السكر التراكمي

يطلب الأطباء في أغلب الأحوال تحليل السكر التراكمي للتأكد من ارتفاع نسبة السكر في الدم وإصابة المريض بأحد أنواع مرض السكري. تعرف في هذا المقال على اختبار السكر التراكمي وأعراض ارتفاعه ومدى خطورة هذا الارتفاع.

اعتاد مرضى السكر على قياس نسبة السكر في دمهم عن طريق اختبارات مختلفة منها اختبار البول أو اختبار وخز الإصبع، وتعتبر هذه الاختبارات دقيقة، لكن فقط في لحظة الاختبار؛ لأنه من الممكن أن تتغير نسبة سكر الدم في اليوم (معدل السكر الطبيعي في الدم) تبعاً لعوامل عديدة مثل النشاط البدني، والهرمونات، ونوع الطعام وغيرها.

بالتالي تعد هذه الاختبارات ضعيفة تماماً في قياس مستوى السكر في الجسم بشكل شامل ومتوسط؛ لذلك اعتمد اختبار يساعد في تحديد نسبة السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، يسمى تحليل السكر التراكمي في الجسم، وقد اعتمد عام 1980، ويعد اختبار هام جداً لمراقبة مستوى السكر في الدم.

تحليل السكر التراكمي

فحص السكر التراكمي (بالإنجليزية:  A1c Test or HbA1c Test ) أو كما يسمى الهيموغلوبين السكري (بالإنجليزية: Glycated Hemoglobin Test) اختبار دم شائع يقيس متوسط السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية. ^[1]

يسجل الهيموغلوبين نسبة السكر في الدم يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يُعطي نسبة مئوية عن مستوى السكر في الدم تظهر في التحليل، لا يعطي الاختبار النسبة في كل يوم، بل بشكل وسطي للأشهر الثلاثة الماضية، مما يعطي فكرة واضحة للطبيب عن مستوى السكر في جسم الإنسان؛ لمساعدته في التشخيص ووصف الدواء اللازم. ^[1] [2]   

يحتاج مرضى السكري إلى إجراء هذا الاختبار بشكل دوري، للتأكد من أن مستوى السكر لديهم ضمن الحدود الطبيعية، وتعديل الأدوية عند وجود ضرورة لذلك، كما يفيد اختبار (A1c) في تشخيص مرض السكري من النوع1 والنوع2، فيما يلي بعض الأسماء الرائجة لتحليل السكر التراكمي: ^[1]

• اختبار (A1c).
• اختبار الهيموغلوبين (A1c).
• اختبار (HbA1c).
• اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي ((Glycosylated Hemoglobin.
• اختبار جلايكوهيموغلوبين (Glycohemoglobin).
• اختبار الهيموغلوبين السكري (Glycated Hemoglobin).

ما هو الهيموغلوبين

الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin) بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء مسؤول عن إعطاء الدم لونه الأحمر، ومهمته نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم. ^[1]

فحص السكر التراكمي

يسمى السكر في الدم بالجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose)، عندما ترتفع نسبة الجلوكوز بالدم يرتبط بالهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء، ويقيس اختبار A1c مقدار الجلوكوز المرتبط مع الهيموغلوبين كنسبة مئوية، ولأن الخلايا الحمراء تعيش لمدة ثلاثة شهور فقط قبل أن تتجدد مرة أخرى فإن هذا الاختبار يقيس متوسط السكر في الدم خلال هذه الفترة. ^[1]

فإذا كان نتيجة اختبار الهيموغلوبين عالية، فهذا يدل على أن مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم عالية، ويعتمد عدد المرات الازمة لإجراء اختبار A1c على نوعية مرض السكري الذي تعاني منه، تبعاً للأمور التالية: ^[1] [2]

• مرة واحدة في السنة للأشخاص في مرحلة ما قبل السكري (معرضين للإصابة بمرض السكري).
• مرتين في السنة (مرة كل 6 أشهر) إذا كنت مصاباً بداء السكري من النوع 2 ولا تأخذ الأنسولين، وكانت نتيجة الاختبار السابق ضمن الحدود الطبيعية (أقل من 7٪).
• ثلاث أو أربع مرات في السنة (مرة كل 3 أشهر)، إذا كنت مصاباً بداء السكري من النوع 1.
• أربع مرات في السنة (مرة كل 3 أشهر)، إذا كنت مصاباً بداء السكري من النوع2 وتستخدم الأنسولين في العلاج، أو بينت نتائج الاختبار الأخير أن نسبة السكر لديك غير مستقرة.
• أكثر من أربع مرات حسب طلب الطبيب، عند تغيير خطة العلاج، أو تناول دواء جديد.

جدول السكر التراكمي

يعبر الجدول التالي عن قيمة اختبار A1c ومستوى السكر في الدم المقابل له، فكلما ارتفعت نسبة A1c تزداد خطورة حدوث مضاعفات خطيرة لمرض السكري على الجسم، وتعطى نتيجة اختبار A1c كنسبة مئوية تعبر عن نسبة السكر في الجسم: ^[1]

معدل السكر التراكمي

غالباً ما يكون الهدف لمرضى السكري الحفاظ على نسبة A1c في الدم أقل من 7٪، وتعني هذه النسبة أن العلاج المتبع فعال، وتعبر نسبة السكر التراكمي التالية عن مستوى السكر في الدم: ^{[1] [2]}

• نسبة اختبار A1c بين 4%-5.6%: تعني أن معدل السكر التراكمي في الدم ضمن الحدود الطبيعية.
• نسبة اختبار A1c بين 5.7%-6.4%: تعني وجود احتمالية كبيرة للإصابة بمرض السكري (مرحلة ما قبل السكري).
• نسبة اختبار A1c من 6.5% أو أعلى: تعني أن الشخص مصاباً بداء السكري.
• نسبة A1c من 8% أو أعلى: تعني أنه لا يوجد سيطرة على مستويات السكر في الجسم، والشخص المصاب أكثر عرضة لمضاعفات مرض السكري الخطيرة.

أعراض ارتفاع السكر التراكمي في الجسم

تشمل أعراض ارتفاع السكر التراكمي في الجسم العلامات التالية التي تعد من أعراض مرض السكري: ^[3]   

• زيادة العطش.
• زيادة التبول.
• عدم وضوح الرؤية.
• الإعياء.

كما يطلب إجراء اختبار HbA1c من قبل الطبيب عند الأشخاص والحالات الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، مثل: ^[3]

• زيادة الوزن أو السمنة.
• ارتفاع ضغط الدم.
• تاريخ مرضي للأمراض القلبية.
• الخمول البدني.

العوامل المؤثرة على نتيجة اختبار HbA1c

تعتبر دقة اختبار A1C نسبية إلى حد ما بحوالي نصف درجة زيادة أو نقصان، وغالباً ما يطلب الطبيب إعادة الاختبار لتأكيد التشخيص بمرض السكري، كما يوجد بعض الحالات التي تسبب خطأ في نتيجة اختبار السكر التراكمي، منها: ^[2] 

• الفشل الكلوي.
• أمراض الكبد.
• فقر الدم الشديد.
• إذا كانت فترة حياة الخلايا الحمراء أقل من ثلاثة أشهر.

إنقاص نتيجة فحص السكر التراكمي

يساعد إنقاص نسبة فحص السكر التراكمي في تحسين صحة الجسم بشكل ملحوظ، فيما يلي خطوات لإنقاص قيمة اختبار A1c: ^[4]   

• ممارسة التمارين الرياضية بمعدل 150-300 دقيقة أسبوعياً.
• تناول وجبات خفيفة كل 3-5 ساعات في اليوم.
• اتباع نظام غذائي صحي يشمل البقوليات والخضار والفواكه، والمكسرات.
• تناول أطعمة تحوي البروتين والدهون الصحية، مثل البيض والسمك.
• الالتزام بالعلاج وطرق الوقاية.

لا يحتاج اختبار A1c إلى الصيام قبل إجرائه؛ لذلك يمكنك الأكل والشرب قبل الفحص بشكل طبيعي، كما لا يستخدم اختبار HbA1c لمرض السكري الحملي (بالإنجليزية: Gestational Diabetes)، وهو نوع من مرض السكري يؤثر فقط على النساء الحوامل، أو لتشخيص مرض السكري لدى الأطفال. ^[3]

السكر التراكمي من النسب الهامة التي توضح نسبة السكر في الدم؛ فإذا كنت تعاني من أعراض السكري وتخاف من الإصابة به يمكنك تحليل السكر التراكمي في المعمل والاطمئنان على صحتك.