;

علاج الجنف

  • تاريخ النشر: الجمعة، 25 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022
علاج الجنف

ينبغي على المرء المسارعة إلى علاج الجنف لضمان الحد من تفاقم هذه الحالة وزيادة أعراضها، حتى أنها تؤثر على المظهر الخارجي للجسم بشكل واضح بالإضافة إلى تأثيرها على بعض الأعضاء الحيوية الأخرى، وكذلك تجب معرفة إرشادات الوقاية للحد من خطورة الإصابة والمُحافظة على سلامة العمود الفقري للإنسان.

ما هي حالة الجنف

يُعرف الجَنف (بالإنجليزية: Scoliosis) بأنه انحناء جانبي للعمود الفقري، وعادة ما يتم تشخيص هذه الحالة في سن المراهقة، ويُمكن أن تؤدي إلى بعض الأنواع من الإعاقات إلا أنها تكون حالة خفيفة في مُعظم الأحيان، وينبغي على الأبوين مراقبة أطفالهم بشكل مستمر وإجراء الاختبارات والفحوصات المنتظمة لمراقبة الجَنف والتحقق من عدم زيادة الانحناء مع مرور الزمن واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة للتعامل مع الحالة. [1]

طريقة علاج الجنف

فيما يأتي بعضاً من الطرق التي يعتمد عليها الأطباء في علاج حالة الجنف: [2]

  • الأدوية والحُقن: تهدف الأدوية بشكل أساسي إلى التخفيف من الآلام التي يتعرض إليها المُصاب، ويلجأ الطبيب أحياناً إلى حُقن التخدير حول الجافية (بالإنجليزية: Recommend Epidural) إذا فشلت الأدوية الأخرى وفشل العلاج الطبيعي في القضاء على الآلام.
  • العلاج الطبيعي: يستفيد المصاب من العلاج الطبيعي للمحافظة على قوة الجسم وتخفيف الآلام، ويمكن توجيه المرء كذلك إلى ممارسة بعض أنواع الرياضة مثل السباحة وتمارين الإطالة أيضاً حسب تقييم الطبيب.
  • العمليات الجراحية: تكون الجراحة ضرورية في بعض الأحيان للتعامل مع هذه الحالة التي تؤثر على العمود الفقري وعادة ما تكون الجراحة آخر خيارات العلاج على الإطلاق بسبب التخوف من إصابة المرء بالمضاعفات الخطيرة من العملية.
  • استخدام الدعامات: يحتاج بعض المصابين بالجَنف إلى استخدام الدعامات الطبية للحد من تفاقم الحالة أثناء فترة النمو، وتصل فعالية بعض أنواع الدعامات إلى 80% في الحد من تقدم حالة المصاب وزيادتها سوءاً. [3]

العوامل التي يعتمد عليها تحديد علاج الجنف

يعتمد الطبيب على عدة عوامل لتحديد العلاج المناسب الذي يمكنه الحد من تقدم الحالة عند المصاب بعد انتهاء اختبارات التشخيص، ومنها العوامل الآتية: [4]

  • الجنس: يُعد الجنس عاملًا مهمًا لتحديد طبيعة العلاج المناسب؛ فإن نسبة إصابة الإناث بالجنف الذي يزداد سوءًا مع مرور الزمن تزيد على نسبة إصابة الرجال بهذه المضاعفات.
  • شدة الانحناء ونوعه: يُمكن أن يؤثر نوع الانحناء وشدته على مدى تقدم الحالة عند المصاب، وذلك لأن أنواع الانحاء في الظهر وشدتها تختلف من فرد إلى آخر؛ فمنها ما هو على شكل S ومنها ما هو على شكل C.
  • موضع الانحناء: إذا كان الانحناء في الجزء الأوسط من الظهر؛ فإن فرصة تفاقمه وزيادة الحالة سوءاً تكون كبيرة مقابل فرصة تقدم الانحناء الذي يصيب الجزء الأسفل أو الأعلى من الظهر.
  • مدى نضج العظام: تزداد خطورة زيادة نسبة الانحناء عند المصابين الذين لا يزالون في مرحلة النمو بينما تكون فرصة زيادة الانحناء أقل عندما يتجاوز الإنسان هذه المرحلة، ولذلك كان نضج العظام من عوام تحديد طريقة العلاج.

التخفيف من آلام الجنف

يتم التخفيف من آلام حالة الجنف بالاعتماد على ممارسة التمارين الرياضية التي يوصي بها مقدم الرعاية الصحية بالإضافة إلى تناول بعض أنواع الأدوية مثل دواء أسيتامينوفين (الاسم التجاري: تايلينول) ودواء إيبوبروفين (الاسم التجاري: أدفيل)، وكذلك يُمكن الاعتماد على المعالجة اليدوية لتقويم العمود الفقري لغايات التخفيف من الآلام والتعامل مع الحالة، وينبغي على المرء عدم تناول الأدوية أو الإقدام على العلاجات المذكورة دون استشارة الطبيب المختص. [5]

متى يلجأ الطبيب إلى الجراحة لعلاج الجنف

يفضل الأطباء تأخير العمليات الجراحية لمصابي الجنف حتى استنفاد جميع الخيارات الأخرى للعلاج بسبب خطورة العملية، ويمكن أن يلجأ الطبيب إلى خيار الجراحة في الحالات الآتية: [2]

  • الألم الحاد: تكون العملية الجراحية خياراً مطروحاً إذا أصبحت الآلام شديدة وحادة، ولم تستجب هذه الآلام إلى العلاج التحفظي (بالإنجليزية: Conservative Treatment).
  • عدم توازن العمود الفقري: إن توازن العمود الفقري من العوامل المُهمة التي يتم الاعتماد عليها لتقييم حالة الجنف، وفي حالة أصبح من الصعب على المريض موازنة رأسه فوق مركز الحوض عند النظر إلى الأمام أو فوق مفاصل الورك عند النظر إلى الجانب؛ فإن ذلك يشير إلى اختلال توازن العمود الفقري والحاجة إلى الجراحة.
  • تحسين المظهر: لا ينصح الأطباء بإجراء الجراحة لتحسين المظهر الخارجي فقط، إلا أن بعض المصابين لا يستطيعون تحمل هذا التشوه، وفي هذه الحالة تُجرى العملية الجراحية بناءً على رغبة المريض.

أنواع حالة الجنف

يتم تصنيف أنواع الجَنف ضمن الأنواع الآتية: [6]

  • الجَنف مجهول السبب: يُعد هذا النوع أكثر الأنواع شيوعاً؛ فإنه يمثل 80% من حالات الإصابة بالجنف، ويُعرف بهذا الاسم لأن سببه ما زال مجهولاً حتى الآن.
  • الجَنف الخَلقي: يبدأ هذا النوع بالتطور عند الإنسان قبل الولادة، وهي من الحالات النادرة التي يتم اكتشافها بعد ولادة الطفل أحياناً في حين يتم اكتشافها عند الوصول إلى سن المراهقة في أحيان أخرى، ويُمكن أن يكون السبب في هذه الحالة عدم اكتمال الفقرات أو عدم انقسامها على النحو الصحيح.
  • الجَنف العصبي العضلي: تؤدي بعض الاضطرابات العصبية العضلية التي يصاب بها الإنسان إلى إتلاف العضلات التي تدعم العمود الفقري مما يتسبب بالجنف، ومنها: اضطراب السنسنة المشقوقة وإصابات الحبل الشوكي وشلل الدماغ.
  • الجَنف التنكسي: يصيب هذا النوع البالغين، وعادة ما يبدأ ظهوره في الجزء السفلي من الظهر نتيجة لتآكل الغضاريف والمفاصل في العمود الفقري مع تقدم المرء في العُمر.

أسباب الجنف

لا تزال مُعظم حالات الجنف مجهولة الأسباب لدى مقدمي الرعاية الصحية والأطباء المختصين حتى يومنا هذا، ويُمكن أن يكون السبب في ذلك وراثياً لأنه ينتشر في بعض العائلات، وأما الحالات الأخرى؛ فتظهر نتيجة لعدم تشكّل عظام العمود الفقري بشكل صحيح أثناء الحمل، أو بسبب الاضطرابات العصبية أو العضلية الأساسية مثل الحثل العضلي، أو نتيجة لتآكل العمود الفقري. [7]

عوامل خطورة الإصابة بالجنف

تشتمل عوامل خطورة الإصابة بالجنف على الآتي: [4]

  • الجنس: تنتشر هذه الحالة عند الإناث بنسبة تزيد على إصابة الذكور.
  • العُمر: عادة ما تظهر أعراض الحالة في مرحلة طفرة النمو التي تسبق بلوغ المرء مباشرة مع إمكانية الإصابة عند التقدم في العُمر أيضاً.
  • التاريخ العائلي مع الجنف: عادة ما يصيب الجنف الأشخاص الذين لديهم بعض أفراد العائلة المصابين بذات الحالة أيضاً.

أعراض حالة الجنف

تدل الأعراض الآتية على إصابة الإنسان بهذه الحالة: [7]

  • انحناء العمود الفقري بشكل واضح.
  • ميل المرء إلى جانب واحد.
  • ظهور الأكتاف بشكل غير مستوٍ.
  • بروز الكتف أو الورك من جانب واحد.
  • بروز الأضلاع من جانب واحد.
  • الشعور بآلام في الظهر.
  • تغير مظهر الجلد الذي يغطي العمود الفقري بظهور البقع أو الدمامل وما يشبهها. [3]
  • عدم ارتكاز الرأس فوق الحوض مباشرة. [3]

طريقة تشخيص حالة الجنف

من الضروري إجراء التشخيص الطبي للتحقق من الإصابة بالجنف ومعرفة درجة الانحناء في العمود الفقري للمصاب من أجل تحديد طريقة العلاج المناسبة، ويمكن إجراء الفحوصات والاختبارات الآتية للتشخيص: [3]

  • صور الأشعة السينية: يتم الاعتماد على صور الأشعة السينية للعمود الفقري حتى يتحقق الطبيب من بنية الفقرات وحالة المفاصل بالإضافة إلى استبعاد بعض الحالات ذات الأعراض المشابهة مثل التشوهات والكسور والالتهابات.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يعتمد هذا الاختبار كذلك على الأشعة السينية لتشكيل الصور التي تساعد الطبيب في التأكد من حالة القناة الشوكية بما في ذلك شكلها وحجمها ومحتوياتها والهيكل الذي يحيط بها.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: من خلال هذه الصور يستطيع الطبيب التحقق من حالة النخاع الشوكي وجذور الأعصاب بالإضافة إلى المناطق المحيطة بالنخاع الشوكي، وذلك لمعرفة مدى وجود أية تشوهات أو تضخمات أو غيرها.
  • الفحص البدني: يتحقق الطبيب من انحناءات العمود الفقري بالاعتماد على الفحص البدني، وذلك من خلال مراقبة ظهر المصاب أثناء وقوفه ووضع يديه على جانبيه ثم البحث عن أية انحناءات في الجزء العلوي أو السفلي من الظهر أثناء انحناء الشخص الذي يعاني من الحالة. [5]

أبرز مضاعفات الجنف

لا يؤدي الجنف إلى أي مضاعفات في مُعظم الحالات وإنما تكون الأعراض طفيفة، ويُمكن ظهور المضاعفات الآتية في بعض الأحيان: [1]

  • مشاكل التنفس: في الحالات الشديدة من الإصابة يؤثر القفص الصدري على الرئتين بسبب الانحناء الذي يعاني منه الإنسان، وهو ما يتسبب بمواجهة الصعوبات أثناء التنفس.
  • التغير في المظهر: تصبح التغيرات في المظهر الخارجي للإنسان أكثر وضوحاً مع تفاقم الحالة وزيادة حدتها، وهو يولد الشعور بالخجل لدى البعض بشأن مظهرهم؛ وذلك لأن حالة تؤثر على استواء الأكتاف والوركين تؤدي إلى بروز الأضلاع مع التغيرات في مظهر الجذع والخصر.
  • مشاكل الظهر: عادة ما يكون المرء أكثر عرضة لظهور الآلام ومشاكل الظهر إذا أصب بالجنف في مراحل الطفولة، وتزداد فرصة التعرض إلى الآلام إذا كان الانحناء شديدًا ولم يتلقّ المرء العلاج المناسب.

إرشادات الوقاية من الجنف

لا تُمكن الوقاية من الجنف في مُعظم الحالات لأن سبب الإصابة مجهول، ولا صحة لما يقوله البعض حول العلاقة بين الإصابات الرياضية أو حمل الكتب المدرسية الثقيلة وهذه الحالة، وإنما يُمكن للكتب والإصابات التسبب ببعض الآلام في منطقة الظهر فحسب، [6] وأما حالات الإصابة النادرة معروفة السبب؛ فتُمكن الوقاية منها عن طريق ممارسة الرياضة والتزام نظام غذائي صحي غني بفيتامين د بالإضافة إلى الكالسيوم، وكذلك اتباع تعليمات الوقاية من الأسباب الرئيسية للحالة. [8]

إن الجنف من الحالات التي تؤثر على مظهر العمود الفقري في بعض الأحيان وتؤثر على صحة الإنسان إلا أن تأثيره يكون طفيفاً في مُعظم الأحيان، وتُمكن السيطرة على هذه الحالة الطبية ومنع تقدمها عن طريق اتباع تعليمات الطبيب المختص في شأن الأدوية أو الأجهزة التي ينبغي استخدامها، وذلك مع التنبيه إلى أن المصاب لا يحتاج إلى أية علاجات في الغالب للتعامل مع حالة الجنف.

  1. أ ب "مقال الجنف" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  2. أ ب "مقال جنف البالغين" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  3. أ ب ت ث "مقال الجنف" ، المنشور على موقع aans.org
  4. أ ب "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول الجنف" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
  5. أ ب "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول الجنف" ، المنشور على موقع healthline.com
  6. أ ب "مقال الجنف" ، المنشور على موقع webmd.com
  7. أ ب "مقال الجنف" ، المنشور على موقع nhs.uk
  8. "مقال الوقاية من الجنف: هل من الممكن منع انحناء العمود الفقري قبل حدوثه؟" ، المنشور على موقع scoliosissos.com
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!