;

لماذا يصرخ مريض الزهايمر و كيف تتعامل معه

لماذا يصرخ مريض الزهايمر و كيف تتعامل معه

  • cookmeddzبواسطة: cookmeddz تاريخ النشر: السبت، 02 أبريل 2022 آخر تحديث: الخميس، 21 سبتمبر 2023
لماذا يصرخ مريض الزهايمر و كيف تتعامل معه

هل لديك أقارب أو أصدقاء يعانون من مرض الزهايمر؟ إذا حتما تعلم أن مريض الزهايمر يصرخ أحيانا. لكن لماذا قد يصرخ مريض الزهايمر؟

 اليوم العالمي للزهايمر

شاهدي أيضاً: اليوم العالمي للزهايمر

عندما تنتهي من قراءة المقال ستكون قادرا على التعامل مع مريض الزهايمر حين يصرخ بسرعة وفاعلية. كما ستفهم الخلفية العلمية لهذا التصرف.

لماذا يصرخ مريض الزهايمر؟

يصرخ مريض الزهايمر لعدة أسباب أولها اضطرابات السلوك التي تصاحب المرض، حيث إن المريض يهيج بسبب الخوف النفسي، القلق، الألم، تغير الروتين والاكتئاب، وثانيا التأثيرات الجانبية لبعض أدوية الخرف التي يتناولها المريض.

ماذا نقصد بصراخ المريض؟ 

في كثير من الأحيان يصرخ مريض الزهايمر بعدة طرق ولعدة أسباب، يمكن أن يصرخ طالبا النجدة من خطر حقيقي أو وهمي. قد يصرخ من الألم. أو قد يتفاعل مع ما يراه من هلوسات التي قد تصاحب مرض الزهايمر. قد يصرخ خوفا ويهرب لأنه يحس بالخوف مثلا من الناس المحيطين به لأنه لا يتعرف عليهم بسبب مرضه.

بحسب مراحل الزهايمر تطور الزهايمر، قد يكون الصراخ والهيجان من أهم الأعراض، أكثر حتى من النسيان المعروف لدى مرضى الزهايمر. وقد يسبب إزعاجا ليس للمريض فحسب، بل لأقاربه أو الأشخاص المكلفين برعايته.

عليك أن تتذكر أن مريض الزهايمر لا يستطيع عادة أن يعبر عما يزعجه، وهو ما يسبب إحباطا حادا لديه يترجم على شكل صراخ وأحيانا بكاء.

ما هي أسباب هيجان المريض؟

أسباب متعلقة بمرض الزهايمر

في هذه الحالة يعتبر الصراخ من أعراض المرض ومشيرا إلى وصول المرض الى مرحلة نسميها “اضطرابات السلوك”، حيث تكون هذه المرحلة أما من البداية أو في مراحل متقدمة من المرض.

أسباب متعلقة بالمحيط

علاقة مريض الزهايمر بمحيطه ليست عادية، فهو أولا لا يستطيع في كثير من الأحيان التمييز أو التعرف على الأشياء من حوله، أو التعرف على الأشخاص أو حتى معرفة الزمان والمكان.

أضف إلى ذلك أنه لا يستطيع التعبير بأسلوب مفهوم عما قد يزعجه في المحيط.

بالنسبة للتعرف للأشخاص، فلأن القدرة على معرفة الأشخاص حتى المقربين قد تكون مفقودة لدى مريض الزهايمر، لذلك فهو سيخاف من اي تفاعل بشري لأنه سيعتقد أن من معه غريب وربما خطير مما قد يسبب نوبة فزع وصراخ لديه.

بالنسبة للمحيط الفيزيائي، خاصة ديكور المنزل، وحاجاته الخاصة، مثل المناشف او الكراسي والملاعق والأدوات المختلفة التي يستعملها يوميا، لأن مريض الزهايمر ليس جيدا في التكيف، فأي تغيير في ديكور المنزل سيسبب له إزعاجا منقطع النظير قد يصل الى نوبات هيجان.

بالنسبة للزمان والمكان، فإن مريض الزهايمر قد يستيقظ في الليل ويتصرف كأنه النهار لأنه لا يميز بين الصباح والمساء.

أسباب متعلقة بأمراض أخرى

لا تنس أن مرضى الزهايمر، لأنهم كبار في السن، عادة لديهم أمراض أخرى يعانون منها قد تكون سببا في معاناتهم التي تترجم إلى صراخ، نذكر هنا أهم الأمثلة.

هشاشة العظام قد يسبب آلاما في العظام، او كسورا تسببها حركات بسيطة حتى بدون السقوط، مع أن الكسور شيء واضح وعادة لا يمكن لمن يهتم بالمرضى أن يغفل عنه، لكن مع الصراخ و إنفعال المريض، قد ننسى تفحص رجله أو وركه للبحث عن كسر ما تسبب في ألمه وبالتالي صراخه.

ضعف النظر، ما علاقة ضعف النظر بالصراخ؟ لا تقلق، فليس هذا رابط عجيب مثل الرابط العجيب لسبيس تون، كل ما في الامر هو أن ضعف النظر يسبب السقوط والتعثر، وهو ما يسبب كسورا، وهو مشكل شائع جدا لدى كبار السن، حتى بدون مرض الزهايمر، وهو سبب شائع للموت في سن متقدمة، لذلك يمكنك مساعدة المريض كثيرا أن صححت نظره.

التقرحات الجلدية، خاصة على الوركين والظهر، وهي تقرحات تكون لدى المريض الذي يبقى مستلقيا مدة طويلة، مما يتسبب في تأكل المنطقة من الجلد التي يتكئ عليها المريض، وهو مشكل شائع جدا خاصة عن مرضى الزهايمر لأن الكثير منهم لا يتحركون ويبقون مدة طويلة بنفس الوضعية. هذه نقطة مهمة جدا يجب التنبه إليها لأن كثيرا من مرافقي المرضى ينسونه، ولا ينتبهون على التقرحات، فهي تسبب آلاما حادة خاصة عند محاولة تحريك المريض، لذلك من الضروري تفقدها من حين لآخر خاصة عند ملاحة انزعاج المريض من الحركة.

ماذا يمكن أن تفعل في المنزل عند صراخ المريض؟

ماذا عليك أن تفعل بسرعة؟

البقاء هادئا. هذا هو أول شيء عليك فعله واتقانه، وهذا لسببين، أولهما ان اضطرابك سيؤثر سلبا عن الشخص المسن، حيث يقلدك بلا وعي ويزيد صراخا وهيجانا، وثانيا عليك ان تكون هادئا حتى تعرف كيف تتصرف وتنفذ الخطوات القادمة التي سنتحدث عنها.

تنفس بعمق وبهدوء، وتحرك ببطء ونعومة حتى لا تقلق المريض الذي أمامك.

تصرف معه بحنية ومراعاة، وقم بلطف بطمأنته كما يحب مثل وضع يدك على كتفه أو المسح على شعره.

تحديد سريع للسبب وراء الصراخ

هذه الخطوة قد تحتاج إلى بعض الخبرة لإتمامها سريعا، لأنها تتطلب السرعة، والدقة.

سبب الهيجان يمكن أن يكون كما ذكرنا من قبل، الخوف، الملل، الألم، الإحباط، لذا حاول أن تتذكر لحظات قبل صراخ المريض ماذا حدث: هل جرح نفسه؟ هل لم يجد شيئا معتادا أن يجده؟ هل تكلم معه أحد وأزعجه؟

في البدايات قد تبدو نوبات الهيجان هذه عشوائية لكن يمكن أن يكون لها أسباب واضحة، وهنا تأتي فائدة “مذكرة الزهايمر” وهو كراس تسجل فيه أنت أو المسؤول الأول عن رعاية المسن كل حالات الصراخ لديه (الوقت، الكيفية والسبب بالتأكيد وكيف سكت المريض) هكذا يمكنك في المرات القادمة الذهاب مباشرة إلى الأسباب التي أعتدت عليها لان لديك هذه المعلومات مسجلة في المذكرة.

راقب واستمع لإشارات عن سبب الصراخ

هنا نقصد أن تستمع للمريض وتحاول أن تفهم منه سبب المشكلة.

قد يصرخ المريض طلبا للمساعدة وهو يشير بأصبعه إلى شيء ما يزعجه، أو يخيفه مثل قط أو كلب في الغرفة.

وقد يشير المريض إلى شيء ما فقط لأنه يريده ولا يعرف كيف يصل إليه أو يستعمله.

قد يمسك لباسه بقوة ويطلب وهذا يعني أن لباسه يزعجه أو أنه يريد شيء جسديا مثل الذهاب إلى الحمام أو لباسا جديدا.

قد يصرخ المريض لأنه يريد الخروج ليغير الجو خاصة إن كان في مكان واحد لمدة طويلة.

يجدر التنبيه أن المريض قد يصرخ بسبب شيد يعتقد أنه موجود، أو ما نسميها الهلوسات البصرية، وهي منتشرة عند بعض مرضى الزهايمر، عليك أن تذكر هذا الأمر للطبيب خاصة إن كان شيئا جديدا.

تأكد أن حاجات المريض الجسدية قد تم التكفل بها

هنا تقوم بالتكفل بما يزعج مريضك. ان كان شيئا قد اخافه تأكد ان تبعده عنه، أو تعطيه شيء الذي يريده، اعطه الماء ليشرب، قم بإلباسه اللباس الذي يريده، إرشده إلى الحمام لقضاء حاجته، قم بتغطية المرآة إن كانت تزعجه.

أزل العوامل المهيجة للمريض، قم بإزالة أي موسيقى مزعجة، إطفئ التلفاز إن كان يزعجه، قم بتبديل المكان الذي هو فيه لتغيير الجو.

إن كان الألم هو سبب المشكلة، أعطيه دواء الألم الذي وصفه الطبيب.

استغل تقنيات التهدئة

الآن وقد عرفت سبب المشكلة وقمت بالتكفل بها، قم بتهدئة مريضك بما تعلم أنه يعينه على الاسترخاء عادة.

إن لم تجد السبب، هنا عليك ان تقوم بتقنيات التهدئة الخاصة بمثل هذه الحالات.

أصرف انتباه المريض

مرض الزهايمر، مع الأسف، يقضي على كل قدرات التفكير المنطقي لدى الإنسان، لذا فإن الشخص المسن أمامك لا يملك عادة أي قدرة على التفكير المنطقي. لذلك جملة مثل “لقد فعلت ما تريد، اسكت الان!” قد لا تعطي مفعولها مع مريضك، لذلك عليك اللجوء الى صرف الانتباه والتهدئة واستغلال العاطفة التي تكون لازالت سليمة عادة عن المرضى.

مثلا، قم بالتربيت على يده والضغط عليها بحنان، وقل مثلا “تعال نأكل تلك الأكلة التي تفضلها”. أو قم بضمه إليك وقل” هيا نذهب إلى الحديقة”

اخيرا قم بصرف انتباه مريضك بالقيام بأنشطة تعلم أنه يحبها. من بين هذه الأنشطة:

  • الاستماع الى القرآن إن كان مسلما، او موسيقاه المفضلة.
  • الذهاب إلى الخارج أمام الطبيعة
  • وفر الراحة مع حيوان أليف مفضل
  • امنح الراحة العاطفية، عبر اللمس، الحضان، والقبل، أو التربيت على الرأس

اشراكهم في أعمال المنزل البسيطة لصرف أنتباههم، وإشعارهم بالإنتماء، وتجنب الشعور بالإحباط من خلال النجاح في المهام الموكلة إليهم .

ماذا عليك أن تفعل على المدى البعيد؟

استشارة الطبيب المعالج بخصوص الأدوية

عادة، كبار السن يكونون تحت عدة أدوية، لعدة أمراض، ليس الزهايمر وحسب، وكما هو معروف، هناك أعراض جانبية مختلفة لكل دواء، وقد يكون أحدها هو سبب هيجان وانفعال المريض.

لذا قم باستشارة الطبيب بخصوص جميع الأدوية التي يتناولها مريضك حتى يحدد سبب الأعراض ويستبدل الدواء إن كان بالإمكان استبداله.

التعامل مع الألم الجسدي

بالأدوية وغيرها، الألم سبب شائع للصراخ لدى المرضى، لذلك يجب معالجته بفعالية.

تشاور مع الطبيب بخصوص أدوية الألم، وإذا بالإمكان تغييرها أو تعديل الجرعات.

البحث عن علامات على الكآبة

كثير من مرضى الزهايمر، أو مرضى الخرف بصفة عامة يعانون من الكآبة، سواء لأنهم يحسون بمرضهم، او فقط لأن ذلك من أعراض بعض مراحل مرض الزهايمر.

إن كنت تلاحظ علامات قد تدل على الكآبة عند مريضك، فسارع إلى الطبيب لتقييم الكآبة وعلاجها مبكرا، لأن ذلك سيكون مفيدا جدا في تقليل نوبات الهلع والصراخ.

خلق روتين يومي

مريض الزهايمر لا يحب تغير الروتين، حتى التغيير الطفيف، لذلك اجتهد لخلق روتين يومي من الصباح إلى المساء، في المنزل، حيث يمكن لمريض التأقلم معه.

حدد وقت الاستيقاظ بالضبط كل يوم، اجعل وقت ومكان الفطور دائما في نفس المكان والزمان، كذلك بالنسبة للغداء والعشاء. اجعل وقتا محددا للنوم ولا تغير مكان نوم المريض. اجعل أوقاتا خاصة وطقوسا متماثلة لحاجات المريض الجسدية المختلفة مثل الذهاب الى الحمام والاغتسال وتغيير اللباس، والخروج إلى الشارع، وما إلى ذلك.

خلق جو هادئ في المنزل

لأن الفوضى تخلق اضرابا لدى المريض، احرص على تجنب كل مصادر الضوضاء في المنزل.

التقليل من الاحباطات اليومية

كما ذكرنا فإن الإحباط الناجم عن عدم النجاح بالقيام بشيء يسبب ازعاجا شديدا للمريض، مما يتسبب في نوبات الصراخ.

يمكنك التقليل من الإخفاق اليومي للمريض بأن تجعل المهام اليومية سهلة وخالية من العقبات التي تبدو لك بسيطة وسهلة لكنها معقدة عند المريض.

مثلا، احرص ان يكون فناء المنزل مرتبا حتى يسمح للشخص المسن أن يتحرك بسهولة.

لا تضع أقفالا معقدة على الأبواب والخزائن، وأن استطعت، أزل الأقفال، وأترك الأبواب مفتوحة.

الخلاصة:

مريض الزهايمر يحتاج رعاية خاصة، ومعرفة لماذا يصرخ يعتبر ركيزة مهمة في رعايته.

عدة أسباب تجعل المريض يصرخ وينفعل، ولكل واحد منها طريقة للتعامل معه.

الطبيب المعالج ركيزة مهمة في رعاية المريض وينبغي الرجوع إليه عندما تصعب الأمور.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!
  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    cookmeddz

    الكاتب cookmeddz

    - طبيب عام و طبيب متخصص في طب المخ و الأعصاب - خبرة 3 سنوات في الاستعجالات الطبية العامة

    image UGC

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!