;

الفصام (الشيزوفرينيا): أسبابه وأعراضه وعلاجه

إليك كل ما تود معرفته عن مض الشيزوفرينيا وأعراضه، وطرق علاجه، والعلاقة بين انفصام الشخصية والزواج

  • تاريخ النشر: الجمعة، 09 أكتوبر 2020 آخر تحديث: الجمعة، 21 يونيو 2024
الفصام (الشيزوفرينيا): أسبابه وأعراضه وعلاجه

قد يسمع المرء بمرض انفصام الشخصية، أو الفصام، أو الشيزوفرينيا، وتعود هذه الأسماء جميعها للمرض ذاته. يعتبر مرض الشيزوفرينيا (بالإنجليزية: Schizophrenia) من الأمراض العقلية الشديدة، ويتطلب العلاج المزمن للتغلب على الأعراض. 

فما هي الشيزوفرينيا؟ وما أعراضها وأسبابها، وكيف يمكن علاجها؟ تعرف على جميع التفاصيل في هذا المقال.  

ما هو مرض الشيزوفرينيا؟

الفصام أو مرض الشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية، هو مرض عقلي شديد يؤثر على مشاعر المرء، وطريقة تفكيره، وسلوكه. يسبب انفصام الشخصية العديد من الأعراض التي يصعب التعامل معها، من قبل المريض أو عائلته. لحسن الحظ، يمكن السيطرة على هذه الأعراض باستخدام العديد من العلاجات الدوائية.  [1]  

شاهدي أيضاً: هل استعادة الذكريات يقود للفصام 

ما هو مرض الشيزوفرينيا؟

هل الشيزوفرينيا مرض نفسي؟

الشيزوفرينيا ليست مرضًا نفسيًا، بل هي مرض عقلي شديد ومزمن، ويؤثر على التفكير، والمشاعر، والسلوك.  [1] 

هل مرض الفصام خطير؟

غالبًا لا يكون مريض الفصام عدوانيًا أو مؤذيًا لغيره، لكنه قد ينسحب من الحياة الاجتماعية ويفضل البقاء وحده. لكن قد يرتفع خطر الانتحار أو أذى الآخرين، عند مرضى الشيزوفرينيا مقارنةً بغيرهم، خاصةً في حال عدم تلقي العلاج المناسب. 

أسباب مرض الشيزوفرينيا

تعتبر الأسباب المباشرة للإصابة بمرض الفصام غير معروفة تمامًا، لكن توجد العديد من العوامل الجينية والبيئية، التي قد تزيد من خطر الإصابة. من أهم عوامل خطر الإصابة بمرض الفصام [1]

  • عوامل جينية: قد يزيد خطر إصابة الفرد بالفصام إن كان أحد أفراد العائلة مصابًا به، لكن ذلك لا يعني أن الإصابة محتومة عند وجود شخص مصاب في العائلة. 
  • عوامل بيئية: قد تلعب العوامل البيئية دورًا في زيادة خطر الإصابة بالشيزوفرينيا، من هذه العوامل البيئية التجارب التي يمر بها المرء، أو العيش في وضع مادي سيء، أو الضغوطات الشديدة، أو التعرض للفيروسات أو مشاكل في التغذية قبل الولادة.
  • عوامل متعلقة بتركيب ووظائف الدماغ: تبين أن حجم بعض المناطق في الدماغ يختلف عن الطبيعي، عند الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا. من الممكن أن تكون هذه الاختلافات التشريحية موجودة منذ الولادة، لكن يتطلب الأمر إجراء المزيد من الدراسات، لمعرفة اختلافات تركيب ووظائف الدماغ عند الأشخاص المصابين بالفصام.

شاهدي أيضاً: الأمراض النفسية والاضطرابات العصبية والعقلية

أنواع انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا)

توجد العديد من أنواع الفصام، نذكر فيما يلي أهم أنواع انفصام الشخصية [2]

  • الفصام البارانويدي (بالإنجليزية: Paranoid schizophrenia): هو من أكثر أنواع الفصام شيوعًا، وتظهر أعراضه في مراحل متأخرة من العمر مقارنةً بالأنواع الأخرى. قد يعاني المريض من الهلوسات والتخيلات، وقد لا تتأثر مشاعره وكلامه.
  • الفصام الفبريني أو غير المنتظم (بالإنجليزية: Hebephrenic schizophrenia): تظهر أعراض هذا النوع في عمر 15-25 سنة، وتتمثل الأعراض بهلوسات وتخيلات قصيرة الأمد، بالإضافة لسلوكيات أو أفكار غير منتظمة، وعدم انتظام الكلام.
  • الفصام الجامودي (بالإنجليزية: Catatonic schizophrenia): هو أكثر أنواع الشيزوفرينيا ندرة، ويسمى أيضًا بالفصام القطني. يتمثل إما بحركة مفرطة أو بعدم الحركة مطلقًا. 
  • الفصام المتبقي (بالإنجليزية: Residual schizophrenia): يتم تشخيص المريض بالفصام المتبقي في حال معاناته مسبقًا من الذهان، وظهور الأعراض السلبية فقط، مثل بطء الحركة، وضعف الذاكرة، وقلة التركيز، وقلة النظافة الشخصية.
  • الفصام الخبيث (بالإنجليزية: Cenesthopathic schizophrenia): يعاني المصاب بالفصام الخبيث أو الفصام السينوباثي بأحاسيس جسدية غريبة.
  • الفصام البسيط (بالإنجليزية: Simple schizophrenia): يعاني المصاب بهذا النوع من الأعراض السلبية التي تتفاقم مع الوقت، بينما تكون الأعراض الإيجابية (مثل الهلوسات، والتخيلات، والتفكير غير المنتظم) نادرة الظهور.

أنواع انفصام الشخصية

شاهدي أيضاً: أسباب مرض الذهان

أعراض مرض الشيزوفرينيا

يعاني المصاب بالفصام من مجموعة من الأعراض، إذ يؤثر المرض على تفكير المرء، ومشاعره، وسلوكه. من أهم أعراض الشيزوفرينيا [3] 

  • التخيلات: يصدق المريض المصاب بالتخيلات أمورًا غير حقيقية، فمثلًا يعتقد أنه يتعرض للأذى، بينما في الواقع لا يحدث أي شيء من هذا القبيل.
  • الهلوسات: يعاني المريض في هذا الحالة من رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية. 
  • التفكير أو الكلام غير المنتظم: يصعب على مريض الفصام التحدث مع الآخرين، وقد يجيب عن الأسئلة بأجوبة ليست متعلقة بالموضوع. من الممكن أيضًا أن يربط كلمات ليست مترابطة، مما يصعب الفهم على الآخرين.
  • القيام حركات أو سلوكيات غير منتظمة: قد يظهر المريض إما بشكل طفولي للغاية، أو وكأنه مهتاج دون سبب واضح. يصعب على مرضى الفصام أيضًا إتمام المهمات أو اتباع التعليمات. 
  • الأعراض السلبية: يعاني المريض من صعوبة أداء العديد من المهمات الأساسية، مثل الاستحمام، أو النظر في عيون الآخرين، أو إظهار المشاعر. لا يستطيع مريض الفصام أيضًا الشعور بالسعادة، وقد يفقد الاهتمام بالنشاطات التي كان يحب القيام بها سابقًا. 

شاهدي أيضاً: الاكتئاب كل ما تحتاج إلى معرفته

مرض انفصام الشخصية والزواج

يسبب مرض الشيزوفرينيا انخفاض القدرات الاجتماعية عند المريض، مما يؤثر بشكل مباشر على فرصه في الزواج. تنخفض معلات الزواج بشكل كبير بين مصابي الفصام، خاصةً الرجال. كما قد تسبب أعراض الفصام انتهاء الزواج عند العديد من المصابين. 

تعود أسباب فشل الزواج عند مصابي الشيزوفرينيا، إلى العديد من العوامل المرضية والاجتماعية، مثل:  [4]

  • مدة الإصابة بالمرض.
  • وجود الهلوسات السمعية أو عدمه.
  • ظهور أعراض الاكتئاب أو عدمه.
  • فقدان الوظيفة.
  • تدهور الوضع المادي.

شاهدي أيضاً: تشخيص اضطراب ثنائي القطب بالتحاليل والاختبارات

تشخيص مرض الشيزوفرينيا

يجري الطبيب أولًا فحصًا سريريًا للمصاب في حال ظهور أعراض الشيزوفرينيا. لا توجد اختبارات أو تحاليل طبية محددة لتشخيص الشيزوفرينيا، لكن يمكن أن يطلب الطبيب إجراء بعض التحاليل الطبية، مثل تحاليل الدم أو صور الأشعة للدماغ، لاستبعاد الإصابات أو الأمراض الأخرى التي قد تسبب الأعراض ذاتها، مثل الذهان الناتج عن إدمان المواد المخدرة. 

في حال لم يجد الطبيب أية أمراض أخرى، ينصح الطبيب المريض بمراجعة طبيب أخصائي بعلاج الأمراض العقلية، والذي يقوم بدوره بالتحدث مع المريض بشكل مكثف للتأكد من التشخيص.  [5]

علاج مرض الشيزوفرينيا

يهدف علاج الفصام إلى تقليل الأعراض والوقاية من تفاقمها، ويتضمن علاج الشيزوفرينيا ما يلي:  [5]

  • الأدوية: تسمى هذه الأدوية بمضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics)، وتساعد على تقليل الأعراض الأكثر إزعاجًا، مثل الهلوسات والتخيلات. من الجدير بالذكر أن هذه الأدوية لا تعالج الفصام بشكل نهائي، بل تساعد على تقليل الأعراض ومنع تفاقمها.
  • الرعاية المخصصة المنسقة: يتم اللجوء لهذا الخيار العلاجي عند ظهور الأعراض أول مرة عند المريض، ويدمج بين العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والمساعدة على تخطي المشاكل الاجتماعية، والتعليمية، والوظيفية. 
  • العلاج النفسي الاجتماعي: يساعد هذا البرنامج العلاجي على تخطي المشاكل الاجتماعية، والسلوكية، والنفسية، والوظيفية المرافقة لمرض الفصام. 
  • المكوث في المستشفى: قد يلجأ الأطباء لإبقاء المريض في المستشفى للعلاج في حال كانت الأعراض شديدة، أو كان المريض يميل لإلحاق الأذى بنفسه أو بالآخرين، أو إن كان المريض لا يستطيع العناية بنفسه في المنزل.
  • العلاج بالصدمات الكهربائية: من الممكن أن يساعد هذا العلاج على تحسين التفكير والمزاج عند المريض. 

مضاعفات مرض الشيزوفرينيا

قد يسبب الفصام العديد من المضاعفات الخطيرة في حال لم يتم علاجه بالشكل المناسب، من هذه الأعراض:  [3]

  • الانتحار، أو محاولة الانتحار.
  • الإصابة باضطراب القلق، أو اضطراب الوسواس القهري.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • إدمان الكحول أو المواد الأخرى، مثل النيكوتين.
  • عدم القدرة على العمل أو الدراسة.
  • مواجهة مشاكل مالية كبيرة.
  • العزلة الاجتماعية.
  • ممارسة سلوكيات عنيفة، لكن هذا أمر نادر.

مضاعفات مرض الشيزوفرينيا

شاهدي أيضاً: مرض ثنائي القطب وأنواعه وأسبابه

الخاتمة:

من الضروري لجميع أفراد العائلة معرفة مرض الشيزوفرينيا وعلاجه وطرق التعامل مع المريض، إذ لا يدرك المريض أنه مصاب بمرض عقلي، لذا يتوجب على عائلته العناية به. لا يعتبر مريض الفصام خطيرًا كما تظهر الأفلام والمسلسلات، بل عادةً ما يتعرض للتعنيف من الآخرين. نادرًا ما يكون المريض عنيفًا ويسبب الأذى لمن حوله. 

  • الأسئلة الشائعة عن مرض الشيزوفرينيا

  1. ما هي الشيزوفرينيا؟
    الشيزوفرينيا، أو الفصام، هو اضطراب عقلي مزمن يؤثر على كيفية تفكير الشخص، شعوره، وتصرفه. يواجه المصابون صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال، وقد يعانون من هلوسات وأوهام.
  2. ما هي أعراض الشيزوفرينيا؟
    أعراض الشيزوفرينيا تشمل الهلوسات (مثل سماع أصوات غير موجودة)، الأوهام (مثل الاعتقاد بوجود مؤامرات ضد الشخص)، التفكير المشوش، والانطواء الاجتماعي. يمكن أن تتفاوت الأعراض من شخص لآخر.
  3. ما هي أسباب الشيزوفرينيا؟
    أسباب الشيزوفرينيا متعددة، وتشمل عوامل جينية، بيئية، وبيولوجية. العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا، ولكن الضغوط النفسية والتعرض لمواد سامة في فترة الحمل قد تساهم أيضًا.
  4. كيف يتم تشخيص الشيزوفرينيا؟
    تشخيص الشيزوفرينيا يتم عبر تقييم شامل من قبل طبيب نفسي، ويتضمن التقييم النفسي والفحص البدني، بالإضافة إلى استعراض التاريخ الطبي والنفسي للمريض. لا يوجد اختبار محدد للشيزوفرينيا، لكن التصوير العصبي والاختبارات المعملية قد تُستخدم لاستبعاد أمراض أخرى.
  5. ما هو علاج الشيزوفرينيا؟
    علاج الشيزوفرينيا يشمل الأدوية المضادة للذهان، والعلاج النفسي، والتأهيل الاجتماعي. الأدوية تساعد في السيطرة على الأعراض، بينما يهدف العلاج النفسي إلى تحسين المهارات الاجتماعية والتعامل مع المرض.
  6. هل الشيزوفرينيا مرض مزمن؟
    نعم، الشيزوفرينيا هو مرض مزمن يتطلب علاجًا مستمرًا. بالرغم من أنه لا يوجد علاج نهائي، إلا أن الأدوية والعلاج النفسي يمكن أن تساعد في السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة.
  7. ما هو تأثير الشيزوفرينيا على الحياة اليومية؟
    الشيزوفرينيا تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، حيث يمكن أن تعيق القدرة على العمل، الدراسة، أو إقامة علاقات اجتماعية. الدعم العائلي والعلاج المناسب يمكن أن يساعدا في إدارة هذه التحديات.
  8. هل يمكن الوقاية من الشيزوفرينيا؟
    لا يمكن الوقاية من الشيزوفرينيا بشكل كامل، لكن التعرف المبكر على الأعراض والعلاج السريع يمكن أن يحد من تطور المرض ويقلل من تأثيره السلبي على الحياة.
  9. هل يمكن للأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا العيش حياة طبيعية؟
    نعم، مع العلاج المناسب والدعم، يمكن للأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا العيش حياة منتجة ومرضية. العلاج المستمر والمتابعة الطبية تساعد في تحقيق استقرار الأعراض.
  10. ما هي أحدث الأبحاث في علاج الشيزوفرينيا؟
    أحدث الأبحاث في علاج الشيزوفرينيا تركز على تطوير أدوية جديدة، وتحسين العلاجات النفسية، وفهم أفضل لأسباب المرض. التقنيات الحديثة مثل العلاج الجيني والتحفيز المغناطيسي العميق قد تفتح آفاقًا جديدة للعلاج في المستقبل.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!