;

عرق النسا الأسباب والأعراض والعلاج

  • تاريخ النشر: الخميس، 24 مارس 2022 آخر تحديث: الإثنين، 19 ديسمبر 2022
عرق النسا الأسباب والأعراض والعلاج

يعد عرق النسا من المشكلات الشائعة التي يعاني منها كثير من المرضى، وقد تتسبب الآلام الحادة التي يعاني منها البعض في إعاقتهم عن ممارسة مهام حياتهم اليومية بشكل طبيعي، فما هو عرق النسا؟ وما هي أهم أسبابه وأعراضه؟ وكيف يمكن علاجه بالطرق الطبية المختلفة؟

ما هو عرق النسا

عرق النسا (بالإنجليزية: Sciatica) هو مشكلة طبية يعاني فيها المرضى من آلام حادة تنشأ في أسفل الظهر وتنتشر إلى أسفل الساق، تحدث هذه الآلام نتيجة لتهيج العصب الوركي، وهو أطول وأسمك الأعصاب الموجودة في جسم الإنسان، حيث يبدأ في منطقة أسفل الظهر، وينقسم من خلال الوركين والأرداف والساقين على كلا الجانبين. [1]

يحدث تهيج أو التهاب العصب الوركي نتيجة لوجود قرص منفتق في العمود الفقري القطني، حيث يتكون العمود الفقري من مجموعة من الفقرات التي يفصل بينها الأقراص المسطحة التي تتكون من الأنسجة الضامة، قد يتعرض بعض المرضى إلى بعض العوامل التي تؤدي إلى تلف قرص من هذه الأقراص وخروج مركزه اللين إلى الخارج، مما يسبب ضغطاً على العصب الوركي وظهور الأعراض التي يعاني منها مرضى عرق النسا. [1]

أسباب عرق النسا

يمثل  الانزلاق الغضروفي (بالإنجليزية: Herniated Disk) السبب الرئيسي وراء 90% من حالات الإصابة بعرق النسا، بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى حدوث ضغط على العصب الوركي، وظهور آلام عرق النسا، من ضمنها: [2]

  • ضيق العمود الفقري القطني في أسفل الظهر.
  • الانزلاق الفقاري (بالإنجليزية: Spondylolisthesis)، وهي مشكلة طبية يحدث فيها انزلاق لبعض فقرات العمود الفقري إلى الأمام.
  • بعض أنواع العدوى التي تؤثر على العمود الفقري.
  • إصابات العمود الفقري.
  • أورام العمود الفقري.

إلى جانب الأسباب، توجد بعض عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال التعرض لآلام عرق النسا، تضم هذه العوامل: [3]

  • التدخين.
  • التهابات المفاصل.
  • التعرض لإصابة سابقة في العمود الفقري.
  • تآكل العظام والغضاريف الناتج عن أعراض الشيخوخة.
  • زيادة الوزن؛ لأنها تمثل عبئاً يؤدي إلى إجهاد العمود الفقري وعضلات الظهر.
  • الوظائف التي تتطلب أن يرفع الشخص أجساماً ثقيلة.
  • عدم اتباع الوضعيات الصحيحة للجسم أثناء رفع الأجسام الثقيلة.
  • الإصابة بمرض السكر؛ لأنه يزيد من فرصة تلف أعصاب الجسم بشكل عام.

أعراض عرق النسا

يتمثل العرض الرئيسي لعرق النسا في الآلام الحادة التي تمتد على طول العصب الوركي، بدايةً من أسفل الظهر، ومروراً بالأرداف ووصولاً إلى الجزء الخلفي من القدمين. [1]

تتضمن الأعراض الشائعة لعرق النسا: [1] [2]

  • آلام أسفل الظهر.
  • آلام في المؤخرة تزداد سوءاً عند الجلوس.
  • شعور بالوخز في الساق.
  • الضعف أو التنميل أو الصعوبة في تحريك إحدى القدمين.
  • آلام شديدة في الساق تجعل المريض عاجزاً عن الوقوف.
  • الشعور بوخز في أصابع القدمين.

علاج عرق النسا

يهدف علاج عرق النسا إلى تخفيف الآلام وتحسين قدرة المريض على الحركة، وهناك العديد من المسارات العلاجية التي يختار من بينها الطبيب ما يناسب كل مريض بناءً على شدة الأعراض التي يعاني منها، والمسبب الرئيسي للحالة. نستعرض في هذا الجزء من المقال أشهر العلاجات المتاحة لعرق النسا. [3]

العلاجات المنزلية البسيطة

تعد العلاجات المنزلية هي الخيار الأول في علاج كثير من آلام عرق النسا البسيطة إلى المتوسطة، يعتمد المريض على هذه العلاجات لمدة ستة أسابيع، وإذا لم يشعر بأي تحسن في الأعراض ينبغي أن يلجأ إلى استشارة الطبيب؛ حتى يصف له العلاج المناسب لحالته. [3]

تضم العلاجات المنزلية التي تخفف من آلام عرق النسا: [3] 

  • وضع أكياس الثلج على المناطق المصابة لمدة 20 دقيقة عدة مرات يومياً، والتبديل بين أكياس الثلج والكمادات الساخنة في حالة عدم تحسن أعراض المريض.
  •  تناول المسكنات التقليدية التي لا تحتاج إلى تذكرة طبية؛ مثل: الباراسيتامول (الاسم التجاري: Panadol)، والإيبوبروفين (الاسم التجاري: Advil).
  • أداء بعض التمرينات البسيطة التي تدعم الظهر والعضلات، بشرط أن تكون تحت إشراف أحد المتخصصين في هذا النوع من التمارين.

العلاج الدوائي

في حالة استمرار الأعراض وعدم تحسنها على الرغم من اعتماد المريض على المسكنات التقليدية، يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية الأقوى في التأثير والفعالية، تتضمن هذه الأدوية: [3]

  • باسطات العضلات.
  • الأدوية المضادة للتشنجات.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

العلاج الطبيعي

يقترح الأطباء في كثير من الأحيان خضوع المرضى إلى أحد برامج العلاج الطبيعي، ينطوي العلاج الطبيعي على مجموعة من التمارين التي تساعد على تقليل الضغط الواقع على العصب الوركي، ومن ثم تخفيف آلام عرق النسا. [3] [2]

تتضمن تمارين العلاج الطبيعي لعرق النسا بعض التمارين الهوائية، وتمارين الإطالة التي تساعد على تحسين مرونة العضلات، كما يوصي كثير من المتخصصين في مجال العلاج الطبيعي بأهمية ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تدعم تأثير برامج العلاج الطبيعي؛ مثل: رياضة المشي، والسباحة، وبعض التمارين المائية. [3] [2]

حقن العمود الفقري

يهدف هذا الإجراء إلى تخفيف الآلام المتوسطة إلى الشديدة التي يعاني منها بعض المرضى، عن طريق حقن العمود الفقري باستخدام الكورتيكوستيرويدات التي تتمتع بخصائص مضادة للالتهاب، يتم الحقن عادةً حول جذور الأعصاب المصابة بالالتهاب، ويكون المريض تحت تأثير التخدير الموضعي، ويستمر تأثير الحقن لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر. [3]

الخيار الجراحي

لا ينصح الأطباء بالخضوع إلى جراحة العمود الفقري لعلاج آلام عرق النسا إلا في بعض الحالات منها: [3]

  • عدم تحسن الأعراض مع الطرق العلاجية الأخرى.
  • تزايد شدة الألم على الرغم من الاعتماد على الأدوية.
  • معاناة المريض من ضعف في الأطراف السفلية.
  • فقدان المريض السيطرة على الأمعاء أو المثانة.

تستهدف جراحة العمود الفقري تخفيف الضغط الواقع على العصب الوركي، والتأكد من ثبات العمود الفقري، تتضمن الخيارات الجراحية: [1]

  • استئصال القرص: خلال هذا الإجراء يزيل الطبيب النتوءات العظمية أو الانزلاق الغضروفي الذي يضغط على العصب الوركي، وفي كثير من الحالات تتم إزالة القرص بالكامل لإصلاح المشكلة.
  • استئصال الصفيحة الفقرية: يزيل الأطباء خلال هذه الجراحة الصفيحة الفقرية، وهي جزء من حلقة العظام التي تغطي الحبل الشوكي؛ حتى يقل الضغط على العصب الوركي.

مضاعفات عرق النسا

يتعافى معظم المرضى من عرق النسا، ومع ذلك هناك بعض المضاعفات التي قد يواجهها بعض هؤلاء المرضى، وتعد الآلام المزمنة التي يستمر تأثيرها لفترة طويلة من أشهر هذه المضاعفات. [1]

بالإضافة إلى ذلك قد يعاني بعض المرضى من تلف دائم في الأعصاب، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس في الساق المصابة، وقد يتعرض العصب الوركي في بعض الحالات إلى إصابة متقدمة تؤدي إلى مشكلة تسمى هبوط القدم (بالإنجليزية: Drop Foot)، وهي حالة يصعب معها أن يمشي المريض بشكل طبيعي. [3]

الوقاية من عرق النسا

على الرغم من أن الوقاية من بعض مسببات عرق النسا قد لا تكون ممكنة، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي تساعد على حماية الظهر وتقليل مخاطر الإصابة، تضم هذه الإجراءات: [3]

  • الحفاظ على الوضعية الصحيحة للجسم أثناء الجلوس، والوقوف، والنوم، ورفع الأجسام الثقيلة؛ لتخفيف الضغط على منطقة أسفل الظهر.
  • الحفاظ على الوزن المثالي؛ لأن السمنة ترتبط بالآلام التي يعاني منها كثير من المرضى في جميع مناطق الجسم.
  • الإقلاع عن التدخين؛ لأن التدخين يقلل من تدفق الدم إلى العمود الفقري، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الغضاريف.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم؛ للحفاظ على مرونة المفاصل والعظام، وتقوية عضلات الظهر والبطن.
  • ارتداء الأحذية المناسبة التي تقلل من فرص الإصابات والتعرض للسقوط.

متى يجب زيارة الطبيب

هناك بعض الأعراض التي تحتم عليك استشارة الطبيب فوراً، من أهمها: [1] [3]

  • الشعور بخدر في الساق.
  • ضعف في الأطراف السفلية.
  • ألم شديد في أسفل الظهر أو الساق يستمر لعدة ساعات.
  • عدم القدرة على التحكم في الأمعاء أو المثانة؛ نتيجة لتأثر الأعصاب في نهاية الحبل الشوكي. 

عرق النسا من المشكلات الطبية الشائعة التي ينبغي التعرف على أسبابها، وأعراضها، والعلاجات المتاحة لها، كما تساعد بعض الإجراءات الوقائية على تجنب الإصابة ببعض المخاطر المصاحبة لها.