;

علاج التهاب الأذن

  • تاريخ النشر: الخميس، 24 فبراير 2022 آخر تحديث: الإثنين، 09 يناير 2023
علاج التهاب الأذن

التهاب الأذن من الالتهابات الشائعة بين الأطفال بشكلٍ كبيرٍ، إلا أنّه لا يقتصر على الأطفال فقط، وإنما يُمكن أن يصيب جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم؛ فما هي طرق علاج التهاب الأذن؟ وهل الألم أو زيادة إفراز صمغ الأذن دليل على الإصابة، أو من الأعراض المصاحبة لالتهاب الأذن؟

ما هو التهاب الأذن

يحدث التهاب الأذن (بالإنجليزية: Ear Infection) أو ما يعرف بالتهاب الأذن الوسطى عند دخول البكتيريا أو الفيروسات إلى المساحة التي توجد خلف طبلة الأذن، وهي منطقة الأذن الوسطى، ما يؤدي إلى امتلاء تجويف الأذن الوسطى بالقيح والصديد، كما ويصبح السائل الموجود في تجويف الأذن ملوثاً وهذا يؤدي إلى ألم حاد في الأذن.[1]

بعض حالات التهاب الأذن الوسطى تزول من تلقاء نفسها دون الخضوع لأي نوع من العلاجات، في حين تستدعي بعض الحالات الخضوع لخيارات عديدة من العلاج وتتضمن علاجات التهاب الأذن الآتي:[2]

المراقبة والانتظار

قد يتريث الطبيب قبل وصف العلاجات الدوائية للمصاب؛ فقد تتحسن الأعراض خلال يومين كما أنّ بعض حالات التهاب الأذن تشفى من تلقاء نفسها خلال مدة لا تزيد عن أسبوعين، ويوصي الأطباء باتباع أسلوب الانتظار والمراقبة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر وحتى 24 شهراً أو أكبر والذين يعانون من ارتفاع في درجة حرارة الجسم أقل من 39 درجة مئوية، والذين يكون لديهم ألم طفيف في إحدى الأذنين أو كليهما.[2]

العلاجات التخفيفية

من الممكن أن يوصي الطبيب باستخدام علاجات دوائية تخفف من الألم الناتج عن التهاب الأذن وتتضمن هذه العلاجات الآتي:[2]

  • مسكنات الألم: يوصي الطبيب باستخدام الأدوية التي تحتوي على مادة الأسيتامينوفين والتي تتواجد بعدة أشكال صيدلانية، أو الأدوية التي تحتوي على التركيبة العلمية لدواء الإيبوبروفين بهدف تخفيف الألم، وينبغي الإشارة إلى ضرورة الالتزام بالجرعة الموصى بها من قبل الطبيب أو الصيدلاني أو المشروح عنها في النشرة الدوائية، كما أنّ بعض الأدوية المسكنة لا تُعطى للأطفال بما فيها أقراص الأسبرين وذلك لأنه قد يسبب متلازمة راي.
  • القطرات المسكنة: يمكن استخدام قطرات تحتوي على مواد مسكنة للألم وذلك في حال لم يكن في طبلة الأذن ثقب أو تمزق.

المضادات الحيوية

إذا لم يزُل التهاب الأذن خلال فترة المراقبة والانتظار فإنّ الطبيب يلجأ إلى المضادات الحيوية للقضاء على الالتهاب، وقد تكون المضادات الحيوية الخيار العلاجي الأوّل بشكل خاص لدى الأطفال المصابين بالتهاب الأذن وتقل أعمارهم عن 6 أشهر.

توصف المضادات الحيوية للأطفال من عمر 6 أشهر وحتى عمر السنة والذين يكون لديهم ألم متوسط إلى شديد في الأذن في إحدى الأذنين أو كليهما لمدة 48 ساعة على الأقل، وارتفاع درجة حرارة الجسم للدرجة 39 درجة مئوية وأكثر.[2]

جراحة تصريف سوائل الأذن

عندما يكون التهاب الأذن لدى الطفل متكرراً ويحدث لعدة مرات، أو أنّ الطفل مصاب بحالات مرضية أخرى، أو حدث تراكم للسوائل بشكل مستمر داخل الأذن بعد الشفاء من العدوى فإنّ الطبيب يلجأ إلى جراحة أنابيب الأذن وفيها يقوم الجراح بإحداث ثقب صغير في طبلة الأذن أو ما يعرف بضع الطبلة الأذنية وشفط السوائل في الأذن الوسطى.

وبهدف تهوية الأذن الوسطى ومنع تراكم المزيد من السوائل يضع الطبيب أنبوباً صغيراً في فتحة الأذن، وقد يستمر وضع الأنبوب لفترة تتراوح ما بين 4 شهور وحتى عام ونصف ومن ثمّ تزول من تلقاء نفسها أي تسقط هذه الأنابيب، ومن الممكن أن يضع الطبيب أنابيب دائمة تحتاج إزالتها إلى عمل جراحي.[2]

المراقبة ومراجعة الطبيب

يحتاج المصاب بالتهاب الأذن الوسطى المزمن والمتكرر والمصابين الذين يعانون من تراكم السوائل في الأذن الوسطى إلى مراجعة الطبيب بشكل دوري ومستمر، لذا ينبغي التحدث مع الطبيب لتحديد عدد مرات الزيارة والمتابعة، بالإضافة إلى إجراء فحوصات للسّمع واللغة بشكل منتظم.[2]

أعراض التهاب الأذن

يتسبب التهاب الأذن بإظهار مجموعة من الأعراض والتي تتضمن الآتي:[3]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم: يحدث لدى ما يقارب 50% من الأطفال المصابين بالتهاب الأذن ارتفاع في درجة حرارة الجسم وقد تصل إلى 38 درجة مئوية.
  • فقدان الشهية: غالباً ما يكون فقدان الشهية أكثر تأثيراً على الأطفال الصغار إذ إنه يكون واضحاً، وبشكل خاص عند رضاعة الحليب الصناعي وذلك لأنّ الضغط يتغيّر في الأذن الوسطى عندما يبتلع الطفل وهذا يؤدي إلى مزيد من الألم وعدم الرغبة في تناول الطعام.
  • قلة النوم: عادةً ما تزداد حدّة الألم عند استلقاء الطفل لأنّ الضغط يزداد على الأذن وهذا يؤدي إلى عدم نوم الطفل.
  • إفرازات الأذن: من الممكن أن تظهر إفرازات ذات لون بني أو أبيض أو أصفر ويقصد بالإفرازات ليس شمع الأذن إنّما إفرازات سائلة وهي دلالة على أنّ طبلة الأذن قد تمزّقت.
  • مشكلة في السّمع: تتّصل عظام الأذن الوسطى بالأعصاب التي ترسل إشارات كهربائية كصوت إلى الدماغ، ويعمل السائل الموجود خلف طبلة الأذن على إبطاء حركة هذه الإشارات الكهربائية من خلال عظام الأذن الداخلية وهذا يحدث ضعف السمع.

تشخيص التهاب الأذن

يبدأ الطبيب بتشخيص التهاب الأذن من خلال معاينة الأعراض الظاهرة على المصاب، كما ويقوم بفحص الأذنين بأداة تسمّى منظار الأذن الذي يحتوي على عدسة مكبرة ومضاءة، وقد يكشف الفحص بالمنظار الأذني عن وجود ثقب في طبلة الأذن، أو احمرار أو وجود فقاعات هواء أو سائل يشبه القيح داخل الأذن الوسطى، أو وجود نزول للسوائل، أو وجود انتفاخ في طبلة الأذن، لا يعدّ هذا الاختبار مؤلماً لكنه يسبب انزعاجاً للأطفال.

بالإضافة إلى الفحص الجسدي وفحص منظار الأذن يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات ومن أبرزها الآتي:[4]

  • فحص سائل الأذن: من الممكن أن يأخذ الطبيب عيّنة من سائل الأذن ويقوم بتحليلها مخبرياً لتحديد ما إذا كانت هناك أنواع معينة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أم لا.
  • التصوير المقطعي المحوسب: قد يجري الطبيب تصويراً مقطعياً محوسباً لمنطقة الرأس لتحديد ما إذا انتشرت العدوى إلى مناطق أخرى غير الأذن الوسطى أم لا.
  • تحليل الدم: يتم إجراء تحليل الدم للكشف عن كفاءة وظائف الجهاز المناعي لدى المصاب.
  • فحص طبلة الأذن: أو ما يعرف بقياس الطبلة وفيه يقيس الطبيب عن مدى كفاءة طبلة الأذن في الاستجابة للتغيرات في ضغط الهواء داخل الأذن، يقيس فحص طبلة الأذن مقدار الصوت المنعكس من طبلة الأذن لقياس كمية السوائل في الأذن بشكل غير مباشر.
  • اختبار السمع: من الممكن أن يجري الطبيب اختبار السمع إذا كان التهاب الأذن الوسطى مزمناً ويحدث بشكل متكرر.

الوقاية من التهاب الأذن

يمكن اتباع بعض التدابير التي تحمي من الإصابة بالتهاب الأذن وتتضمن هذه الأساليب الآتي:[3]

  • اتباع تدابير الوقاية من نزلات البرد: ينبغي حماية الطفل من الإصابة بنزلات البرد وذلك من خلال تجنب مشاركته الألعاب وأواني الطعام والشراب مع الآخرين، وغسل اليدين بشكل جيد ومتكرر، فقد تبدأ معظم التهابات الأذن بنزلة برد.
  • الرضاعة الطبيعية: يوصي الأطباء وأكاديميات طب الأطفال بضرورة إرضاع الطفل ولمدة لا تقل عن 6 شهور رضاعة طبيعية وذلك لاحتواء حليب الأم على الأجسام المضادة التي تحمي من الإصابة بالتهاب الأذن.
  • تجنب التدخين السلبي: على الرغم من أنّ المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن إلا أنّ التواجد التدخين السلبي في الأماكن التي يوجد فيها تدخين أيضاً يزيد من خطورة الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى لذا ينبغي عدم الجلوس في أماكن يوجد فيها تدخين.
  • السيطرة على الحساسية: وذلك من خلال تقليل التعرض للعوامل التحسسية؛ وذلك لأنها تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الأذن.

إن علاج التهاب الأذن يجب أن يكون بالطُّرق الصحيحة التي تعتمد على الأسباب المؤدية للإصابة، وطرق التشخيص المناسبة، والأعراض المصاحبة، وطرق الوقاية منها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!