;

التهاب البنكرياس وعلاجه

  • تاريخ النشر: السبت، 09 أبريل 2022
التهاب البنكرياس وعلاجه

البنكرياس هو أحد أعضاء الجسم ذات الأهمية البالغة، فهو عبارة عن غدة تفرز هرمونات مسؤولة عن هضم الطعام عبر إنتاج عصارة تساعد في ذلك، بالإضافة إلى هرمون الإنسولين المتحكم في مستوى السكر في الدم، تقع هذه الغدة خلف المعدة لتأتي مقابل العمود الفقري، وعند حصول أي ضرر أو مشكلة فيها، يتسبب الأمر في إبراز عدة مشاكل تواجه المريض؛ مثل التهاب البنكرياس، فما هو، وما هي طرق علاجه. [1]

مفهوم التهاب البنكرياس

التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis) هو التهاب ينشأ عند بدء العصارة المنتَجة من قِبل البنكرياس بهضم البنكرياس، أي أنه يهاجم نفسه مما يؤدي إلى التهابه. [1]

علاجه بحسب أنواعه

مرض التهاب البنكرياس يمكن علاجه والشفاء منه بشكل كامل، وفيما يأتي طرق علاجه على حسب أنواعه:

التهاب البنكرياس الحاد

عند دخول المريض بالتهاب البنكرياس إلى المستشفى، يتم اتباع خطة العلاج الآتية: [1]

  • التغذية المناسبة: يتم منع المريض من تناول الطعام لعدة أيام حتى يتمكن البنكرياس من استعادة نشاطه وأخذ وقت للراحة من إفراز الهرمونات الخاصة بالهضم، إذ إنها تبدأ في أكله وهضمه نفسه، لذلك يُمنع المريض من تناول الطعام بشكل قاطع لعدة أيام، ثم يتم تقديم سوائل ذات نقاوة عالية للمريض وأطعمة خفيفة الهضم، يستمر ذلك حتى تتحسن الأعراض ويشعر المريض بأنه أفضل. [2]
  • الأدوية: يتم وصف أدوية مسكنة للمريض بسبب الآلام الحادة التي ترافق التهاب البنكرياس، حيث يتم تناول هذه الأدوية عبر إرفاقها مع سوائل الوريد التي يتم تقديمها للمريض أثناء تطبيق خطة علاجه المذكورة أعلاه، وذلك لكي لا يصاب بالجفاف ولتخفيف الألم عنه. [2]
  • علاج الأضرار التابعة للالتهاب: الإصابة بالتهاب البنكرياس تعني وجود عدة تبعات لذلك، ومن ما يمكن إجراؤه كأمر علاجي طبي: [1]
    • فتح القناة الصفراوية في حال حصل انسداد لمجراها الضيق جراء التهاب البنكرياس، ومن الممكن توسعة هذه القناة.
    • عمل جراحة لاستئصال المرارة، إذ إن حصوات المرارة من شأنها أن تسبب التهاب البنكرياس.
    • إيقاف التناول المفرط للكحوليات التي تسبب التهاب البنكرياس مع الزمن.
    • النظر في الأدوية والعلاجات التي يتناولها المريض إذ إن هناك عدة أدوية قد ينشأ عنها التهاب في البنكرياس.

التهاب البنكرياس المزمن

خطة علاج التهاب البنكرياس المزمن والذي قد يطول بقاؤه تكون كالآتي: [2]

  • أدوية مسكنة للألم.
  • استخدام الموجات فوق الصوتية عبر المنظار أو الحقن وتوجيهها على الأعصاب المسؤولة عن نقل الألم والإحساس به لتخفيف من حدة هذه الإشارات أو حتى منعها من التوجه إلى الدماغ.
  • مساعدة الجسم في عملية تكسير الطعام عبر صرف إنزيمات لتحسين الهضم، مما يؤدي لتخفيف عبء ذلك عن البنكرياس وإراحته قليلاً.

العلاج المنزلي

على مريض التهاب البنكرياس مساعدة نفسه على تجاوز المرض عبر اتباع نمط حياة صحي، يكون ذلك عن طريق اتباع الآتي: [2]

  • التوقف عن شرب الكحول.
  • عدم التدخين.
  • اتباع نظام غذائي قليل الدهون والدسم.
  • شرب السوائل بكثرة حيث تساعد على إبقاء الجسم بعيداً عن الجفاف الذي يسببه التهاب البنكرياس.

الطب البديل

خيار الطب البديل يمكن اتباع نهجه لتحسين أعراض التهاب البنكرياس وإعانة المريض عليه، لكنه ليس بعلاج ناجح أو حل نهائي للمرض، حيث تكون خيارات العلاج كالآتي: [2]

  • ممارسة اليوغا.
  • تطبيق تمارين التأمل والاسترخاء.
  • جلسات العلاج بالإبر.

أسباب الإصابة بالتهاب البنكرياس

تتعدد الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالتهاب البنكرياس، ويمكن حصرها في الآتي: [3][4]

  • الأدوية والعلاجات التي تتعارض مع وظيفة البنكرياس المسار لها في المقدمة، مما يسبب تهيجه، ثم التهابه.
  • ارتفاع نسبة الدهون في الدم لدى المريض وبالأخص الدهون الثلاثية.
  • العدوى.
  • حدوث إصابة في البطن أو العمليات الجراحية في البطن عموماً.
  • حصول مشكلة في عمليات التمثيل الغذائية؛ مثل الإصابة بداء السكري.
  • اضطراب جيني ينشأ عنه الالتهاب بحيث يكون تابعاً له؛ مثل التليف الكيسي.
  • وجود حصى في المرارة.
  • التناول المفرط للكحوليات.
  • ارتفاع مستوى الكالسيوم.
  • سرطان في البنكرياس.
  • السمنة المفرطة.

الأعراض بحسب الأنواع

ينقسم التهاب البنكرياس إلى نوعين رئيسيين؛ هما: الالتهاب الحاد والالتهاب المزمن، وتتباين الأعراض بين النوعين لتكون: [3][4]

أعراض الالتهاب الحاد

  • آلام عامة في الجزء العلوي من البطن وتمتد حتى الظهر.
  • حمى.
  • غثيان وتقيؤ.
  • تسارع نبضات القلب.
  • انتفاخ في البطن.

أعراض الالتهاب المزمن

  • ألم في البطن تحديداً الجزء العلوي منه ويتفاقم بعد تناول الطعام.
  • فقدان الوزن الغير مبرر.
  • إسهال دهني ذو رائحة كريهة.
  • الإصابة بمرض السكري.

عوامل الخطر

هناك عدة عوامل من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس، وهي: [3]

  • الإفراط في شرب الكحول.
  • التدخين.
  • السمنة.
  • المصابين بمرض السكري.
  • التاريخ العائلي للإصابة بالمرض.

هل التهاب البنكرياس مزمن

التهاب البنكرياس الحاد يستمر عدة أيام فقط، لكن في حالة تحوله لالتهاب مزمن، وقد يستمر الأمر حتى الشفاء لعدة أسابيع أو حتى أشهر، إذ إن النوع المزمن يحتاج مدة زمنية أطول للشفاء والتخلص منه بشكل كامل. [4]

الفئة المعرضة للمرض

التهاب البنكرياس معرض للإصابة به فئة من الناس أكثر من غيرها، ويمكن تصنيف هذه الفئات في الآتي: [4]

  • الذكور بشكل عام.
  • الأشخاص الأمريكيون ذوي الأصل الإفريقي.
  • تاريخ عائلي بالإصابة بحصوات المرارة أو من يعانون من ذلك.
  • البدينون.
  • المدخنون.
  • مدمني الكحول.

المضاعفات

يتسبب التهاب البنكرياس بعدد من المضاعفات لدى الإصابة به والتأخر في علاجه، وتتمثل هذه المضاعفات في الآتي: [5]

  • الإصابة بمرض السكري بسبب توقف إفراز الإنسولين من البنكرياس التالف والمتضرر.
  • فشل كلوي.
  • الإصابة بعدوى في البنكرياس كراء الالتهاب الشديد.
  • سوء التغذية وبالتالي فقدان الوزن.
  • سرطان البنكرياس.
  • حصول نخر في البنكرياس بسبب عدم وصول الدم له.
  • مشاكل في التنفس.
  • انفجار البنكرياس بسبب تراكم السوائل فيه على شكل أكياس.

طريقة التشخيص

طريقة تشخيص التهاب البنكرياس من قبل الطبيب المختص تكون عبر الكشف السريري عن المريض، أي يقوم الطبيب بالضغط على بطن المريض مع مراقبة ضغط دمه في هذا الأثناء ومعدل نبضات القلب، إذ إن النبض المتسارع وانخفاض ضغط الدم يعني وجود التهاب في البنكرياس، لكن هذا الأمر غير كافٍ، حيث يقوم الطبيب أيضا بإجراء التالي للتحقق من الالتهاب: [5]

  • التصوير بالأشعة السينية أو المقطعية أو الرنين المغناطيسي.
  • أخذ عينات دم من المريض للكشف عن مؤشرات الالتهاب علاوة على إجراء فحص وظائف البنكرياس.
  • فحص عينة براز والبحث عن الدهون فيها.
  • فحص السكري.
  • فحص إنزيم الأميليز (بالإنجليزية: Amylase) وإنزيم الليباز (بالإنجليزية: Lipase).
  • فحص الكالسيوم.
  • فحص وظائف الكبد.
  • فحص تعداد خلايا الدم الشامل للكشف عن ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء.
  • إجراء خزعة من نسيج البنكرياس وعمل تحليل وزراعة لها.
  • فحص مستوى الإنسولين.

كيفية الوقاية منه

  • أثبتت الدراسات العلمية بأن أغلب حالات التهاب البنكرياس كانت بسبب الإفراط في تناول الكحول، لذلك فإن أول طريقة للوقاية منه هي الحد من شرب الكحوليات، وفي حال كان الشخص مدمناً عليه يمكنه الانضمام لمجموعة دعم تسانده في التوقف عن هذا الإدمان. [5]
  • تجنب التدخين والحد منه بقدر الإمكان، إذ إنه أحد عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بالالتهاب.
  • اتباع نمط حياة صحي من شأنه أن يريح البنكرياس ويساعده في وظيفته المتمثلة في إفراز سوائل الهضم. [5]

التعايش مع المرض

على المصابين بالتهاب البنكرياس اتباع نظام غذائي معين ومحدد للتعايش مع هذا الالتهاب، والحد من أعراضه وآلامه الشديدة، وتكون الإجراءات المساندة كالآتي: [6]

  • نظام غذائي قليل الدسم ومتوازن بحيث يتجنب فيه: اللحوم الحمراء، واللبن كامل الدسم، والأطعمة المقلية، والكحوليات، والكافيين، وغيره من ما يهيج الالتهاب ويزيد سوء الأعراض.
  • توزيع الوجبات وتناولها على مدار اليوم بذلك يعطي للبنكرياس وقتاً مستقطع للراحة ولا يجهده في عمليات الهضم الكبيرة.
  • شرب السوائل بكثرة.
  • تناول أطعمة غنية بالبروتينات، ومضادات الأكسدة، مع أخذ مكملات غذائية وفيتامينات.

متى يجب زيارة الطبيب

عند الشعور بألم شديد ومفاجئ في منطقة البطن عليك مراجعة الطبيب على الفور، إذ إن المصاب قد لا يدرك الأعراض أو لا يفهمها، لذلك يتراخى عن استشارة الطبيب، إلا أن الوصول لمرحلة الألم الشديد تعني وجود مشكلة يجب الكشف عنها والبدء في علاجها الفوري. [7]

التهاب البنكرياس يمكن علاجه والشفاء منه بشكل كامل، لذلك على المريض مراقبة الأعراض واتباع نظام صحي خالي من الدهون لإعانة جسمه على الشفاء.

  1. أ ب ت ث "مقال أمراض البنكرياس" ، المنشور على موقع medlineplus.gov
  2. أ ب ت ث ج "مقال التهاب البنكرياس" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  3. أ ب ت "مقلل التهاب البنكرياس" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  4. أ ب ت ث "مقال التهاب البنكرياس" ، المنشور على موقع my.clevelandclinic.org
  5. أ ب ت ث "مقال التهاب البنكرياس" ، المنشور على موقع webmd.com
  6. "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول التهاب البنكرياس" ، المنشور على موقع healthline.com
  7. "مقال نظرة عامة - التهاب البنكرياس الحاد" ، المنشور على موقع nhs.uk
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!