;

أسباب انخفاض السكر

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 10 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 04 ديسمبر 2023
أسباب انخفاض السكر

على الرغم من اعتقاد الكثير من الأشخاص بأنّ السكر مضر في جميع حالاته، إلا أنّ الجسم يحتاج إلى السكر بشكل ضروري، لكن بكميات طبيعية، وعلى عكس ارتفاع السكر الشائع يمكن أن يصاب الإنسان بانخفاض في مستويات السكر، فما هو انخفاض السكر، وما هي أعراضه؟ وما هي أسبابه؟ وهل يؤدي لحدوث مضاعفات؟

انخفاض السكر

انخفاض السكر (بالإنجليزية: Hypoglycemia) أو ما يعرف بنقص السكر في الدم الذي يحدث عندما تنخفض مستويات الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي. في هذا المقال سنتحدث عن أسباب انخفاض السكر.

تختلف مستويات السكر من وقت لآخر، ومن شخص لآخر، كما يحدث انخفاض السكر عندما تكون مستويات السكر أقل من 70 ملليغرام لكل ديسليتر، مع أنّ انخفاض السكر قد يبدو حالة مرضية بسيطة للكثير من الأشخاص إلا أنّه من ناحية طبية يعد من الحالات المرضية الخطيرة التي تتطلب علاجاً فورياً. [1]

أسباب انخفاض السكر

يحدث انخفاض السكر في الدم نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن الآتي: [2]

انخفاض السكر بعد تناول الطعام

من الطبيعي أن يحدث انخفاض لمستويات السكر عندما لا يتناول الشخص الطعام، لكن ليس في جميع الحالات، إذ يمكن أن يحدث انخفاض مستويات السكر بعد تناول أنواع معينة من الوجبات الغذائية، ذلك لأنّ الجسم ينتج كميات إضافية من هرمون الأنسولين المسؤول عن إدخال السكر من مجرى الدم إلى الخلايا والأنسجة.

يعرف انخفاض السكر بعد الوجبات بانخفاض السكر التفاعلي، أو بانخفاض السكر ما بعد الوجبات، كما أنّه يحدث لدى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة المجازة المعدية، وقد يصيب الأشخاص الذين لم يخضعوا لهذه الجراحة. [2]

أسباب الإصابة بمرض السكري

عندما يكون الشخص مصاباً بمرض السكري فإنّ جسمه لا يصنع كميات كافية من هرمون الأنسولين، هذا يحدث في النوع الأول من مرض السكري، أو أنّ حساسية الخلايا لهذا الهرمون تكون منخفضة، مما يحول دون دخول الهرمون المحمول بالغلوكوز إلى الخلايا، هذا يحدث في النوع الثاني من السكر، بالتالي حدوث تراكم في مستويات السكر في الدم، كما أنه قد يصل إلى مستويات خطيرة.

كما أنّ ارتفاع مستويات هرمون الأنسولين، أو استخدام بعض أنواع أدوية السكري قد يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر بشكل حاد، علاوة على ذلك قد يحدث انخفاض معدلات السكر في الدم عندما يأكل الشخص كمية أقل من الطبيعي بعد تناول أدوية السكري، أو عند ممارسة التمارين الرياضية الشاقة. [2]

أسباب عدم الإصابة بمرض السكري

على الرغم من إمكانية حدوث انخفاض في مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري إلا أنّ هذا الانخفاض قد يحدث لغير المصابين أيضاً، حيث تتضمن الأسباب الآتي: [2]

  1. الحالات المرضية: يمكن أن يحدث انخفاض السكر بسبب حالات مرضية خطيرة تتضمن أمراض الكبد الحادة بما فيها التهاب الكبد، أو تليف الكبد، كما يمكن للاضطرابات التي تصيب الكلى أن تسبب انخفاض مستوى السكر، ذلك لأنّ هذه الاضطرابات تمنع الجسم من التخلص من الأدوية بالطريقة المناسبة، مما يؤدي إلى حدوث خلل في مستويات السكر في الدم.
  2. العلاجات الدوائية: يمكن أن يؤدي تناول بعض أنواع أدوية السكري الفموية عن طريق الخطأ إلى حدوث نقص حاد في مستويات السكر في الدم، بشكل خاص لدى الأطفال، أو الأشخاص المصابين بالفشل الكلوي.
  3. تناول المشروبات الكحولية: قد يؤدي الإفراط في تناول المشروبات الكحولية دون تناول الطعام إلى منع الكبد من إطلاق الجلوكوز المخزن في مجرى الدم، هذا يؤدي إلى حدوث انخفاض في مستويات السكر في الدم.
  4. نقص الهرمونات: قد تؤدي اضطرابات الغدة الكظرية، وأورام الغدة النخامية إلى نقص مستويات الهرمونات التي لها دور في إنتاج الغلوكوز، مما يؤدي إلى حدوث انخفاض في مستويات السكر، علاوة على ذلك قد يصاب الأطفال الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون النمو إلى حدوث انخفاض في مستوى السكر.
  5. فرط إنتاج الأنسولين: قد تؤدي إصابة عضو البنكرياس بأورام إلى إنتاج كميات إضافية من هرمون الأنسولين، مما يؤدي إلى حدوث نقص في مستويات السكر في الدم بشكل حاد، بالإضافة إلى أنّ بعض الأورام قد تؤدي إلى فرط إنتاج المواد الشبيهة بالأنسولين، بالإضافة إلى حدوث تضخم في خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج هرمون الأنسولين.

أعراض انخفاض السكر

عند انخفاض مستويات السكر في الدم عن المستويات الطبيعية فإنّ ذلك يؤدي إلى ظهور مجموعة كبيرة من الأعراض التي يمكن أن تظهر بشكل مفاجئ، حيث تتضمن هذه الأعراض ما يلي: [3]

  • التعب والإرهاق الحاد.
  • الدوخة.
  • التعرق الزائد.
  • الجوع.
  • تسارع ضربات القلب.
  • تغيرات في المزاج.
  • صعوبة في النوم.
  • حدوث صداع في الرأس.
  • اضطراب في الرؤية.
  • وخز في الجلد.
  • التهيج والقلق.
  • فقدان الوعي أو الغيبوبة.
  • مشاكل في التفكير بما فيها صعوبة القدرة على التركيز.

مضاعفات انخفاض السكر

على الرغم من إمكانية علاج انخفاض السكر الخفيف إلى المعتدل بشكل سهل من خلال تناول السكر، لكن قد يؤدي انخفاض مستوى السكر الشديد إلى حدوث مضاعفات خطيرة، حيث تتضمن هذه المضاعفات الآتي: [2]

عدم الشعور بأعراض نقص السكر

من الممكن أن يؤدي انخفاض السكر لمرات عديدة متكررة إلى عدم الشعور مع الوقت بأعراض هذا الانخفاض، حيث لا يظهر الجسم والدماغ أي أعراض تشير إلى وجود انخفاض معدلات السكر في الدم، بما في ذلك الارتعاش، وعدم انتظام ضربات القلب، وبالتالي هذا قد يؤدي إلى حالة مرضية خطيرة قد تهدد حياة المصاب.

كما أنّ الأشخاص المصابين بمرض السكري قد يعانون من انخفاض السكر في الدم، وقد يدخلون في غيبوبة حادة، هذا ما يدفع الطبيب إلى تعديل العلاجات لرفع مستويات السكر في الدم. [2]

داء السكري غير المعالج

عندما يكون الشخص غير مصاب بمرض السكري لكنه يصاب بانخفاض السكر في الدم، فإنّ ذلك يؤدي إلى خوفه وانزعاجه من الإصابة بنقص السكر، بالتالي يدفعه ذلك إلى خفض تناول الأنسولين، بهدف الحرص على عدم حدوث انخفاض حاد في مستويات السكر، هذا يؤدي إلى حدوث خلل في مستويات السكر في الدم، كما تحتاج هذه الحالة إلى استشارة الطبيب بشكل فوري. [2]

كما تتضمن مضاعفات انخفاض السكر في الدم الآتي: [2]

  • النوبات التشنجية.
  • الإغماء.
  • الوفاة.
  • الإصابة بدوخة شديدة والضعف.
  • زيادة خطر الإصابة بمرض الخرف لدى كبار السن.
  • تزداد احتمالية إصابة الشخص بحوادث المركبات، ذلك لأنّ انخفاض السكر قد يحدث بشكل مفاجئ أي خلال أوقات قيادة السيارات.

تنظيم السكر في الدم

عند تناول الطعام يكسر الجسم الكربوهيدرات التي حصل عليها من الخبز، والأرز، والمعكرونة، والخضروات والفاكهة، ومنتجات الحليب إلى جزيئات السكر المختلفة بما فيها الجلوكوز، الذي يعد مصدر الطاقة بالنسبة لخلايا الجسم.

ثم يدخل الجلوكوز إلى الخلايا بمساعدة هرمون الأنسولين، إذ إنّ هذا الهرمون يتم إفرازه من البنكرياس بهدف السماح بإدخال الجلوكوز إلى الخلايا، كما يتم تخزين الغلوكوز الإضافي في الكبد والعضلات على شكل غليكوجين.

وعندما لا يتناول الإنسان الطعام فإنّ مستويات السكر في الدم تنخفض، هذا يؤدي إلى إرسال هرمون آخر من البنكرياس إشارات إلى الكبد بهدف تفكيك الغليكوجين المخزن، ليتم إطلاق الجلوكوز في مجرى الدم ليتم الحفاظ على مستويات طبيعية من السكر في الدم حتى يتناول الإنسان الطعام. [2]

في الختام لا بد من التأكيد على خطورة انخفاض السكر في الدم، سواءً للأشخاص المصابين بمرض السكري أو غير المصابين، لذا من المهم مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض انخفاض السكر، لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها، بشكل خاص للمصابين بمرض السكري، ذلك لتجنب حدوث مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة.