;

ما وظيفة هرمون الميلاتونين

وظائف هرمون الميلاتونين متعددة ولا تقتصر فقط على النوم

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 04 يناير 2023 آخر تحديث: الخميس، 04 يناير 2024
ما وظيفة هرمون الميلاتونين

هرمون الميلاتونين يشتهر باسم هرمون النوم لتأثيره على الإيقاع البيولوجي لجسم الإنسان، مما يؤدي إلى انتظام النوم، لكن وظائف هرمون الميلاتونين لا تقتصر على النوم فقط بل تمتد إلى التأثير في عدة وظائف أخرى، لنتعرف في هذا المقال على وظيفة هرمون الميلاتونين.

ما هو هرمون الميلاتونين

الميلاتونين هو هرمون ينتجه الدماغ استجابة للظلام، وينطلق الميلاتونين عن طريق الغدة الصنوبرية، وهو هرمون متعدد الوظائف ينظم الإيقاع اليومي، بما في ذلك دوره في إيقاعات دورة النوم والاستيقاظ، وتأخر عمليات الشيخوخة، وكذلك وظائف مضادات الأكسدة أو المضادة للالتهابات، ويرتبط إنتاج وإطلاق الميلاتونين في الدماغ بالوقت من اليوم، حيث يزداد عندما يكون الظلام وينخفض عندما يكون الضوء، ويؤثر مباشرة على النوم والاستيقاظ.

يتناقص إنتاج الميلاتونين تدريجيًا مع تقدم العمر، ويرتبط فقدانه بالعديد من الأمراض المرتبطة بالعمر، كما أن الميلاتونين لديه القدرة على تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية وله تأثيرات مهمة على الوظيفة الإنجابية للعديد من الحيوانات.

الغدة الصنوبرية هي غدة صغيرة ولكنها ذات أهمية كبيرة، لأنها تنتج أيضًا مجموعة متنوعة من الهرمونات الأخرى التي يعتمد عليها جسمنا للشعور بالحيوية ولتنظيم العديد من وظائف الجسم الحيوية، وهي قوية بما يكفي للعمل على أساس مستويات الضوء في بيئتنا، مما دفع البعض إلى تسميتها "العين الثالثة".

تتحكم الغدة الصنوبرية في إنتاج الطاقة واستخدامها في الجسم من خلال تأثيرات الميلاتونين وكذلك المواد الأخرى حيث تخبر الغدة الصنوبرية أجسامنا بالمكان الذي يجب أن يستخدم فيه الطاقة، لإنتاج الأجسام المضادة والهرمونات وأنزيمات معينة.[1][2]

وظائف هرمون الميلاتونين

بالرغم من أن الوظيفة الرئيسية لهرمون الميلاتونين هي النوم إلا أنه يدخل في تنظيم عدة عمليات في الجسم.

تنظيم النوم

هرمون الميلاتونين يلعب دورًا مهمًا في تنظيم دورات النوم من خلال اكتشاف الضوء والظلام عبر شبكية العين، ولا يتم إفرازه سوى في الظلام لذلك يُطلق يطلق عليه هرمون النوم، ويعد النوم ضرورة حيوية لصحة الجسم حيث يقوم بما يلي:

  • النوم يجعل الخلايا تجدد نفسها لتنمو العضلات وينتج البروتين والدم الجديد.
  • يقوم الجسم بتفكيك المواد الضارة الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي أثناء النوم، إذا كنا ننام قليلًا، فقد يؤدي ذلك إلى تلف الخلايا العصبية في أدمغتنا.
  • خلال النوم يقوم الجهاز المناعي بإفراز كميات كبيرة من المواد ذات التأثير المناعي.
  • النوم يحسن الإدراك حيث يفرز الدماغ ما اختبرناه وتعلمناه خلال اليوم، وتشق المعلومات المهمة طريقها إلى الذاكرة طويلة المدى.[2][3]

مضاد للشيخوخة و وينظم وظيفة الجهاز المناعي

الميلاتونين له خصائص مضادة للشيخوخة، وينظم وظيفة الجهاز المناعي، فهو فعال في تقليل الإجهاد التأكسدي، ويحقق ذلك من خلال مسح الجذور الحرة مثل أنواع الأكسجين التفاعلية، وبشكل غير مباشر عن طريق تحفيز إنزيمات مضادات الأكسدة، مع قمع نشاط الإنزيمات المؤيدة للأكسدة.[2]

الميلاتونين والتطور الجيني

يلعب الميلاتونين دورًا مهمًا في نضج البويضات، والتخصيب، والتطور الجنيني حيث يرتبط بمستقبلاته على الغدة النخامية والمبايض وينظم إفراز الهرمونات التناسلية الأنثوية. [2]

الميلاتونين يحمي الميتوكوندريا

الميتوكوندريا هي أجزاء الخلية المسؤولة عن توليد الطاقة، ينظم الميلاتونين التكوين الحيوي للميتوكوندريا، والانشطار، والاندماج، ويساعد الميتوكوندريا على التعامل مع التغيرات في توافر المغذيات، وإمدادات الطاقة، وإعادة التشكيل الخلوي الذي يحدث بشكل طبيعي على مدار اليوم.[2]

تأثير العمر على إنتاج هرمون الميلاتونين

يتم إنتاج الكثير من الميلاتونين في وقت مبكر من الحياة، وتكشف معظم الدراسات انخفاض مستويات الميلاتونين مع تقدم العمر، بدءًا من حوالي 18 أو 19 عامًا، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الرضع والأطفال والمراهقين ينامون بعمق وبشكل متكرر ولفترات طويلة، كما أن الميلاتونين أحد الهرمونات الأولى التي تنخفض عند البشر مع تقدمنا في السن، والسبب الرئيسي هو تكلس الغدة الصنوبرية، فهي لا تستطيع إنتاج نفس القدر من المادة كما فعلت من قبل، ونظرًا لأن إنتاج الميلاتونين مرتبط بالرؤية، فإن انخفاض حدة البصر وهو أمر شائع مع الشيخوخة يمكن أن يعطل إفراز الميلاتونين.

عوامل انخفاض إنتاج الميلاتونين

قد تتسبب عوامل أخرى في انخفاض إنتاج الميلاتونين، مثل:

  • السمنة وزيادة الوزن.
  • اضطرابات الدورة النهارية والليلية؛ مثل: نوبات العمل الليلية، والسهر، والاستيقاظ مبكرًا جدًا.
  • مصادر الضوء المستمرة؛ مثل: النوم أثناء النهار، وجود الأضواء مضاءة باستمرار.
  • أمراض الرؤية غير المصاحبة للشيخوخة.[4]

فوائد مكملات الميلاتونين

يفرز الجسم هرمون الميلاتونين بشكل طبيعي لكن يمكن الحصول عليه خارجياً عن طريق تناول مكملات حبوب الميلاتونين التي تساعد في علاج بعض الاضطرابات المتعلقة بالنوم، كما لها عدة فوائد أخرى، أبرزها ما يلي:

اضطرابات النوم للمكفوفين

تساعد حبوب الميلاتونين في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية في المكفوفين، ويمكن أن يساعد الميلاتونين في تحسين اضطرابات النوم لدى البالغين والأطفال لكن يجب استشارة الطبيب أولاً لتحديد الجرعات المناسبة للأطفال.[5]

علاج اضطراب النوم المتأخر

مرحلة تأخر النوم أي اضطراب النوم المتأخر في مرحلة النوم والاستيقاظ، يتأخر نمط نومك ساعتين أو أكثر عن نمط النوم التقليدي، مما يجعلك تنام متأخرًا وتستيقظ لاحقًا، وتشير الأبحاث أن الميلاتونين يقلل من طول الوقت اللازم للنوم ويساعد على بدء النوم لدى البالغين والأطفال المصابين بهذه الحالة.[5]

علاج الأرق

تشير الأبحاث إلى أن الميلاتونين قد يقلل بشكل طفيف من الوقت الذي يستغرقه النوم، لكن آثاره على جودة النوم ووقت النوم الإجمالي غير واضحة، وقد يكون الميلاتونين أكثر فائدة لكبار السن الذين قد يعانون من نقص الميلاتونين.[5]

اختلاف التوقيت

يؤثر اضطراب الرحلات الجوية الطويلة على الأشخاص عندما يسافرون عن طريق الجو عبر مناطق زمنية متعددة، مع اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، قد لا تشعر بحالة جيدة بشكل عام، وقد تعاني من اضطراب النوم، والتعب أثناء النهار، وضعف الأداء، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وتشير الأبحاث إلى أن مكملات الميلاتونين قد تساعد في اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.[5]

اضطرابات النوم عند الأطفال

يمكن أن يكون لمشاكل النوم عند الأطفال آثار غير مرغوب فيها على سلوكهم وأدائهم أثناء النهار ونوعية حياتهم، فالأطفال المصابون بحالات معينة؛ مثل: التهاب الجلد التأتبي، والربو، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، أو اضطراب طيف التوحد هم أكثر عرضة لمشاكل النوم من الأطفال الآخرين، لكن أشارت دراسات صغيرة أن الميلاتونين قد يساعد في علاج اضطرابات النوم لدى الأطفال مع ذلك يجب استشارة الطبيب أولاً لخطورة تناول مكملات الميلاتونين عشوائياً للأطفال.

نظرًا لأن الميلاتونين يمكن أن يسبب النعاس أثناء النهار، فلا تقود السيارة أو تستخدم الآلات في غضون خمس ساعات من تناول حبوب الميلاتونين.[5]

طرق طبيعية لزيادة الميلاتونين

هناك عدة نصائح تعمل على تحفيز إفراز هرمون الميلاتونين بصورة طبيعية، بعيداً عن تناول مكملات الميلاتونين، وهي ما يلي:[3]

النوم مبكراً

يتم التحكم في إفراز الهرمونات، ودرجة حرارة الجسم، والهضم، واستعادة الأنسجة من خلال دورات مدتها 24 ساعة (إيقاع الساعة البيولوجية) المرتبطة بالتعرض للضوء الطبيعي، وما يصل إلى 80٪ من إفراز الميلاتونين يحدث بين الساعة 11 مساءً و1 صباحًا، وعند النوم بحلول الساعة 10 مساءً ستزيد من قدرة الهرمون على شفاء أنسجة الجسم وتجديدها.

الهدوء قبل النوم

تساعد ممارسة تمارين التأمل على تعزيز الميلاتونين، وتؤدي إلى تسريع الوقت من الاستلقاء إلى النوم وتعزز جودة النوم، حاول التأمل والاسترخاء لمدة 15 إلى 20 دقيقة قبل النوم، وركز على تنفسك، كما يجب غلق جميع أجهزة الحاسوب والتلفزيون والجوال لأن التحفيز الضوئي سيمنع الغدة الصنوبرية من تكوين الميلاتونين

تقليل المنبهات وترطيب الجسم

قلل من تناول السكر، والمنكهات الصناعية، والمواد الحافظة، والأطعمة المصنعة، والكافيين مثل الشاي والقهوة وأي نوع آخر من المنبهات، لأنها إفراز الميلاتونين وهرمون النمو في الجسم، كما يجب شرب القدر الكافي من الماء على مدار اليوم لأن الجفاف يسبب استجابات مزمنة للتوتر في الجسم تقلل من إفراز الميلاتونين وهرمون النمو الصحي.

هرمون الميلاتونين يعد هرموناً قوياً مضاداً للأكسدة والالتهابات، وله العديد من الاستخدامات الأخرى بجانب تنظيم النوم مثل تأثيره على ،المزاج ونمو الورم، والشيخوخة.