;

علاج الصرع

  • تاريخ النشر: السبت، 26 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 14 فبراير 2024
علاج الصرع

يصيب مرض الصرع في العالم ما يزيد عن 65 مليون شخص، ويسبب لهم نوبات متكررة، تتراوح مدتها من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب غالباً ما يستمر مدى الحياة، إلا أنه يمكن الحد منه عبر مجموعة علاجات.

نتعرف في مقالنا هذا على علاج الصرع بالطرق المختلفة، وتشمل تلك العلاجات العلاج الطبي وباستخدام الأعشاب أو العسل، كما نتطرق إلى أنواع العلاج الجراحي للصرع، بالإضافة إلى كيفية علاج الأطفال المصابين بالصرع.

أدوية علاج الصرع

على الرغم من أن الصرع اضطراب مزمن، يستمر غالباً مدى الحياة، إلا أنه يمكن الحد من نوباته، عبر مجموعة من الأدوية المضادة للصرع، والتي تعمل على تغيير مستويات المواد الكيميائية في الدماغ؛ بهدف تقليل النوبات أو إيقافها بشكل نهائي.

تبلغ نسبة فعاليتها حوالي 70%، ومن أدوية الصرع الشائعة: "فالبروات الصوديوم، كاربامازيبين، لاموتريجين، ليفيتيراسيتام، توبيراميت"، ويعتمد اختيار الدواء الأفضل منها للمصاب، على نوع النوبات التي يعاني منها وعمره، لكن تجدر الإشارة إلى أن دواء الصرع لا يعالج الصرع في حد ذاته، بل تعمل على إيقاف حدوث النوبات، أو الحد منها.[1]

الآثار الجانبية التي تشملها أدوية الصرع

يسبب علاج الصرع دوائياً بشكل عام مجموعة من الآثار الجانبية، وتترواح فترة ظهورها بين يوم واحد وبضعة أسابيع، وهي تشمل التالي:[1]

  • تساقط الشعر أو نمو الشعر غير المرغوب فيه.
  • رعاش لا يمكن السيطرة عليه.
  • انخفاض طاقة الجسم.
  • الصداع.
  • تورم اللثة.
  • النعاس.

ملاحظة: أما في حال ظهور طفح جلدي، أو الإحساس بعدم الثبات وضعف التركيز، فيجب طلب الرعاية الصحية على الفور، فهذه الأعراض تشير إلى أن المصاب يعاني من رد فعل خطير تجاه الدواء، أو دليل على أن جرعة الدواء عالية جداً.[1]

علاج مرض الصرع بدون أدوية

قد لا يرغب بعض الأشخاص المصابين بالصرع، في تناول الأدوية للحد من نوباته، بل يعمدون إلى طرق أخرى لعلاج الصرع، وهي كالتالي:[2][3] [4]

العلاج بالجراحة

حيث تنشأ نوبات الصرع أحياناً عن اضطرابات في عمل بعض خلايا الدماغ، لذا تجرى عمليات جراحية لعلاجها، ويعتمد نوع العملية على موقع هذه الخلايا، إضافة إلى عمر المريض:[2]

أنواع العمليات

  1. الجراحة القطعية: وهي النوع الأكثر شيوعاً لجراحات الصرع، ويتم من خلالها إزالة جزء من الدماغ، حيث يزيل الطبيب الجراح أنسجة الدماغ من المنطقة التي تنشأ بسببها النوبات.
  2. العلاج الحراري الخلالي الليزري: حيث يستخدم الليزر فيه، لإزالة أجزاء صغيرة من أنسجة الدماغ، ويُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي في هذا النوع من العلاج، لتوجيه الطبيب الجراح.
  3. العلاج بالكهرباء: إذ يزرع جهاز كهربائي في منطقة الصدر، يعمل على إرسال موجات كهربائية منتظمة إلى الدماغ، تُحدث خللاً في عمل الخلايا غير السوية التي تتسبب بحدوث النوبات.
  4. استئصال الجسم الثفني من الدماغ: حيث يتم قطع حزمة من الأعصاب التي تربط بين الجانبين الأيمن والأيسر للدماغ، بشكل كلي أو جزئي، وتستخدم هذه العملية للأطفال الذين لديهم أنشطة دماغية غير سوية تنتشر من أحد جانبي الدماغ إلى الجانب الآخر.
  5. استئصال نصف الدماغ: وهي عملية جراحية يتم فيها استئصال جانب واحد (نصف كرة دماغي) من المادة السنجابية المطوية من الدماغ (قشرة المخ)، وتجرى عموماً للأطفال الذين لديهم نوبات تنشأ من مواقع متعددة في نصف كرة دماغي واحد، وغالباً يكون سببها حالة تظهر عند الولادة أو في سن الرضاعة مبكراً.

مخاطر العلاج بالجراحة

  • إمكانية حدوث مشاكل في الذاكرة واللغة، ما يؤثر على قدرتك على فهم واستخدام اللغة.
  • الاكتئاب أو التغيرات المزاجية الأخرى التي تؤثر على تفاعل الشخص مع محيطه الاجتماعي.
  • احتمال الإصابة بسكتة الدماغية.
  • ضعف الرؤية.[2]

علاج مرض الصرع بالأعشاب الطبيعية

هل يمكن علاج الصرع بالأعشاب كغيره من الأمراض، وهل هذا النوع من العلاج فعّال وآمن؟

بشكل عام لم يتم إجراء الكثير من البحوث في هذا الجانب؛ وبالتالي فإن سلامة استخدام الأعشاب في علاج الصرع غير مؤكدة، إذ يمكن لبعض الأعشاب أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الصرع، أو تتفاعل مع أدوية الصرع بشكل سلبي؛ لذا يجب تجنب تناول الأعشاب للتداوي من الصرع، لمجرد السماع أنها تعمل على ذلك، ويفضّل طلب الاستشارة الطبية، قبل اتخاذ أي قرار ضمن هذا الجانب.[3]

العلاج بالعسل

لا يمكن الجزم بأن العسل الأبيض علاج فعال للصرع، إذ لا تزال الأبحاث جارية، لمعرفة إلى أي درجة يساهم العسل في الشفاء من المرض، لكن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن، تشير إلى أن العسل غالباً ما يكون فعالاً في علاج مرض الصرع لدى الأطفال حديثي الولادة، ففي بحث أجراه فريق دولي من العلماء، وجدوا أن حمض الجلوكونيك الموجود في العسل، يعمل كمضاد للاختلاج، ويمنع النوبات من خلال استهداف نشاط القنوات التي تتحكم في تدفق أيونات الكلوريد داخل وخارج الخلايا العصبية لحديثي الولادة.

جونج تشين أستاذ علم الأحياء ورئيس الفريق، أشار إلى أن النتائج التي توصل إليها هو وزملاؤه تشير إلى أن حمض الجلوكونيك يمكن أن يثبط نشاط النوبات في الخلايا العصبية لحديثي الولادة، خاصة أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالنوبات، وغالباً ما يكونون مقاومين أو لا يستجيبون للأدوية الحالية المضادة للصرع.[4]

علاج مرض الصرع عند الأطفال

يصيب هذا المرض بنسبة أكبر الأطفال صغار السن، ويعتمد علاجهم كما البالغين، على مجموعة من الخيارات، وهي كالتالي: [5]

الأدوية المضادة للصرع

حيث يمكن لحوالي 75% من الأطفال الصغار المصابين بالمرض، التحكم في نوباتهم باستخدام واحد أو أكثر من الأدوية المضادة للصرع، ومن هذه الأدوية "الفينوباربيتال، حمض الفالبرويك، الفينيتوين (ديلانتين)، كاربامازيبين، فيلبامات، لاموتريجين، توبيراميت".[5]

الكيتو دايت

يعتبر النظام الغذائي الكيتوني (منخفض الكربوهيدرات)، واحداً من العلاجات القديمة للصرع، إذ إن حرمان الجسم من الكربوهيدرات يعزز إطلاق فئة من المواد الكيميائية في الدم تسمى الكيتونات، والتي يمكن أن تلعب دوراً في منع بعض النوبات.[5]

إجراء جراحة

فعندما يعاني الأطفال من حالات صرع مستعصية، أي لا تستجيب لأيّ من العلاجات السابقة، فإنه يتم إخضاعهم للإجراء الجراحي، وتشمل أنواع تلك العمليات الجراحية ما تم ذكره سابقاً في المقال.[5]

علاج الصرع الليلي

يعاني بعض الأشخاص من نوبات صرع أثناء فترة النوم، ويسمى هذا النوع بالصرع الليلي، ويعتمد علاجه على الخيارات التي سبق ذكرها، كتناول الأدوية المضادة للصرع، واتباع نظام غذائي كيتوني، وإجراء عمل جراحي، بالإضافة إلى تجنب مسببات النوبات كالحرمان من النوم.[6]

يفضل قبل البدء بعلاج الصرع، مراجعة الطبيب المختص، وعدم اتباع نصيحة أي شخص آخر بتجربة عشبة ما أو أدوية معينة سبق وأن تناولها غيرك؛ فقد يسبب ذلك زيادة شدة الأعراض وتدهور الحالة.

  1. أ ب ت "مقال الصرع" ، المنشور على موقع nhs.uk
  2. أ ب "مقال جراحة الصرع" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  3. أ "مقال العلاج بالأعشاب مفيد أم ضار أم لا نعلم؟" ، المنشور على موقع epilepsy.com
  4. أ "مقال دواء جديد يمكن أن يساعد في علاج نوبات حديثي الولادة" ، المنشور على موقع sciencedaily.com
  5. أ ب ت "مقال صرع الأطفال" ، المنشور على موقع uichildrens.org
  6. "مقال النوبات الليلية: كل ما تريد معرفته" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com