;

التعامل مع الشخصية العدوانية.. التعامل مع الشخص العدواني

  • تاريخ النشر: الأحد، 09 أغسطس 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 02 مايو 2023

الجهل والأنانية وقلة احترام الذات والقلق والاكتئاب والإحباط أو الشعور بالذنب وجنون العظمة وعدم النضج؛ عادة ما تكون من صفات الشخص العدواني، الذي يبقى في حالة دفاع ويشعر بأن الآخرين لديهم نفس الحالة، لا يوجد لدى الشخص أفكار بإمكانية التوافق، كما يعتقد أن التعاون هو علامة على الضعف، ويبقى في حالة من التوتر وإنكار الذات ويعطي الأعذار لنفسه، لذا تحتاج الشخصية العدوانية إلى الدعم والعلاج، فعادة ما يكون هذا السلوك نتيجة لعلاقة الشخص مع الوالدين في مرحلة الطفولة والمراهقة.

صفات الشخصية العدوانية:

يظهر معظم الأشخاص العدوانيون السلبيون المرضى؛ عدداً من السلوكيات على أساس طبيعي على الأقل، بينما يظلون غير مكترثين إلى حد كبير بكيفية تأثير أفعالهم على الآخرين، وهذه بعض السمات الشائعة التي يظهرها الأشخاص العدوانيون السلبيون في العلاقات مع الآخرين ويتصفون بها: [1]

  • العدوان اللفظي المقنّع: مثل الثرثرة السلبية، والتوجه السلبي، من خلال نقد معتاد للأفكار والظروف والتوقعات، ومخاطبة شخص بالغ مثل الطفل، كذلك تحطيم مشاعر الآخرين والاستهزاء من تجاربهم والتبخيس بنجاحهم؛ لجعل الآخرين يشعرون بعدم الكفاية وعدم الأمان ودفعهم للإحساس بالنقص، حيث يتعمد الشخص العدواني البحث عن شعور زائف بالأهمية، من خلال الانتقاد المستمر للآخرين، ونشر التعاسة في محيطه بوعي أو بغير وعي، كذلك التنافس على السلطة لفرض السيطرة والتحكم في العلاقة.
  • فكاهة معادية مقنّعة: مثل السخرية الخفية، وغالباً ما يتبعها عبارة: "هذا مجرد مزاح"، ويتعمد الشخص العدواني الإغاظة المتكررة، للتعبير عن الغضب أو الرفض الخفي تجاه الآخر، واستخدام الفكاهة كسلاح في محاولة لتهميش إنسانية وكرامة ومصداقية الآخرين، والاستهزاء من الخلفية الاجتماعية والثقافية للآخرين.
  • العدوان العلني المقنّع: المعاملة العدوانية الصامتة وغير المرئية، كذلك الاستبعاد الاجتماعي والإهمال، كذلك الاستياء وإيذاء شيء أو شخص مهم بشكل غير مباشر للشخص المستهدف بالعدوانية، والتعبير عن الغضب أو الاستياء والعقاب من خلال تعمد خلق بيئة سلبية ومقلقة، ومحاولة خلق حالة من انعدام الأمان لدى المحيطين بالشخصية العدوانية.
  • التلاعب النفسي المقنّع: من خلال الكذب وتقديم الأعذار والطعن بالظهر والنميمة، وإلقاء اللوم على الآخرين، عن طريق تشويه الحقيقة وتعمد الخداع والمؤامرات، وتجنب تحمل المسؤولية، وتعمد التضليل لإبعاد التركيز عن القضية الحقيقية.
  • تحميل الآخر الشعور بالذنب: عبر اللوم واستهداف نقاط الضعف العاطفي لدى الآخرين، من خلال تحميل شخص آخر مسؤولية تعاسة وإخفاق الشخص العدواني السلبي، عن طريق التلاعب بالأشخاص وإجبارهم على التنازل لصالح مطالب الشخص العدواني غير المعقولة.
  • المماطلة: من خلال تعمد الشخص العدواني التأجيل والتحجج بالنسيان وحجب الموارد أو المعلومات، كذلك تجنب المسؤولية والواجب والالتزامات، ومحاولة الحفاظ على القوة والتحكم من خلال فرض العديد من الشروط، بالتالي تجعل هذه القدرة التنافسية السلبية الحياة أكثر صعوبة على الآخرين، بعرقلة نجاح الآخرين عمداً، بسبب الغيرة من نجاحهم.
  • يتميز الشخص العدواني بالمقاومة: كذلك العناد والاستعلاء، وعدم الكفاءة أو أنه يتعمد التعقيد أو يسعى لعدم اكتمال أو تدمير المهمة، ويستمر بالصراع على السلطة، ويفضل الشخص العدواني السلبية، بحيث يكسب النصر من خلال الجهود المحبِطة وإثارة العواطف السلبية لدى الشخص الذي يتنافس معه أو يشارك مع في علاقة.
  • القيام بأعمال التخريب بالخفاء: يقوم الشخص العدواني بتخريب المهام والمشاريع والأنشطة والمواعيد النهائية والاتفاقات عن قصد، بهدف التسبب في ضرر أو خسارة مادية، وتحطيم العلاقة الإيجابية بين الأشخاص اجتماعياً أو مهنياً، كما قد يتعمد الشخص العدواني إفشاء المعلومات الضارة أو كشف أسرار الآخرين.

في المحصلة.. فإن الشخص العدواني مخرّب، من خلال التعبير عن الغضب والعداء والاستياء سراً تجاه فرد أو جماعة أو منظمة، كما أنه يقوم بتطبيق العقوبة أو الانتقام بمهارة.

  • العقاب الذاتي: يلجأ الشخص العدواني للعب دور الضحية برمي أعباء حياته وفشله على الآخرين، وتحميلهم نتائج أفعاله رغماً عنهم.
  • لعب دور الضحية: يتعمد الشخص العدواني لعب دور الشخص الضعيف لإثارة التعاطف والتأييد، واستغلال حسن نية الأشخاص، أو طيبتهم وضمائرهم، أو شعورهم بالواجب والالتزام، أو غريزة الحماية والرعاية التي يتمتع بها أغلب الناس، ما عدا الشخص العدواني طبعاً!
  • الأشخاص العدوانيون مستمعون سيئون: لا يستمع الأشخاص ذوو الشخصية العدوانية المسيطرة؛ إلى ما يقوله المتحدث أو يقومون بتحليل الموقف، بل أنهم سيبدؤون في اقتراح الحلول، ويشيرون إلى الثغرات في شخصيتك إذا كنت أنت من يحاورهم أو يتحدث، وقد يهينونك بشكل مباشر أو بطريقة غير مباشرة أيضاً، ويبدون السخرية في المسائل الخارجة عن خبرتهم، بسبب قله فهمهم وضعفهم وغرورهم.

أسباب سلوك الشخصية العدوانية:

السبب الدقيق للسلوك العدواني السلبي غير معروف، ومع ذلك قد تساهم العوامل البيولوجية والبيئية في تطوير السلوك العدواني السلبي لدى شخص ما، فهناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يظهرون العدوانية منها: [2]

  • الشخص الذي يشعر بعدم الأمان ويفتقر إلى احترام الذات قد يتصرف بعدوانية غريزياً، وذلك لتغطية عدم أمانه، ونقص القوة الداخلية، وغياب احترام الذات.
  • يوقظ النقد السلوك العدواني غالباً.
  • الشعور بالنقص سبب للتصرف بعدوانية.
  • يؤدي الغضب والاستياء وعدم الرضا إلى هذا السلوك العدواني.
  • عندما يشعر هذا الشخص بالتهديد من قبل الآخرين يصبح عدوانياً.
  • إذا كان يعيش في بيئة عدوانية، أو إذا واجه هذا السلوك منذ سن مبكرة، فمن المحتمل أنه يتصرف بعدوانية بشكل غريزي في مرحلة البلوغ، ولهذا يُنتج نمط التربية القاسية للأطفال بالغين عدوانين في المستقبل.
  • يصبح بعض الأشخاص المتنمرين؛ عدوانيين عند مواجهة أشخاص ضعفاء أو عاجزين ويمكن السيطرة عليهم.
  • يؤدي الإجهاد أو التوتر أو ضعف الصحة عموماً؛ إلى سلوك عدواني.

كيف أتعامل مع الشخصية العدوانية؟

يعد التعامل مع شخص ما يهاجم باستمرار من خلال السلوك العدائي أو العنيف أمراً صعباً، خاصة عندما يكون شخصاً قريباً منك، لذا يمكن أن تساعدك الخطوات التالية؛ في التعامل مع الأشخاص العدوانيين في حياتك بشكل أكثر فعالية: [3]

  1. احتفظ بهدوئك: يسعى الأشخاص العدوانيون إلى تخويف الآخرين وإزعاجهم واستفزازهم، عليك التأكد من عدم حدوث ذلك، وبدلاً من التفاعل مع غضبهم كما يريدون منك؛ اهدأ لحظة للعد إلى عشرة وفكر في طريقة أفضل للتعامل مع الموقف الحالي.
  2. لا تدع غرورك (الأنا أو الإيغو) يتحكم برد فعلك على إزعاجات الشخص العدواني ومحاولاته لاستفزاز أعصابك، بل على العكس حاول استيعابه من خلال الهدوء.
  3. ضع نفسك في مكان الشخص العدواني: ربما نشأوا في أسرة شديدة العدوانية، تخيل نفسك في مكانهم، سيساعد ذلك على تهدئة مشاعرك السلبية والتعاطف مع الشخص العدواني، بعد ذلك، ربما يمكنك تحويل الهجوم العدواني الذي بدأه هو إلى محادثة مثمرة، ربما تتعرفان معاً على الأسباب الدفينة لتصرفه بعدوانية معك، خاصة إذا كان هذا الشخص شريك الحياة أو أحد والديك ربما.
  4. عبّر عن قلقك: قد لا يدركون شدة عدوانهم أو تأثيره على من حولهم وخاصة عليك، لذا لا بد من التواصل بمحبة وانفتاح، من خلال تسليطك الضوء على سلوكهم العدواني، ومحاولة إحداث تغيير للأفضل لديهم.
  5. ابعد نفسك عن الشخص العدواني: في بعض الأحيان لا يستحق الشخص العدواني العناء أو أن تمنحه مساحة أو مكاناً في حياتك، لذا تصرف وأعطي الأولوية لراحتك، وابعد نفسك عنه بأفضل طريقة لتتحاشاهم، خاصة إذا كنت تتعامل مع إحدى الشخصيات العدوانية المسيطرة في العمل أو في الحياة الشخصية، فإنهم غير آمنين لصحتك النفسية أبداً.

في النهاية، عليك أن تقرر ما إذا كان الأمر يستحق التعامل مع الشخص العدواني، إذا قررت أن الأمر ليس كذلك، أبعد نفسك عنه، ولكن إذا قررت أن هذا الشخص يستحق منك الوقت والجهد، فربما يمكنك مساعدته، افعل ما بوسعك للتعاطف معه أزلاً وتحديد السبب الأساسي للعدوانية في سلوكه، وربما مساعدته على اختيار مستشار نفسي أو معالج متخصص للتخلص من العدوانية أو على الأقل تخفيف تأثيراتها على المحطين به من أحبائه وأصدقائه وأفراد عائلته، ما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليقات، هل سبق لك التعامل مع أشخاص عدوانين؟ افدنا من تجربتك.

المصادر:

[1] مقال: "10 علامات على العلاقة السلبية والعدوانية" منشور على موقع psychologytoday.com

[2] مقال: "لماذا بعض الناس عدوانيون" منشور على موقع successconsciousness.com

[3] مقال: "لماذا الناس لديهم الكثير من العدوان؟" منشور على موقع thriveworks.com

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!