;

التربية الجنسية للأطفال أهميتها وتوقيتها المناسب

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 23 يونيو 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
التربية الجنسية للأطفال أهميتها وتوقيتها المناسب

ربما تعرضت لسؤال محرج من طفلك ولم تجد إجابة أو طريقة لإخباره عما يسأل، من هذا الإحراج قد يلزمك البدء باستراتيجية تعلم بها طفلك أساسيات متعلقة بالجنس انطلاقاً من تعليمه ما يتعلق به هو وانتقالاً للآخرين من حوله، للوصول إلى رصيد من التفاصيل المتراكمة تتيح له عدم التعرض لصدمة أو مفاجأة عندما تطرأ على جسمه تغييرات واضحة (بداية البلوغ)، أو عندما يتعرض لموقف ما (تحرش) يجب أن يحسن التصرف به لضمان أمانه. في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن التربية الجنسية للأطفال، كيفيتها وأهميتها.

ما هي التربية الجنسية؟

التربية الجنسية هي التعلم حول مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالجنس والحياة الجنسية، واستكشاف القيم والمعتقدات حول هذه الموضوعات واكتساب المهارات اللازمة لإدارة الصحة الجنسية الخاصة. قد يتم التثقيف الجنسي في المدارس أو في المجتمعات المحلية أو عبر الإنترنت، لكن الآباء يلعبون دوراً حاسماً ومركزياً في توفير التربية الجنسية السليمة والمناسبة للأطفال والمراهقين [1].

متى تبدأ التربية الجنسية للأطفال؟

هو السؤال الأكثر حساسية لارتباطه بقابلية الطفل لتلقي هذه المعرفة، وهناك عدة نقاط هامة مرتبطة بالتوقيت [2]:

  1. يميل الأطفال الأصغر سناً إلى الاهتمام أكثر بالحمل والرضاعة بدلاً من ممارسة الجنس.
  2. ليس عليك شرح كل شيء دفعة واحدة؛ لكن بدء الحديث حول الجنس مبكراً واستمراره مع نمو الطفل أفضل استراتيجية للتربية الجنسية.
  3. البدء بإعطاء المعلومات تدريجياً يجنبك الاضطرار للحديث عن كل ما يلزم معرفته عن الجنس عندما يصل الطفل إلى مرحلة المراهقة، فحينها لن يكون متقبلاً لما تخبره به.
  4. عند التحدث إلى أطفالك حول الجنس فمن المهم شرح الأشياء بطريقة يمكن لطفلك فهمها نظراً لعمره ومستوى نموه.
  5. مع تعرض العديد من الأطفال لعلامات ظهور سن البلوغ أثناء دراستهم الابتدائية أو الإعدادية فمن المهم أن يتعلموا ما يحدث لأجسامهم ولماذا.
  6. يجب أن يعرف الأطفال الحقائق الأساسية حول البلوغ والتكاثر البشري قبل انتقالهم إلى مرحلة الدراسة الثانوية لضمان سلامتهم وتوازنهم النفسي.

شاهدي أيضاً: البلوغ المبكر

كيفية التربية الجنسية للأطفال:

كما ذكر سابقاً فالتدرج بإعطاء الطفل هذه التربية هو الأفضل، وتبعاً لهذه الاستراتيجية تكون التربية الجنسية كالتالي [2]:

من عام لعامين:

  1. يجب أن يكون الأطفال الصغار قادرين على تسمية جميع أجزاء الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية، سيسمح استخدام الأسماء الصحيحة لأجزاء الجسم بالتواصل بشكل أفضل مع أي مشاكل صحية أو إصابات أو اعتداء وتحرش جنسي. كما أنها تساعدهم على فهم أن هذه الأجزاء طبيعية مثل أي أجزاء أخرى؛ ما يعزز الثقة بالنفس وصورة الجسم الإيجابية.
  2. يعرف معظم الأطفال في عمر السنتين الفرق بين الذكر والأنثى، ويستطيعون التعرف على الأشخاص من الجنسين.

ما قبل المدرسة من 2 – 4 أعوام:

  1. يجب على الأطفال أن يفهموا أن أجسادهم خاصة بهم ولا يمكن لأحد لمسها دون إذنهم، إضافة لمعرفتهم طرق اللمس المسموح بها من الآخرين وأنه لا ينبغي لأحد أن يطلب لمس أعضائهم التناسلية باستثناء والديهم أو الطبيب بوجود الأهل.
  2. في هذا العمر يجب أن يتعلم الأطفال السؤال قبل أن يلمسوا شخصاً آخر (المعانقة، الدغدغة)؛ أي معرفة حدودهم واحترام حرية الآخرين من جهة أجسادهم.
  3. علم طفلك الخصوصية حول مشاكل الجسم، ومتى يستطيع أن يكون عارياً وأمام من.
  4. من المهم معرفة طفلك المزيد عن أجزاء الجسم الأخرى ووظائف الجسم.

في المدرسة من 5-8 أعوام:

  1. يجب أن يعرف الأطفال عن الأعراف الاجتماعية الأساسية للخصوصية الجسدية والعري.
  2. يبدأ معظم الأطفال استكشاف أجسادهم بحلول هذا العمر، ويجب أن يفهموا أن هذا أمر طبيعي لكن يجب القيام به على انفراد.
  3. يجب تعليم الأطفال أساسيات البلوغ في نهاية هذه الفترة العمرية؛ حيث سيختبر بعض الأطفال البلوغ المبكر قبل سن العاشرة. حيث يجب أن يتعلموا عن التغييرات التي ستطرأ عليهم وعلى الأجسام الأخرى من غير جنسهم.
  4. علّم أطفالك أهمية النظافة والرعاية الذاتية عند البلوغ.
  5. إجراء هذه المناقشات في وقت مبكر سيعدّ طفلك للتغييرات التي ستحدث خلال فترة البلوغ وسيؤكد له أن هذه التغييرات طبيعية وصحية.

قبل المراهقة من 9 – 12 عاماً:

  1. بالإضافة إلى تعزيز جميع الأشياء التي تعلمها طفلك سابقاً يجب إخباره معلومات أساسية حول الحمل والعدوى المنقولة جنسياً.
  2. من المهم أن يعلم طفلك أن كونه مراهقاً فهذا لا يعني ضرورة أن يكون نشطاً جنسياً.
  3. يجب توعية طفلك اجتماعياً أيضاً، وخاصة لمخاطر مشاركة الصور العارية أو الجنسية الصريحة له أو لأقرانه.

المراهقون من 13 – 18 عاماً:

  1. يتلقى المراهقون معلومات أكثر تفصيلاً عن الحيض والانبعاثات الليلية ويجب أن يعرفوا أنهم طبيعيون وصحيون.
  2. عليك توعية ابنك المراهق أكثر بمعرفة المزيد عن الحمل والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي وكيفية منع الحمل.
  3. قربك من ابنك بموضوع المعلومات الجنسية في هذه الفترة سيزيد ثقته بك وسيخبرك عن مخاوفه وأسئلته وما يتعلق بجسده ورغباته المتنامية حتى، وإن لم يخبرك فبادر إلى سؤاله والتمهيد له بأن هناك أموراً طبيعية حدثت لك عندما كنت في عمره وسيمر بها هو، بذلك أنت تمنحه مزيداً من الاطمئنان.

أهمية التربية الجنسية:

من كل ما ذكر عن كيفية تلقين التربية الجنسية والموضوعات التي تنطوي عليها تبرز أهميتها في أنها [3]:

  1. للتربية الجنسية آثار إيجابية بما في ذلك زيادة معرفة الشباب وتحسين مواقفهم المتعلقة بالصحة والسلوكيات الجنسية والإنجابية.
  2. قد يؤدي الافتقار إلى الثقافة الجنسية الملائمة للعمر والتنمية المناسبة إلى ترك الأطفال والشباب عرضة للسلوكيات الجنسية الضارة والاستغلال الجنسي.
  3. التربية الجنسية مهمة لأن الكثير من الشباب غير المثقفين جنسياً يتلقون معلومات متضاربة حول العلاقات والجنس لانتقالهم من مرحلة الطفولة إلى البلوغ دون تفاصيل صريحة ودقيقة، لذا يعمدون للحصول على معلومات من مصادر مختلفة قد تكون غير موثوقة ولا تناسبهم.
  4. يكون للتربية الجنسية التأثير الأكبر عندما تدرج ضمن البرامج المدرسية بمشاركة الآباء والمعلمين والاختصاصيين النفسيين أيضاً.

وأخيراً.. يبدو من المهم ألا تترك أسئلة طفلك المتعلقة بالجنس دون إجابات شافية ومقنعة، بل من الأفضل أن تبادر أنت بتعليمه ما يجب معرفته حسب عمره للوصول بالنتيجة إلى بناء إنسان سوي نفسياً وسلوكياً.

المصادر:

[1]. مقال: ما هي التربية الجنسية؟ منشور على موقع plannedparenthood.org

[2]. مقال: التربية الجنسية.. ما يجب أن يتعلمه الأطفال ومتى. منشور على موقع sickkids.ca

[3]. مقال: ما أهمية التربية الجنسية الشاملة؟. منشور على موقع unesco.org

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!