;

السكر وعلاقته بنمو الأورام السرطانية

يربط الكثير بين تناول السكر وزيادة فرص الإصابة بالأورام السرطانية، لكن الأمر ليس بصورة مباشرة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 14 ديسمبر 2022
السكر وعلاقته بنمو الأورام السرطانية

 يلعب نظامنا الغذائي دورًا كبيرًا في صحتنا العامة والحد من الإصابة بالأمراض أو زيادتها، منها السرطان حيث يبحث العلماء السكر وعلاقته بنمو الأورام السرطانية لمدة سنوات، لنتعرف في هذا المقال على علاقة السكر بالأورام السرطانية.

ما هو السكر  

السكر هو اسم عام للكربوهيدرات القابلة للذوبان ذات المذاق الحلو وكثير منها يُستخدم في الطعام، الجسم لا يحتاج إلى السكر لكن ما نحتاجه هو الكربوهيدرات وهي المصدر الرئيسي للمغذيات الكبيرة التي تمد الجسم بالطاقة، بجانب المغذيين الآخرين هما الدهون والبروتين، وهناك نوعان من السكريات:

  • السكريات البسيطة (السكريات الأحادية): تشمل الجلوكوز، والفركتوز، والجلاكتوز، توجد بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة؛ مثل: الفواكه، والخضروات، ومنتجات الألبان، ويمكن أيضًا إضافتها إلى الأطعمة؛ مثل: الحلوى، والمشروبات الغازية.
  • السكريات المركبة أو المزدوجة: تحتوي على جزيئين من السكر مرتبطان معًا؛ مثل: السكروز، واللاكتوز، والمالتوز، يعد سكر المائدة أو السكروز هو المثال الأكثر شيوعًا للسكر المركب.[1]

العلاقة بين السكر ونمو الأورام السرطانية

السرطان مصطلح يطلق على مجموعة من الأمراض التي تتميز بانقسام لا يمكن السيطرة عليه لخلايا غير طبيعية في الجسم مع إمكانية غزو أو انتشار أجزاء أخرى من الجسم، وهناك أكثر من 100 نوع من السرطانات التي تؤثر على كل جزء من أجزاء الجسم تقريبًا.

عندما نأكل طعامًا يحتوي على الكربوهيدرات، بما في ذلك الأطعمة التي تحتوي على السكر، فإن أجسامنا تكسرها إلى جلوكوز، ثم يغذي هذا الجلوكوز خلايانا لتوليد الطاقة التي نحتاجها للبقاء على قيد الحياة في عملية تسمى التمثيل الغذائي.

الخلايا السرطانية

الخلايا السرطانية تستخدم السكر حوالي 200 مرة أكثر من الخلايا الطبيعية، وتستقلب الخلايا السرطانية الجلوكوز أسرع من الخلايا الطبيعية في جزء يُعرف باسم تأثير واربورغ.

تحتاج جميع الخلايا بما في ذلك الخلايا السرطانية إلى سكر الدم للحصول على الطاقة، لكن لا يؤدي إعطاء المزيد من السكر للخلايا السرطانية إلى تسريع نموها، كما أن حرمان الخلايا السرطانية من السكر لا يبطئ نموها، والورم السرطاني الذي لم ينتشر لن ينتشر بسبب السكر.[1][2]

المشروبات السكرية والسرطان

في حين أن الأبحاث حول المشروبات السكرية وخطر الإصابة بالسرطان لا تزال محدودة، فإن دراسة نشرتها المجلة الطبية البريطانية في عام 2019 تضيف إلى الأدلة الموجودة على وجود صلة بين ارتفاع استهلاك المشروبات السكرية وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

وجدت الدراسة أن زيادة 100 مل فقط من المشروبات السكرية يوميًا ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18 %، وزيادة بنسبة 22 % في الإصابة بسرطان الثدي، وكان التأثير من تناول المشروبات المحلاة بالسكر وعصائر الفاكهة، في حين لم يرتبط تناول المشروبات المحلاة صناعياً (الدايت) بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

لا يوجد دليل كبير على أن اتباع نظام غذائي منخفض السكر أو الكربوهيدرات يقلل من فرص إصابتك بالسرطان، استثناء واحد هو سرطان المريء حيث تشير دراسة حديثة إلى أن السكر والمشروبات المحلاة قد تزيد من فرص الإصابة بهذا السرطان بنسبة 70٪ أو أكثر.[1][2]

السمنة وعلاقتها بالأورام السرطانية 

لا يعتقد العديد من الخبراء أن السكر يسبب السرطان بصورة مباشرة، لكن المشكلة الحقيقية هي السمنة، حيث تطلق الخلايا الدهنية بروتينات التهابية تسمى الأديبوكينات، يمكن أن تتلف الحمض النووي وتسبب الأورام، وكلما زاد عدد الخلايا الدهنية لديك، من المحتمل أن يكون لديك المزيد من هذه البروتينات.

تظهر مجموعة متزايدة من الأبحاث أن تناول الكثير من السكر قد يؤثر على وزن الجسم، ويساهم في السمنة، والتي يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) بها 30 أو أعلى، وهذا بدوره يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى.

 وفقاً لدراسات الصندوق العالمي لأبحاث السرطان والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان فإن زيادة الوزن أو السمنة طوال فترة البلوغ ترتبط بزيادة خطر الإصابة بـ 12 نوعًا من أنواع السرطان المختلفة.

لا يزال الباحثون يدرسون العلاقة بين السمنة والسرطان، هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تلعب أدوارًا في كيفية تأثير السمنة على مخاطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك الهرمونات أو الالتهاب.[3][1]

أسلوب حياة للوقاية من الأورام السرطانية  

تشير الأبحاث إلى أن فترات طويلة من ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع الأنسولين وهو الهرمون الذي يساعد في التحكم بنسبة السكر في الدم قد يؤثر على نمو الخلايا السرطانية أكثر من أي طعام معين، ولتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وإبطاء نمو السرطان الموجود، يمكنك تبني أسلوب حياة يحافظ على نسبة السكر في الدم باستمرار في نطاق صحي، فيما يلي توصيات المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان والجمعية الأمريكية للسرطان بما يلي:

  • تناول الكربوهيدرات الغنية بالألياف التي لا تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم؛ مثل: الفواكه الكاملة، والفول، والعدس، والخضروات، والحبوب الكاملة، والأعشاب الطازجة.
  • تجنب الكربوهيدرات سريعة الهضم التي ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة بما في ذلك المشروبات الغازية، والعصير، والحلوى.
  • حاول الموازنة بين الوجبات الرئيسية، والوجبات الخفيفة لتشمل البروتين، والألياف، والدهون الصحية لأنها تعمل على إبطاء عملية الهضم وارتفاع السكر في الدم.
  •  تؤدي ممارسة الرياضة والنشاط البدني على مدار اليوم إلى خفض نسبة السكر في الدم بشكل طبيعي حيث يستخدم الجلوكوز لتغذية العضلات.
  • حاول التحكم في التوتر، لأنه يرفع نسبة السكر في الدم حتى بدون طعام.[4]

تم تصميم أجسامنا لاستخدام سكر الدم كوقود، لذلك بينما يغذي السكر الخلايا السرطانية، فإنه يغذي الخلايا السليمة أيضًا، الإفراط في تبسيط النقاش حول السكر والسرطان يمكن أن يسبب ضررًا أكثر من نفعه، ويؤدي إلى القلق بشأن الطعام ووقت الوجبات، لذلك ننصحك بالتركيز على التغييرات الشاملة في نمط الحياة.