من هي الشخصيّة المُتحاشِية؟ أسباب اضطرابها وعلاجها
- بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الإثنين، 10 أغسطس 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
أسباب اضطراب الشخصية المتحاشية
أعراض اضطراب الشخصية المتحاشية
كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية المُتحاشِية
يعاني العديد من الأشخاص في العالم من الخجل الشديد ويشعرون بعدم الكفاءة ولديهم حساسية مفرطة تجاه الرفض، وهذا ما يعرف باضطراب الشخصية المتحاشية الذي يمكن أن يسبب أعراضاً نفسية تخلق مشاكل خطيرة في العلاقات مع الآخرين والعمل، وقد تواجه المصابين بهذا الاضطراب مشكلة في تصديق أن الآخرين يحبونهم، في هذا المقال سنتعرف على الشّخصيّة المُتحاشِية واضطراب الشخصية المتحاشية وعلاجه.
الشّخصيّة المُتحاشِية
الشخصية المُتحاشِية هي شخصية تعاني من القلق والخوف ولديها مشاعر عصبية، وخوف شديد من الرفض والحكم السلبي من قبل الآخرين، هذه المشاعر تجعل الشّخصيّة المُتحاشِية غير مرتاحة للغاية في المواقف الاجتماعية، مما يؤدي بأصحابها إلى تجنب الأنشطة الجماعية والتواصل مع الآخرين.
ويصل الأمر بالشّخصيّة المُتحاشِية إلى المعاناة من اضطراب الشخصية المتحاشية، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 2.5% من السكان في العالم يعانون من هذا الاضطراب، سواء من الرجال والنساء!
شاهدي أيضاً: علم نفس الشخصية
اضطراب الشخصية المتحاشية
اضطراب الشخصية المتحاشية (AVPD) (Avoidant Personality Disorder) هو نمط دائم من السلوك المتعلق بالتثبيط الاجتماعي ومشاعر عدم الكفاءة، والحساسية تجاه الرفض الذي يسبب مشاكلاً في المواقف مع الآخرين وعلاقات العمل، ويتسم هذا الاضطراب بالخجل الشديد والحساسية تجاه النقد من الآخرين.
يبدأ اضطراب الشخصية المتحاشية (Avoidant Personality Disorder) بشكل عام؛ في الطفولة ويستمر حتى مرحلة البلوغ، كما هو الحال مع معظم اضطرابات الشخصية، ولا يتم عادةً تشخيص اضطراب الشخصية المتحاشية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، لأن الخجل أو الخوف من الغرباء أو الارتباك الاجتماعي أو الحساسية للنقد غالباً ما تكون جزءاً طبيعياً من نمو الطفل والمراهق، وهناك بعض الحالات التي تترافق غالباً مع اضطراب الشخصية المتحاشية كما يلي (1/2):
- الرهاب الاجتماعي: يعاني الشخص من القلق الشديد في المواقف الاجتماعية.
- اضطراب الشخصية الاعتمادية: الذي يعتمد فيه الأشخاص بشكل مفرط على الآخرين للحصول على المشورة أو لاتخاذ قراراتهم.
- اضطراب الشخصية الحدية: حيث يواجه الأشخاص صعوبات في العديد من المجالات، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والسلوك والمزاج والصورة الذاتية.
أسباب اضطراب الشخصية المتحاشية
يُعتقد أن أسباب اضطراب الشخصية المتحاشية تشمل عوامل وراثية وبيئية واجتماعية ونفسية، فقد يؤدي كل من؛ الاعتداء العاطفي أو النقد والتنمر أو السخرية أو عدم وجود عاطفة أو رعاية من قبل أحد الوالدين أو مقدم الرعاية في مرحلة الطفولة.. إلى هذا الاضطراب أو إلى تطوره، وغالباً ما يكون الأفراد المصابون بهذا الاضطراب خجولين جداً في مرحلة الطفولة ولا يتغلبون على هذا الخجل مع تقدمهم في العمر.
أعراض اضطراب الشخصية المتحاشية
بالنسبة للأشخاص الذين يصابون باضطراب الشخصية المتحاشية، يعانون العديد من الأعراض الشائعة التي تدل على أنهم شخصيات متحاشية منها (2):
- تجنب العمل أو الأنشطة الاجتماعية أو المدرسية خوفاً من النقد أو الرفض.
- قد يشعر الشخص كما لو أنه غير مرحب به في المواقف الاجتماعية حتى عندما لا يكون الأمر كذلك.
- إن الشخص المصاب باضطراب الشخصية المتحاشية، يخشى من التحدث بصراحة خوفاً من قول شيء خطأ أو التلعثم أو الإحراج.
- إن تعليقات الآخرين حول المصاب باضطراب الشخصية المتحاشية تؤدي إلى خجله أو توتره، مما قد يدفعه إلى تجنب المواقف الاجتماعية.
- انخفاض احترام الذات.
- العزل الذاتي.
- يميل المصاب باضطراب الشخصية المتحاشية إلى المبالغة في المشاكل المحتملة التي قد يتعرض لها.
- ينظر المصاب باضطراب الشخصية المتحاشية إلى نفسه على أنه غير كفؤ اجتماعياً، أو أنه أدنى من الآخرين.
- يتردد المصاب باضطراب الشخصية المتحاشية بشكل غير عادي في المخاطرة الشخصية، أو الانخراط في أي أنشطة جديدة لأنها قد تكون محرجة.
كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية المُتحاشِية؟
في حال وجود أعراض اضطراب الشخصية المُتحاشِية سيبدأ الطبيب في تقييم وضعك عن طريق مراجعة تاريخك الطبي بشكل كامل والقيام بفحصك بدنياً، وعلى الرغم من عدم وجود اختبارات معملية لتشخيص اضطرابات الشخصية على وجه التحديد، فقد يستخدم الطبيب اختبارات تشخيصية مختلفة لاستبعاد المرض الجسدي كسبب للأعراض.
وإذا لم يجد الطبيب سبباً جسدياً للأعراض، فقد يحيلك إلى طبيب نفسي أو متخصصي الرعاية الصحية المدربين لتشخيص الأمراض العقلية والنفسية وعلاجها، حيث يستخدم الأطباء والمعالجون النفسيون أدوات مقابلة وتقييم مصممة خصيصاً لتقييم وضع الشخص المصاب باضطراب ما في الشخصية.
ما هي مضاعفات اضطراب الشخصية المتحاشية؟
بدون العلاج قد يصبح الشخص المصاب باضطراب الشخصية المتحاشية؛ معزولاً عن المجتمع بشكلٍ كامل، مما يسبب صعوبات طويلة الأمد في العمل والأداء الاجتماعي، كما أن المصاب في مراحل متقدمة من اضطراب الشخصية المتحاشية؛ يتعرض لخطر أكبر للاكتئاب والاتجاه نحو تعاطي المخدرات أو أحد أشكال الإدمان المدمرة للشخصية (3).
علاج اضطراب الشخصية المتحاشية
إن علاج اضطرابات الشخصية أمر صعب أو يتطلب وقتاً طويلاً وصبراً، لأن الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات لديهم أنماط عميقة من التفكير والسلوك موجودة منذ سنوات عديدة.
مع ذلك يميل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المتحاشية إلى أن يكونوا مرشحين جيدين للعلاج، لأن اضطرابهم يسبب لهم ضائقة كبيرة ويريد معظمهم تطوير العلاقات مع الآخرين والتخلص من هذا الاضطراب، حيث يمكن أن تكون هذه الرغبة عاملاً محفزاً للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المتحاشية؛ لمتابعة خططهم العلاجية.
وكما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى، فإن العلاج النفسي هو العلاج الرئيسي لاضطراب الشخصية المتحاشية، فهذا العلاج هو نوع من الاستشارة الفردية التي تركز على تغيير تفكير الشخص وسلوكه، ومن المرجح أن يركز العلاج للتغلب على المخاوف وتغيير عمليات التفكير والسلوكيات ومساعدة الشخص على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الاجتماعية.
كما يمكن علاج اضطراب الشخصية المتحاشية من خلال استخدام الأدوية؛ مثل الأدوية المضادة للاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق؛ للمساعدة في إدارة القلق الذي يشعر به المريض للحصول على أفضل النتائج، حيث يجب إجراء العلاج الدوائي جنباً إلى جنب مع العلاج النفسي، ويكون علاج الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أكثر فاعلية عندما يكون أفراد أسرتهم داعمين لهم (2).
في النهاية.. إن اضطراب الشخصية المتحاشية ليس أمراً سهلاً وفي حال عدم علاجه يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى حد تناول المخدرات والإدمان، ولكن مع الاتجاه نحو علاج هذا الاضطراب يمكن التغلب عليه وعيش الحياة بشكل طبيعي.