;

متى يكون تورم القدمين خطراً للحامل

  • تاريخ النشر: الإثنين، 25 أبريل 2022 آخر تحديث: الخميس، 13 أكتوبر 2022
متى يكون تورم القدمين خطراً للحامل

تورم القدمين أثناء الحمل قد يكون عرضاً طبيعياً أو مؤشراً لحالة صحية خطيرة لدى المرأة الحامل، نتناول في طيات السطور القادمة أسباب الإصابة بهذه الظاهرة، مع عرض لبعض النصائح التي تُخفف من حدة تورم القدمين.

ما المقصود بتورم القدمين أثناء الحمل

يحدث التورم (بالإنجليزية: Edema) للأطراف السفلية والقدمين أثناء فترة الحمل، ومن الممكن أن يظهر أيضاً في الوجه وأصابع اليدين، يتضح التورم جلياً في الثلث الأخير من فترة الحمل، وقد لا يُلاحظ في بدايته، لكن كلما اقترب موعد الولادة يزيد تجمع الدم والسوائل في الأطراف مسبباً انتفاخها؛ حيث تتسبب تلك السوائل الزائدة بالإضافة إلى الدم الذي ينتجه الجسم للحفاظ على صحة الجنين في تبطيء الدورة الدموية لدى الحامل؛ فتكون المحصلة هي تورم الأطراف،  خصوصاً في نهاية اليوم وعندما تكون حرارة الجو مرتفعة، لكن سرعان ما يتخلص الجسم من هذا التورم بشكلٍ تدريجي عقب الولادة.[1][2]

متى يكون تورم القدمين خطراً للحامل

يُعتبر تورم القدمين للحامل من الأمور الطبيعية العارضة التي تحدث لمعظم النساء في فترة الحمل، بالرغم من ذلك فإنه يًوجد بعض العلامات التي قد تُصاحب تورم القدمين والتي تُعد مؤشراً على خطورة الحالة الصحية للأم، بل وأحياناً الجنين أيضاً.[3]

تسمم الحمل

يحدث تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia) بعد انقضاء 20 أسبوعاً من الحمل، وهو ظاهرة مرضية تُمثل خطراً حقيقياً على الأم والجنين، ولا يُوجد لها علاجاً سوى أن تلد المرأة الحامل، لذلك فكلما بكرت هذه الحالة المرضية في الظهور كلما كان الوضع أكثر حرجاً للأم وطفلها، تُمثل نسبة الإصابة بتسمم الحمل في الولايات المتحدة بين النساء الحوامل 25:1.

يُصاحب تسمم الحمل ارتفاعاً في ضغط الدم (لم تُعاني منه الحامل سابقاً)، كما يزيد معدل الزلال، وهو بروتين طبيعي يحافظ على توازن السوائل بالجسم، مما يُعطي انطباعاً إلى حدوث ضررٍ بالغ للكبد أو الكلى.

تظهر علامات معينة لتسمم الحمل، مثل حدوث تورم القدمين (أو أي منطقة أخرى) فجأةً وليس بشكل تدريجي، أو أن يزداد التورم سوءً بدرجةٍ لم تعتدها المرأة الحامل، يُصاحب هذا التورم اضطراباً في الرؤية، وضيقاً في التنفس، والشعور بالغثيان، وحدوث قيء، كما تُعاني المرأة في حالة تسمم الحمل صداعاً شديداً يستمر معها، وفي حالة ظهور مثل تلك الأعراض يجب أن تُسرع الحامل بزيارة الطبيب المتخصص على الفور. [3][4]

تجلط الأوردة العميقة

يجب أن تنتبه المرأة الحامل لحدوث تورم مفاجئ في إحدى قدميها أو ساقيها، فهذا يعني حدوث تجلط الأوردة العميقة (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis) ويُطلق عليه اختصاراً (DVT)، وهو حالة مرضية مهددة للحياة.

التورم الظاهر على القدم أو الساق الواحدة نتيجة الإصابة بجلطة القدم يتميز بعلامات معينة، مثل: الألم، والاحمرار، ويُصاحب تلك الأعراض الشعور بدفء منطقة التورم عن باقي أجزاء الجسم.

تزيد فرصة الإصابة بتجلط الأوردة العميقة عند المرأة الحامل إذا كانت تُعاني السمنة، أو ارتفاع ضغط الدم، أو كونها من الأمهات اللائي أنجبن العديد من الأطفال، كما أن قلة الحركة وعدم ممارسة أنشطة بدنية يُعرض الحامل للإصابة بتجلط الأوردة العميقة.[3][5]

ما سبب تورم القدمين أثناء الحمل

من المتوقع أن يبدأ التورم في القدمين أو في أي منطقة من الجسم أثناء جميع مراحل الحمل، حتى بعد الولادة، لكنه يشيع حدوثه أكثر في الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل، وينتج عادة من مضاعفة الجسم لكمية الدم الموجودة به، استعداداً لفترة الحمل والولادة، يتسم الدم الجديد بأنه أكثر مائية، هذه الصفة تجعله لا يستقر داخل الأوعية الدموية، بل يستطيع جزء منه أن يهرب خارجها ليحيط بالأنسجة، مسبباً حدوث التورم الملحوظ.[3]

زيادة حجم الدم بالجسم ليس السبب الوحيد لحدوث تورم القدمين لدى المرأة الحامل، فما أسباب تورم القدمين الأخرى:[3][6]

الثلاثة شهور الأولى من الحمل

يُنتج الجسم هرموناً تناسلياً يُسمى هرمون الريلاكسين (بالإنجليزية: Relaxine)، وهو الهرمون المسؤول عن إرخاء الحوض أثناء الولادة، وجود هذا الهرمون في الجسم يُسبب تورم قدم المرأة الحامل، فتُصبح أكثر تسطحاً واستطالة، وجديرٌ بالذكر أن هرمون الريلاكسين يكون في أعلى نسبته أثناء الشهور الأولى في الحمل، لذلك فمن الطبيعي أن تستشعر المرأة الحامل أن حذاءها لم يعد يلائمها.[3]

الثلاثة شهور الثانية من الحمل

يزداد تورم القدمين في هذه الفترة من الحمل كنتيجة لسببين، أولهما زيادة نسبة السوائل في الأنسجة والمفاصل بغرض تهيئة الجسم لوقت الولادة، والسبب الثاني هو استمرار المرأة الحامل في الوقوف لمدة طويلة أثناء اليوم، مما يزيد من تورم القدمين.[7]

الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل

يكبر حجم الجنين داخل الرحم في هذه المرحلة، مما يسبب ضغطاً على الوريد الأجوف السفلي (بالإنجليزية: Inferior vena cava)، الذي يرجع بالدم من الأجزاء السفلية من الجسم إلى القلب، ينتج من ضغط الجنين النامي على الوريد الأجوف السفلي تبطيء الدورة الدموية في الأطراف السفلية، فيزيد تورم القدمين، هذا بالإضافة إلى زيادة كمية السوائل التي تحدثنا عنها سابقاً.[3]

علاجات منزلية للتقليل من تورم قدم الحامل

فيما يأتي مجموعة من طرق علاج تورم القدم عند الحامل:

التقليل من استهلاك الملح 

يؤدي الإفراط في استخدام الملح إلى حبس السوائل الزائدة في الجسم، مما يُسبب حدوث التورم، لذلك ندعو المرأة الحامل أن تتجنب اللحوم المصنعة، والأغذية المملحة أثناء فترة الحمل، كما يمكن تعويض استخدام ملح الطعام الزائد في الوجبات عن طريق استخدام الزعتر، والروزماري، كمنكهات للطعام تغنيك عن الملح.[8]

زيادة استهلاك البوتاسيوم 

يحفظ البوتاسيوم التوازن الطبيعي لسوائل الجسم، ومن هنا كان نقص البوتاسيوم  في الجسم وعدم تناوله بالكميات الكافية من خلال الطعام أو المكملات الغذائية سبباً كافياً لحدوث التورم لدى الحامل.

من الأطعمة الغنية بعنصر البوتاسيوم: السلمون، والبطاطا الحلوة بقشرها، والفول، والموز، والسبانخ، وعصير البرتقال، وعصير الجزر، والرمان. [8]

تناول المزيد من الماء 

يختزن الجسم الماء في بعض الأحياناً ظناً منه أنه في حالة جفاف، فإذا شربت الحامل ما يكفي من الماء سيعود ذلك بالنفع عليها من أكثر من ناحية، مبدئياً سيقل التورم؛ لإحساس الجسم بالارتواء؛ مما يجعله يتخلى عن السوائل الزائدة المخزنة، كما أن تناول المزيد من الماء يُساعد الكلى على العمل بسهولة؛ مما يدفعها إلى التخلص من المخلفات عن طريق إخراجها في البول، لذلك ننصح المرأة الحامل بتناول 10 أكواب من الماء على الأقل في اليوم الواحد.[8]

ارتداء الجوارب الضاغطة

يُنصح بارتداء جوارب ضاغطة يصل طولها إلى الركبة، ويكون قياسها 15-20 مم زئبق، الهدف من استخدام تلك الجوارب هو تخفيف الألم الناتج من التورم من جهة، وإرجاع بعض السوائل الزائدة المتراكمة حول الأنسجة إلى الأوعية الدموية من جهةٍ أخرى، وذلك بفضل القوة الضاغطة في تلك الجوارب.[1]

الطريقة الصحيحة للاسترخاء والراحة

بعد يومٍ متعب من الأعمال أو الوقوف المستمر، لا بد أن تمد الحامل جسمها بالراحة اللازمة، لكن بطريقةٍ صحيحة تُساعد على تحسين الدورة الدموية للأطراف السفلية في نفس الوقت:

  • رفع القدمين فوق مستوى القلب: (من الممكن استخدام الوسادة) أثناء جلسات الاسترخاء، أو مشاهدة التليفزيون، أو القيام بالأعمال المنزلية في وضع الجلوس، سيعمل رفع القدمين بهذا المستوى على سهولة رجوع الدم من الأطراف السفلية إلى القلب، من الممكن تكرار هذه الوضعية في الجلوس عدة مرات في اليوم، لمدة 15-20 في كل مرة.
  • النوم على الجانب الأيسر: هو الاتجاه الموصى به للنوم بالنسبة للمرأة الحامل، وإن كان النوم على الجهتين لا يمثل مشكلة ؛ لكن النوم على الجانب الأيسر يُقلل الضغط على الوريد الأجوف العلوي، وهو وريد كبير يجمع الدم من الأطراف السفلية بالجسم ليعيده للقلب.[1]

غمس القدمين في الماء البارد

يُساعد غمس القدمين في ماءٍ بارد على تقليل التورم في القدمين، والتخفيف من الشعور بالألم، كما أنها تزيل الإحساس بالحرارة في القدمين الذي يُصاحب الحامل عادة في شهور الحمل ، تُكرر تلك العملية عدة مرات في الأسبوع، بحيث تكون مدة غمس القدم 20 دقيقة، مع الحرص ألا يكون الماء بارداً لدرجة التجمد.[1]

طرق أخرى لتقليل تورم القدمين أثناء فترة الحمل

  • ممارسة الرياضات الخفيفة، مثل المشي، أو ركوب الدراجة الثابتة.
  • التدليك أو المساج للقدمين، واليدين، ومناطق معينة في الأذن، ومن الممكن الاستعانة بمتخصص لعمل المساج.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة، حرصاً على عدم عرقلة الدورة الدموية.[6]

هل يعد تورم القدم خطيراً؟ الإجابة هي نعم قد يكون خطيراً، لذلك نلفت الانتباه أنه يجب على المرأة الحامل أن تلاحظ جيداً الأعراض المصاحبة لتورم القدمين لديها، وعليها أن تُسارع بزيارة الطبيب المتخصص عند رؤية أية تغيرات أو علامات مقلقة، حيث تزيد نسبة الإصابة بتجلط الأوردة العميقة لدى الحامل بمقدار 5 أضعاف الإصابة لدى النساء غير الحوامل، وخصوصاً في حال تورم القدمين للحامل في الشهر التاسع.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!