو المعبر الرئيس للاهتمام بأطفال متلازمة داون؛ لذا:[3]

  • انتبه لتغيرات حالتهم المزاجية؛ فربما لا يستطيعون وصف ما يشعرون به.
  • ساوي بينهم وبين الأطفال الآخرين في المعاملة، ولا تقلل من شأنهم.
  • وجه بعض الحديث إليهم ولا تتجاهل وجودهم.
  • لا تزجرهم عن فعل خطأ ما، لكن برفق قل: "حاول مرةً أخرى".
  • اعطهم التعليمات مقسمة إلى توجيهات صغيرة، واحدة تلو الأخرى.
  • زد ثقتهم بأنفسهم، بأن توليهم بعض المهام البسيطة، لكن تحت إشرافك ومتابعتك.
  • اعطهم الحرية في اختيار الملابس، أو مكان التنزه، أو وجبات الطعام.
  • احمهم من التنمر.
  • ساعدهم على حل المشكلات التي قد تواجههم مع الآخرين ببعض من نصائحك، لكن اترك لهم الساحة لاتخاذ القرار النهائي ما لم يسبب له أذىً أو ضرراً وذلك لتزويد خبراته.

الدعم الطبي

يجب عليك جدولة زيارات دورية للطبيب المختص بحالة أطفال متلازمة داون؛ وذلك لمتابعة الحالة وتطورها وتجنب بعض المضاعفات التي قد تعرض حياتهم للخطر، فمن الضروري زيارة:[3]

  • طبيب التخاطب لتدريب الطفل على الكلام مع مساعدتك في ذلك.
  • اختصاصي العلاج الطبيعي لمتابعة التطور الحركي -لا سيما- إن كان يعاني ضعف العضلات.
  • طبيب العيون لمتابعة حاسة الرؤية وفحص النظر.
  • اختصاصي الأنف والأذن لتقييم حاسة السمع.
  • المعالج المهني لمتابعة تطور الطفل.

الدعم الاجتماعي

قد يفضل بعض أطفال متلازمة داون الانطوائية وعدم الاختلاط بأفراد المجتمع، فحاول أن تكسر حواجز الهيبة والخوف من الآخرين، ووطد علاقته بمن حوله -وبما لا يدعُ مجالاً للشك- فمن الواجب عليك حمايته من التنمر والدفاع عنه.

ساعده على تكوين صداقات جديدة من خلال التقائه بأصدقاء المدرسة أو الاشتراك له في رياضة يحبها، ومن المفضل أن يُصادق بعضاً من مصابي داون وأيضاً بعض الأطفال العاديين.[2]

الدعم التعليمي

يُعد اختيار المجتمع التعليمي لطفل داون أمراً ضرورياً، فقد يحتاج الطفل إلى:[3]

  • دعم واهتمام إضافيين من المعلم أكثر من الأطفال العاديين.
  • المشاركة الفعالة في أثناء تلقي الدروس.
  • تعلم أفضل الطرق الفعالة لإيصال المعلومة لهذه الفئة.
  • تعلم كيفية تناول الطعام وقضاء احتياجاتهم الخاصة. 

تقديم الدعم اللازم للوالدين

تمر جميع العائلات بفترات سعادة ورفاهية تارةً ومشكلات وتحديات تارةً أخرى، لكن قد يختلف الأمر قليلاً لعائلة لديها أطفال متلازمة داون، فقد يشعرون بالضياع والإحباط من تلك المسؤولية الصعبة التي فُرضت على عاتقهم.

لكن الأمر ليس بتلك الصعوبة، فإن أطفال داون مثلهم كمثل باقي الأطفال يحتاجون إلى رعاية بالغة واهتمام عن كثب؛ لذا فمن الأجدر أن تستعين بأهلك أو رفاقك في ذلك:[2]

  • الاهتمام بالحالة الصحية: إن تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة يسهمان كثيراً في تحسين الحالة النفسية للوالدين وتقليل الاضطراب والتوتر.
  • أخذ هدنة من المسؤولية: كلٌ منا يحتاج لراحة وهدنة من المسؤولية بعض الوقت، فاطلب المساعدة من شخص تستأمنه على بقاء طفلك معه فترة قصيرة تعيد فيها شحن طاقتك.
  • الالتقاء بالأصدقاء: قد يساعدك أصدقاؤك على خلع عباءة الواجبات بعض الوقت والتخلص من ضغوطات الحياة.
  • أعدّ قائمة بعناصر المساعدة: جهز قائمة تحتوي بعض وسائل المساعدة التي قد تحتاجها من أقرانك المقربين، مثل تجهيز الطعام السريع، شراء الاحتياجات الضرورية، القيام ببعض أعمال المنزل.
  • عدم التردد في طلب العون: قد يكون هناك من يريد مساعدتك ولا يعرف السبيل إلى ذلك؛ لذا فاطلب المساعدة فور احتياجك لها من المقربين لديك.

ختاماً، تطرقنا في مقالنا إلى اكتشاف أطفال متلازمة داون وكيفية التعامل معهم عن قرب، فلا تبخل بدعمك لهم ولوالديهم، إذ إن متلازمة داون ليست مرضاً إنما حالة وراثية يتسم مصابوها بالتميز والاختلاف.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!