;

ألم الظهر المفاجئ

  • تاريخ النشر: الأحد، 18 سبتمبر 2022
ألم الظهر المفاجئ

مما لا شك فيه أن الكثير من الناس أصابهم ألم الظهر المفاجئ عند رفع أوزان ثقيلة أو أداء الأعمال الشاقة، وهو يختلف عن ألم الظهر الناتج عن الجلوس لفترات طويلة أمام أجهزة الحاسوب، أو قيادة السيارة لمدة زمنية كبيرة مع الجلوس في وضع خاطئ طوال تلك المدة. 

يشبه ألم الظهر المفاجئ الشعور بالطعن وهو أحياناً يزول من تلقاء نفسه، وفي أحيان أخرى قد يستمر ويؤثر على جودة الحياة ويقيد الحركة. نوضح الآن أسباب ألم الظهر المفاجئ، وطرق علاجه، وكيف يمكن تجنبه.[1][2]

ما هو ألم الظهر 

يعد ألم الظهر (بالإنجليزية: Back Pain) مزعجاً للغاية، كما أنه يؤثر على ممارسة الأنشطة اليومية والقدرة على الذهاب إلى العمل، مع العلم أن أي منا معرض للشعور بهذا الألم، لكن تزداد فرص الإصابة به في حالة المعاناة من السمنة، أو التهاب المفاصل، أو إذا كان الشخص لا يهتم بممارسة التمارين الرياضية، أو إذا كان من المدخنين. أما عن مدته الزمنية فهي تختلف من شخص إلى آخر، فقد يستمر لعدة أيام أو لعدة أسابيع، أو قد يمتد إلى عدة أشهر، وهذا يعتمد على سبب الألم تحديداً والطريقة التي اعتمدها الطبيب لعلاجه.[3]

ما هي أسباب ألم الظهر المفاجئ

تشمل أسباب ألم الظهر المفاجئ ما يلي:

الشد العضلي

يعد الشد العضلي أو إجهاد العضلات هو أكثر أسباب ألم الظهر المفاجئ شيوعاً، وهو ينتج عن الإصابات، أو رفع الأوزان الثقيلة، أو الإجهاد، ويسبب صعوبة الحركة وقد يمتد إلى الأرداف والساقين. أما عن مدته الزمنية فقد يستغرق عدة أسابيع، ويتم علاجه غالباً باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي لا تتطلب وصفة طبية.[1][4]

عرق النسا

إن العصب الوركي هو أكبر الأعصاب بالجسم، حيث يمتد من أسفل الظهر إلى الساقين، وعندما يتعرض إلى الضغط نتيجة المعاناة من القرص الغضروفي فهو قد يسبب ألم الظهر المفاجئ، والحاد، حتى إنه يشبه أحياناً التعرض لصدمة كهربائية في جانب واحد فقط من الجسم، والذي يعرف باسم عرق النسا.[4]

الانزلاق الغضروفي

يعرف الانزلاق الغضروفي باسم القرص الغضروفي، حيث تتمزق أحد الأقراص الموجودة بين فقرات العمود الفقري مسبباً الضغط على الأعصاب المحيطة، وينتج عن ذلك الشعور بألم الظهر المفاجئ.[1][4]

تضيق العمود الفقري

يسبب تضيق العمود الفقري لدى الأطفال والبالغين تصغير المساحة المتواجدة في العمود الفقري، مما يؤدي إلى الشعور بالألم الحاد والذي يزداد سوءاً مع الحركة.[4]

التهاب العمود الفقري

قد تحدث الإصابة بالتهاب العمود الفقري نتيجة للأسباب التالية:[4]

  • السل النخاعي وهو مرض نادر الحدوث، لكنه قد يصيب من لديه ضعف في جهاز المناعة.
  • خراج على الحبل الشوكي، فهو قد يضغط على الأعصاب المحيطة مسبباً الألم الحاد.

التهاب المفاصل

تؤدي الإصابة بالتهاب المفاصل إلى تآكل الغضروف المتواجد بين الفقرات مسببة الشعور بألم الظهر الذي يزداد سوءاً في نهاية اليوم.[4]

تمدد الأوعية الدموية الأبهري

إذا توسع قطر الشريان الأبهري نتيجة ضعف في جداره فقد يسبب ما يعرف باسم تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني، ولا تقتصر أعراضه على ألم الظهر فقط، بل إنه يسبب ألماً في البطن أيضاً.[2][4]

كسر انضغاطي

قد تنكسر إحدى فقرات العمود الفقري نتيجة الحوادث أو هشاشة العظام مسببة ألم الظهر المفاجئ، الذي يصاحبه غالباً تنميل في الأطراف السفلية.[2][4]

أمراض الكلى

قد تسبب حصوات الكلى أو التهاب الكلى الشعور بألم شديد ومفاجئ في الظهر وغالباً في جانب واحد فقط، وهناك أعراض أخرى مصاحبة لهذا الألم، وهي كالتالي:[2][4]

  • كثرة التبول.
  • ألم أثناء التبول.
  • دم في البول.
  • الحمى.

ما هي أسباب ألم الظهر المفاجئ الخاصة بالنساء

تشمل أسباب ألم الظهر المفاجئ الخاصة بالنساء ما يلي:

الحمل

يسبب الحمل لدى العديد من السيدات الشعور بآلام الظهر التي قد تمتد إلى الساقين، لكنها حالة مؤقتة وتزول خلال الأشهر القليلة التالية للولادة، لكن إذا صاحب هذا الألم إفرازات مهبلية شديدة فقد يكون ذلك دليلاً على تعرض المرأة للإجهاض، وينبغي زيارة الطبيب على وجه السرعة للتأكد من سلامة الأم والجنين.[4]

الانتباذ البطاني الرحمي

قد تنمو أنسجة الرحم في أجزاء أخرى من الجسم، مثل المبايض، وقنوات فالوب، والحوض وهذا ما يعرف بالانتباذ البطاني الرحمي، وهو يسبب ألم الظهر عند النساء، كما أنه يسبب أعراضاً أخرى، وهي كالتالي:[4]

  • ألم أثناء العلاقة الجنسية.
  • آلام الطمث الشديدة.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • زيادة الحاجة إلى التبول أثناء الدورة الشهرية.

تكيسات المبايض

لا تسبب تكيسات المبايض أي أعراض في معظم الأحيان، لكن إذا كانت كبيرة الحجم فإنها قد تسبب ألم الحوض وألم الظهر المفاجئ، مع الشعور بالانتفاخ. أما إذا تمزق الكيس وكان حجمه كبيراً فقد يسبب نزيفاً داخلياً، وهي حالة طارئة تستوجب سرعة تلقي الرعاية الطبية.[4]

التواء المبيض

يسبب التواء المبيض ألماً مفاجئاً وشديداً في الحوض والظهر يصاحبه الغثيان والقيء، ولا بد من علاجه سريعاً عن طريق الجراحة للحفاظ على صحة المبيض.[4]

مرض التهاب الحوض

ينتج مرض التهاب الحوض عن العدوى المنقولة جنسياً، مثل الكلاميديا والسيلان مسببة ألم في الظهر والبطن، مع إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، وينبغي زيارة الطبيب لعلاج هذه الحالة لتجنب العقم.[4]

الأورام الليفية الرحمية

تعد الأورام الليفية الرحمية غير سرطانية، ويتفاوت حجمها بين الصغير جداً إلى الكبير، والذي قد يشبه حجم الجريب فروت، وهذه الأورام تسبب ألم الظهر مع تورم أسفل البطن، خاصة إذا كانت كبيرة الحجم.[4]

أسباب ألم الظهر المفاجئ الخاصة بالرجال

تشمل أسباب ألم الظهر المفاجئ الخاصة بالرجال ما يلي:[4]

  1. التهاب البروستاتا: يعد التهاب البروستاتا عدوى بكتيرية قد تسبب الشعور بآلام الظهر، مع زيادة الرغبة في التبول، وأحياناً قد تسبب الحمى.
  2. سرطان البروستاتا: يبدأ هذا السرطان في غدة البروستاتا التي تقع بالقرب من المثانة وهي المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي، ويسبب سرطان البروستاتا ألام الظهر مع القذف المؤلم.

ما هي طرق تشخيص ألم الظهر المفاجئ

ليتمكن الطبيب من تشخيص ألم الظهر المفاجئ فإنه يطرح العديد من الأسئلة عن شدة الألم، وموقعه تحديداً، وكيف ظهر، ومدته الزمنية، وما هي الأعراض الأخرى المصاحبة له، وقد يلجأ إلى الطرق التالية لتحديد سبب هذا الألم بدقة:[3][5]

  1. الأشعة السينية: توضح حالة العظام وهل هناك أي كسور أم لا.
  2. التصوير بالرنين المغناطيسي: يكشف هذا النوع من التصوير عن أي مشاكل متعلقة بالعظام، والعضلات، والأنسجة، والأعصاب، والأوتار.
  3. اختبارات الدم: يلجأ إليها الطبيب للتأكد من وجود عدوى بالجسم.
  4. مخطط كهربية العضل: يوضح هذا الاختبار إذا كان هناك ضغط على الأعصاب نتيجة الإصابة بضيق في القناة الشوكية.

ما هي طرق علاج ألم الظهر المفاجئ

يعتمد علاج ألم الظهر المفاجئ على معرفة سببه تحديداً، وهل استمر لمدة زمنية طويلة أم اختفى بعد فترة وجيزة، وعادة يمكن البدء في علاجه عن طريق الكمادات الباردة لمدة 20-30 دقيقة خلال أول يومين، ثم يتم استبدالها بعد ذلك بالكمادات الدافئة أو ضمادة التدفئة، مع الراحة والسوائل. أما إذا استمر الألم أو إذا ازداد سوءاً فينبغي زيارة الطبيب للاطمئنان، وهو قد يلجأ إلى استخدام طرق العلاج التالية:[3]

العلاج الدوائي

قد يصف الطبيب الأدوية التالية:[3][5]

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين ( الاسم التجاري: Advil).
  • مرخيات العضلات.
  • مسكنات الألم الموضعية، مثل المراهم والكريمات.
  • المسكنات الأفيونية، لكن قد يصفها الطبيب لفترة لا تزيد عن أسبوع.
  • المضادات الحيوية لعلاج العدوى.
  • مضادات الاكتئاب، حيث اتضح أنها تسكن آلام الظهر المزمنة.
  • حقن الكورتيزون، حيث تعمل على تقليل الالتهاب.

العلاج الطبيعي

قد يصف أخصائي العلاج الطبيعي بعض التمارين التي تزيد من مرونة الجسم وتعمل على تقوية عضلات الظهر والبطن، مثل تمارين الإطالة، مع العلم أن الانتظام في ممارسة هذه التمارين يقلل من فرص تكرار هذا الألم. كما أن الطبيب يوضح طريقة التحرك الصحيحة أثناء نوبات ألم الظهر المفاجئ. [3][5]

العلاج الجراحي

يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي كحل أخير إذا لم تنجح الطرق الأخرى، خاصة إذا كان سبب الألم هو تضيق العمود الفقري أو الانزلاق الغضروفي. [5]

هل يمكن الوقاية من ألم الظهر المفاجئ

يمكن الوقاية من ألم الظهر المفاجئ عن طريق اتباع الإجراءات التالية: [3]

  • الحفاظ على وزن مثالي وصحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الحفاظ على استقامة الظهر أثناء الوقوف والجلوس.
  • ارتداء الأحذية المريحة وتجنب الأحذية ذات الكعب العالي.
  • التمدد على الظهر بانتظام.
  • الإقلاع عن التدخين.

لا تعني إصابتك بألم الظهر المفاجئ بأن حالتك خطيرة، بل يزول هذا الألم في غضون عدة أيام في معظم الحالات، لكن إذا استمرت حدته وأصبح يؤثر على أنشطتك اليومية فلا تتجاهله واذهب إلى الطبيب ليصف لك العلاج المناسب لحالتك، حتى تستعيد عافيتك في أسرع وقت.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!