;

ما هو التوحد وأعراضه عند الأطفال وطرق تشخيصه

تعريف مرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد وأسباب الإصابة به والسلوكيات الظاهرة على المصاب به مع توضيح كيفية التعامل معه لتخفيف الأعراض.

  • تاريخ النشر: الإثنين، 03 أغسطس 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 02 أبريل 2024
ما هو التوحد وأعراضه عند الأطفال وطرق تشخيصه

يعد اضطراب التوحد عالم مختلف يستحق الفهم، في قلب كل طفل يعاني من التوحد، تكمن قصة فريدة تنتظر الاكتشاف. يمثل هذا الاضطراب التطوري تحديًا يوميًا للأطفال وأسرهم، فهو يؤثر على قدرتهم على التواصل والتفاعل بطرق يسهل على الآخرين تجاهلها. لكن، ما هي العلامات التي يجب أن نبحث عنها؟ وكيف نميز التوحد لنقدم الدعم الأمثل؟ في هذا المقال، نخوض رحلة استكشافية لنكتشف معًا الأعراض الرئيسية للتوحد عند الأطفال ونتعرف على مسارات التشخيص. 

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب لمعرفة كل ما هو جديد في عالم الصحة والرشاقة

ما هو التوحد عند الأطفال وسماته

التوحد (بالإنجليزية: Autism)، المعروف أيضًا باسم اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorders - ASD)، يعد من الحالات النمائية التي تظهر بوضوح في مرحلة الطفولة المبكرة، عادة قبل بلوغ الطفل الثلاث سنوات من العمر.[1]

يتميز هذا الاضطراب بتحديات ملحوظة في التواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى وجود أنماط سلوكية متكررة ومحدودة. على الرغم من التنوع الكبير في أعراض التوحد عند الأطفال وطبيعتها من طفل لآخر، إلا أن هناك سمات مشتركة يمكن ملاحظتها، وتبدو أيضًا على الأطفال الرضع، إذ تشمل أعراض التوحد عند الرضع ما يلي:[2]

  • تجنب الاتصال بالعين.
  • عدم الابتسام كرد فعل تلقائي للابتسامات.
  •  الانزعاج من تحفيزات حسية معينة كالأصوات أو الروائح.
  • ظهور سلوكيات متكررة كالرفرفة التي تبدو واضحة على حركة يد طفل التوحد أو هز الجسم بشكل متكرر.

 يعد فهم هذه السمات خطوة أساسية نحو التعرف المبكر على التوحد وتقديم الدعم اللازم للأطفال المصابين به، مما يفتح الباب أمام تحقيق تقدم كبير في مراحل حياتهم اللاحقة.

أسباب التوحد عند الأطفال

إن اسباب التوحد عند الأطفال غير معروفة تماماً حتى الآن، لكن لوحظ ارتباط الإصابة بالتوحد بالعوامل التالية:[2][3]

  1.  جنس المولود، حيث إن الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد من الإناث.
  2. العوامل البيئية: يلاحظ ارتفاع في معدل انتشار المرض بين الأطفال في بعض المناطق مقارنة بالأخرى، ويشتبه بأن العوامل البيئية مثل الإنتانات الفيروسية والملوثات البيئية يمكن أن تسهم في حدوث اضطراب طيف التوحد.
  3. التاريخ العائلي للتوحد: وجود فرد في العائلة مصاب بالتوحد يزيد من خطر إصابة الأطفال الآخرين في العائلة.
  4. حالات طبية معينة: مثل؛ متلازمة ريت (بالإنجليزية: Rett syndrome)، ومتلازمة الصبغي إكس الهش (بالإنجليزية: Fragile X syndrome)، حيث إن وجود هذه الحالات قد يزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
  5. الولادة المبكرة: الأطفال الذين يولدون قبل إكمال 26 أسبوعًا من الحمل قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.
  6. عمر الأبوين: من المحتمل وجود علاقة بين عمر الوالدين المتقدم وإصابة الطفل بالمرض، ولكن هذه العلاقة تحتاج إلى مزيد من البحوث للتأكد من صحتها.

أعراض وعلامات التوحد عند الأطفال

تختلف ماهية أعراض الإصابة بالمرض وعددها ما بين طفل وآخر، لكنها تبدأ بالظهور في غالبية الحالات خلال عمر الرضاعة، رغم وجود  بعض الحالات التي يبقى المظهر العام لسلوك الطفل وتطور شخصيته طبيعياً خلال العامين الأولين من عمره، ومن ثم تتبلور علامات التوحد عند الأطفال وتنكشف قبل بلوغهم السنة الثالثة من العمر كحد أقصى، تتلخص هذه الأعراض بما يلي:[3]

اضطرابات في التواصل والتفاعل مع الغير

إذ يعاني الطفل المصاب بالمرض من صعوبة في التعامل وعجز عن اكتساب مهارات التواصل، ومن علامات هذا الاضطراب:[3]

  1. لا يستجيب الطفل عند ندائه باسمه فيبدو أحياناً وكأنه لا يسمعه حتى.
  2. يقاوم العناق والتلامس الجسدي مع الآخرين ويرفض اللعب مع الأطفال من سنه، بل يفضل الاختباء داخل عالمه الخاص.
  3. لا يتواصل بالنظر في أعين الآخرين، ولا يفهم تعابير الوجه التي تبدو أمامه، بل ويعجز هو نفسه أن يبدي ملامح تعبيرية عن طريق الوجه.
  4. يكون الطفل قليل الكلام وحديثه عديم الانسيابية، وقد يفقد الطفل مع تقدم المرض الكلمات التي سبق له أن تعلمها.
  5. قد يسرد الطفل أحياناً كلمات متكررة غير مترابطة وليست ذا معنى، كما يمكن أن يتكلم بنبرة عالية وحادة أو بصوت متقطع كالرجل الآلي.
  6. يعجز الطفل عن التعبير عن مشاعره ورغباته كما يبدو عاجزاً عن فهم مشاعر الآخرين أو ما يطلبونه منه.

نمطيات سلوكية متكررة

الطفل المصاب بالتوحد يبدي عدداً قليلاً ومتكرراً من السلوكيات والاهتمامات والنشاطات، فمثلاً:[3]

  1. يقوم الطفل بحركات متكررة كالدوران أو تحريك الأيادي بنمط معين، حيث نجد أن لغة الجسد الغريبة تعتبر انطباعاً شائعاً عند طفل التوحد، وتعد هذه العلامة من أبرز علامات التوحد عند الرضع.
  2. قد يندهش طفل التوحد من أبسط الحركات أمامه كدوران عجلة السيارة أو غيرها ويبقى يراقبها لساعات، لكنه عاجز عن تفسير مثل هذه الحركات أو فهم الغرض منها.
  3. قد يكون طفل التوحد مفرط الحساسية تجاه الضوء الساطع أو الصوت العالي، بينما من الشائع عدم مبالاة الطفل للألم أو الحرارة العالية.
  4. يقوم أحياناً ببعض النشاطات التي قد تسبب الأذى لنفسه أو لغيره مثل العض أو ضرب لرأسه.

الجدير بالذكر هنا أن بعض الحالات تتراجع هذه الأعراض أو تقل حدتها مع تقدم الطفل نحو سن الرشد والبلوغ، فيزداد اندماجه بالمجتمع وتتحسن قدرته على التعاطي مع غيره، ويمكن لبعضهم حتى أن يعيشوا حياة قريبة من الطبيعي.

في المقابل تبقى الأعراض عند عدد من الأطفال ثابتة مع تقدم العمر، وتكون سنوات المراهقة هي الأصعب لديهم نظراً لمشاكل اللغة لديهم وعجزهم عن مهارات التواصل.[3]

ما هو اختبار كشف التوحد عند الأطفال

يعتمد تشخيص اضطراب طيف التوحد على مجموعة من التقييمات السلوكية لأنه لا يوجد اختبار طبي واحد يمكن أن يشخص التوحد بشكل قاطع، كما أنه لا يمكن تحديد أفضل اختبار تشخيص وكشف التوحد للأطفال، لأن  بعض الاختبارات تُستخدم بشكل متضافر لتقييم سلوكيات ومهارات الأطفال التي قد تشير إلى التوحد، فيما يلي نظرة على كل اختبار:[4][5]

اختبار جيليام للتوحد

اختبار جيليام للتوحد (بالإنجليزية: GARS-3) هو أداة تشخيصية مصممة لتسهيل تحديد شدة اضطراب طيف التوحد، لدى الأفراد من عمر 3 إلى 22 سنة.

تم تطوير اختبار جيليام للتوحد بواسطة جيمس إي. جيليام ، مما يجعله أداة مواكبة للمفاهيم الحديثة حول اضطراب التوحد، ويقوم الاختبار بتقييم الأفراد استنادًا إلى ستة مجالات فرعية تشمل:

  1. السلوكيات المقيدة/المتكررة.
  2.  التفاعل الاجتماعي.
  3.  الاتصال الاجتماعي.
  4.  الاستجابات العاطفية.
  5.  الأسلوب المعرفي.
  6. التواصل غير اللفظي.

 يعتبر اختبار جيليام للتوحد أداة مرجعية معيارية، مما يعني أنه يقارن نتائج الفرد بمجموعة طبيعية محددة بناءً على العمر، الوضع الاقتصادي الاجتماعي، العرق/الإثنية وغيرها، كما يمكن إجراء اختبار جيليام للتوحد اون لاين ويمكن أن يتم باستعانة الطبيب للمساعدة في التشخيص.[4]

اختبار كارز للتوحد

اختبار كارز للتوحد، المعروف اختصارًا بـ CARS، هو أداة تقييمية مصممة لمساعدة المختصين في تحديد وجود اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال، ويساعد هذا الاختبار في التفريق بين التوحد وغيره من الاضطرابات التي قد تظهر أعراضاً مماثلة، كما يقيم شدة الاضطراب ويحدد مستوى التأثير على الطفل.

يتضمن اختبار كارز للتوحد تقييمًا لخمسة أبعاد رئيسية تشمل:[5]

  •  التفاعل الاجتماعي.
  •  التواصل اللفظي. الاستجابة السمعية.
  •  استخدام الجسد.
  • المرونة في التعامل مع التغييرات. 

يُنصح باستخدام اختبار كارز للتوحد للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين، وقد يكون مفيدًا أيضًا للمراهقين. يتم إجراء الاختبار من قِبل مختصين تدربوا على تقييم عناصر الاختبار بدقة، مع إمكانية الاعتماد على ملاحظات الوالدين خلال عملية التقييم. يستغرق إجراء اختبار CARS حوالي 20 إلى 30 دقيقة، حيث يتم تقييم كل عنصر على مقياس من 1 إلى 4، مع تفسير الدرجات بدءًا من الطبيعية مرورًا بالطبيعية نسبيًا، غير الطبيعية بشكل ما، وصولًا إلى غير الطبيعية بشكل كبير.

بعد تجميع النقاط، يستخدم المختص نتائج المقياس لتحديد ما إذا كان الطفل مصابًا بالتوحد وتحديد درجة شدة الاضطراب. تتراوح النتائج الإجمالية من 15 إلى 60، حيث تدل الدرجات أقل من 30 على عدم الإصابة بالتوحد، وتشير الدرجات من 30 إلى 36 إلى التوحد بشكل خفيف إلى متوسط، في حين تدل الدرجات من 37 إلى 60 على إصابة الطفل بالتوحد الشديد. يُلاحظ أن العتبة المحددة لتشخيص التوحد تنخفض إلى 28 بدلاً من 30 في حالات المراهقين والبالغين.[5]

علاج التوحد

لا يوجد علاج شافٍ لمرض التوحد في وقتنا هذا، فالهدف من العلاج فقط تخفيف الأعراض، وتحسين مهارات التواصل والاندماج لدى الطفل، ومساعدته في اكتساب المهارات الأخرى الضرورية للتعلم وممارسة النشاطات اليومية، ويتم ذلك في مراكز متخصصة في علاج التوحد، وعلى أيادي أطباء ومعالجين متخصصون في التعامل مع الحالات والأعراض المتنوعة جداً لأطفال المصابين، وتقديم العلاج المناسب لكل طفل على حدة وفق ما يتناسب مع أعراضه وحالته الراهنة.[6]  

بذلك يظهر أن  الأفراد المصابين بالتوحد يمتلكون قدرات ومواهب فريدة، ويمكن للدعم المناسب أن يساعدهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمشاركة في المجتمع بشكل إيجابي، كما يمكن أن يكون التوحد جزءً من هوية الشخصية ويساهم في تشكيلها، ومن المهم تعزيز مفهوم التنوع والاحترام لجميع الأفراد بغض النظر عن اختلافاتهم.

الأسئلة الشائعة حول توحد الأطفال

هل التوحد وراثي؟

نعم، هناك عوامل وراثية تلعب دوراً في تطور التوحد.

هل التوحد له علاج؟

لا يوجد علاج محدد للتوحد، ولكن هناك تدخلات وعلاجات تساعد في تحسين الأعراض وجودة الحياة.

متى يتكلم الطفل التوحدي؟

تختلف الحالات، ولكن العديد من الأطفال التوحديين يبدأون في تطوير مهارات الكلام بعد سنتين من العمر.

كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد؟

يمكن التحقق من تطور وتطور المهارات الاجتماعية والاتصالية للطفل ومقارنتها مع المعايير العمرية المعتادة.

كيف أعرف أن طفلي مصاب بالتوحد؟

يمكن أن يكون التشخيص معقداً ويشمل تقييمات من قبل متخصصين في الصحة النفسية والتوحد.

هل أعراض التوحد يجب أن تنطبق كلها على الطفل المصاب؟

لا، قد تظهر بعض الأعراض وتكون غير موجودة البعض الآخر، والتوحد يمتد على طيف واسع من الأعراض والتحديات التي يمكن أن تختلف من شخص لآخر.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!