;

أسباب ضعف عضلة القلب

  • تاريخ النشر: الجمعة، 25 مارس 2022 آخر تحديث: الخميس، 29 سبتمبر 2022
أسباب ضعف عضلة القلب

من الجيد معرفة أسباب الأمراض القلبية، وخاصةً ضعف عضلة القلب حتى يتمكن المرء من تجنبها واتخاذ جميع التدابير الصحية التي تضمن السيطرة عليها عند الحاجة إلى ذلك، كما ينبغي على المرضى المصابين معرفة طريقة التعامل مع هذا المرض الخطير للتقليل من المخاطر والمضاعفات التي تُهدد حياتهم وتنتهي بالموت في بعض الأحيان.

مرض ضعف عضلة القلب

يُعرف مرض ضعف عضلة القلب باسم اعتلال عضلة القلب (بالإنجليزية: Cardiomyopathy) لدى الأطباء، [1] ويحد هذا المرض من قدرة قلب الإنسان على ضخ الدم إلى أجزاء الجسم، ويُمكن أن يؤدي هذا الضعف إلى العديد من المُضاعفات الخطيرة مثل قصور القلب، وفي بعض الحالات يحتاج المريض إلى زراعة قلب جديد لاستعادة عافيته بينما تستدعي بعض الحالات إجراء العمليات الجراحية أو تركيب الأجهزة الطبية المُخصص لهذا المرض. [2]

أبرز أسباب ضعف عضلة القلب

ينتج مرض ضعف عضلة القلب عن العَديد من الأسباب المُختلفة، وتضم القائمة الآتية أكثر أسباب المرض شيوعًا: [1]

  • مرض الشريان التاجي: يؤدي مرض الشريان التاجي إلى انسداد الأوعية الدموية في جسم الإنسان، ويتسبب ذلك بالحد من تدفق الدم إلى القلب، وينتج عنه مرض اعتلال عضلة القلب في بعض الأحيان.
  • العلاج الكيميائي: يتم الاعتماد على العلاجات الكيميائية للتعامل مع أمراض السرطان بشكل أساسي، ويُمكن أن تؤثر هذه العلاجات على عضلة قلب الإنسان وتصيبها بالضعف.
  • الداء القلبي الصمامي: عند الإصابة بهذا المرض يكون الصمام الأبهري أو الصمام التاجي عند الإنسان ضيقاً أو مسرباً للدماء، ويؤدي ذلك إلى زيادة الجهد المطلوب من القلب ويتسبب بضعف العضلة أحيانًا.
  • عدم انضباط ضغط الدم: إذا لم يكن ضغط الدم عند الإنسان مُنضبطًا؛ فإن ذلك يتطلب من القلب العَمل بجهد أكبر، ويُمكن أن يؤثر على عضلة القلب بشكل سلبي ويؤدي إلى اعتلال العضلة.
  • مرض الشريان التاجي: يقوم القلب بجُهد أكبر لتلبية احتياجات الجسم من الدم وتزويد الخلايا والأعضاء بكميات الأكسجين والعناصر الغذائية التي تحتاجها، وقد يؤثر ذلك على عضلة القلب بشكل سلبي. [3]
  • التدخين: تُعد عادة التدخين أحد الأسباب التي تؤدي إلى إضعاف عضلة القلب بشكل مباشر، كما أنه يتسبب بعدة أمراض تزيد من خطورة الإصابة باعتلال عضل القلب، ومنها: تصلب الشرايين. [3]
  • المرض القلبي الخَلقي: يزداد الجُهد الذي تبذله عضلة القلب أحيانًا نتيجة لبعض العيوب الخلقية في الشرايين أو الصمامات ومُختلف أجزاء النظام المسؤول عن توزيع الدم إلى الجسم، ويُمكن أن يتسبب هذا الجُهد الزائد بضعف في عضلة القلب. [3]
  • السمنة.

أنواع ضعف عضلة القلب

هناك عدة أنواع من مرض ضعف عضلة القلب، ومنها: اعتلال عضلة القلب التوسعي واعتلال عضلة القلب الضخامي، وكذلك اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة الذي يرتبط بالمرأة الحامل، وتختلف هذه الأنواع نتيجة لاختلاف الحالة التي يتعرض إليها قلب الإنسان وتؤدي إلى ظهور الضعف بما في ذلك تيبس العضلة أو زيادة سماكتها أو غير ذلك. [4]

اعتلال عضلة القلب المقيد

يحدث اعتلال عضلة القلب المقيد (بالإنجليزية: Restrictive cardiomyopathy) عندما تتيبس عضلة القلب أو تصبح أقل مرونة مما يمنعها من التمدد والامتلاء بالدم أثناء النبض، وهو أحد الأنواع الأقل شيوعًا، وغالبًا ما يصيب الأشخاص الكبار في السن مع إمكانية إصابة الآخرين بهذا الاعتلال أيضًا، ويكون سبب الإصابة باعتلال القلب المُقيد مجهولًا أحيانًا في حين يكون السبب معروفًا في أحيان أخرى، ويعد الداء النشواني واحدًا من هذه الأسباب. [2]

اعتلال عضلة القلب التوسعي

إن الاعتلال التوسعي (بالإنجليزية: Dilated cardiomyopathy) أكثر اعتلالات عضلة القلب شيوعًا على الإطلاق، ويصاب الإنسان بهذا النوع من الضعف في عضلة القلب عندما يضعف قلبه عن ضخ الدم بكفاءة إلى الجسم مما يتسبب بتمدد العضلات ويجعلها أكثر رقة من الوضع الطبيعي، ويكون سبب اعتلال العضلة التوسعي وراثيًا أحيانًا، وينتج عن مرض الشريان التاجي في أحيان أخرى. [4]

اعتلال عضلة القلب الضخامي

يصبح عمل القلب أكثر صعوبة في بعض الأحيان نتيجة لخلل في سماكة عضلة القلب، وعادة ما يكون التأثير في هذه الحالة على البطين الأيسر من قبل الإنسان، ويعرف الضعف الناتج عن الاختلاف غير الطبيعي في سماكة العضلة باسم اعتلال عضلة القلب الضخامي (بالإنجليزية: Hypertrophic cardiomyopathy)، ويكون أكثر شدة إذا أصاب المرء في مرحلة الطفولة، وعادة ما ينتج عن أسباب وراثية. [3]

اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة

يحدث اعتلال عضلة القلب المُحيط بالولادة (بالإنجليزية: Peripartum Cardiomyopathy) أثناء الحمل أو بعد الولادة مباشرة، ويؤثر هذا الاعتلال على عدد يتراوح بين 1,000-1,300 امرأة داخل حدود الولايات المتحدة الأمريكية كل عام، [5] وهو من الاعتلالات النادرة الخطيرة التي تُهدد الحياة، ولا يوجد له سبب معروف حتى الآن، ويعرف باسم اعتلال عضلة القلب التالي للوضع. [4]

خلل تنسج البطين الأيمن المحدث لاضطراب النظم

على الرغم من ندرة الإصابة بخلل تنسج البطين الأيمن المحدث لاضطراب النظم (بالإنجليزية: Arrhythmogenic right ventricular dysplasia) إلا أنه السبب الرئيسي لوفاة الرياضيين الشباب بشكل مُفاجئ، وهو اعتلال ينتج وجود الأنسجة الليفية الزائدة والدهون مكان عضلة البطين الأيمن من القلب، وعادة ما ينتج عن خلل جيني يصيب المرء. [4]

عوامل خطورة الإصابة بضعف عضلة القلب

لا تقتصر الإصابة بمرض اعتلال عضلة القلب على فئة مُحدد من الأفراد وإنما يُمكن أن يصب هذا المرض الجميع، ولكن العوامل الآتية تزيد من فرصة الإصابة: [6]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض ضعف عضلة القلب أو السكتة القلبية المُفاجئة أو فشل القلب.
  • الإصابة بالأمراض التي يتم تصنيفها ضمن أسباب الضعف في عضلة القلب، ومنها: داء القلب الإفقاري والنوبة القلبية.
  • ارتفاع ضغط الدم عند المرء على المدى البعيد.
  • التعرض إلى أمراض التمثيل الغذائي بما فيها مرض السكري.
  • الإصابة بالأمراض التي تؤدي إلى تضرر القلب مثل الداء النشواني وداء فرط حمل الحديد.
  • السمنة المفرطة أو إدمان شرب الكحول على المدى الطويل.

أعراض ضعف عضلة القلب

يُصاب البعض بمرض ضعف عضلة القلب دون ظهور أي من الأعراض، [6]  في حين يمكن أن تظهر الأعراض الآتية أو بعضها على المرضى الآخرين: [3]

  • الزيادة السريعة غير المبررة للوزن.
  • الشعور بالآلام في منطقة الصدر.
  • الإحساس بثقل في الصدر بسبب ضعف عضلة القلب الناتج عن النوبات القلبية.
  • ضيق التنفس، وخاصة عند الإجهاد أو الاستلقاء.
  • السعال المستمر أو اللهاث مع بلغم أبيض أو وردي تصاحبه الدماء.
  • الإعياء وتورم الساقين والكاحلين والقدمين.
  • زيادة سرعة نبضات القلب أو اضطرابها وعدم انتظامها.
  • الحاجة إلى التبول بكثرة.
  • الشعور بالغثيان أو فقدان الشهية.
  • تورم البطن المعروف باسم الاستسقاء.
  • عدم تحمل التمرين البدني.
  • مواجهة صعوبة في التركيز.

طريقة تشخيص أعراض ضعف عضلة القلب

توجد مجموعة واسعة من الاختبارات والفحوصات التي يطلبها مقدم الرعاية الصحية من المرء عند اشتباه إصابته بمرض اعتلال عضلة القلب، ومنها ما يأتي: [7]

  • صور الأشعة المقطعية المحوسبة: تعتمد هذه الصور الطبية على الأشعة السينية من أجل تشكيل مقطع مرئي للأوعية الدموية والقلب عند المريض.
  • مخطط صدى القلب: يُمكن للأطباء الاعتماد على مخطط صدى القلب للتحقق من تدفق الدم والتأكد من نبض القلب عند المرضى وتشخيص أعراض اعتلال عضلة القلب. 
  • اختبار إجهاد القلب: في هذا الاختبار يقوم الطبيب برفع نبضات قلب المريض بطريقة مدروسة ومضبوطة لمعرفة طريقة استجابة القلب عند زيادة عدد النبضات.
  • أخذ الخزعة: يمكن أخذ عينة من عضلة قلب المرضى أحيانًا لدراستها والبحث عن أية تغيرات تعرضت إليها الخلايا ومعرفة سبب مشكلة القلب التي يُعاني منها المريض.
  • الفحص البدني: يقوم مقدم الرعاية الصحية أحيانًا باستخدام سماعاته للتأكد من أية أصوات تظهر في الرئتين أو القلب وتشير إلى ضعف عضلة القلب، وكذلك يمكنه الاعتماد على بعض الأعراض الجسدية لتشخيص المرض مثل تورم الساقين أو تراكم السوائل. [6]
  • فحص الدم: يهدف فحص الدم إلى استبعاد الحالات التي تتسبب بأعراض مشابهة للضعف في عضلة القلب بشكل أساسي، وعادة ما يتم سحب عينة الدم من أحد الأوردة الموجودة في الذراع باستخدام إبرة مخصصة. [6]
  • مخطط كهربية القلب: يقوم هذا الاختبار بتسجيل النشاط الكهربائي للقلب مع بيان مدى انتظام النبض عند المريض، ويسجل كذلك قوة الإشارات الكهربائية وتوقيتها عند المرور بكل جزء من أجزاء القلب. [6]

كيفية علاج ضعف عضلة القلب

لا يوجد علاج للتخلص من ضعف عضلة القلب بشكل نهائي وإنما تهدف طرق العلاج المُتاحة إلى التقليل من خطورة المرض والسيطرة على الأعراض وضمان عدم الإصابة بأية مضاعفات خطيرة تُهدد حياة الإنسان، ويحتاج بعض المرضى إلى العلاجات الطبية للتعامل مع هذا المرض في حين يكتفي آخرون بتغييرات على نمط الحالة فحسب، ويعتمد تحديد طريقة العلاج على شدة الاعتلال الذي يعاني منه المرضى. [8]

العلاجات الطبية

عادة ما يلجأ الأطباء إلى الطرق الآتية للتعامل مع ضعف عضلة القلب عند الحاجة إلى التدخل الطبي: [7]

  • الجراحة: عادة ما يتم إجراء الجراحة إذا ظهرت الأعراض الشديدة على المرضى أو كانت لديهم حالة قلبية أساسية تستدعي إجراء العمليات الجراحية، ووصي مقدم الرعاية الصحية بإجراء عملية القلب المفتوح أو زراعة قلب جديد إذا فشلت جميع العلاجات الأخرى في تحسين الحالة أو المُحافظة على استقرارها.
  • الأجهزة الطبية: يتم الاعتماد على أجهزة ضبط نبضات القلب أو مزيل الرجفان القابل للزرع عند بعض المرضى لتنظيم ضربات القلب، وهي أجهزة تقوم بمراقبة النبض ثم تُرسل الإشارات الكهربائية المُناسبة لتنظيم النبضات، كما يمكن استخدام بعض الأجهزة لتحسين تدفق الدم، ومنها: جهاز المساعدة البطينية الذي يساعد القلب على ضخ الدماء.
  • تناول الأدوية: تُسهم بعض أنواع الأدوية في تحسين الدورة الدموية عند المريض والتقليل من أعراض المرض، ومنها: أدوية الوارفارين (الاسم التجاري: كومادين) لتمييع الدم أو حاصرات بيتا أو أدوية خفض نسبة الكوليسترول.

اتباع نمط حياة صحي

يُساعد نمط الحياة الصحي في التحسين من حالة المريض والتقليل من مضاعفات اعتلال عضلة القلب، ولذلك فإنه ينبغي على المرضى اتباع نمط حياة خالٍ من التوتر، ويُمكن قضاء الوقت في الخارج للتقليل من التوتر عند الحاجة إلى ذلك، كما يجب على المرء تناول الأطعمة الصحية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة بدلًا من الدهون المشبعة لخفض نسبة الكوليسترول. [9]

مضاعفات مرض ضعف عضلة القلب

إذا لم يتخذ المريض الإجراءات المناسبة للتعامل مع مرض ضعف عضلة القلب؛ فقد يعرض نفسه إلى المضاعفات الخطيرة الآتية: [2]

  • فشل القلب: يحدث فشل القلب إذا لم يكن القلب قادراً على ضخ الكميات المناسبة من الدماء إلى الجسم، وهي حالة تهدد الحياة في حالة لم يتم التعامل معها وعلاجها.
  • الجلطات: يُمكن أن تتشكل الجلطات الدموية في القلب نتيجة لعدم قدرته على ضخ الدم بكفاءة، وإذا انتقلت هذه الجلطة إلى مجرى الدم؛ فيُمكن أن تمنع الدم من الوصول إلى الأعضاء الأخرى من الجسم بما فيها الدماغ والقلب.
  • السكتة القلبية: في بعض الأحيان يؤدي الضعف في عضلة القلب إلى السكتة القلبية، وقد يتسبب ذلك بالإغماء أو الموت المُفاجئ.

الوقاية من ضعف عضلة القلب

لا يستطيع المرء وقاية نفسه من الحالات الوراثية لضعف عضلة القلب، وإنما يُمكن لبعض الإرشادات التقليل من خطورة الإصابة بأسباب ضعف عضلة القلب أو السيطرة عليها للحد من نسبة الإصابة بهذا المرض، ومن هذه الإرشادات ما يأتي: [10]

  • الالتزام بإجراء الفحوصات الطبية بانتظام مع الطبيب المختص.
  • اتباع جميع النصائح والتعليمات التي يقدمها الطبيب بخصوص التغييرات في نمط الحياة.
  • تناول كافة الأدوية التي يصفها الطبيب حسب التعليمات الصحيحة للاستخدام.
  • المُحافظة على الوزن الصحي. [3]
  • ممارسة التمارين الرياضة مدة 30 دقيقة خلال 5 أيام في الأسبوع الواحد حتى تعطي قوة لعضلة القلب. [3]

يُعد ضعف عضلة القلب من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى السكتة القلبية والموت في بعض الحالات، ولذلك كان من الضروري معرفة أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا الضعف ومعرفة سمات نمط الحياة الصحي الذي يحد من مضاعفات هذا المرض بالإضافة إلى معرفة أبرز إرشادات الوقاية أيضًا.

  1. أ ب "مقال تشخيص وعلاج ضعف عضلة القلب" ، المنشور على موقع sfmc.net
  2. أ ب ت "مقال اعتلال عضلة القلب" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  3. أ ب ت ث ج ح خ "مقال علامات وأسباب ضعف عضلة القلب" ، المنشور على موقع verywellhealth.com
  4. أ ب ت ث "مقال اعتلال عضلة القلب" ، المنشور على موقع healthline.com
  5. "مقال اعتلال عضلة القلب حول الولادة" ، المنشور على موقع healthline.com
  6. أ ب ت ث ج "مقال اعتلال عضلة القلب" ، المنشور على موقع nih.gov
  7. أ ب "مقال اعتلال عضلة القلب" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  8. "مقال اعتلال عضلة القلب" ، المنشور على موقع nhs.uk
  9. "مقال اعتلال عضلة القلب" ، المنشور على موقع bhf.org.uk
  10. "مقال الوقاية والعلاج من اعتلال عضلة القلب" ، المنشور على موقع heart.org
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!