;

3 أسباب مدهشة تسبب الوحام لدى الحامل

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020
3 أسباب مدهشة تسبب الوحام لدى الحامل

إن الوحام أثناء الحمل يختلف كليًا عن الجوع، فقد يكون غير مرتبط تمامًا بالشعور بالجوع، كما يمكن أن يكون هوسًا بشعور أو رائحة أو طعم معين والذي ينبثق ولا يزول حتى تُلبى الحاجة.
تشرح أماليا وهي من الأرجنتين ولكنها تعيش في الولايات المتحدة شعورها تجاه الوحام "كنت أشتهي الأخطبوط باستمرار في منتصف فترة حملي، كان لابد من شوي أخطبوط وتناوله، حيث أردت ذلك الملمس والنكهة المتفحمة".
إن الرغبة الشديدة في تناول نوع معين من الأطعمة خلال فترة الحمل "أو ما يسمى بالوحام" غامضة نوعًا ما، ومع ذلك فقد أصبحت بطريقة ما علامة جديرة بالملاحظة تدل على نمو الطفل في الرحم.
وقد كثرت النظريات التي تفسر حاجة المرأة الحامل النهمة المفاجئة إلى البطيخ أو السردين، وقد تتساءلين هل من الطبيعي أن تشتهي أشياء غريبة أثناء الحمل؟ هل من الطبيعي ألا تتوقي لتناول أي شيء على الإطلاق؟
سوف نقوم بالإجابة على كل هذه الأسئلة وأكثر.

هل الوحام أمر حقيقي

تشير إحدى الدراسات إلى أن 50% إلى 90% من النساء يعانين من الرغبة الشديدة في تناول طعام معين أثناء الحمل، ومن المثير للاهتمام أن أعلى معدل كان بين النساء في الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث تعاني معظم النساء اللاتي يصبن بالوحام من الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة في الأيام الثمانية التي تسبق الدورة الشهرية.
مناقشة لأهم الأسباب المحتملة للوحام
لماذا تحدث الرغبة الشديدة في تناول طعام معين أثناء الحمل؟ وما الذي يخلق هذه الحاجة القوية والملحة لدى النساء الحوامل؟ حيث تود العديد من النساء الحوامل وأزواجهن الإجابة على هذا السؤال، وخاصة أولئك الأزواج الذين يجرون في منتصف الليل للحصول على الآيس كريم المملح لزوجاتهم.
لا تستطيع الدراسات تحديد السبب الدقيق للوحام ولكن تم تحديد ثلاثة عوامل رئيسية تساهم فيه

أولًا التحولات الهرمونية

يقع اللوم على الهرمونات في الكثير من التغيرات الجسدية من سن البلوغ إلى سن اليأس، والحمل ليس استثناءً لهذه الهرمونات.
حيث يعتقد الكثير من الناس أن المستويات المتقلبة من الإستروجين والبروجسترون تؤثر على تقلباتنا المزاجية والرغبة الشديدة في تناول نوع معين من الأطعمة، خاصةً وأن النساء يرغبن بتناول للشوكولاتة خلال الدورة الشهرية على نطاق واسع.
كما تقول الأبحاث إن الهرمونات ليست السبب المباشر لوحام، ومع ذلك فهي مرتبطة بالرغبة المتزايدة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والحلويات.
كما أن هرمونات الحمل مسؤولة أيضًا عن الغثيان والحساسية المتزايدة للشم والتذوق لدى النساء الحوامل مما قد يؤدي إلى النفور من الطعام وكذلك الوحام.
فالطعام الذي كنت ترغبين فيه وكان طعمه أو رائحته لذيذة يبدو الآن مثيرًا للاشمئزاز.

ثانيًا الحاجة الغذائية

فرضية أخرى تفسر الوحام أثناء الحمل هي أن جسمك يخبرك بما يحتاجه لنمو الطفل، ويقول هذا التفسير البيولوجي أن الجسم يرغب في الحصول على ما يحتاجه من مغذيات لضمان صحة الطفل الذي ينمو في الرحم.
فعلى سبيل المثال قد تشتهي المرأة التي تعاني من انخفاض مستويات الحديد أو فقر الدم اللحوم الحمراء، أو قد تشتهي الامرأة الحامل ثمارًا غنية بفيتامين سي في مرحلة مهمة من نمو الجنين، ولقد سمعت أشخاصًا يقولون إن النساء الحوامل يتوقن إلى الآيس كريم عندما يحتاج الطفل إلى الكالسيوم من أجل نمو العظام.
يبدو أن هذه النظرية منطقية حقًا من منظور تطوري، لكن الدراسات لم تكن قادرة على دعمها، كما تشير الأدلة أعلاه إلى أن معظم الوحام يكون في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون وليس الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية.
وعلى الرغم من أنه قد يكون صحيحًا أن الوحام يشير إلى نوع من الاحتياجات التي يحاول جسمك سدها إلا أنه على الأرجح لا يتوافق مع نقص غذائي معين.

ثالثًا العوامل النفسية والاجتماعية

إذا لم يكن الوحام مرتبطةً بشكل مباشر بالتغيرات الهرمونية أو الاحتياجات الغذائية فمن أين يمكن أن تأتي أثناء الحمل؟
وفقًا لعلم النفس اليوم يلعب السياق الثقافي دورًا كبيرًا في الوحام، حيث يشكل توافر الطعام بالمكان الذي تعيش فيه بما تتوق إليه ولماذا.
فعلى سبيل المثال أظهرت دراسة استقصائية للنساء الحوامل من المملكة المتحدة أن أعلى 3 حالات اشتهاء للطعام أثناء الحمل كانت للشوكولاتة والفواكه ومصاصات الثلج، لكن دراسة أخرى أجريت على نساء من تنزانيا كشفت عن الرغبة الشديدة في تناول اللحوم والمانجو والزبادي أثناء الحمل.
إن حاجتنا إلى طعام معين لها علاقة أكبر بالحاجة إلى التهدئة الذاتية، فمن المؤكد أن المتطلبات الجسدية والعاطفية للحمل يمكن أن تؤدي إلى البحث عن أطعمة تقليدية مليئة بالكربوهيدرات.
ولا تحتاج النساء الحوامل إلى دراسات علمية لإثبات ما يعرفونه بالفعل عن الشوكولاتة وهي الشغف رقم واحد في أمريكا الشمالية، حيث تناول الشوكولاته يفرز الإندورفين والإندورفين يجعلنا نشعر بالراحة.
في أي وقت من الحمل تشعرين بالوحام
يربط معظمنا الرغبة الشديدة في تناول أنواع معينة من الطعام ببدء الأيام الأولى من الحمل، لكن بعض النساء لا يعانين من هذه الرغبة إلا في وقت متأخر من الحمل.
ففي الثلث الأول من الحمل يمكن أن تبدأ الرغبة الشديدة في تناول الطعام في وقت مبكر من الأشهر الثلاثة الأولى وذلك بمجرد أن تبدأ الهرمونات في الارتفاع، وقد يكون النفور من الطعام أكثر احتمالًا لأن الغثيان يكون في أسوأ حالاته في الأشهر الثلاثة الأولى.
أما في الثلث الثاني من الحمل تكون الرغبة الشديدة في تناول الطعام أكثر شيوعًا وأكثر حدة ربما لأنه يترافق مع زوال الغثيان، حيث يبدو تناول الطعام جيدًا وتريدين تعويض الغذاء الضائع.
وفي الثلث الثالث من الحمل يتم الإبلاغ عن انخفاض الرغبة الشديدة في تناول الطعام، حيث تجعل حرقة المعدة وعسر الهضم من الصعب العثور على طعام يتفق مع أمعائك.

ما هي الأطعمة التي ترغبها الحوامل أثناء الوحام

تشتمل الأطعمة الأكثر شيوعًا أثناء الوحام عصير الفاكهة والفواكه والحلويات ومنتجات الألبان والشوكولاتة، كما تزداد الرغبة في تناول الأطعمة المالحة في نهاية الحمل.
ويمكن أن يختلف وحام الأطعمة وفقًا للثقافة والموقع الجغرافي، وفيما يلي أمثلة للأطعمة التي ترغبها النساء الحوامل من جميع أنحاء العالم
أولًا أمريكا الشمالية

  • الحلويات كالشوكولا
  • الكربوهيدرات والسعرات الحرارية العالية مثل البيتزا ورقائق البطاطس والوجبات السريعة
  • البروتين حيواني كشرائح اللحم والدجاج
  • الفواكه
  • منتجات الألبان عالية السعرات الحرارية مثل الجبن والقشدة الحامضة والآيس كريم

ثانيًا بريطانيا

  • الشوكولاتة
  • الفاكهة
  • الآيس لولي والآيس كريم
  • الكيك والحلويات والبسكويت
  • المشروبات الغازية
  • الطعام الحار
  • رقائق البطاطا

ثالثًا تنزانيا

  • اللحم
  • المانجو
  • الزبادي
  • البرتقال
  • المشروبات الغازية

متى يكون الوحام مدعاة للقلق

ليست كل حالات اشتهاء الطعام صحية، حيث تم ربط الرغبة الشديدة في تناول الطعام بزيادة الوزن بشكل مفرط أثناء الحمل، وفي بعض الأحيان تكون الرغبة الشديدة في تناول المواد غير الغذائية التي لا ينصح بها مؤشرًا على الخطر، حيث تم ربط اشتهاء الثلج أثناء الحمل بنقص الحديد عند العديد من الحوامل.
وتذكري إذا كان لديك أي قلق بشأن آثار الوحام خلال فترة الحمل فيجب عليك الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
حيث يؤدي الانغماس في تناول الأطعمة الغنية بالسكر والسعرات الحرارية في كثير من الأحيان إلى زيادة الوزن بشكل أكبر مما هو موصى به في الحمل.
وزيادة الوزن المفرط للأمهات مرتبط بعدد من النتائج الصحية السلبية لك ولطفلك، واحد منها هو سكري الحمل.
كما يمكن أن يعني ارتفاع مؤشر كتلة الجسم إلى حدوث مضاعفات الحمل مما يؤدي إلى مشاكل أثناء الولادة.
هذه كلها أسباب وجيهة للسيطرة الوحام والرغبة في تناول أطعمة معينة.

الرغبة الشديدة في تناول المواد غير المغذية

يشمل الوحام لدى بعض النساء المواد غير الغذائية مثل التربة والطباشير والصابون، ويمكن أن تكون هذه المواد ضارة بالفعل، حيث إن هذه الحالة تسمى بيكا، والتي ربما تشير إلى نقص غذائي حقيقي وهي سبب للاتصال بالطبيب ومقدمي الرعاية الصحية واستشارتهم.

هل من السيء تجاهل الوحام

لن يحدث أي ضرر لك أو لطفلك إذا تجاهلت رغبتك في تناول شوكولاتة الحليب أو رقائق البطاطس، وكما أوضحنا لا يشير الوحام إلى أن جسمك أو طفلك يحتاج إلى العناصر الغذائية.
وإذا كنت بحاجة إلى طعام معين خاصة الطعام غير الصحي، فإليك بعض النصائح التي يمكنك القيام بها

  • تناولي جزءًا صغيرًا من الطعام الذي تريدينه مع تذوق كل قضمة بعناية
  • ابحثي عن بديل صحي مقبول، فعلى سبيل المثال إذا كنت تتناولين الكثير من الآيس كريم جربي استخدام وعاء صغير من الزبادي اليوناني المحلى بالعسل بدلاً من ذلك.
  • شتتي نفسك، حيث يمكنك التخلص من الوحام عن طريق الاستحمام أو المشي
  • الحمل هو وقت تحدث فيه تغيرات هائلة في عقل المرأة وجسدها وروحها، وتمامًا مثل العديد من هذه التغييرات الغامضة لا يمكنك تجاهل الرغبة الشديدة في تناول الطعام ولكن يمكنك تلبيتها قليلًا.
     
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!