;

تأثير الصحة النفسية على التحصيل الدراسي

الصحة النفسية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي من القضايا شديدة الأهمية؛ نظراً لتأثيرها المباشر على المسار التعليمي والوظيفي للطلاب.

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 26 يوليو 2022 آخر تحديث: الأحد، 17 مارس 2024
تأثير الصحة النفسية على التحصيل الدراسي

صنفت منظمة الصحة العالمية اضطرابات الصحة النفسية باعتبارها من ضمن الأسباب الرئيسية للإعاقة في الولايات المتحدة، فمن الملاحظ أن استقرار الصحة النفسية من أهم العوامل التي تساهم في توازن الفرد، وقدرته على العمل والإنتاج، لذا سنناقش اليوم تأثير الصحة النفسية على التحصيل الدراسي للطلاب، باعتبارها من أبرز المشكلات التي تحتل مساحة كبيرة من الجدل بين الآباء والأمهات.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب لمعرفة كل ما هو جديد في عالم الصحة والرشاقة.

ما هي الصحة النفسية

الصحة النفسية (بالإنجليزية: Mental Health) هي حالة إيجابية يدرك فيها الشخص قدراته الخاصة، ويتمكن من التعامل مع ضغوط الحياة العادية، والعمل بشكل منتج، إلى جانب المساهمة في المجتمع بشكل إيجابي، كما أنها تتعلق بالحالة السلوكية والعاطفية التي تشمل كيفية تفكير الأشخاص، وطبيعة مشاعرهم وتصرفاتهم. [1]

يقتصر مفهوم الصحة النفسية من وجهة نظر البعض على غياب الاضطرابات أو الأمراض النفسية، والحقيقة أن ذلك من المفاهيم الخاطئة، لأن الصحة النفسية تنطوي على اهتمام الشخص بصحته وسعادته بشكل مستمر، وقدرته على الاستمتاع بالحياة؛ لأن ذلك يضمن تحقيق المرونة النفسية التي تمنح الشخص التوازن المطلوب للقيام بمسؤوليات وأعباء الحياة اليومية.[1] 

الضغوط النفسية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي

الصحة النفسية وأثرها على التحصيل الدراسي

تؤثر مشاكل الصحة النفسية على العديد من مجالات حياة الطلاب؛ مثل: صحتهم البدنية، وعلاقاتهم الاجتماعية مع أسرهم، أو مع الأصدقاء والمدرسين، ويعد التطور الأكاديمي أو التحصيل الدراسي من أهم الجوانب التي تتأثر بالمشاكل النفسية التي يعاني منها الطلاب، فمن المعروف أن القلق، ومرض الاكتئاب وغيرهم من المشاكل النفسية تؤثر بشكل سلبي على قدرة الطالب على الانخراط في دراسته، وتكوين صداقات جديدة، وتحقيق الاستفادة القصوى من تجربته الدراسية. [2]

نلقي الضوء في هذا الجزء من المقال على المشكلات النفسية للمراهقين وعلاقتها بالتحصيل الدراسي، من خلال التعرف على المحاور الأساسية في تجربة الطالب الدراسية، ومدى تأثرها باضطرابات الصحة النفسية. [2]

ضعف التركيز

قد يعاني الطلاب الذين لديهم اضطرابات نفسية من صعوبة في التركيز؛ نتيجة لتشتت انتباههم بأمور الحياة الأخرى، والضغوط النفسية التي تسبب لهم هذه الاضطرابات، وهي من الأمور التي يمكن للمعلم ملاحظتها عند تغير أداء الطالب، أو عدم قدرته على إنجاز المهام المطلوبة منه. [2]

قلة المشاركة

رصدت مجموعة من الدراسات التي أجريت على طلبة الجامعات والمدارس نتائج لها علاقة بضعف مشاركة الطلاب الذين يعانون من اضطرابات نفسية في الأنشطة التعليمية المختلفة، حيث يقل اهتمام هؤلاء الطلبة بالندوات، والدورات التدريبية، كما أنهم لا يرغبون حتى بالانخراط في أي مناقشة، والتعبير عن رأيهم أمام الآخرين. [2]

عدم وجود مسار دراسي واضح

تؤثر اضطرابات الصحة النفسية على اهتمام الطالب على المدى الطويل بتقدمه الدراسي، حيث يعاني هؤلاء الطلاب من انعدام أهدافهم، وعدم وجود مسار أكاديمي واضح يتطلعون إلى تحقيقه بمرور الوقت، الأمر الذي ينعكس بكل تأكيد على أهدافهم المهنية ومستقبلهم الوظيفي. [2]

الانسحاب الاجتماعي

يقل اهتمام الطلبة الذين يعانون من اضطرابات نفسية بتكوين صداقات جديدة، أو بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين، للدرجة التي تجعلهم غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة في بعض الأحيان؛ نظراً لتخوفهم أو عدم رغبتهم في الاختلاط بالآخرين، مما ينعكس بمرور الوقت على التحصيل الدراسي. [2] 

الصحة النفسية وأثرها على التحصيل الدراسي

هل يؤثر التأخر الدراسي على الطالب فقط

لا يتوقف تأثير التأخر الدراسي بسبب الاضطرابات النفسية التي يعاني منها بعض الطلاب عليهم وحدهم، فهو يمتد لأبعد من ذلك، حيث يشكل ضعف التحصيل الدراسي لهؤلاء الطلاب عبئاً على أعضاء التدريس؛ نتيجة لعدم قدرة هؤلاء الطلاب على تحقيق الأهداف المطلوبة منهم، أو حتى تسربهم الدراسي بسبب الضغوط النفسية التي يواجهونها في حياتهم، وقد يؤدي استمرار هؤلاء الطلاب في المنظومة التعليمية إلى خسائر مالية بالنسبة للمدارس أو الجامعات. [3]

بالإضافة إلى ذلك، يتأثر المجتمع سلباً عندما لا يتمكن الطلاب من إنهاء دراستهم الجامعية، والمساهمة بمهارات قيمة في سوق العمل التنافسي، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أن حوالي 5% من الطلاب لا يتمكنون من استكمال دراستهم الجامعية بسبب الاضطرابات النفسية التي يتعرضون لها.[3] 

اثر الصحة النفسية على التحصيل الدراسي

تحسين الصحة النفسية للطلاب

يعد الاهتمام بالصحة النفسية للطلاب من القضايا الأساسية التي لا ينبغي أن تنفصل أبداً عن جودة التعليم أو الاستعانة بأفضل المناهج؛ نظراً لعواقب الاضطرابات النفسية على العملية التعليمية بشكل لا يمكن إنكاره، لهذا السبب نوضح في هذا الجزء من المقال مجموعة من الإرشادات التي تساعد على تحسين الصحة النفسية للطلاب. [4]

تجربة أشياء جديدة

لا شك أن تعلم أشياء جديدة وتجربة أمور لم يعتد عليها الطالب من قبل من العوامل التي تساعد على تحسين حالته المزاجية، وصحته النفسية، وتضيف إلى ثقته بنفسه، مع الأخذ في الاعتبار أن التجربة لا تهدف أن يكون الطالب خبيراً في هذا المجال، أو أن يؤديه بإتقان، لكن كل ما عليه هو تعلم موهبة جديدة، ووضع نفسه في تحدي يثبت له أنه قادر على تنفيذ أمور قد يراها البعض صعبة. [4]

الحد من استخدام الهاتف

لا شك أن الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة، وإدمان الشاشات الذي يعاني منه كثير من المراهقين في وقتنا الحالي من أهم العوامل التي تؤثر على صحتهم النفسية؛ لأنها تقلل من قدرتهم على الاسترخاء، وتؤثر على تواصلهم الحقيقي مع أفراد أسرتهم، لذا ينبغي أن يمنح الطالب هاتفه فترة من الراحة كل يوم؛ حتى يعيد التواصل بينه وبين الآخرين. [4]

تمارين الصحة النفسية

تساعد الاستعانة ببعض أنشطة أو تمارين الصحة النفسية على تحسين الحالة المزاجية للطلاب بشكل واضح؛ لأنها تساعد على تحفيز التدفق الإيجابي للطاقة داخل هؤلاء الطلاب،  تتضمن هذه الأنشطة: الضحك بصوت عال، والرسم، وسماع الموسيقى، والتأمل. [4]

النوم الجيد

ترتبط اضطرابات النوم بتأثيرات عديدة على الصحة النفسية والجسدية، لهذا السبب ينبغي أن يحصل الطلاب على قسط كاف من النوم، من خلال النوم على الأقل من 8 - 9 ساعات يومياً؛ لأن ذلك من أهم الوسائل التي تساهم في الوصول إلى حياة صحية مستقرة. [4]

التواصل مع الأصدقاء

يعد التواصل الاجتماعي من أهم العوامل التي تحقق الاستقرار النفسي للطلاب؛ حيث تساهم الوحدة في كثير من الاضطرابات النفسية، وتقلل من قدرة أي شخص على تخطي ضغوط الحياة بشكل طبيعي، لذا ينبغي أن يحيط الطالب نفسه بدائرة من الأصدقاء المقربين، وأن يخصصوا وقتاً لممارسة بعض الألعاب والأنشطة المفضلة لديهم. [4]

النظام الغذائي الصحي

لا يمكننا أن نتحدث عن الصحة النفسية دون أن نتطرق إلى دور النظام الغذائي؛ نظراً لأن الأطعمة غير الصحية ترتبط بكثير من المشاكل الجسدية التي تنعكس في نهاية الأمر على الصحة النفسية، الأمر الذي يفرض أهمية تضمين نظام غذائي متوازن يحتوي على مجموعة من الأطعمة الصحية. [4]

ممارسة الرياضة

تلعب الرياضة دوراً شديد الأهمية في حماية الطلاب من الإصابة بالتوتر والقلق، كما أنها تساهم في الحفاظ على لياقتهم البدنية، وصحتهم الجسدية التي تنعكس في نهاية الأمر على حالتهم المزاجية، وصحتهم النفسية، يمكن للطلاب الذين لم يتمكنوا من الانضمام إلى نشاط رياضي أن يمارسوا رياضة المشي، أو تمارين اليوجا، أو الذهاب إلى إحدى الصالات الرياضية لممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة.[4] 

تأثير الغذاء على الصحة النفسية

أسئلة شائعة حول الضغوط النفسية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي

كيف تؤثر الحالة النفسية على الدراسة؟

عندما يشعر الطالب بالتوتر والقلق، ينعكس ذلك سلباً على تركيزه خلال فترات الدراسة. وقد يؤدي ذلك إلى تدهور النتائج الأكاديمية، حيث إن التوتر يؤثر على تقديرات الطلاب ويضعف قدرتهم على أداء المهام المدرسية. وعندما يعاني الطالب من التوتر في المنزل، يقل اهتمامه بحضور الحصص المدرسية.[1][2][3]

ما هي العوامل التي تؤثر على التحصيل الدراسي؟

  1. الذكاء.
  2. الصحة الجسدية.
  3. الصحة النفسية.
  4. عوامل البيئة المحيطة.
  5. التغذية.[1][2][3] 

كيف يمكن تحقيق الصحة النفسية في المدرسة؟

  1. توفير الرعاية النفسية لكل طفل ومساعدته في حل مشكلاته والمساعدة في تطوير استقلاليته النفسية، لكي يتحول من طفل يعتمد على الآخرين إلى شخص ناضج قادر على الاعتماد على نفسه ومتوازن نفسياً.
  2. تعليم الطفل كيفية تحقيق أهدافه بطريقة مناسبة ومتوافقة مع المعايير الاجتماعية، بهدف تحقيق تكامله الاجتماعي.
  3. تقديم الاهتمام والتوجيه النفسي للطالب أو الطالبة، من خلال توجيههم وتقديم الإرشاد اللازم لهم في المسار التعليمي والنمائي الخاص بهم.[1][2][3]

كيف تعالج ضعف التحصيل الدراسي؟

يجب الاستفادة من التقنيات التعليمية المتقدمة والحديثة، مثل الوسائل البصرية والسمعية، لأنها تعزز فهم وتصوّر وإدراك الطلاب، وتستهدف حواسهم المختلفة. كما يتعين على أولياء الأمور والمعلمين التواصل المستمر لمتابعة وتقييم تقدم الطلاب وتحصيلهم الدراسي.[1][2][3]

لا شك أن الصحة النفسية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي من الأمور الأساسية التي ينبغي أن تحتل اهتماماً كبيراً من القائمين على التعليم؛ لأنها تؤثر بشكل كبير على المسار التعليمي والوظيفي للطلاب، كما أنها تجعل المجتمع يفقد أفراداً من المحتمل أن يكونوا منتجين لو لم يعانوا من ضغوط ومشكلات نفسية دفعتهم إلى التعثر الدراسي.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!