;

ضغط الدم.. ما هي نسبته الطبيعية وطرق قياسه؟

ما هو ضغط الدم وما هي النسب الطبيعية له؟ كيف يتم قياس الضغط الدموي بالطريقة الصحيحة؟ كما نوضح نصائح للوقاية من ارتفاع الضغط.

  • تاريخ النشر: الجمعة، 31 يوليو 2020 آخر تحديث: الإثنين، 22 يناير 2024
ضغط الدم.. ما هي نسبته الطبيعية وطرق قياسه؟

يطلق مصطلح ضغط الدم (بالإنجليزية: Blood pressure) على مقدار الضغط الذي يطبقه الدم على جدران الأوعية الدموية أثناء جريانه خلالها، نستعرض معاً من خلال المقال التالي بعض المعلومات الهامة حول ضغط الدم،وقيمه الطبيعية في جسم الإنسان، وطرق قياسه، بالإضافة إلى نصائح لتجنب ارتفاعه.

ضغط الدم

تتعلق قيمة الضغط بشكل رئيسي بعاملين اثنين هما القوة التي يضخ بها القلب الدم إلى داخل الأوعية الدموية وقطر الوعاء الدموي الذي يسير ضمنه الدم، تتراوح هذه القيمة لدى الشخص السليم وسطياً مع بعض الاختلافات البسيطة 120/80 ملم زئبقي وهي وحدة قياس الضغط الدموي.

يعبر الرقم 120 عن قيمة ضغط الدم أثناء تقلص عضلة القلب ويعرف باسم الضغط الانقباضي، بينما يعبر الرقم 80 عن قيمة الضغط عند استرخاء القلب ويعرف باسم الضغط الانبساطي.[1]

ارتفاع ضغط الدم

يعرف ارتفاع ضغط الدم بأنه كل قيمة للضغط تتجاوز 140 ملم زئبقي للضغط الانقباضي و90 للضغط الانبساطي، بينما تشير قيم الضغط التي تتراوح ما بين (120/80)-(140/90) إلى ازدياد احتمالية الإصابة بارتفاع الضغط، ومن الشائع جداً أن يطور هؤلاء الأشخاص في المستقبل القريب ارتفاعاً جديّاً في ضغط الدم؛ لذلك لا بد من نصحهم بمراقبة الضغط بشكل دوري.[1]

الطريقة الصحيحة لقياس ضغط الدم

يتم قياس ضغط الدم بجهاز خاص يدعى مقياس ضغط الدم (بالإنجليزية: Sphygmomanometer)، وتساعد الطريقة السليمة للقياس في الحصول على القيمة الدقيقة لكل من الضغطين الانقباضي والانبساطي، ويتم حسب الخطوات التالية:[2]

  1. يطلب من الشخص المراد قياس ضغطه الجلوس باسترخاء لمدة 5 دقائق، ومن ثمّ وضع الذراع في مستوى القلب قبل البدء بالقياس.
  2. توضع سماعة الطبيب على جلد الذراع في الجهة الأنسية من ثنية المرفق، ثم يلف الكم القماشي للجهاز حول المرفق فوق السماعة.
  3. ينفخ الهواء في الجهاز ثم يبدأ الفاحص بالاستماع جيداً إلى ضربات القلب، يمثل الرقم الذي تُسمع عنده أصوات ضربات القلب قيمة الضغط الانقباضي، ويمثل الرقم الذي تختفي عنده أصوات ضربات القلب قيمة الضغط الانبساطي.

ملاحظة: يطلب من المريض الامتناع عن شرب المنبهات مثل مشروب القهوة والشاي لمدة خمس ساعات قبل قياس ضغط الدم لأن هذه المشروبات ترفع الضغط وتؤدي إلى قياس قيم غير دقيقة.[2]

العوامل التي تؤثر على الضغط الدموي

تعتبر النسبة 120/80 هي النسبة المثالية لضغط الدم لكنها غالباً ما تظهر في نتائج القياسات، فهنالك عوامل كثيرة تؤثر على هذه النسبة، منها: [1][3][4]

  1. العمر: تزداد القيم الوسطية لضغط الدم مع التقدم في العمر ويحدث ذلك غالباً بسبب التغيرات البنوية في جدار الشرايين داخل الجسم، إذ تقل مرونتها ويقل قطرها بسبب ترسب الشحوم على جدرانها الداخلية؛ وبذلك تصبح الشرايين أكثر مقاومة لمرور الدم عبرها؛ مما يرفع من ضغط الدم داخلها، وبالمقابل يملك الأطفال تحت عمر الثلاثة عشر عاماً قيماً أقل للضغط الدموي بالمقارنة مع البالغين.
  2. الجنس: يعتبر المعدل الوسطي لضغط الدم لدى الرجال أعلى بقليل بسبب زيادة الكتلة العضلية لديهم، بينما ترتفع قيم الضغط الوسطية عند النساء بعد عمر الخمسين عاماً ويصبحون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الضغط من ذي قبل، ويحدث هذا بسبب الدخول في سن اليأس ونقص كميات الإستروجين داخل أجسامهن، وهو معروف بدوره الهام في الحفاظ على مرونة جدر الأوعية الدموية وضبطه لضغط الدم.
  3. رهاب الطبيب: يصاب الكثير من الأشخاص بالتوتر أثناء قيام الطبيب بفحصهم وقياس ضغط الدم لديهم أو حتى لمجرد تواجدهم في المشفى، وهو ما يعرف بـمتلازمة الرداء الأبيض، ويؤدي التوتر الحاصل لديهم إلى ارتفاع مستويات هرمون الأدرينالين الأمر الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع قيم ضغط الدم قليلاً.

الوقاية من ارتفاع الضغط

بالقليل من التغيرات البسيطة على نمط الحياة يمكن خفض الضغط والحفاظ على قيمه قريبة من الحد الطبيعي عند الأشخاص الذين سبق وشُخص لديهم ارتفاع في الضغط، بالإضافة إلى الوقاية من الإصابة بارتفاع الضغط عند من يملكون عوامل خطورة لذلك (كالأشخاص البدينين، مرضى السكري والذين لديهم أقرباء مصابون بارتفاع الضغط)، ومن بعض هذه التغييرات:[5]

  1. خسارة الوزن الزائد: ترتبط البدانة ارتباطاً وثيقاً بارتفاع الضغط، كما يعاني الأشخاص المصابون بالبدانة المرضية من انقطاع التنفس أثناء النوم؛ مما يزيد من ارتفاع الضغط؛ لذلك ينصح مرضى الضغط والمهددون بالإصابة به بممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي.
  2. اتباع حمية غذائية صحية: إن تناول الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضار والأطعمة قليلة الدهون والتقليل من تناول الدهون المشبعة يساهم في خفض حتى 11 ملم زئبقي من قيمة ضغط الدم.
  3. تقليل كمية الصوديوم في الغذاء: إن خفض الجرعة اليومية المأخوذة من الصوديوم إلى 1500 ملغ في اليوم الواحد يساعد في إنقاص قيمة الضغط من 5 - 6 ملم زئبقي ويعد ملح الطعام هو مصدر الصوديوم الرئيسي في الغذاء.
  4.  تجنب شرب الكحول: إن الكميات الكبيرة من الكحول فتملك تأثيراً رافعاً للضغط بالإضافة إلى إنقاصها من تأثير الأدوية الخافضة للضغط وإنقاص فعاليتها.
  5. الإقلاع عن التدخين: تملك مادة النيكوتين الموجودة في السجائر تأثيراً رافعاً للضغط؛ لذلك يساعد إيقاف التدخين في خفض ضغط الدم وإطالة الحياة لدى مرضى القلب.
  6. الابتعاد عن التوتر والضغط النفسي: يؤدي التوتر الدائم والذي يترافق بالطبع مع زيادة إفراز الأدرينالين إلى ارتفاع ضغط الدم؛ لذلك ينصح مرضى الضغط بالابتعاد عن مصادر وأسباب التوتر وممارسة تمارين الاسترخاء والأنشطة الهادئة المريحة.

لا شك أن تسمية ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت لم تأت عن عبث، فغالبية مرضى الضغط لا يلتزمون بأسلوب حياة مناسب لمرضهم الأمر الذي يعرضهم لمضاعفاته الخطيرة؛ لذلك من المهم أن يترافق علاج الضغط مع تغيير جذري وحقيقي لنمط الحياة فيما يساعد في نجاح العلاج والحفاظ على حياة المريض.