;

أعراض مرض السكري في بدايته

  • تاريخ النشر: الجمعة، 01 أبريل 2022 آخر تحديث: الإثنين، 14 نوفمبر 2022
أعراض مرض السكري في بدايته

يعتبر السكري مرضاً شائعاً، فيُقدَّر أن هناك أكثر من 37 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من مرض السكري، سنتعرف في هذا المقال على أعراضه المبكرة وأنواعه المختلفة وطرق الوقاية منه.

مرض السكري

يشير السكري (بالإنجليزية: Diabetes) إلى مجموعة من الاضطرابات الاستقلابية التي تتميز بارتفاع تركيز السكر في الدم، حيث يقوم هرمون الإنسولين بنقل السكر من الدم إلى خلاياك، ليتم تخزينه أو استخدامه للحصول على الطاقة، وعند حصول خلل في إفراز الإنسولين، أو خلل في أداء الإنسولين لوظيفته أو كليهما، يؤدي إلى حدوث السكري.[1]

الأعراض المبكرة لمرض السكري

تختلف أعراض السكري في بدايته حسب نوعه، ففي النوع الأول تظهر بسرعة وتكون الأعراض شديدة، أما في النوع الثاني فتظهر بشكل تدريجي وقد تكون خفيفة لحدٍ لا يمكن ملاحظته، إلا بعد ظهور مضاعفات، ويمكن أن تشمل العلامات والأعراض المبكرة لمرض السكري ما يلي:[2][3]

الأعراض المبكرة المشتركة بين النوعين الأول والثاني

كلا النوعان من مرض السكري لهما بعض العلامات التحذيرية المتشابهة، وهي كالآتي:

  • الشعور بالجوع والتعب: يقوم هرمون الإنسولين بنقل السكر من الدم إلى خلاياك ليتم تخزينه، أو استخدامه للحصول على الطاقة، لكن الأمر مختلف عند مرضى السكري، نظراً للخلل الحاصل في الإنسولين، فإن الخلايا تبقى في حالة الجوع، لأنهم لا يحصلون على الطاقة الكافية من الطعام الذي يتناولونه، مما يؤدي لشعور الشخص بالجوع المستمر والتعب.
  • كثرة التبوّل وفرط العطش: هي إحدى الآليات التي يستخدمها الجسم للتخلص من السكر الزائد، فعندما ترتفع مستويات السكر في الدم، تحاول الكلى التخلص منه عن طريق تصفيته من الدم، مما يؤدي إلى زيادة حاجة الشخص للتبول بشكل متكرر، خاصةً في الليل، وبذلك تُفقد السوائل وتشعر بالعطش.
  • جفاف الفم وحكة في الجلد: يأتي ذلك بسبب فقدان السوائل الناجم عن كثرة التبول، فتقل الرطوبة في الجسم، مما قد يؤدي لجفافٍ في الفم وجفاف في البشرة، وغالباً ما تترافق الحكة مع البشرة الجافة.
  • عدم وضوح الرؤية: قد يؤدي تغيير مستويات السوائل في جسمك إلى انتفاخ العدسات في عينيك، مؤدياً للرؤية المشوشة (بالإنجليزية: Blurred vision)، أو قد يُعزى السبب إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في العين.

الأعراض الخاصة بالنوع الأول

قد يلاحظ المصابون به ما يلي:

  • فقدان الوزن بدون تخطيط: لأن الجسم لا يحصل على الطاقة الكافية من الطعام، بسبب الخلل الحاصل في الإنسولين، فيقوم بحرق الدهون والعضلات للحصول على الطاقة بدلاً عن ذلك.
  • الاستفراغ والغثيان: أثناء عملية حرق الدهون وفي مرحلة ما، يُصنّع الجسم أجساماً كيتونية، ويمكن أن تتراكم في الدم مؤدية إلى حالة خطرة تسمى الحماض الكيتوني السكري (بالإنجليزية: Diabetic ketoacidosis)، ويمكن أن لهذه الكيتونات أن تسبب شعوراً بالغثيان.

الأعراض الخاصة بالنوع الثاني

يمكن أن تظهر على المصابين بالنوع الثاني الأعراض الآتية:

  • تأخر التئام الجروح: قد تستغرق الجروح أسابيع أو شهور حتى تلتئم، حيث تؤدي المستويات المرتفعة من الجلوكوز في الدم إلى إتلاف أعصاب الجسم، والأوعية الدموية؛ مما قد يضعف الدورة الدموية، ونتيجةً لذلك يتأخر التئام الجروح.
  • وخز أو تنميل وألم في اليدين أو القدمين: تحدث نتيجةً لتلف الأعصاب، حيث يؤدي ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم عن المستوى الطبيعي إلى حدوث حالة من الاعتلال العصبي المحيطي (بالإنجليزية: Peripheral neuropathy).
  • ظهور بقع داكنة على الجسم: تسمى هذه الحالة بالشواك الأسود (بالإنجليزية: Acanthosis nigricans)، وهي حالة جلدية تتميز بوجود بقع داكنة اللون على بعض تجاعيد الجسم، مثل: العنق، أو الإبط، أو الفخذ.
  • الحكة وعدوى الخمائر: تعد البيئة الغنية بالجلوكوز مكاناً مناسباً لنمو الخمائر (بالإنجليزية: Yeasts)، مما قد يؤدي للإصابة بها، ولأن الخمائر تميل للعيش في البيئات الدافئة والرطبة، فإنها غالباً ما تصيب تلك المناطق من الجسم، مثل: الفم، والمناطق التناسلية، والإبط.

الأعراض الخاصة بسكري الحمل

لا يؤدي سكر الحمل لظهور أي علامات أو أعراض ملحوظة لدى الكثير من النساء، لكن من المحتمل أن يشعر بعضهن بفرط العطش، وكثرة التبول.

أنواع مرض السكري

هناك عدة أنواع مختلفة من مرض السكري:[4]

  • داء السكري من النوع الأول: هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس التي تصنع الإنسولين، ويقوم بتدميرها.
  • داء السكري من النوع الثاني: يحدث هذا النوع نتيجةً لمقاومة الإنسولين وزيادة السكر في الدم.
  • مرحلة ما قبل داء السكري (بالإنجليزية: Pre-diabetic): هي حالة من عدم توازن مستويات الجلوكوز في الدم، حيث تكون أعلى من المعدل الطبيعي، لكنه ليس مرتفعاً بما يكفي لتشخيصه بالنوع الثاني.
  • سكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational diabetes): هو ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل، بسبب الهرمونات التي تنتجها المشيمة وتؤدي إلى تثبيط عمل الإنسولين.

شيوع وانتشار مرض السكري

يعتبر النوع الثاني أكثر شيوعاً من بين جميع الأنواع، تُقدَّر نسبة الإصابة به ما بين 90% إلى 95% من جميع حالات مرض السكري التي تم تشخيصها، أما النوع الأول فيمثل نحو 5% إلى 10%. [5]

أسباب مرض السكري

تختلف الأسباب حسب نوع السكري، ويمكن تفسيرها على الشكل الآتي:[6]

داء السكري النوع الأول 

 يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة العوامل الممرضة والأجسام الغريبة في الوضع الطبيعي، لكن ما يحدث في هذا النوع من السكري أن الجهاز المناعي يعامل خلايا بيتا البنكرياسية (التي تصنع الإنسولين) كأنها عوامل غريبة فيقوم بتدميرها، وبذلك يقل أو ينعدم الإنسولين.

مرحلة ما قبل داء السكري من النوع الثاني 

في هذين النوعين لا مشكلة مناعية في الجسم، لكن البنكرياس غير قادر على إنتاج ما يكفي من الإنسولين، يرجع سبب حدوثه لمجموعة من العوامل الوراثية، والعوامل المتعلقة بنمط الحياة، وتعد السمنة عامل الخطر الأهم، خصوصاً عن زيادة الدهون حول البطن، مما يجعل الخلايا أكثر مقاومةً للأنسولين.

سكري الحمل 

يحدث نتيجةً للتغيرات الهرمونية أثناء الحمل، حيث تنتج المشيمة هرمونات لتحافظ على الحمل، لكنها في الوقت ذاته تجعل الخلايا أكثر مقاومة للإنسولين.

أهمية التشخيص المبكر لمرض السكري

يؤدي الحصول على العلاج المناسب، وإجراء تغييرات في نمط الحياة والتحكم في مستويات السكر في الدم إلى الحفاظ على صحة الشخص، وتحسين جودة حياته، وتقليل مخاطر حدوث مضاعفات.

أما إذا تُرك بدون علاج، يمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة ومهددة للحياة في بعض الأحيان، بما في ذلك:[6]

  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • السكتة الدماغية.
  • تلف الأعصاب أو اعتلال الأعصاب.
  • مشاكل في القدم، مثل: القدم السكرية.
  • أمراض الكلى، والتي يمكن أن تؤدي إلى احتياج الشخص لغسيل الكلى.
  • أمراض العين أو تلف في الشبكية.
  • مشاكل جنسية لدى كل من الرجال والنساء.
  • الأمراض الجلدية.
  • ضعف السمع.
  • الاكتئاب.

الوقاية من مرض السكري

لا يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع الأول لأنه ناتج عن أحد أمراض المناعة الذاتية، كما أن بعض أسباب مرض السكري من النوع الثاني لا يمكن التحكم بها، مثل: الجينات، أو العمر، لكن رغم ذلك يمكننا السيطرة على عوامل الخطر، إذا شعرت ببوادر الإصابة أو لاحظت أعراض المرض في بدايته، يمكنك اتباع بعض الاستراتيجيات لتأخير أو منع مرض السكري من النوع الثاني، وهي كالآتي:[7]

  • اتبع نظاماً غذائياً غنياً بالألياف وقليل الكربوهيدرات والنشويات.
  • قم بتقليل الدهون المُشبعة في نظامك الغذائي.
  • مارس الرياضة بانتظام، سيكون رائعاً لو بدأت بتخصيص وقت معين لممارسة التمارين الهوائية، مثل: المشي أو ركوب الدراجات.
  • اشرب كميات وفيرة من المياه.
  • حاول التخلص من الوزن الزائد.
  • توقف عن التدخين.
  • حافظ على مستوى طبيعي من فيتامين د.
  • قلل من تناول الأطعمة المُصنعة.

وفي الختام، نلاحظ أن اتباع نظام حياة صحي يساعدنا في الوقاية بشكل كبير، يمكنك أن تجعل نمط حياتك صحياً عن طريق إدخال العادات الصحية فيه تدريجياً حتى تصبح جزءاً لا يتجزأ من روتينك اليومي.