;

لخبطة الهرمونات والحمل

  • تاريخ النشر: السبت، 17 أكتوبر 2020 آخر تحديث: الإثنين، 14 نوفمبر 2022
لخبطة الهرمونات والحمل

تحدث لخبطة الهرمونات عندما يوجد كميات كبيرة أو قليلة من هرمون معين في الدم، ونظراً لدور الهرمونات الكبير في الجسم فإن أي اختلالات هرمونية حتى لو صغيرة تؤدي إلى آثار جانبية في جميع أنحاء الجسم.

مقالنا هذا يستعرض أثر الاضطراب الهرموني على الجسم، وخصوصاً جسم المرأة أثناء الحمل والدورة الشهرية وانقطاع الطمث، بالإضافة إلى توضيح العلاقة بين الخلل الهرموني والسمنة.

لخبطة الهرمونات والحمل

خلال الحمل الطبيعي والصحي، يمر جسم المرأة بتغيرات هرمونية كبيرة، هذا يختلف تماماً عن عدم التوازن الهرموني، حيث أن العديد من حالات عدم الإنجاب يكون سببها لخبطة الهرمونات، بعض الهرمونات تملك تأثيراً أكبر من غيرها، لكن يوجد مجموعة منها تؤثر على الحمل، مثل: [1]

هرمونات الغدة الدرقية

تمثل هذه الهرمونات T3, T4 وهي تؤثر بالمقام الأول على عملية الهضم ومعدل الاستقلاب في الجسم، والمقصود هو قيمة الطاقة التي يتطلبها الجسم خلال يوم واحد للقيام بوظائفه، كما ترتبط هرمونات الغدة الدرقية بشكل وثيق بعملية التكاثر.[1]

البرولاكتين

وهو هرمون مسؤول بالدرجة الأولى عن إنتاج حليب الرضاعة، لكن عدم توازنه في الجسم يؤدي إلى مشاكل في الدورة الشهرية؛ وبالتالي يحدث خلل في عملية الإباضة -وهي عملية طرح البويضة من أحد المبيضين إلى الرحم ليتم تخصيبها- وتتم غالباً في منتصف الدورة الشهرية؛ مما يؤثر بشكل سلبي على الحمل.[1]

البروجسترون

هذا الهرمون ضروري للحفاظ على الحمل، فهو يساعد على تكثيف بطانة الرحم؛ مما يساعد بدوره على دعم الجنين، وغالباً ما تعاني النساء المصابات بانخفاض مستويات البروجسترون من الإجهاض المتكرر.[1]

هرمونات أخرى

هناك هرمونات أخرى يؤثر الخلل في مستوياتها على الحمل، مثل: هرمون المضاد للمولر(AMH) وهو أفضل مؤشر على عدد البويضات في المبايض، وهرمون تحفيز الجريب (FSH) الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالخصوبة، فهو يساعد على تنظيم الدورة الشهرية والحث على إنتاج البويضات في المبايض، بالإضافة إلى هرمون آخر هو هرمون الملوتن (LH) المسؤول عن إرسال إشارات للجسم لكي يطلق بويضة ناضجة، حيث ترتفع مستوياته في الجسم قبل الإباضة مباشرة.[1]

كيف يؤثر عدم التوازن الهرموني على الخصوبة

الاختلال الهرموني في الجسم يؤثر على معدل الخصوبة وقدرة الجسم على الحمل، ولتفسير ذلك نوضح التالي: [1]

ضعف التبويض

الخلل الهرموني الناتج عن عدم انتظام هرمونات الغدة الدرقية، أو متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: PCOS)، يقلل من عملية الإباضة أو يمنعها تماماً؛ مما يقلل فرص الحمل بشكل كبير.[1]

المرحلة الأصفرية

هي الفترة الزمنية التي تلي التبويض مباشرة، حيث يتم التحكم في طول هذه المرحلة بواسطة هرمون البروجسترون، ويتراوح متوسط ​​المرحلة الأصفرية من 13 إلى 14 يوماً، أما إذا كانت المرحلة الأصفرية أقصر من 10 أيام فقد لا يحدث حمل.[1]

كيفية تنظيم الهرمونات للحمل

للتعامل مع الخلل الهرموني، وتنظيم الهرمونات قبل الحمل، يجب تحديد سبب الاضطرابات الهرمونية في البداية ونوع الهرمون الذي يسبب الخلل، ومن ثم التعامل معه تبعاً لوصفة الطبيب، وتشمل أهم طرق وأدوية العلاج الآتي: [2]

العلاج الدوائي

  • كلوميفين (بالإنجليزية: :(Clomiphene يساعد على تحفيز عملية التبويض عند الأشخاص المصابين بمتلازمة تكيس المبايض، والذين يسعون إلى الحمل.
  • الجونادوتروبين (بالإنجليزية: Gonadotropin): وهو حقن لتنشيط عملية الإباضة تعطى للنساء التي تعاني من متلازمة تكيس المبايض والعقم، للمساعدة في زيادة فرص الحمل.
  • هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي: للأشخاص المصابين بقصور الغدة الدرقية، لإعادة مستويات الهرمون إلى التوازن.
  • تقنية الإخصاب في المختبر (بالإنجليزية: IVF): لمساعدة النساء التي تعاني من مضاعفات متلازمة تكيس المبايض على الحمل.
  • أدوية منع الحمل (بالإنجليزية: birth control): وهي مفيد للنساء التي لا تخطط للحمل، حيث تحتوي هذه أدوية منع الحمل على هرموني الأستروجين والبروجسترون، وتساعد تلك الوسائل في تنظيم الدورة الشهرية، وهي تتواجد على شكل حبوب أو حقن.
  • هرمون الأستروجين: يفيد تناوله في تقليل الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث، والأعراض المرتبطة بالاضطراب الهرموني مثل جفاف المهبل.[2]

تغيير نمط الحياة

تتضمن التغييرات في نمط الحياة التي قد تساعد في تقليل احتمالية وأعراض الاختلالات الهرمونية ما يلي: [2]

  • ممارسة النظافة الشخصية الجيدة، مع التركيز على غسل المناطق التي تحتوي على الكثير من الزيوت الطبيعية، مثل: الوجه والرقبة والظهر والصدر.
  • تطبيع مستويات هرمون البرولاكتين (الحليب) في الدم عن طريق اتباع نمط حياة صحي.
  • تقليل استخدام منتجات التنظيف التي تحتوي على مواد كيميائية سامة.
  • تناول نظام غذائي مغذي ومتوازن يحوي السمك والعسل والمكسرات.
  • الحد من الأطعمة السكرية والكربوهيدرات المكررة.
  • الحفاظ على وزن صحي للجسم.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تقليل الإجهاد والضغط النفسي.
  • ممارسة اليوجا أو التأمل.
  • تجنب الأطعمة المعلبة.
  • تناول الخضار والفواكه.

الهرمونات والسمنة

تلعب الهرمونات دوراً أساسياً في عملية التمثيل الغذائي وقدرة الجسم على استخدام الطاقة، يمكن أن تؤدي الاضطرابات الهرمونية مثل قصور الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing"s Syndrome)‏ إلى زيادة الوزن أو السمنة، والارتباط بين الهرمونات والسمنة من خلال الأسباب التالية: [3]

  • يعاني الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية من انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية؛ هذا يعني أن عملية التمثيل الغذائي لديهم لا تعمل بالشكل الأمثل، حتى عند اتباع نظام غذائي، يظل الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية معرضين لزيادة الوزن.
  • يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة كوشينغ من ارتفاع مستويات الكورتيزول في الدم؛ مما يؤدي إلى زيادة الشهية وزيادة تخزين الدهون.
  • يزداد وزن العديد من النساء أثناء فترة انقطاع الطمث، بسبب تباطؤ عملية التمثيل الغذائي؛ مما يؤدي إلى زيادة الوزن حتى عند الأكل وممارسة الرياضة بشكل طبيعي.
  • الطريقة الوحيدة لعلاج زيادة الوزن الناتج عن اضطراب هرموني هي علاج الحالة الأساسية.

الهرمونات وتأخر الدورة الشهرية

موعد الدورة الشهرية عند معظم النساء هي كل 21 -35 يوماً، إذا لم تحدث في نفس الموعد تقريباً كل شهر هذا يدل على وجود خلل هرموني في الجسم، حيث يوجد علاقة بين الهرمونات وتأخر الدورة من خلال الأمور التالية، يجب استشارة الطبيب في حالة عدم انتظام الدورة الشهرية: [4]

  • زيادة أو نقص نسبة معينة من الهرمونات في الجسم مثل الأستروجين والبروجسترون.
  • إذا كنت في عمر الأربعين أو الخمسين يمكن أن يكون السبب فترة ما قبل انقطاع الطمث.
  • يمكن أن يكون سبب الدورة الشهرية غير المنتظمة هو متلازمة تكيس المبايض (PCOS).

تمتلك الهرمونات دوراً رئيسياً في الجسم، وتتحكم في عمليات الاستقلاب، وضربات القلب، وعمليات النمو والتكاثر وغيرها من الأمور؛ لذا فإن أي خلل في مستوياتها يؤثر بشكل سلبي على عمل الجسم، وينبغي استشارة الطبيب لتحديد السبب ومعالجته.